الجزيرة:
2025-02-04@17:32:34 GMT

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

في اليوم 222 للعدوان على غزّة، وبفعل ضربات المقاومة القوية خلال الأسبوع الماضي في رفح والزيتون وجباليا، تفجّرت مواجهة علنيّة بين وزير الحرب غالانت، ورئيس وزراء العدوّ نتنياهو، كشفت عمق الخلافات والتخبّط بشأن إستراتيجيّة (إسرائيل) حول اليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة.

أعلن غالانت في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء 15 مايو/ أيار الجاري، أنه سيعارض أيَّ حكم عسكري لقطاع غزة؛ لأنه سيكون مكلفًا ودمويًا وطويلًا، وطلب من نتنياهو إعلان عدم السيطرة على غزة، والعمل على إيجاد بديل عن حماس لإدارتها، وأوضح أن العمليات العسكرية المتواصلة ستنتهي بحكم عسكري لغزّة، وتآكل ما أنجزه الجيش في عملياته.

أزمة عميقة

مباشرة ردّ عليه نتنياهو بأنّ الحديث عن اليوم التالي قبل القضاء على حركة حماس عسكريًا هو كلام فارغ، ولن يكون أيُّ طرفٍ مستعدًا لتولّي إدارة غزة، حتى يتّضح له أنّ حماس لن تسيطر عسكريًا عليها، وأنه غير مستعدّ لاستبدال حكم حماس بحكم فتح في غزة.

بن غفير من جانبه طلب من نتنياهو استبدال غالانت لتحقيق أهداف الحرب.

سيموتريتش وزير المالية، قال: إنّ غالانت أعلن فعليًا دعمه لإقامة دولة فلسطينية، وأمامه خياران إما التنحّي أو تطبيق قرارات الحكومة.

وزير القضاء لافين، قال: إنّ (إسرائيل) غير مستعدّة لدولة إرهابية في غزة.

الوزير غانتس من جانبه، أعلن دعمه وزير الحرب غالانت. وكذلك وزير خارجيّة أميركا أعلن من أوكرانيا أنّ الولايات المتحدة لا تدعم حكم (إسرائيل) لغزة، كما لا تدعم حكم حماس، ولا يمكن أن يكون هنالك فراغ تملؤه الفوضى، وأن (إسرائيل) في حاجة إلى خُطة واضحة لليوم التالي في غزة.

على هذه الخلفية يتّضح عمق الأزمة التي تعصف بـ (إسرائيل)، بعد إعادة جيشها للقتال في المناطق التي ادّعت أنها طهّرتها من المقاومة منذ شهور، في جباليا ومدينة غزة، كما يتّضح أن نتنياهو – وحلفاءَه في الحكومة – وبعد فشله في استحداث أجسام بديلة لإدارة غزّة، سواء بدائل أمنية أو عشائرية، أو أن تلعب السلطة دورًا تحت عنوان لجان إغاثة محلية، يريد الاستمرار في الحرب، ويرفض أيّ جهة فلسطينية – باعتبارها عنوانًا سياسيًا – أن تحكم غزة.

عمق الأزمة التي تصاعدت اليوم، يعيدُنا إلى الحديث عمّا يسمّى (حلّ الدولتين) في مراحل مختلفة من صراعنا مع المشروع الصهيونيّ، والذي شكّل على الدوام مجالًا لتهدئة الأوضاع وامتصاص التّوترات، ونشر الخداع والتّضليل والأوهام؛ شراءً للوقت، واستنزافًا للقوى الحية، وترسيخًا للاحتلال على أرض الواقع.

1- أوّل اقتراح لتقسيم فلسطين وإنشاء دولتين تضمّنه تقرير (لجنة بيل) التي شكلتها بريطانيا عام 1937 للتحقيق في أسباب اندلاع ثورة 36، ثم لجنة (وودهيد) التي شكلتها بريطانيا عام 1938 لنفس الأسباب. وجاءت توصيات اللجنتين في سياق الالتفاف على الثورة الفلسطينية الكبرى من عام (1936م- 1939م).

2- جاء قرار التقسيم رقْم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947م، والذي عملت الحركة الصهيونية وإدارة الرئيس الأميركي ترومان بكل وسائل الترغيب والترهيب لتمريره، على خلفيّة الغضب الفلسطيني بعد إعلان بريطانيا نيّتها إنهاء الانتداب على فلسطين، وتخوُّف الفلسطينيين من تسليم بريطانيا، فلسطينَ للحركة الصهيونية.

3- بعد نكبة عام 1967م واحتلال القدس، والضفة، وغزة، والجولان، وسيناء، صدر قرار مجلس الأمن رقْم 242 في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1967م والذي يدعو إلى الانسحاب من الأراضي المحتلّة عام 1967م، والاعتراف بـ (إسرائيل) ضمن صيغة (الاعتراف بسيادة واستقلال دول المنطقة)، والدعوة لتسوية عادلة لقضيّة اللاجئين.

إغراءات كبيرة

وقد قبلَ العرب هذا القرار، والذي أعيد التأكيد عليه في القرار 338 الصادر عن مجلس الأمن بعد حرب عام 1973م، معترفين بذلك بـ (إسرائيل الأولى) على الأراضي الفلسطينيّة المغتصبة عام 1948م، مع الاستعداد للتّطبيع، وعلاقات سلام واعتراف متبادل.

وقد عبّر العرب فيما بعد عن هذا الاستعداد بمبادرة الملك فهد التي تطوّرت فيما بعد إلى المبادرة العربيّة للسلام، وتمّ إعلانها في الدورة الـ 14 للقمة العربية في بيروت عام 2002م على أثر فشل قمّة كامب ديفيد في يوليو/تموز 2000م، واندلاع الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية.

ورغم الإغراءات الكبيرة التي تضمنتها المبادرة العربية والتي تؤكد استعداد جميع الدول العربية لإنشاء علاقات طبيعية مع (إسرائيل) في إطار اتفاق سلام شامل، واعتبار النزاع العربي – الإسرائيلي منتهيًا، مع حلّ متفق عليه لقضية اللاجئين مقابل دولة فلسطينية في حدود الـ 67، إلا أنّ المبادرة العربية بقيت معلقةً في الهواء دون أي اكتراث إسرائيلي، لأكثر من عقدين حتى سقطت سقوطًا مدويًا نحو هاوية جديدة اسمها اتفاقات (أبراهام) والتي حملت أربعة أنظمة عربية للتطبيع والتحالف مع العدو، متجاوزةً بذلك حتى مجرد الإشارة لحلّ قضية فلسطين.

4- "م ت ف" التي رفضت القرارَين 242، و338؛ لأنهما حصرا القضية الفلسطينية بالبعد الإنساني وأغفلا البعد السياسي والوطني، فقد تمّ الضغط العسكري عليها وإخراجها من بيروت بعد عدوان عام 1982م، لتنسجم بعد ذلك مع الانهيار العربي الرسمي، وتوافق على القرار 242 عندما أعلنت قيام الدولة الفلسطينيّة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988م، لتكون هذه الموافقة مدخلها إلى الاعتراف المتبادل مع (إسرائيل)، وصولًا إلى اتفاق أوسلو الذي جاء على خلفيّة فشل (إسرائيل) في إجهاض الانتفاضة الأولى عام 1987م على مدار أكثر من 5 سنوات.

تم توقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر/أيلول عام 1993م بعد أيام قليلة من الرسائل المتبادلة بين "م ت ف" و(إسرائيل) والتي تؤكد اعتراف المنظمة بحق (إسرائيل) بالعيش في أمن وسلام، كما تؤكد اعتراف المنظمة بالقرارَين: 242 و338، وهكذا اعترفت المنظمة بـ (إسرائيل الأولى) على الأراضي المغتصبة عام 1948م، وتم إجهاض الانتفاضة، وترك مصير الأراضي المحتلة عام 1967م للتفاوض بين "م ت ف" و(إسرائيل).

ولأن المفاوضات تعكس أوراق القوة التي فقدتها المنظمة تمامًا بعد إجهاض الانتفاضة وإدانة المقاومة تحت مسمى نبذ الإرهاب، وفقدان البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية تحت شعار: (القرار الوطني المستقل)، وقد فتحت أوسلو الباب العربي أمام (إسرائيل) في اتفاق وادي عربة مع الأردن واتفاقات أبراهام لاحقًا مع أربع دول عربية، في تنكّر واضح للقضيّة الفلسطينيّة، ودون أي ترابط مع المسار الفلسطينيّ.

خداع وثرثرة

عمليًا انتهت أوسلو بعد 30 عامًا من الخداع والثرثرة حول حلّ الدولتين إلى إقامة (إسرائيل الثانية)، دولة للمستوطنين في الضفة الغربية مع جدار فصل عنصري وأكثر من 700 حاجز عسكري لحصار المدن والتجمعات الفلسطينية في معازل حقيقية، وتكريس كل ما يمنع إقامة دولة فلسطينية.

وفي فبراير/شباط 2017م أعلنت الإدارة الأميركية أن إدارة الرئيس ترامب لم تعد متمسكةً بحلّ الدولتين أساسًا للتوصل لاتفاق سلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين، وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام، أعلن الرئيس ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) والبدء بنقل السفارة إليها.

5- على وقع الهزيمة الإستراتيجية للعدو (صاعقة طوفان الأقصى)، يعلو الحديث والثرثرة مجددًا عن حلّ الدولتين، ويتم التلويح به أمام السلطة الفلسطينية في رام الله، وأمام دول عربية مركزية كانت مرشّحة للتطبيع مع العدوّ.

رغم أنّ هنالك إجماعًا صهيونيًا مستقرًا على رفض دولتين، غربي نهر الأردن، وفي القدس الموحّدة عاصمة أبدية لدولتهم المزعومة، والعدوّ لا يملّ من التكرار على لسان نتنياهو أنّ اتفاق أوسلو كان خطأ فادحًا يجب ألا يتكرر، وأن منح الفلسطينيين سيادة يمثل خطرًا على (إسرائيل).

وكذلك الإدارة الأميركية في كل مناسبة تؤكد أن دولة فلسطينية لا يمكن أن تنشأ إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و(إسرائيل)، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من شأنه أن يمنع أي تسوية سلمية في المستقبل!!، رغم ذلك فإن البعض الفلسطيني والعربي من المهزومين مستعدون للانخراط في سياق هذا الخداع للالتفاف على نتائج "طوفان الأقصى".

المطلوب رأس المقاومة

إنّ الأهداف الأميركية – الإسرائيلية المشتركة واضحة ومعلنة على رؤوس الأشهاد وهي تصفية القضية الفلسطينية بتصفية المقاومة، فالمطلوب هو رأس المقاومة حتى يكون اليوم التالي يومًا إسرائيليًا بامتياز؛ لأن المشروع الصهيوني هو أساسًا مشروع غربي استعماري للهيمنة والسيطرة على المنطقة واستنزاف ثرواتها، ومنع نهضتها واستقلالها الحقيقي، ولا يقيم وزنًا لحقوق ولا يحترم اتفاقات.

ومنذ العصابات الصهيونية، ومن ثم ما يسمى (دولة إسرائيل) وعلى لسان قادتها، وفي مناسبات مختلفة قبلت بمشاريع وقرارات أممية واتفاقات باعتبارها خطوة لكسب الوقت، وترسيخ وقائع جديدة على الأرض وإجهاض المقاومة الفلسطينية، ومن ثم استكمال السيطرة والتوسع بالقوة وبغطاء ورعاية غربية كاملة، دون أي اعتبار لأي اتفاقات أو مواثيق دولية في دولة لم يتم تحديد حدودها منذ ما يسمّى إعلان الاستقلال وحتى اليوم.

في مشروع استعماري – استيطاني بكل تلك الأبعاد الأيديولوجية، والتاريخية، والسياسية، والعسكرية لا يمكن أن نختصر الصراع بموضوع (دولة فلسطينية)، وكأنه صراع على الجغرافيا فحسب، وكأنه صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب. باسم الدولة الفلسطينية تمّ استدراج "م ت ف" إلى البرنامج المرحلي ثم إلى برنامج إقامة السلطة الفلسطينية، وباسم المصالح الوطنية الضيقة، تم استدراج دول عربية إلى التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، بعيدًا عن الرؤية الإستراتيجية للصراع.

إنّ نتيجة هذا الصراع ستقرر مصير المنطقة بأكملها بما فيها فلسطين و(إسرائيل)، فلا يستدرَج أحد للوقوع في خداع حل الدولة أو الدولتين في الوقت الذي يُستهدف فيه رأس المقاومة في فلسطين، وفي المنطقة؛ حتى يسهل تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، واستمرار الهيمنة على كل المنطقة، ومنع نهضتها واستقلالها الحقيقيّ.

بمزيد من التماسك الداخلي في فلسطين والإقليم، والتمسك بالرؤية الإستراتيجية لهذا الصراع في سياقه التاريخي، سيجعل ذلك من اليوم التالي لـ "طوفان الأقصى" يومًا لفلسطين وللمنطقة ولكلّ أحرار العالم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات دولة فلسطینیة الیوم التالی الفلسطینی ة ة الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

صحيفة تتحدث عن 4 سيناريوهات إسرائيلية لمن يحكم غزة في اليوم التالي للحرب

تحدثت صحيفة " القدس العربي"، اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025، عن السيناريوهات الإسرائيلية للجهة التي ستتولى حكم قطاع غزة في اليوم التالي للحرب.

وقالت الصحيفة، "بعد لقائه بمستشار الأمن القومي الأمريكي مايك وولتش، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض في لقاء حاسم، اعتبره مراقبون إسرائيليون الأهم من بين لقاءات رؤساء حكومات إسرائيلية مع رؤساء أمريكيين منذ عقود، بسبب حساسية المواضيع المطروحة فيه، من مستقبل غزة و" حماس " إلى التطبيع مع السعودية وإيران".

إقرأ أيضاً: وفد إسرائيلي يزور قطر نهاية الأسبوع لبحث وقف نار "طويل الأمد" بغزة

وقال مكتب نتنياهو إن اجتماعه مع ويتكوف ومايك وولتش كان "إيجابياً وودياً"، وبعد ذلك قال إن بعثة إسرائيلية ستغادر في نهاية الأسبوع الحالي إلى الدوحة، بهدف التداول بتفاصيل تقنية ترتبط باستكمال تحقيق الصفقة. كما جاء في بيان مكتب نتنياهو إنه سيُعقد فور عودته للبلاد، ليلة السبت، اجتماع للكابينيت السياسي- الأمني للتباحث في مواقف إسرائيل من المرحلة الثانية للصفقة، والتي تحدد ملامح المفاوضات المستقبلية.

وطبقاً لتسريبات صحفية، فإن مداولات المرحلة الثانية ستكون مختلفة عن مفاوضات المرحلة الأولى التي تخللّها إرسال طواقم إسرائيلية للدوحة والقاهرة، ومع ذلك ستخرج بعثة للدوحة بعد أيام. وحسب هذه التسريبات العبرية، فإن مفاوضات المرحلة الثانية ستعتمد بالأساس على زيارات مكوكية يجريها ويتكوف بين تل أبيب والدوحة والقاهرة. وفق "القدس العربي"

إقرأ أيضاً: ترامب: لا ضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار في غزة

ومصير حركة حماس في قطاع غزة أحد الأسئلة المركزية المطروحة، عشية انطلاق مداولات الصفقة الثانية، وسيطرح سؤال "اليوم التالي" في غزة في لقاء نتنياهو وترامب، ومن المرجح أن ينعكس الجواب في صفقة أكبر، سياسية، تشمل تطبيعاً مع السعودية.

أربعة خيارات

وطبقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، هناك أربعة نماذج ممكنة للسيطرة على غزة في "اليوم التالي"، وكل منها له طابعه أو مضمونه المركّب بالنسبة لإسرائيل ولسكان غزة، وهي؛ احتمال بقاء "حماس" في الحكم، وإن بدا هذا أقل احتمالية طبقاً للرؤية الإسرائيلية.

أما الاحتمال الثاني، فيقول إن بقاء "حماس" في الحكم في غزة سيصعب مهمة إعمارها، لأن إعادة البناء تستغرق سنوات طويلة من العمل والمساعدات الأجنبية.

وتتابع الصحيفة العبرية في موقعها "واينت": "في الشهور الأخيرة، أدارت حماس مداولات حول لجنة مدنية لإدارة غزة بقيادة تكنوقراطيين فلسطينيين إلى جانب السلطة الفلسطينية. بيد أن حماس ترفض تفكيك ذراعها العسكري، وتحاول استنساخ نموذج "حزب الله" في لبنان داخل القطاع، وهذا ما تعارضه السلطة الفلسطينية".

وتقول إنه إلى جانب كل هذا، فإن إمكانية بقاء "حماس" في الحكم تتعارض مع أهداف الحرب المعلنة من قبل إسرائيل، وتهدد مستقبل ائتلاف نتنياهو في حال قرر عدم الاستعانة بـ "سلة أمان" المعارضة.

يشار إلى أن جيش الاحتلال يجب أن ينسحب من محور نيتساريم في اليوم الثاني والعشرين من توقيع اتفاق الصفقة، أي بعد أيام، والانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) في اليوم الثاني والأربعين، اليوم الأخير من المرحلة الأولى، على أن ينهي الانسحاب في ثمانية أيام.

في المقابل، فإن الإفراج عن المخطوفين والتقدم نحو المرحلة الثانية مرهون بالانسحاب المذكور، ما يثقل على رغبات سموتريتش. ولذا، يقضي الاحتمال الثالث بعدم تقدم إسرائيل نحو المرحلة الثانية، وتبادر لتجديد الحرب حتى الاحتلال الكامل للقطاع، وبناء حكم عسكري تتولى إدارة القطاع وتصريف شؤونه المدنية. طبقاً للصحيفة العبرية، فإن مثل هذا الاحتلال من شأنه المساس بمحاولات نتنياهو الدفع نحو تطبيع مع السعودية، وعلى ما يبدو سيطالب بدعم ترامب الذي طلب إنهاء الحرب وتحرير كل المخطوفين.

