لاهاي - رويترز
دافعت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية اليوم الجمعة عن الضرورة العسكرية لهجومها على قطاع غزة وطلبت من القضاة رفض طلب جنوب أفريقيا‭ ‬بإصدار أمر لإسرائيل بوقف العمليات في رفح والانسحاب الكامل من غزة.

ووصف المسؤول في وزارة العدل الإسرائيلية جلعاد نوعام دعوى جنوب أفريقيا، التي تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بأنها "منفصلة تماما عن الحقائق والملابسات".

وأضاف "(الدعوى) تستخف بتهمة الإبادة الجماعية البشعة".

ووصف ذلك بأنه "استغلال فاحش لأقدس المعاهدات"، في إشارة إلى المعاهدة الدولية التي تحظر الإبادة الجماعية، والتي أُبرمت بعد المحرقة التي تعرض لها يهود أوروبا في الحرب العالمية الثانية.

وتلزم الاتفاقية جميع الدول بالعمل على منع الإبادة الجماعية. وخلصت محكمة العدل الدولية، التي تنظر في النزاعات بين الدول، إلى أن هذا البند يمنح جنوب أفريقيا الحق في رفع الدعوى.

وخلال مرافعة إسرائيل، صرخت امرأة قائلة "كذابون!"، ثم أخرجها حراس الأمن من القاعة، وهو احتجاج نادر الحدوث في "قاعة العدل الكبرى" في لاهاي.

وقال نوعام "هناك حرب مأساوية جارية، لكن لا توجد إبادة جماعية" في غزة.

ورفضت المحكمة في أحكام سابقة طلب إسرائيل برفض الدعوى وأمرتها بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، لكنها لم تصل إلى حد إصدار أمر لها بوقف الهجوم.

وتجمع عشرات من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل خارج مقر المحكمة قبل مرافعة إسرائيل ورفعوا صور الرهائن الذين اختطفتهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول وطالبوا بالإفراج عنهم.

وكَيَّف الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، الذي قدما حججا خلال مرافعته أمس لاتخاذ تدابير طارئة جديدة، العملية العسكرية الإسرائيلية كجزء من خطة إبادة جماعية تهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني.

وطالب سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا المحكمة بأن تصدر أمرا لإسرائيل "بسحب الجيش الإسرائيلي بشكل فوري وكامل وغير مشروط من قطاع غزة بأكمله".

وتقدمت جنوب أفريقيا بأحدث طلب لاتخاذ تدابير طارئة ردا على الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب غزة، التي يلوذ بها نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعدما فروا من الشمال هروبا من الاجتياح الإسرائيلي.

وقال نوعام إن العملية العسكرية الإسرائيلية لا تستهدف المدنيين، بل مسلحي حماس الذي يختبئون في رفح، ويسيطرون على شبكة أنفاق يمكن استخدامها لتهريب الرهائن والمسلحين إلى خارج غزة.

وأضاف أن الأمثلة التي قدمتها جنوب أفريقيا حول‭‭‭ ‬‬‬انتهاكات إسرائيلية مزعومة ليست دليلا على أن إسرائيل "تنتهج سلوكا يخالف القانون، ناهيكم عن سياسة الإبادة الجماعية". وذكر أن إصدار أمر لإسرائيل بسحب قواتها سيحكم على الرهائن المتبقين في غزة بالموت.

وقال مسؤولو الصحة في غزة اليوم الجمعة إن أكثر من 35300 فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر على القطاع.

وبدأت الحرب عندما شنت حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وتركز جلسات الاستماع هذا الأسبوع فقط على إصدار الإجراءات الطارئة. ومن المرجح أن يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتخذ المحكمة قرارها في تهمة الإبادة الجماعية. ومن المتوقع صدور قرار بشأن التدابير الطارئة الأسبوع المقبل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية

قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية" بين عامي 1939 و1945.

وأشار راجاجوبال في مقابلة معه، إلى أن الدمار في قطاع غزة "غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك".

ولفت إلى دمار أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و"هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية".

وأوضح أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.

اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بغزة عدة مرات ودمر وأحرق مبانيه (رويتزر) دمار شامل

وقال المقرر الأممي "عملت في مجال العلاقات الدولية لأكثر من 40 عاما ولم أشهد قط صراعا مدمرا كهذا".

وأضاف "لم أشهد مثل هذا المستوى من الدمار، ليس فقط للمنازل، بل للمباني الدينية والمدارس وجميع المؤسسات والمحلات التجارية".

وأردف "أستطيع القول إنه منذ الحرب العالمية الثانية، سواء لدى قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنابل النووية أو عندما دُمّرت مدينة دريسدن بالكامل، لم نشهد دمارا بهذا الحجم. حتى في دريسدن، لم تُدمَّر المدينة بأكملها كما هو الحال في غزة".

وأوضح أن الفلسطينيين الذين عادوا إلى غزة أو أجبروا على الرحيل مصدومون من مستوى الدمار، وأن الجميع يتساءلون كيف سيكون من الممكن إعادة البناء.

إعلان

وأكد أن "الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم"، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.

وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.

وشدد على ضرورة إزالة الحطام في غزة أولا، وخطورة وجود ذخائر غير منفجرة وسط الحطام.

ألقت إسرائيل نحو 100 ألف طن من القنابل على غزة (رويترز) وقف العدوان

وأوضح راجاجوبال أن الدول مستعدة لمساعدة غزة، لكنها تريد التأكد من أن المباني التي بنتها لن تدمرها إسرائيل مرة أخرى إذا استؤنف الصراع.

وقال "لهذا ينبغي احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير بشكل كامل، وضمان إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام في المنطقة، إضافة إلى توفير الأمن الكافي لإعادة بناء بنيتها التحتية المادية والإنسانية كاملة".

وأكد على أهمية ضمان احترام جميع الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار كاملا.

وشدد على ضرورة أن تحصل الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي قطر ومصر والولايات المتحدة، على الدعم من بقية المجتمع الدولي.

إبادة حقيقية

وقال المقرر الأممي إن "ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن".

وأضاف "إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية".

وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار "لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت".

وأردف "الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب (الفلسطيني) بالكامل أو جزء منه".

وتابع "اتفاق وقف إطلاق النار لا يتحدث عن العدالة للجرائم التي ارتُكبت في غزة، لكن هذا لا يعني أن الأطراف التي ارتكبت هذه الجرائم، لا سيما الجنود الإسرائيليين، ستظل دون عقاب. يجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية أمام المحاكم الدولية".

إعلان

وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد الدولي يختتم مشاورة المادة الرابعة مع جنوب أفريقيا
  • أوبر ترفع دعوى ابتزاز بتهمة الاحتيال التأميني
  • وزير الخارجية يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وجنوب أفريقيا
  • ماليزيا وجنوب أفريقيا تقودان مجموعة دولية لمنع إسرائيل من تحدي القانون الدولي
  • إعلامية فلسطينية: مصر وقفت مع الشعب الفلسطيني منذ بداية حرب الإبادة الجماعية
  • جنوب أفريقيا وماليزيا تشكّلان “مجموعة لاهاي” لدعم محكمتي العدل والجنائية الدولية 
  • مصر وجنوب أفريقيا تبحثان سبل مواجهة الفقر المائي
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
  • الرئيس الكولومبي يرد على ترامب: سأعتذر لو كنت مشاركا في الإبادة الجماعية بغزة
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر