جراح بريطاني: المشفى الأوروبي بغزة قد يواجه نفس مصير الشفاء
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
سرايا - أعرب الجراح البريطاني محمد طاهر، عن تخوف العاملين في "مستشفى غزة الأوروبي" بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة من مواجهة ذات المصير الذي لحق بـ"مجمع الشفاء الطبي" شمال القطاع.
والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة العثور على 80 جثة في 3 مقابر جماعية بساحات مجمع الشفاء الطبي، إضافة إلى عشرات أخرى داخل أقسام المجمع.
وقالت الوزارة في بيان إنها عثرت على ما يزيد عن 520 جثة في 7 مقابر جماعية بمستشفيات القطاع، تم اكتشافها على مدى الأشهر الماضية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مشفيي "الشفاء" و"ناصر" و"كمال عدوان" وغيرها.
وفي حوار خاص للأناضول، أوضح طاهر المتطوع في المستشفى الأوروبي أن ما تعرض له "مجمع الشفاء" من تدمير للمعدات الطبية وقتل عدد من المرضى والطواقم الطبية "أثار تخوفا لدى العاملين بمستشفى غزة الأوروبي من مواجهة المصير ذاته".
وقال: "العاملون بمستشفى غزة الأوروبي متخوفون من ذلك، ولا يرغبون في أن يصبحوا أرقاما ضمن أعداد الإصابات، أو الدفن في أرضية المستشفى، كما لا يريدون تعرض معداتهم للتدمير".
الطبيب المختص بجراحة العظام، تطوع للعمل بـ"مستشفى غزة الأوروبي" ضمن فريق من العاملين الصحيين من مختلف البلدان مع منظمة "فجر العلمية" الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة.
وأوضح طاهر أنه تطوع للمجيء إلى غزة بعد ما شاهده خلال السبعة أشهر الماضية من "قتل وتدمير هائل، أدى في تأثر الناس في الولايات المتحدة، وأحيانا حرق أنفسهم"، في إشارة إلى الجندي الأمريكي آرون بوشنل.
وأضاف: "لم أكن أستطع النوم بشكل مناسب، ولم أتمكن من الاستمتاع بالحياة بينما إخواننا وأخواتنا يقتلون بطريقة مروعة".
وتابع: "عقب مشاهدة كيف أن قوى العالم لم تساعدهم (الغزيين) بالشكل الذي كنت أتمناه، قررت عمل ما بوسعي وتطوعت للقدوم إلى هنا".
"الوضع يزداد سوءا"
الجراح البريطاني أوضح أن الوضع "يزداد سوءا" منذ وصوله إلى القطاع والعمل في المستشفى قبل أسبوعين.
وأوضح أنه تمكن من إجراء عمليات معقدة، لكن "الأمور صارت أكثر بؤسا".
وأردف: "مع بدء الاجتياح (لمدينة رفح)، بدأنا في استقبال عددا أكبر من الإصابات نتيجة الهجمات الإسرائيلية".
وأشار إلى أن المستشفى يعاني من شحة الموارد، ونفاد الموارد التي جلبها الفريق الطبي معه، حيث بدأوا في تقليل استهلاك الغذاء والماء.
وقال طاهر إن "أغلب العاملين في المستشفى يعيشون في رفح، وجرى تهجريهم من مساكنهم، واضطروا للمغادرة بحثا عن الأمان لهم ولعائلاتهم".
وتابع: "الأمور أصبحت أكثر صعوبة مع قلة الوقود لتشغيل المستشفى".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في رفح التي بدأها في 6 مايو/ أيار الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعياتها، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش إليها بزعم أنها "آمنة" قبل أن يشن عليها غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.
استمرار القصف
وتحدث طاهر عن استمرار القصف الإسرائيلي في خان يونس قائلا: "نسمع حاليا أصوات غارات جوية بشكل أكثر حول المستشفى، خاصة في الليل، حيث نستيقظ على أصوات الانفجارات، ونتساءل عن عدد القتلى في كل غارة وعن الموجودين هناك (من الفرق الطبية)".
وأوضح أن "سيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول إلى مكان ضحايا الغارات، ولا أحد يستطيع مساعدتهم، خاصة وأنها تحدث قرب الفجر".
وقال الطبيب إن ذلك يشعره بالانزعاج، مضيفا: "نحن هنا للمساعدة، ولكن لا أحد يستطيع جلب الناس (المصابين) إلينا".
وأوضح أن التحرك في غزة يحتاج إلى الحصول على تصريح بعد توضيح خط الحركة بالضبط، وأي تغيير في مسار الطريق "يعرض لخطر كبير" كما حصل من أحد موظفي الأمم المتحدة الذي تعرض لإصابة.
الجراح البريطاني قال إنه يعالج طوال اليوم مرضى ومصابين من جميع الأعمار، موضحا أن بعض الإصابات "ليست حديثة، ولكن حدثت خلال السبعة أشهر الماضية".
وأوضح أن عدم شفاء بعض الإصابات يعود لأسباب متعددة منها "عدم الحصول على الرعاية الصحية أو الجراحية اللازمة، أو تجاهل الإصابات، أو قلة المعدات التي تمكن من إجراء عمليات بالشكل الصحيح".
وشدد على أن الفرق الطبية في المستشفى تحاول تقديم خدماتها "رغم شحة المعدات وقلة الموظفين".
مجزرة وشيكة
طاهر تحدث عن صعوبة إيجاد مكان آمن لسكان غزة، وقال: "كعامل إنساني أجنبي لدي فرصة للمغادرة في نهاية عملي، ولكن الغزيين لا يستطيعون ذلك، إلى أين يذهبون ومن سيعتني بهم؟!".
وأضاف: "أتألم عندما أفكر في المغادرة، لأنني أشعر بالقلق على هؤلاء الناس الرائعين واللطفاء والكرماء".
رسالتي إلى كل العالم الحر هي: "قد تعتقد أنك لن تستطيع تحقيق الكثير أو إيقاف ما يحصل هنا، ولكن التأثير الجمعي كبير، وبغض النظر عن قلة ما ستقدمه، علينا فعل شي لمساعدة أهالي غزة".
وتابع: "الناس هنا على وشك التعرض لمجزرة واجتياح رفح، وفي حال حدوث ذلك سنشاهد قتل بشكل هائل، حيث ستظهر مأساة إضافية".
وأردف: "ذهبت إلى خان يونس وشاهدت بأم عيني حجم دمار كارثي بشكل لا يمكن التخيل أن يفعله البشر لبعضهم البعض".
وشدد على أن "الوضع أكبر مما يمكن استيعابه، ولذلك علينا فعل ما نستطيع، وأشجع أي مسعف أو غيره على القدوم شخصيا إلى هنا".
وأوضح أن الذهاب إلى غزة "ذو مخاطر"، ولكن من يذهب إلى هناك "يشعر أنه يقدم عملا ربانيا مرضي بشكل كبير".
وفي ختام حديثة، دعا الجراح طاهر إلى مساعدة سكان غزة وإنهاء المجزرة".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة الأوروبی فی المستشفى وأوضح أن
إقرأ أيضاً:
"الطبيب المعجزة" على الأعناق في غزة.. ما قصته؟
تصدر اسم محمد طاهر، أو كما يُلقّب "الطبيب المعجزة"، مواقع التواصل الاجتماعي، بعد رحلة شاقة جسّد فيها كل معاني التضحية والإخلاص، لإنقاذ حياة الآلاف في قطاع غزة.
وأظهرت مقاطع مصورة "الطبيب المعجزة"، محمولاً على الأكتاف من قبل أهالي غزة، تزامناً مع احتفالاتهم باتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيدخل حيز التنفيذ، يوم الأحد المقبل.
من هو محمد طاهر؟هو طبيب عراقي الأصل، متخصص في جراحة الأطراف الدقيقة، ومتطوع ضمن الفريق الطبي الأوروبي في غزة، غادر عائلته في لندن ليتطوّع بالخدمات الطبية الجراحية في المستشفى الأوروبي جنوب غزة، مجاناً.
ويعد الطبيب العراقي من الكوادر الطبية القليلة، التي ما زالت تعمل في شمال غزة، وكان قد دخل القطاع قبل 5 أشهر مع وفد طبي في مؤسسة الفجر.
من حقنا ان نفتخر بك ????????
سكان غزة يحتفلون مع أبن العراق الفذ
الدكتور #محمد_طاهر الذي لُقِبَ بالطبيب
المعجزة حيث أجرى أكثر من 300 عملية
اغلبها إعادة ربط اطراف مبتورة لأطفال غزة.
هذا هو المجاهد الحقيقي وليس ابطال المواقع#محمد_طاهر #غزة #العراق pic.twitter.com/j0ec76eTdp
حقق الطبيب العراقي معجزة طبية في قطاع غزة، بعدما أعاد يد الفتاة الفلسطينية (مريم 9 سنوات)، التي بُترت إثر قصف إسرائيلي عنيف.
وحسب تفاصيل الحادثة، بقيت اليد المبتورة 3 أيام تحت الركام، وطلب الطبيب من أسرة الفتاة البحث عنها وإحضارها، للتأكد مما إذا كان هناك إمكانية لإعادة وصلها بجراحة نوعية ومعقدة، وسط ظروف صحية سيئة، وإمكانيات شبه معدومة.
ونجح الجراح العراقي في تجديد الفرحة بقلب الطفلة الفلسطينية، بعد إعادة توصيل يدها المبتورة، والتي عُثِر عليها بصعوبة تحت الركام، ليعيد الأمل لعائلتها بعد عملية شبه مستحيلة.
الطبيب العراقي محمد طاهر الموسوي
صارله اكثر من 5 اشهر متطوع بغزة ❤️❤️❤️❤️ pic.twitter.com/t1cKooZkjI
وقال الطاهر: "وصلت إلى غزة منذ 6 أشهر، ضمن وفد مؤسسة (فجر سينتيفيك)، وأجريت عمليات معقدة كثيرة. شعرت أنه من الواجب إعطاء مريم فرصة. لا يجوز أن تعيش طفلة في هذا العمر دون يد، وسأبذل كل جهدي لإنجاح علاجها، حتى لو تطلب ذلك تأجيل سفري".
وأكد الطبيب أن حالة الطفلة مستقرة، لكنها تواجه مرحلة حرجة بسبب إمكانية تعرضها للالتهاب، حيث أن اليد كانت ملوثة بالأتربة والبارود جراء القصف.
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، يفقد 10 أطفال إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم في غزة. كما قالت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ليزا دوتن: "غزة باتت موطناً لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث".