سرايا - أعرب الجراح البريطاني محمد طاهر، عن تخوف العاملين في "مستشفى غزة الأوروبي" بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة من مواجهة ذات المصير الذي لحق بـ"مجمع الشفاء الطبي" شمال القطاع.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة العثور على 80 جثة في 3 مقابر جماعية بساحات مجمع الشفاء الطبي، إضافة إلى عشرات أخرى داخل أقسام المجمع.



وقالت الوزارة في بيان إنها عثرت على ما يزيد عن 520 جثة في 7 مقابر جماعية بمستشفيات القطاع، تم اكتشافها على مدى الأشهر الماضية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مشفيي "الشفاء" و"ناصر" و"كمال عدوان" وغيرها.

وفي حوار خاص للأناضول، أوضح طاهر المتطوع في المستشفى الأوروبي أن ما تعرض له "مجمع الشفاء" من تدمير للمعدات الطبية وقتل عدد من المرضى والطواقم الطبية "أثار تخوفا لدى العاملين بمستشفى غزة الأوروبي من مواجهة المصير ذاته".

وقال: "العاملون بمستشفى غزة الأوروبي متخوفون من ذلك، ولا يرغبون في أن يصبحوا أرقاما ضمن أعداد الإصابات، أو الدفن في أرضية المستشفى، كما لا يريدون تعرض معداتهم للتدمير".

الطبيب المختص بجراحة العظام، تطوع للعمل بـ"مستشفى غزة الأوروبي" ضمن فريق من العاملين الصحيين من مختلف البلدان مع منظمة "فجر العلمية" الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة.

وأوضح طاهر أنه تطوع للمجيء إلى غزة بعد ما شاهده خلال السبعة أشهر الماضية من "قتل وتدمير هائل، أدى في تأثر الناس في الولايات المتحدة، وأحيانا حرق أنفسهم"، في إشارة إلى الجندي الأمريكي آرون بوشنل.

وأضاف: "لم أكن أستطع النوم بشكل مناسب، ولم أتمكن من الاستمتاع بالحياة بينما إخواننا وأخواتنا يقتلون بطريقة مروعة".

وتابع: "عقب مشاهدة كيف أن قوى العالم لم تساعدهم (الغزيين) بالشكل الذي كنت أتمناه، قررت عمل ما بوسعي وتطوعت للقدوم إلى هنا".

"الوضع يزداد سوءا"
الجراح البريطاني أوضح أن الوضع "يزداد سوءا" منذ وصوله إلى القطاع والعمل في المستشفى قبل أسبوعين.

وأوضح أنه تمكن من إجراء عمليات معقدة، لكن "الأمور صارت أكثر بؤسا".

وأردف: "مع بدء الاجتياح (لمدينة رفح)، بدأنا في استقبال عددا أكبر من الإصابات نتيجة الهجمات الإسرائيلية".

وأشار إلى أن المستشفى يعاني من شحة الموارد، ونفاد الموارد التي جلبها الفريق الطبي معه، حيث بدأوا في تقليل استهلاك الغذاء والماء.

وقال طاهر إن "أغلب العاملين في المستشفى يعيشون في رفح، وجرى تهجريهم من مساكنهم، واضطروا للمغادرة بحثا عن الأمان لهم ولعائلاتهم".

وتابع: "الأمور أصبحت أكثر صعوبة مع قلة الوقود لتشغيل المستشفى".

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في رفح التي بدأها في 6 مايو/ أيار الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعياتها، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش إليها بزعم أنها "آمنة" قبل أن يشن عليها غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.

استمرار القصف
وتحدث طاهر عن استمرار القصف الإسرائيلي في خان يونس قائلا: "نسمع حاليا أصوات غارات جوية بشكل أكثر حول المستشفى، خاصة في الليل، حيث نستيقظ على أصوات الانفجارات، ونتساءل عن عدد القتلى في كل غارة وعن الموجودين هناك (من الفرق الطبية)".

وأوضح أن "سيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول إلى مكان ضحايا الغارات، ولا أحد يستطيع مساعدتهم، خاصة وأنها تحدث قرب الفجر".

وقال الطبيب إن ذلك يشعره بالانزعاج، مضيفا: "نحن هنا للمساعدة، ولكن لا أحد يستطيع جلب الناس (المصابين) إلينا".

وأوضح أن التحرك في غزة يحتاج إلى الحصول على تصريح بعد توضيح خط الحركة بالضبط، وأي تغيير في مسار الطريق "يعرض لخطر كبير" كما حصل من أحد موظفي الأمم المتحدة الذي تعرض لإصابة.

الجراح البريطاني قال إنه يعالج طوال اليوم مرضى ومصابين من جميع الأعمار، موضحا أن بعض الإصابات "ليست حديثة، ولكن حدثت خلال السبعة أشهر الماضية".

وأوضح أن عدم شفاء بعض الإصابات يعود لأسباب متعددة منها "عدم الحصول على الرعاية الصحية أو الجراحية اللازمة، أو تجاهل الإصابات، أو قلة المعدات التي تمكن من إجراء عمليات بالشكل الصحيح".

وشدد على أن الفرق الطبية في المستشفى تحاول تقديم خدماتها "رغم شحة المعدات وقلة الموظفين".

مجزرة وشيكة
طاهر تحدث عن صعوبة إيجاد مكان آمن لسكان غزة، وقال: "كعامل إنساني أجنبي لدي فرصة للمغادرة في نهاية عملي، ولكن الغزيين لا يستطيعون ذلك، إلى أين يذهبون ومن سيعتني بهم؟!".

وأضاف: "أتألم عندما أفكر في المغادرة، لأنني أشعر بالقلق على هؤلاء الناس الرائعين واللطفاء والكرماء".

رسالتي إلى كل العالم الحر هي: "قد تعتقد أنك لن تستطيع تحقيق الكثير أو إيقاف ما يحصل هنا، ولكن التأثير الجمعي كبير، وبغض النظر عن قلة ما ستقدمه، علينا فعل شي لمساعدة أهالي غزة".

وتابع: "الناس هنا على وشك التعرض لمجزرة واجتياح رفح، وفي حال حدوث ذلك سنشاهد قتل بشكل هائل، حيث ستظهر مأساة إضافية".

وأردف: "ذهبت إلى خان يونس وشاهدت بأم عيني حجم دمار كارثي بشكل لا يمكن التخيل أن يفعله البشر لبعضهم البعض".

وشدد على أن "الوضع أكبر مما يمكن استيعابه، ولذلك علينا فعل ما نستطيع، وأشجع أي مسعف أو غيره على القدوم شخصيا إلى هنا".

وأوضح أن الذهاب إلى غزة "ذو مخاطر"، ولكن من يذهب إلى هناك "يشعر أنه يقدم عملا ربانيا مرضي بشكل كبير".

وفي ختام حديثة، دعا الجراح طاهر إلى مساعدة سكان غزة وإنهاء المجزرة".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة الأوروبی فی المستشفى وأوضح أن

إقرأ أيضاً:

حوار إستراتيجي قطري بريطاني يبحث مسارات تعزيز الشراكة

الدوحة- سيطرت قضايا التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة على أعمال الحوار الإستراتيجي القطري البريطاني الثاني الذي انطلق أمس الأحد في الدوحة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.

ويأتي الاجتماع تحت شعار "شركاء من أجل المستقبل"، في دلالة على الرؤية المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي واستشراف آفاق أرحب للتكامل والعمل المشترك، عبر الحوار الذي يعد محطة جديدة أخرى في مسيرة العلاقات القطرية البريطانية.

كما تأتي أعمال الحوار استكمالا للزخم الذي تولد عن زيارة الدولة التي قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني إلى لندن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تلبية لدعوة الملك تشارلز الثالث وشهدت لقاءات رفيعة المستوى، تم على إثرها الاتفاق على سلسلة من المسارات لتعزيز الشراكة بين البلدين.

مسارات التعاون

وتشمل المسارات مجالات محورية من بينها:

التجارة والاستثمار. ومواجهة التحديات العالمية. ودعم النمو المتبادل. والابتكار التكنولوجي. والتحول إلى الاقتصاد الأخضر المستدام. والتعاون في علوم الحياة والصناعات الإبداعية. وتعزيز التبادل الثقافي. والتعاون في تسوية النزاعات وتبادل الخبرات. إعلان

وفي مؤتمر صحفي مشترك، أمس الأحد في الدوحة، أشار وزير الخارجية القطري إلى تحركات قطرية بريطانية مكثفة لتعميق التعاون على مختلف المستويات، موضحا أنه تُعقد -تحت مظلة هذا الحوار- 8 مجموعات عمل مشتركة تعمل على وضع الخطوات العملية لتحقيق تطلعات البلدين.

