قوات دولية وتطبيق حل الدولتين.. هل توصيات القمة العربية قابلة للتطبيق؟
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
وسط وضع استثنائي في المنطقة، أصدرت الدول العربية المجتمعة في العاصمة البحرينية المنامة، بيانا يركز في معظمه على الحرب في قطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حل الدولتين ونشر قوات دولية بالأراضي الفلسطينية، فهل تلك الدعوات قابلة للتطبيق على أرض الواقع؟ وما رد إسرائيل المتوقع على تلك التوصيات؟
والخميس، دعا القادة العرب إلى نشر قوات دولية "في الأرض الفلسطينية المحتلة" لحين تنفيذ حل الدولتين، في ختام القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عقدت في البحرين.
وأيدت الدول العربية الـ22 في البيان الختامي دعوة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، إلى "عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
توصيات "واقعية" أم "غير قابلة للتطبيق"؟يشدد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب، سمير فرج، على أن قمة المنامة وما صدر عنها من توصيات قد "وحدت جهود الدول العربية تجاه ما يحدث في قطاع غزة".
وأثبتت تلك التوصيات أن هناك "موقف عربي موحد يدعم المقاومة الفلسطينية وأهل غزة"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
وفي سياق متصل، يرى المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن بيان قمة المنامة وما صدر عنها من توصيات هي "واقعية"، وفق الظروف والقدرات الحالية والتداخلات بمنطقة الشرق الأوسط.
والقضية بالشرق الأوسط "متداخلة مع القوى الكبرى"، ما يعني أنه يمكن للدول العربية "اتخاذ القرارات" لكن الأهم هو بـ"القدرة على تنفيذها"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويشير إلى أن التوصيات "واقعية جدا"، لكن البيان "القوي" سوف يرتطم بإرادة الدول الأخرى.
ويقول: "من سوف يوقف إطلاق النار هي إسرائيل ومن يستطيع الضغط عليها هي الولايات المتحدة".
ويشدد آل عاتي على أن البيان "حاول الانتصار للقضية الفلسطينية" لكن هناك عقبات كبيرة قد تعوق تنفيذه، نظرا لتداعيات وتداخلات القضية مع "استراتيجيات الدول الأخرى".
ويصف المحلل السياسي السعودي مقترح نشر قوى أممية في الأراضي الفلسطينية بـ"أفكار قد تكون قابلة للتطبيق".
لكن المقترح يحتاج للمزيد من "التفسير والمفاوضات"، ويجب توضيح من سوف يشارك في تلك القوة "متعددة الجنسيات"، وهل ستوافق الولايات المتحدة وإسرائيل على وجودها، ومن سوف يمول تشكيلها، وفق آل عاتي.
قمة محبطةأما المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، عادل الغول، فيصف القمة العربية بـ"المحبطة"، وبيانها بـ"الضعيف للغاية".
ولا يمكن من خلال "بيان القمة"، إجبار إسرائيل على "وقف إطلاق النار، والانسحاب وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ولكن يمكن تطبيق بعض بنود بيان "قمة المنامة"، ويمكن عقد مؤتمر دولي للسلام بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف إطلاق النار، وبالتالي بحث إمكانية تنفيذ "حل الدولتين"، وفق الغول.
ويشير إلى أن نشر قوات دولية "متعددة الجنسيات"، لحفظ الأمن في القطاع "أمر وارد"، وهناك موافقة من عدة دول عربية بالمشاركة في هذه القوة، وحماس "لا يوجد لديها أي تحفظ" بهذا الشأن، بعد انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، ولكن ليس قبل ذلك.
ومن جانبه، يؤكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، أن القمة العربية جاءت في ظل "أوضاع استثنائية وتوقيت عصيب"، بحكم التطورات التي تشهدها المنطقة بأسرها".
لكن البيان الصادر عن القمة "عادي" ولم يكن على قدر التطلعات المتوقعة قبل الانعقاد، ولم يواكب "التطورات التي تشهدها المنطقة" ولا يوجد به "أي حزم أو حسم"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ودعوات نشر قوات دولية في الأرض الفلسطينية "غير واقعية ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع"، وقرار التطبيق من عدمه في يد إسرائيل وحدها، حسبما يشدد عيد.
وفي سياق متصل، يرى الباحث السياسي بمنتدى الشرق الأوسط في لندن، أحمد عطا، أن بعض بنود البيان "حاولت تلبية متطلبات الشارع العربي"، لكن "بلا تأثير على أرض الواقع".
والمطالب التي جاءت في البيان وعلى رأسها الدعوات لنشر قوات دولية هي "شكلية ولا يمكن أن تنفذ وجاءت لمغازلة الشارع العربي"، ولكن لن تقبل إسرائيل بتطبيقها على أرض الواقع، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويشير عطا إلى أن "الرد الإسرائيلي جاء سريعا على القمة العربية"، وفي اليوم ذاته الذي صدر خلاله "بيان المنامة".
هل ردت إسرائيل على مخرجات القمة العربية؟يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بتنفيذ "هجوم واسع" على رفح التي يقول إنها "آخر معقل رئيسي لحماس في غزة".
وأعلنت إسرائيل، الخميس، أن جيشها "سيكثف عملياته البرية" في رفح، ما يعني التوغل بشكل أعمق في المدينة التي لجأ إليها 1.4 مليون فلسطيني هربا من الحرب المستمرة منذ 7 أشهر في قطاع غزة.
والخميس، قال نتانياهو، متوجها إلى جنود في منطقة رفح إن "المعركة في رفح حاسمة".
وأضاف "لا يقتصر الأمر على (وجود) بقية كتائبها (حماس) فحسب (في رفح)، بل إنها (المدينة) بمثابة شريان حياة لها للهروب وإعادة الإمداد"، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه.
وقبل ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن "قوات إضافية ستدخل" رفح و"سيتكثف النشاط (العسكري)" فيها.
وفي هذا السياق، يشير المحلل السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار، إلى أن "إسرائيل وحدها من تقرر متى تنتهي العملية العسكرية في قطاع غزة بشكل عام ورفح بشكل خاص".
وإسرائيل "لن تسمح أبدا" بوجود قوات دولية بالأراضي الفلسطينية، وهذا المقترح يصب في صالح "مقترحيه" لكنه "لا يتوافق مع المصلحة الإسرائيلية"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويضيف:" مع احترامنا للجميع.. نحن لا نثق بأحد إلا بأنفسنا".
وإسرائيل تتصرف "وفق مصالحها الأمنية وما تراه ملائما حسب الظروف على الأرض"، حسبما يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي.
ويشير اللواء فرج إلى أن "نتانياهو ضرب ببيان القمة العربية عرض الحائط ولن ينفذ التهدئة ووقف إطلاق النار"، واصفا ما يحدث بـ"الأمر المتوقع".
ولكن يجب أن يكون هناك "رد عربي موحد" على ما فعله نتانياهو، على أن يكون "الرد المشترك من خلال جامعة الدول العربية"، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي المصري.
ومن جانبه، يرى عطا أن نتانياهو "أسقط كل ما جاء في بيان القمة العربية بالمنامة، ووضع الكثير من الدول العربية في موقف تاريخي حرج".
نتائج "صفرية" أم "محورية"؟سبق لقادة الدول العربية أن عقدوا قمة طارئة في العاصمة السعودية الرياض في نوفمبر، كانت مشتركة مع منظمة التعاون الإسلامي.
ودان المجتمعون حينها الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن القمة "عجزت" عن اتخاذ قرارات مباشرة ضد إسرائيل، على غرار طرد سفراء أو قطع إمدادات النفط بما يعكس "الغضب الشعبي الكبير" في العالمين العربي والإسلامي تجاه استمرار الحرب.
ولذلك، يربط الغول تطبيق "مخرجات القمة" بوجود "وقفة جادة وتوجه عربي فاعل" للضغط على إسرائيل حتى تقدم تنازلات فيما يتعلق بالمفاوضات أو وقف الحرب وعدم اجتياح رفح.
لكن على جانب آخر، يشدد كيدار على أنه "لا يمكن لأحد فرض أمر واقع على إسرائيل".
ويقول: "إذا كانوا يريدون السلام فعلا.. ليجلسوا معنا.. ويتفاوضوا معنا.. لكن لا يمكن الجلوس في البحرين وإرسال الإملاءات إلينا.. ونحن نستقبلها استقبال حافل".
ومن جانبه، لا يتوقع عيد "نتائج كبرى" بما يتعدى "التنسيق المشترك بين بعض الدول العربية حول تقديم مساعدات إضافية لغزة".
ولا يملك العرب في الوقت الحالي "ما هو أكثر من ذلك"، ورغم امتلاكهم أوراق ضغط لكن "لا توجد رغبة في استخدامها من الأساس"، وفق الباحث في شؤون الشرق الأوسط.
أما اللواء فرج فيشدد على أن الدول العربية لديها "الكثير من أدوات الضغط (الجاهزة للاستخدام) والتي يمكن من خلالها الضغط على إسرائيل"، لكنه رفض الكشف عن "ماهية تلك الأدوات".
وهناك "محددات تفرض على الدول العربية عدم استخدام أدوات للضغط في الوقت الحالي"، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي المصري.
واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط 35303 قتلى معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 79261، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع، الجمعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحلل السیاسی على أرض الواقع نشر قوات دولیة الدول العربیة القمة العربیة الشرق الأوسط حل الدولتین إطلاق النار فی قطاع غزة لا یمکن على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
استشهاد صياد فلسطيني بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي مركبه بقذيفة شمال غزة
أستشهد صياد فلسطيني، مساء اليوم الجمعة، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي مركبه بقذيفة في منطقة بحر السودانية شمال غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الصياد محمد رياض صيام (22 عامًا) استشهد، قرب بحر منطقة السودانية شمال غزة، بعد إطلاق بوارج الاحتلال قذيفة تجاه مركبه.
كما أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها بلدة بيتا جنوب نابلس، بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن شابًا (18 عامًا) أصيب برصاص الاحتلال الحي بالفخذ في بلدة بيتا، وجرى نقله إلى المستشفى.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بعدة آليات عسكرية بلدة بيتا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص صوب الشبان، ما أدى إلى إصاب شاب بالرصاص الحي في الفخذ.
وفي وقت سابق، استشهد الشاب عمر عبد الحكيم داوود اشتية (21 عاما)، متأثرا بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال في الرأس، خلال اقتحامها قرية سالم شرق نابلس.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص مباشرة صوب رأس الشاب اشتية، بينما كان يقف أمام أحد المحال التجارية في القرية.
من جهة أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي - في بيان اليوم - إنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري نتيجة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر الحدودية أمام الإمدادات الإنسانية والتجارية.
ومطلع الشهر الجاري، عاودت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح البرنامج الأممي أن أسعار المواد الغذائية التجارية آخذة في الارتفاع منذ إغلاق المعابر، حيث زادت أسعار بعض المواد الأساسية مثل الدقيق والسكر والخضراوات بأكثر من 200 بالمئة، وفق موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وأشار البرنامج إلى بدء بعض التجار المحليين حجب البضائع بسبب عدم اليقين بشأن وصول إمدادات جديدة.
وذكر أن لديه حاليا مخزونات غذائية كافية لدعم المطابخ والمخابز العاملة في القطاع لمدة تصل إلى شهر، إضافة إلى طرود غذائية جاهزة للأكل لدعم 550 ألف شخص لمدة أسبوعين.
وقال البرنامج الأممي إنه يدعم حاليا 33 مطبخا في جميع أنحاء غزة تقدم ما مجموعه 180 ألف وجبة ساخنة يوميا. كما يدعم البرنامج 25 مخبزا، ولكن في 8 مارس اضطرت 6 من المخابز إلى الإغلاق بسبب نقص غاز الطهي.
ولدى البرنامج أيضا نحو 63 ألف طن متري من المواد الغذائية المتجهة إلى غزة، وهذا يعادل توزيعات لشهرين إلى ثلاثة أشهر لـ 1.1 مليون شخص، في انتظار الحصول على إذن بالدخول إلى غزة، وفق الأمم المتحدة.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه أوصل أكثر من 40 ألف طن متري من المواد الغذائية إلى غزة وقدم مساعدات منقذة للحياة لـ 1.3 مليون شخص، خلال فترة وقف إطلاق النار بمرحلته الأولى والتي استمرت 42 يوما بدءا من 19 يناير الماضي. كما قدم البرنامج أكثر من 6.8 ملايين دولار في شكل مساعدات نقدية لدعم ما يقرب من 135 ألف شخص، ما ساعد العائلات على شراء المستلزمات التي تمس الحاجة إليها.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.