انعقدت في العاصمة البحرينية المنامة، القمة العربية الـ33، أمس الخميس،  حيث جرت العادة أن تتناول القمم العربية الأولويات والتحديات العربية المشتركة.

ورشة عمل تدريبية لحماية الأطفال من الهجرة غير شرعية بالشرقية  قمة المنامة

وقد حظيت قمة المنامة بأهمية كبيرة وقيمة استثنائية، تزامنا مع الحرب الجارية في قطاع غزة والمستمرة قرابة نحو ثمانية أشهر، مع تداعياتها مما جعل القضية الفلسطينية على قائمة أجندة عمل القمة.

وكانت القمة فرصة للتعبير عن الأولويات الخاصة بالدول العربية تجاه التحديات الراهنة، خاصة المرتبطة بحرب غزة وتداعياتها، وتحظى الدولة المصرية في هذا الإطار بحضور نوعي في قمة المنامة على اعتبار محورية دورها تجاه التطورات في الأراضي الفلسطينية، جنبًا إلى جنب اضافة الى تحملها تكلفة كبيرة في إطار تداعيات الحرب الجارية.

وفرضت الاوضاع الحالية المصاحبة للحرب الجارية في قطاع غزة، أهمية كبرى على القمة العربية بالبحرين، حيث تحظى المشاركة المصرية في القمة بخصوصية شديدة، لاعتبارات مرتبطة حيث أن مصر الطرف الأكثر تفاعلًا وتأثرًا بتطورات الأوضاع في قطاع غزة.

إقرأ أيضًا .. حفتر: منحنا المسار السياسي أكثر مما ينبغي

وقد ظهر الدور المصري في الحرب الجارية على قطاع غزة وما تحظى به الدولة المصرية بميراث تاريخي ممتد، وخبرات متراكمة ودور محوري على مدار تعاملها مع الملف الفلسطيني.

وزادت محورية وخصوصية الدور المصري تجاه الملف الفلسطيني  من حيث الأهمية في إطار الحرب الجارية في قطاع غزة، والممتدة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، خاصة مع اختلاف الحرب الجارية من حيث الديناميكيات والأهداف عن أي حروب سابقة بين الجانبين.

ومن جانبه قال الدكتور اكرام بدر الدين، استاذ العلوم السياسية، أن القمة العربية عقدت بمشاركة القادة ورؤساء العرب في ظل ظروف وتحديات خطيرة، حيث اشادت القمة بالدور المصرى فى دعم الاشقاء الفلسطيينين.

وأضاف بدر الدين فى تصريحات خاصة لـ " الوفد" ، أن التصعيدات الأخيرة من جانب من الاحتلال كانت تحمل تداعيات خطيرة من  خلال سيطرة الجانب الاسرائيلى على المعابر مما يعوق ادخال المساعدات 
للجانب الفلسطينى، موضحا أن مصر قدمت دورا كبيرا فى دعم أبناء فلسطين على المستوى الانسانى 

مشيرًا الى أن مصر طالبت بوقف اطلاق النار الفورى، وانطلاق عملية سياسية تهدف الى الوصول لحل سياسي لنزع فتيل الازمة، واطلاق عملية سلام جادة، مما يؤكد قيام مصر بدور كبير منذ بداية الأزمة لانهاء المعاناة التى يتعرض لها الاشقاء الفلسطينيين.

وأكد استاذ العلوم السياسية على أن هذه المواقف تؤكد على مواقف مصر الثابتة فى دعم القضية، وتأكيد الرئيس على تحقيق السلام العادل والعمل على الوصل لحل لهذه المشكلة وانهاء حالة العنف وان يحصل الجانب الفلسطينى على حقوقه المشروعه.

وكشف الدكتور سعيد الزغبى، استاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، أن قمة البحرين استثنائية ومهمة، مشيرا على أهمية الدور المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية.

وأضاف الزغبى فى تصريحات خاصة لـ الوفد، أن مصر تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادى مع الدول العربية، من خلال دعم المشاريع الاقتصادية العربية خاصة فى مجال الطاقة، مشيرا الى أن مصر دعمت القضية الفلسطينية من خلال التأكيد على عدم التهجير القسرى لأهالينا فى غزة، فضلال عن رفضها الهجوم البرى والوحشى للفلسطينيين لمنع تصفية القضية الفلسطينية ، حيث حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته على ضرورة ادخال المساعدات الى قطاع غزة، تحكم السلطة الفلسطينيبة فى معبر رفح.

وأشاد الدكتور حسن سلامة ، استاذ العلوم السياسية، بكلمة مصر فى القمة العربية بالبحرين ، حيث جاءت  قوية وفى مضمون القضية، حيث أكدت على الموقف المصرى الثابت ورفض التهجيرالقسرى للفلسطينيين وهى رسالة لوقف العدوان على غزة  .

وأشار سلامة  الى أنه  تم طرح خيارين وهما مسار السلام أواستمرار الفوضى من خلال دعم اسرائيل ، حيث دعت مصر لانفاذ المساعدات لوضع سد لمنع مراوغة اسرائيل وقلبها للحقائق، وتوضيح أن القوى العسكرية لا تجلب امنا فى المنطقة، وأن المسار السياسي هو الخيار الحقيقى والعادل من خلال حل الدولتين واستقرار المنطقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العاصمة البحرينية المنامة القمة العربية ال33 الخميس المنامة غزة استاذ العلوم السیاسیة القضیة الفلسطینیة القمة العربیة الحرب الجاریة فی قطاع غزة من خلال أن مصر

إقرأ أيضاً:

حدود وإمكانيات القمة العربية تجاه عربدة إسرائيل

تنعقد في بداية شهر آذار/ مارس، قمة عربية طارئة، للرد على مخطط تهجير أهل غزّة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى، حسب خطة كان قد أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذه الخطة ليست سوى صدى لدعوات المتطرفين الصهاينة في السنوات الأخيرة والداعية الى تهجير معظم الفلسطينيين من كامل فلسطين التاريخية، بذريعة أن التعايش لم يعد ممكنا بين اليهود والفلسطينيين، وأن حل هذه المشكلة لا يتأتى إلا بإخراج الفلسطينيين صوب الدول العربية، أو أي بلاد أخرى تقبلهم.

ليس سرا أن ترامب تراجع عن خطته، بسبب الرفض العربي والدولي، وربما بسبب موازنته للتكاليف والأرباح، وخروجه بنتيجة ألا جدوى من هذا المشروع، على اعتبار أنه يبني حساباته السياسية على نمط إدارته للمشاريع العقارية، وبالأصل هو تعامل مع المشروع على أساس معطيات جيواقتصادية؛ من نوع طول شاطئ غزة والمساحة الرملية والمساحة الممكن توفرها لصناعة الترفيه الجاذب لنمط معين من النخب الاقتصادية في العالم، لكنه اكتشف أن هذا الأمر يستدعي ربما عشرات الحروب التي تشنها إسرائيل وقد لا تكون النتيجة مضمونة بسبب تمسك أهل غزة بأرضهم.

لكن هل يعني ذلك أن الصفحة طُويت وأصبحت المخاطر خلفنا، سواء الفلسطينيين أو بلاد المشرق العربي عموما؟ الواقع يقول عكس ذلك، إذ يبدو أن إسرائيل وسعت بيكار استهدافها ليشمل كامل منطقة المشرق العربي؛ سوريا ولبنان، بالإضافة إلى الضفة الغربية، وقد تكون هذه التوسعة مرحلية ستتبعها مرحلة لاحقة لن تستثني الأردن ومصر، ذلك أن إسرائيل تعتقد أنها تمر بمرحلة مثالية، نتيجة ميزان القوى الراجح جدا لمصلحتها، مقابل ضعف أدوات الطرف الآخر، سواء المشرق العربي المستهدف، أو بلدان ما خلف المشرق العربي التي لا يرى حكام إسرائيل أن لديهم النيّة على تغيير الوضع في المنطقة، لا سيما أن إسرائيل تحاول بيع العرب وهْم هزيمة الخطر الإيراني والتخطيط للإجهاز عليه في إيران نفسها، وتدمير مشروعها النووي الذي يشكّل مصدر الخطر الأكبر على العالم العربي.

لم يعد سرا أن إسرائيل تتعاطى مع المعطيات الحالية على أنها تشكل فرصة يجب اقتناصها لتغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة، فهي تتحرك في نطاق منطقة مستنزفة عسكريا واقتصاديا ولا تملك أطرافها (سوريا ولبنان والضفة الغربية) القدرات اللازمة للوقوف في وجه القوّة الإسرائيلية، التي تمارس العربدة جهارا نهارا، مستقوية بميزان القوّة الذي يرجح كفّتها في أي حرب، ولا سيما سلاحها الجوي الذي تفتقر جميع الأطراف المستهدفة الى وجود رادع له أو بديل يستطيع تعويض هذا الفارق.

من الواضح أن إسرائيل ذاهبة صوب بناء مناطق عازلة تحيط بها وتؤمن لها الحماية بعد درس طوفان 7 تشرين الأول/ كتوبر، على أن يشمل البناء مناطق جنوب لبنان وجنوب سوريا وأجزاء واسعة من الضفة الغربي. ولا تخفي حكومة بنيامين نتنياهو رغبتها في تحويل الجوار إلى دول فاشلة غير مستقرة ومفتتة؛ كجزء من استراتيجيتها القاضية بتحقيق الاستقرار والأمان لإسرائيل عبر السنوات القادمة، مستثمرة الضوء الأخضر الأمريكي لفعل ما تراه مناسبا لتحقيق مصالحها الأمنية مصحوبا بصنبور مفتوح من التمويل والتسليح.

ماذا بإمكان القمة العربية فعله لمواجهة هذه التحديات التي لا تؤثر فقط على فلسطين وسوريا ولبنان، بل ستمتد تداعياتها لتشمل أجزاء واسعة من العالم العربي؟ يمكن للقمة العربية الخروج ببيان يرفض السلوك الإسرائيلي ويدين محاولات تهويد الضفة وتهجير غزة واستباحة لبنان وسوريا، فليس -كما يقول المثل في بلاد الشام- على الكلام جمرك، لكن ذلك لا يساوي وزن رصاصة واحدة تُطلق على إسرائيل، والعرب غير مستعدين لا تلميحا ولا تصريحا على إصدار بيانات ذات حمولات يُشتم منها رائحة بارود أو يُسمع منها هدير أصوات طائرات ومدافع، وعدا عن أن لديهم أولويات مختلفة في هذه المرحلة، فلا يملكون الاستعدادات ولا المحفزات ولا حتى التقييم الذي يدفعهم لمواجهة إسرائيل.

بناء على ذلك، اليوم الذي سيعقب القمة سيكون مثل اليوم الذي سبقها، وستبقى الضفة وجنوب لبنان وجنوب سوريا أرض مستباحة لطائرات إسرائيل ودباباتها، وهذا الوضع مرشح للاستمرار حتى تتبلور ديناميكيات، يمكن القول إنها بدأت تظهر شيئا فشيئا في سماء المنطقة، بعد أن تجاوزت العربدة الإسرائيلية حدود وإمكانيات القدرة على التحمل والصبر.

كان يجب أن تنعقد القمة العربية في هذه الظروف، حيث لا يمكن الصمت فيما تصرفات إسرائيل العنجهية التي تجعل الحجر ينطق، لكن أيضا، هذه حدود وإمكانيات القمة، كلام ثم كلام ثم مزيد من الكلام، وبعدها ليواجه كل قدره ومصيره.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • غوتيريش سيشارك في القمة العربية.. "لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية"
  • رسالة من حماس إلى القمة العربية وقادة الدول العربية
  • حماس توجّه رسالة إلى القمة العربية
  • حماس تبعث رسالة إلى القمة العربية
  • برلماني: ملف إعمار غزة على رأس مناقشات القمة العربية الطارئة
  • غوتيريش يشارك في القمة العربية ويحدد أولويات غزة
  • غوتيريش سيشارك في القمة العربية.. لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية
  • جوتيريش يعلن مشاركته في القمة العربية الطارئة
  • حدود وإمكانيات القمة العربية تجاه عربدة إسرائيل
  • ماجد عبدالفتاح: قمة القاهرة محورية لإبراز وحدة الصف العربي تجاه القضية الفلسطينية