وأكد أن "المستقبل المزدهر هو شعار نقف خلفه جميعا، وقطر تستثمر بأكثر من 40 مليار جنيه إسترليني (1 جنيه يعادل 1،33 دولار) في الاقتصاد البريطاني مما يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق النمو والازدهار في المملكة المتحدة ويحقق العوائد للصندوق السيادي القطري، كما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 1.6 مليار جنيه إسترليني في عام 2024″.

وشدد على أن الشراكة بين البلدين أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى في ضوء المخاطر الكبرى والتصعيد المستمر والمتصاعد الذي يهدد الأمم الدولية، وأعلن عن توقيع خطاب للنوايا للتعاون في مجال السلام والمصالحة وتسوية النزاعات.

وأكد أن "المخاطر اليوم أعلى من أي وقت مضى، فالتصعيد والعدوان والحصار الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، واستمرار تسييس المساعدات الإنسانية واستهداف العاملين في المجال الإنساني واستخدام الجوع كأداء للعقاب الجماعي، يضع منطقتنا على حافة الهاوية، مما يمثل تحديا لإنسانيتنا، وتركه دون محاسبة هو دعوة مفتوحة لمن تسول له نفسه اتباع هذه الأساليب اللاإنسانية في فرض إرادة سياسية على أي شعب يبحث عن حريته".

وتابع "سنظل ملتزمين بالعمل على تهدئة الأوضاع ومطالبة إسرائيل بالكف عن منع دخول المساعدات الإنسانية، ونعمل بلا كلل لدعم جميع الجهود الرامية إلى حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض".

علاقة متينة

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن علاقة بلاده بدولة قطر طويلة الأمد ومتينة تقوم على أسس الصداقة والاحترام المتبادل، موضحا أن التعاون يمتد إلى مجالات العلوم، والابتكار، والتنمية، والوساطة، والصحة، والتعليم، بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

إعلان

وأكد أنه يقدر نصائح وجهود رئيس الوزراء القطري من أجل السلام والمصالحة، ويثمن خبرته الكبيرة في المشهد العالمي، مشيرا إلى أن الحوار الإستراتيجي القطري البريطاني حيوي ومثمر، وأن الشراكة بُنيت على طموح مشترك، وستسهم في خلق فرص عمل وزيادة النمو والاستثمار في البلدين.

وأضاف لامي أن الحرب المدمرة في غزة يجب أن تنتهي بسرعة وأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإحلال السلام، معبرا عن امتنانه لدور قطر في الوساطة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتأمين إطلاق سراح من تبقى من المحتجزين في القطاع، بمن فيهم 3 مرتبطون بالمملكة المتحدة.

الرميحي: هناك رغبة مشتركة بين لندن والدوحة في تطوير التعاون بما يتلاءم مع المتغيرات العالمية (الجزيرة)

وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة سعد الرميحي إنه منذ منتصف القرن الماضي، نشأت العلاقات بين قطر وبريطانيا على أسس متينة من التعاون والصداقة، وشهدت العقود الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والأمنية.

وتطورت هذه العلاقة، يتابع، لتتحول إلى شراكة إستراتيجية حقيقية قائمة على تبادل المصالح وتعزيز أوجه التعاون بما يخدم تطلعات البلدين وشعبيهما.

وأضاف الرميحي أن الدوحة تُعد في الوقت الحالي من أبرز المستثمرين في المملكة المتحدة في مختلف القطاعات الحيوية مثل العقارات والطاقة والبنية التحتية، والصناعات المتطورة، كما توجد جالية بريطانية فاعلة ومزدهرة في قطر تساهم في مختلف قطاعات الاقتصاد والتعليم والصحة.

وأوضح أن العلاقات الدولية تقوم على مبدأ المصالح المشتركة، و"العلاقات القطرية البريطانية اليوم لا شك تقوم على هذا المبدأ وهناك رغبة صادقة في تطوير آفاق التعاون بما يتلاءم مع المتغيرات العالمية، وسط إدراك واضح من الطرفين أن مستقبل العلاقات يجب أن يبنى على أسس شراكة عملية".

إعلان علاقات تاريخية

وأكد الرميحي أن قطر من أكبر الدول المحبة للسلام في العالم، وتلعب دور الوسيط النزيه والمعروف عالميا في حل النزاعات وتستند فيه إلى شبكة علاقات دولية واسعة ومتشعبة، وفي هذا الإطار، تبرز أهمية تعميق التعاون مع المملكة المتحدة باعتبارها قوة عالمية لها وزنها السياسي والدبلوماسي.

ومن خلال تعزيز هذا التعاون، يمكن للطرفين العمل معا على تعظيم الجهود المشتركة في دعم الاستقرار الإقليمي وبناء عالم أكثر أمنا وسلاما وعدلا، وفق الرميحي.

من جهته، قال رئيس تحرير جريدة الوطن القطرية محمد حجي للجزيرة نت إن الحوار يُعقد في توقيت دولي شديد الدقة، وفي ظل تحولات إقليمية وعالمية متسارعة، ويحمل عنوانا معبرا "شركاء من أجل المستقبل" والذي لا يعكس تطلعات الطرفين فقط، بل يترجم عمق علاقاتهما الممتدة عبر عقود من التعاون والثقة المتبادلة.

وأكد أن توقيت انعقاد هذا الحوار له رمزية بالغة، إذ يأتي وسط تحديات إقليمية كبرى أبرزها استمرار العدوان على غزة، والتغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تعيد رسم ملامح العلاقات الدولية، ويمثل منصة إستراتيجية للجانبين لبحث سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك من أجل الاستقرار الإقليمي والدولي.

حجي: قطر تمتلك كل المقومات اللازمة لتطوير علاقاتها الدولية (الجزيرة)

ولا يمكن فهم أهمية هذا الحوار، وفق حجي، دون الإشارة إلى الأساس التاريخي الراسخ للعلاقات القطرية البريطانية التي تتسم بقدر عالٍ من الاحترام المتبادل والشراكة العميقة التي امتدت على مدار عقود طويلة وشهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا من الاستثمار والتجارة، إلى الثقافة والتعليم، مرورا بالتعاون الأمني والدفاعي.

وأضاف أن قطر تمتلك كل المقومات اللازمة لتطوير علاقاتها الدولية، وعلى رأسها مع بريطانيا، وسواء في التكنولوجيا الحديثة، والطاقة النظيفة، والصناعات الإبداعية، والبحث العلمي، أو في المجالات التقليدية مثل التجارة والاستثمار والتعليم، تبرز الدوحة كلاعب موثوق وشريك ديناميكي قادر على إحداث فارق إيجابي في العلاقات الثنائية.

إعلان

وحسب حجي، لم تقتصر محاور الحوار فقط على تطوير التعاون الثنائي، بل شملت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها السعي لاستقرار المنطقة، فقد أثبتت قطر خلال الأشهر الأخيرة دورها البارز في الوساطة في الحرب على غزة، ومن ثم يأتي التعاون مع بريطانيا كقوة دولية فاعلة وعضو دائم في مجلس الأمن، ليضيف زخما حيويا إلى الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • اقتصادي ألماني: خفض الفائدة لن ينقذ الليرة التركية
  • مسؤول في البنك المركزي الأوروبي يوضح مصير سعر الفائدة
  • حوار إستراتيجي قطري بريطاني يبحث مسارات تعزيز الشراكة
  • كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
  • مصرع 11 شخصاً وعشرات الإصابات في حادث دهس بمهرجان للجالية الفليبينية
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يواصل دعمه للأونروا والصليب الأحمر بغزة
  • هجوم إسرائيلي على وزير بريطاني طالب بالتحقيق في استهداف المسعفين بغزة
  • مونبلييه يهبط إلى الثانية.. وستراسبورج يعّمق جراح سانت اتيان
  • مدير مجمع الشفاء: الحالة الصحية العامة بغزة خطيرة وغير مسبوقة
  • مراسلة سانا: بدء فعاليات المؤتمر الختامي لحملة شفاء، التي أطلقتها وزارة الصحة، بالتعاون مع التجمع السوري في ‏ألمانيا ومنظمة الأطباء المستقلين، وذلك في المشفى ‏الجامعي بدمشق