#سواليف

قال الكاتب البريطاني #ديفيد_هيرست في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي”؛ إن “دعم #بريطانيا للصهيونية، هو الذي تسبب في #صراع عمره 76 عاما”، مضيفا أنه “آن لهذه الهمجية أن تتوقف”.

وتابع هيرست : “على خطا #بلفور، ديفيد #كاميرون يجر بريطانيا إلى حيث لا قيمة لها تذكر في الشرق الأوسط”، مؤكدا أن رئيس الولايات المتحدة جو #بايدن والكونغرس الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني كاميرون، يعيشون في عالم مواز.

وأوضح أن عالمهم يقول: “كان بإمكان #حماس أن تحصل على وقف لإطلاق النار، فيما لو سلمت الرهائن، وفقط الضغط المستمر على حماس سوف يجبرها على إطلاق سراح الرهائن، ولذلك لا بدّ من تزويد إسرائيل بالأسلحة حتى تقوم بذلك”.

مقالات ذات صلة رغم قيود الاحتلال .. 30 ألف مصلٍ يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 2024/05/17

وتاليا نص المقال كاملا

رئيس الولايات المتحدة جو بايدن والكونغرس الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، يعيشون في عالم مواز.

في عالمهم، كان بإمكان #حماس أن تحصل على وقف لإطلاق النار فيما لو سلّمت #الرهائن.

في عالمهم، فقط الضغط المستمر على حماس سوف يجبرها على إطلاق سراح الرهائن، ولذلك لا بدّ من تزويد إسرائيل بالأسلحة حتى تقوم بذلك. مازالت القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات دقيقة شرقي رفح، وبذلك فهي لا تتجاوز الخطر الأحمر الذي وضعه بايدن لها بشأن استخدام القنابل الثقيلة، التي تزود بها الولايات المتحدة إسرائيل.

عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام فظيع، ولكن لعله كان أفصحهم لسانا.

تماما كما أن الولايات المتحدة أنهت “بحق” الحرب العالمية الثانية من خلال إسقاط القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي، ينبغي أن تمنح إسرائيل القنابل التي تحتاجها من أجل إنهاء هذه الحرب، كما قال غراهام. هل يكون ذلك من خلال إلقاء واحد من رؤوسها النووية المئتين على غزة؟

في عالم الحقيقة، انسحبت الولايات المتحدة من صفقة لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية بعد أن وقعت عليها حماس، وهي الصفقة التي كانت برعاية مدير السي آي إيه بيل بيرنز. لم يلبث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تحدى بايدن جاسّا نبضه، من خلال شن أكبر هجوم على كل أجزاء غزة منذ بداية الحرب، ومن خلال وقف جميع المساعدات فيما عدا كميات رمزية.

في عالم الحقيقة، تقوم القوات الإسرائيلية بحملات قصف سجادي على شرق رفح وعلى وسط غزة وشمالها. وتتعرض لقصف مهول بشكل آني مناطق جباليا في الشمال والزيتون في مدينة غزة والنصيرات في الوسط ورفح في الجنوب.

تم تماما إغلاق رفح، نقطة العبور الرئيسية للمساعدات، ولا يسمح سوى لجزء ضئيل من المساعدات التي يحتاجها الناس يوميا بالعبور إلى القطاع.

منذ الاستيلاء على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، سمحت إسرائيل فقط لست شاحنات مساعدات بالمرور من خلال معبرها في كرم أبو سالم، بالإضافة إلى 157 ألف لتر من الوقود، رغم أن الحد الأدنى الذي تحتاجه غزة هو 500 شاحنة و 300 ألف لتر من الوقود يوميا.

تقول وكالة غوث اللاجئين (أونروا)؛ إن 450 ألف إنسان دفع بهم نحو الشمال، فهم متوجهون إلى البلدات المدمرة في خان يونس ودير البلح، بينما يتجه عشرات الآلاف من الناس في مدينة غزة نحو الجنوب، فرارا مما وصفه برنامج الغذاء العالمي بالمجاعة التامة.

في العالم الحقيقي، قد يكون نصف سكان غزة على وشك التجمع في وسط القطاع، حيث لا طعام ولا مياه نقية تكفي لسد احتياجات مثل هذا السيل العارم من اللاجئين.

لا يوجد مكان آمن يمكن أن يلوذ به المرء، وهذا ما تحرص إسرائيل عليه من خلال قصف الملاذات الآمنة.

اختبار صدقية بايدن

لقد اختبر نتنياهو صدقية بايدن وتحداه فيما هدد به. وليس الأمر كما لو أنه يتصرف دونما اعتبار للتكاليف البشرية، فبالنسبة له، ليست التكاليف البشرية سوى واحدة من غايات الحرب.

جزء لا بأس به منه شخصيّ، والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وأغلبية ساحقة من الإسرائيليين أنفسهم، كل هؤلاء يريدون لتلك التكاليف البشرية أن تكون أعلى ما يمكن. ثمانية شهور من الذبح، لم تطفئ ظمأهم للانتقام.

فماذا كان رد فعل بايدن على التجاهل الذي حظي به من حليفه الرئيس؟

صدر عنه ردان، أما الأول، فهو القول بأن الهجوم على رفح لم يقع، ولذلك لم يتم تخطي أي خطوط حُمْر. وأما الثاني، فهو التأكيد أن حماس ذاتها هي التي تتحمل المسؤولية عن هذا الهجوم، فيما لو حصل فعليّا. وذلك ما عبر عنه سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، جاك لو، قائلا: “شحنة واحدة فقط هي التي تم تأخيرها، فإسرائيل لم تتجاوز الخط الأحمر في رفح”.

وافق بايدن إسرائيل فيما ذهبت إليه، حيث قال في نشاط لجمع التبرعات نظم في سياتيل يوم السبت: “قالت إسرائيل إن الأمر يعود إلى حماس. لو رغبوا في ذلك، فإننا يمكن أن ننهي الأمر غدا. ويمكن لوقف إطلاق النار أن يبدأ غدا”.

كلا العذرين أقبح من ذنب. لو تمكنت حماس من “إنهاء كل شيء الآن”، لأمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم قبل شهور، ولحصل ذلك بكل تأكيد بعد أول تبادل للأسرى والسجناء.

إن الذي أدى إلى انهيار آخر جولة من المفاوضات، هو رفض إسرائيل “إنهاء كل شيء الآن” قبل استئصال حماس. فقد وقّعت حماس على صفقة لوقف إطلاق النار من شأنها ضمان التوصل إلى وقف دائم للقتال، إلا أن إسرائيل رفضت ذلك، وها هي الولايات المتحدة الآن تساندها فيما ذهبت إليه.

لا ريب في أن هذه الحرب لا تتعلق باستعادة الرهائن وهم أحياء. كلما استمرت الحرب، بقي عدد أقل من الرهائن البالغ عددهم 128 رهينة على قيد الحياة.

وكما تعرف عائلات الرهائن جيدا، أن القصف الإسرائيلي هو الذي يقتلهم وليس حماس.

بريطانيا منحازة بالكامل مع إسرائيل

كاميرون أسوأ بكثير من بايدن، كلما أمكنه ذلك؛ ففي سلسلة من المقابلات، قال؛ إن منع تصدير السلاح إلى إسرائيل سوف يعزز حماس، بل ووصل به الأمر أن أنّب البي بي سي؛ لأنها لم تصفها بالحركة الإرهابية.

ورفض استئناف تمويل بريطانيا لوكالة غوث اللاجئين، وذلك على الرغم من أن تقريرا مستقلا للأمم المتحدة أعدته لجنة يترأسها وزير خارجية فرنسا السابق، خلص إلى عدم وجود دليل يدعم مزاعم إسرائيل بأن عاملين في وكالة غوث اللاجئين كانوا أعضاء في جماعة إرهابية. علق اللورد كاميرون على ذلك قائلاً: “ما نطالب به نحن أكثر من ذلك”.

بل بلغ إلحاح بريطانيا في هذا الأمر، أن سارعت إلى وقف التمويل دون إجراء أي تحقيق في المزاعم. بل اعتمدت في إجرائها، بحسب مصادر تحدثت مع موقع ميدل إيست آي، على مجرد “معلومات وردت في وسائل الإعلام”، لا أكثر.

حثّ أكثر من خمسين من أعضاء البرلمان وأعضاء مجلس اللوردات كاميرون على استئناف التمويل، قائلين بأن من شأن ذلك أن يبعث برسالة قوية من التضامن مع أولئك الذين تضرروا بسبب الأزمة في غزة، ويعيد تأكيد الريادة البريطانية في الجهود الإنسانية العالمية.

إلا أن كل ذلك تم تجاهله، وغدت بريطانيا في ظل كاميرون منحازة بالكامل إلى جانب أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل.

مثل إسرائيل، بريطانيا عازمة على تدمير وكالة غوث اللاجئين، ومن ثم تدمير الحماية الدولية الوحيدة المتاحة للاجئين الفلسطينيين حول العالم.

يبدو أن كاميرون يتفق مع ما ذهب إليه ستالين، من أنه: “بلا إنسان لا يوجد مشكلة”، إلا أن شعاره هذه المرة هو: “بلا لاجئين لا يوجد مشكلة”.

مثل إسرائيل، تريد بريطانيا لهذه الحرب أن تنتهي فقط بتدمير حماس. وبما أن هدف هذه الحرب غير قابل للتحقيق، فإن بريطانيا تدعم فعليّا إعادة احتلال غزة بشكل دائم.

مثل نتنياهو، يتجاهل كاميرون موت الأسير الإسرائيلي البريطاني نداف بوبلويل، الذي توفي متأثرا بجراح أصيب بها في القصف الإسرائيلي. كما التزم كاميرون الصمت إزاء إغلاق رفح. ثم حينما نطق أخيرا، قال في حديث مع البي بي سي في نهاية الأسبوع؛ إن بريطانيا “لا تدعم عملية كبيرة في رفح دون خطة ما”.

كما أنه يلتزم الصمت إزاء حركة ما يقرب من نصف مليون لاجئ نحو الشمال من رفح، إلى منطقة لا تتوفر فيها إمكانية توفير الغذاء والمياه لهم.

ترفض بريطانيا دعم اتخاذ أي إجراء قانوني من خلال المحكمة الجنائية الدولية، أو من خلال محكمة العدل الدولية، متسترة وراء ورقة توت، مفادها أن ذلك من شأنه أن يعيق المفاوضات التي انسحبت منها إسرائيل على أية حال.

وللمرة الثانية في هذه الحرب، يوفر بايدن وكاميرون ضوءا أخضر لنتنياهو حتى يستمر في هذه الحرب كما بدأها، وهي حرب من الواضح ودون أدنى شك أنها تستهدف الناس، كل الناس، في غزة.

ولكن لا يعني ذلك أن الحملة على رفح دون تداعيات على الإقليم.

جسر بعيد المنال

من خلال انسحابه من خطة وقف إطلاق النار التي وقعت عليها حماس، يتجاوز بايدن حقيقة واحدة غير مريحة. لم يكن ذلك اقتراحا مقابلا تقدمت به حماس، كما زعم مسؤول أمريكي، وإنما وثيقة صاغها المصريون، ولذلك فإن رفضها كخطة سلام، أثار الغضب والشعور بالمهانة على حدّ سواء في القاهرة.

لم تحسن التسريبات الإسرائيلية إلى وسائل الإعلام المزاج الذي تعكر في القاهرة. ففي الليلة التي احتل فيها الجيش الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر لم تسمه القول؛ إن إسرائيل أخبرت مصر بأن ذلك كان اجتياحا محدودا، وأنه سوف ينتهي في الصباح.

ما إن انبلج الفجر حتى رُفع العلم الإسرائيلي يرفرف فوق الجانب الفلسطيني من رفح، فكان ذلك بمنزلة صفعة تلقاها المصريون على وجوههم.

في هذه الأثناء، استمرت المصادر الأمنية الإسرائيلية في تغذية وسائل الإعلام الإسرائيلية بمعلومات حول التعاون المصري من تحت الطاولة، بما في ذلك الزعم بأن القاهرة سوف تعمل مع إسرائيل للقضاء على الأنفاق الممتدة تحت الحدود، وبأن القاهرة وافقت على خطة تقضي بتسليم إدارة رفح لشركة أمريكية خاصة.

فما كان من وسائل الإعلام الرسمية في مصر، إلا أن تحولت إلى الجانب الآخر.

أشاد مقدم البرامج الإخبارية الشهير عمرو أديب بما فعلته كتائب القسام. وأعلن أديب يوم الأحد أن إسرائيل خسرت مصر، حين أعلنت مصر عن نيتها الانضمام إلى جنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية.

ينبغي أن تسأل إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما: لماذا قرر الآن جار مهم، لم يزل متوافقا معهما طوال سبعة شهور من الحرب على غزة، تبديل موقفه. بنظرة إلى الخلف، لربما كان هناك تفاهم ضمني بين إسرائيل ومصر على احتلال معبر رفح.

ففي كانون الثاني/يناير الماضي، نقلت القناة الإسرائيلية رقم 13 عن مسؤولين لم تسمهم، أن إسرائيل أبلغت مصر عن نيتها إرسال قوات إلى رفح وإلى ممر فيلادلفيا، بهدف تخليص المنطقة من مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

وأضافت القناة رقم 13، أن القاهرة عبرت عن قلقها إزاء الخطة، محذرة بأن مثل هذا الفعل قد يفضي إلى خروج جماعي فلسطيني باتجاه سيناء. إلا أن المصادر الإسرائيلية قالت؛ إن ذلك سيكون بمنزلة خطوة مؤقتة، وأن “إسرائيل لن تبقى هناك بعد انتهاء العملية، التي لم يكن قد اتخذ بشأنها قرار نهائي بعد”.

من الواضح أن إسرائيل حنثت بالوعود التي قطعتها للقاهرة، متعهدة بأن إعادة الاحتلال سوف تكون مؤقتة، وأن الخطة مضت إلى أبعد مما يمكن لمصر أن تتقبله.

قامت القوات الإسرائيلية حتى الآن بإعادة احتلال ثلاثة كيلومترات من الكيلومترات الستة عشر في المنطقة المحايدة التي تسمى ممر فيلادلفيا. ولكن ما الذي سوف يحدث لمصر فيما لو احتلت إسرائيل الجبهة بأسرها؟

لسوف تتحول المصلحة المشتركة في التخلص من حماس في غزة إلى تضارب في المصالح، وهو ما سوف يضر بالدولة المصرية.

فيما لو وقع الممر بأسره تحت الاحتلال، سوف تفقد مصر كل سيطرة لها على التواصل مع غزة، ناهيك عن الموارد المالية الكبيرة التي سوف تفقدها. بعد أن فقدت كل مصالحها في جارتيها الكبيرتين؛ ليبيا والسودان، ها هي القاهرة على وشك أن تخسر آخر ورقة بيدها في الساحة الإقليمية.

لا يمكن للدولة المصرية، تحت أي قيادة، أن تتقبل مثل هذا الأمر. إنها الدولة، وليس الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، هي التي أغلقت الحدود لتحول دون خروج جماعي للفلسطينيين من غزة إلى سيناء.

في واقع الأمر، لقد غدت إعادة احتلال رفح، جسرا بعيد المنال بالنسبة للمصريين.

وليس فقط بالنسبة لهم، فها هي الإمارات العربية المتحدة، أكبر داعم للتطبيع مع إسرائيل، ترد بغضب على اقتراح من نتنياهو بأن الإمارات العربية المتحدة يمكنها أن تساعد في إدارة غزة بعد حماس. وبّخ وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نتنياهو عبر تغريدة على إكس، قائلا؛ إن أبو ظبي تندد بتصريحات الزعيم الإسرائيلي.

وقال: “تؤكد الإمارات العربية المتحدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس لديه أي مسوغ قانوني لاتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض الإمارات العربية المتحدة أن تجر إلى أي خطة توفر غطاء للوجود الإسرائيلي داخل قطاع غزة”.

من بلفور إلى كاميرون
لقد غدت رفح كأسا مسمومة لأي زعيم عربي، بغض النظر عن كراهيتهم للإخوان المسلمين أو لحماس. ولذا، ما لم يحدث انعطاف آخر في السياسة الخارجية البائسة لبايدن، فإن من المتوقع أن تستمر هذه الحرب طوال حملته الانتخابية، وحتى العام المقبل.

لم يزل صانعو إسرائيل الاستعماريون في طور التشك؛ من اللورد بلفور، الذي مهد إعلانه في عام 1917 لإقامة الوطن اليهودي في فلسطين، إلى اللورد كاميرون، لم يطرأ تغير على السياسة.

لم يمنح بلفور اسما للفلسطينيين، ولم يتحدث عن حقوقهم السياسية، بل تكلم فقط عن مجتمعات السكان الأصليين كما لو كانوا أقلية. والحقيقة، هي أن اليهود كانوا لا يشكلون أكثر من 10 بالمائة من سكان فلسطين في ذلك الوقت.

لا يعمل كاميرون شيئا من أجل إقامة دولة فلسطينية، وكل ما يصدر عنه هو كلام معسول. في هذه الأثناء، ومن خلال دعمه للحرب، فإنه يبذل قصارى جهده لمساعدة إسرائيل على تدمير الدولة الفلسطينية في غزة.

كان إعلان بلفور مثيرا للجدل في حينه كما هو الآن. كان إدوين مونتاغ فقط ثالث يهودي ممارس لشعائر دينه يتسلم منصبا في الوزارة البريطانية. وهو الذي كتب في أغسطس (آب) من عام 1917 مقالا مطولا وفصيحا، يندد فيه بالصهيونية، واصفا إياها بالعقيدة السياسية الخبيثة، وتنبأ بدقة مثيرة للإعجاب، ما الذي سيكون عليه سلوك دولة صهيونية.

“أفترض أن ذلك يعني أن المحمديين (المسلمين)، والنصارى، سوف يتيحون المجال أمام اليهود، وأن اليهود ينبغي أن ينصبوا في جميع الوظائف ذات الأفضلية، وأنه يتوجب أن يرتبطوا بطريقة غريبة بفلسطين، بالشكل نفسه الذي ترتبط به إنجلترا بالإنجليز أو فرنسا بالفرنسيين، وأن الترك أو المحمديين في فلسطين سوف يُعدّون أجانب، تماما كما أن اليهود من الآن فصاعدا سوف يعدّون أجانب في كل بلد عدا فلسطين. ولربما ينبغي كذلك منح الجنسية فقط كنتيجة لاختبار ديني”.

وقال كذلك؛ “إن الصهيونية معادية للسامية حتى النخاع”.

على خطا بلفور، دافيد كاميرون يجر بريطانيا إلى حيث لا قيمة لها تذكر في الشرق الأوسط.

لربما حان الوقت لأن تتقاعد الطبقة السياسية بأسرها، وأن يبادر جيل جديد بإلقاء هذه السياسة في المكان الوحيد الذي تستحق أن تستقر فيه؛ في مزبلة التاريخ.

لقد تسبب دعم بريطانيا للصهيونية في إشعال صراع لم يزل مستمرا منذ ستة وسبعين عاما. حان الوقت لأن يتوقف ذلك. لم تعد مبررات هذه الهمجية مقبولة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف ديفيد هيرست بريطانيا صراع بلفور كاميرون بايدن حماس حماس الرهائن الإمارات العربیة المتحدة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار وسائل الإعلام غوث اللاجئین أن إسرائیل هذه الحرب من خلال فی عالم إلا أن فی غزة فی هذه أن ذلک

إقرأ أيضاً:

4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة

حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 بدائل وصفتها بالقاتمة أمام تل أبيب للتعامل مع قطاع غزة تمثلت في حكم عسكري مطول أو تهجير السكان أو إقامة حكم فلسطيني "معتدل" أو بقاء الوضع القائم.

وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان "البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة" إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.

وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.

جميع الخيارات أمام إسرائيل باتت معقدة (غيتي) بدائل "قاتمة"

وترى الدراسة أن إسرائيل "تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة".

إعلان

أما البديل الثاني فهو "احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل".

وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة "إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة".

كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو "استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها".

وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.

إستراتيجية ثنائية الأبعاد

وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي "جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري".

ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية "تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".

وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو "أفق استقلال وسيادة محدودين".

إعلان

أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.

واعتبرت الدراسة أن "هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى".

إسرائيل دمرت قطاع غزة لكنها فشلت في تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها (الأناضول) حماس متجذرة

ولفتت الدراسة إلى أنه "من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه"، وفق تعبيرها.

وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.

وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.

وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.

واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.

ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.

وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات "حماس" وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى تسبب في كارثة بحرية ويمثل جريمة حرب
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • "غوغل": بريطانيا تخاطر بفقدان مليارات الجنيهات
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • 4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
  • بريطانيا تكشف عن السبب الأول لرفعها العقوبات على سوريا
  • سابقة: محكمة النقض تقضي بحق الإبن غير الشرعي في التعويض من الشخص الذي تسبب في حمل أمه
  • وزير البترول يبحث مع رئيس وزراء بريطانيا التعاون في مجال الطاقة
  • صحيفة: بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرس حلا وسطا بشأن أوكرانيا