السلطة الفلسطينية

ويقضي الاحتمال الرابع بعودة السلطة الفلسطينية للقطاع، وتعتبرها البديل الوحيد لـ "حماس"، لكنها غير مقبولة لإسرائيل.

وتنوه الصحيفة بأن نتنياهو يحاول دائماً إبعاد نفسه عن حكم فلسطيني في القطاع، ويدعي أن إدارة معبر رفح على يد فلسطينيين لا ينتمون للسلطة الفلسطينية، بعكس ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" بأن هؤلاء ينتمون فعلاً لها.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال حاولت خلال الحرب تشكيل جهات سلطوية محلية من غزة لكنها فشلت.

وبين هذا وذاك، ترى الصحيفة العبرية أن إدارة معبر رفح من قبل جهات تنتمي للسلطة الفلسطينية تثير تكهنات تفيد بأن نتنياهو، وتحت ضغط ترامب وقادة عرب، ربما يتجه للسماح لموظفي الرئيس عباس بالقيام بدور كبير في إدارة القطاع، وبالتعاون مع جهات دولية أو مع مقاولين.

يشار إلى أن الشهور الأخيرة شهدت مقترحات وأطماعاً إسرائيلية لإدخال قوات دولية للقطاع تتولى إدارة شؤونه وتقوم بمهام إدارية، وربما تشارك قوات عربية أيضاً في إدارة القطاع في حال وافقت السلطة الفلسطينية على ذلك.

ترامب سيواصل إملاء خطواته

ويتفق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل مع تقديرات محللين محليين كثر بأن اجتماع نتنياهو وترامب، ليلة الثلاثاء، حاسم، بل يقول إنه الأهم من بين كل لقاءات القمة الأمريكية الإسرائيلية منذ عقود.

وتطابقاً مع الاحتمالات المذكورة، فإن هارئيل يرجح أن ترامب، وطبقاً لتصريحاته، معني بإتمام الصفقة وإنهاء الحرب والدفع نحو صفقة عملاقة بين أمريكا والسعودية تشمل اتفاق تطبيع.

ويشير هارئيل إلى نية نتنياهو تغيير طاقم المفاوضات للتحكم بوتيرة ومضمون مفاوضات المرحلة الثانية ودفع الغايات السياسية للواجهة: مستقبل غزة و"حماس".

ويضيف: "في حال عمل نتنياهو لتحقيق المرحلة الثانية أو صيانة الائتلاف، فإن ترامب سيواصل إملاء خطواته".

يشار إلى أن ترامب، ورغم تصريحه الأخير بأنه ليس واثقاً من إمكانية استمرار وقف النار، يرغب بتنحي "حماس" عن الواجهة كما تشتهي إسرائيل، لكن مؤشرات كثيرة تقول إنه غير معني بمعاودة الحرب، وربما يرى بضرورة محاولة الضغط على "حماس" بالحصار وربط الإعمار بتنحيها.

ظاهر وباطن اللقاء

في هذا المضمار، يدعو رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود براك الإسرائيليين، في مقال نشرته "هآرتس" اليوم الثلاثاء، لتأييد صفقة مع السعودية، وكأنه لا توجد محاولة انقلاب قضائي سياسي في إسرائيل، ولمحاربة هذا الانقلاب وكأن الصفقة غير موجودة. ويؤكد براك أن ترامب غير متوقع، وأن هذا جزء من قوته، مرجحاً أن يكون تفكير الإسرائيليين بعد أسبوعين مختلفاً عما هو الآن.

ويضيف: "الآن ستبدو الاحتفالية الأمريكية باستقبال نتنياهو كبيرة، الغلاف والظاهر ودود وحاضن، والمضمون داخل الغرف المغلقة سيكون واضحاً وصارماً. علاوة على زيارة ويتكوف الذي فرض على نتنياهو تطبيق الاتفاق (الاتفاق نفسه من شهر أيار الذي تهرّب منه نتنياهو بثمن موت مخطوفين وجنود)".

ويرجح براك أن ترامب سيطالب نتنياهو باستكمال الصفقة، وأن لا يكون ممكناً استئناف الحرب بحجم كامل في القطاع، وأنه لاحقاً سيتم إدخال قوة عربية، بموافقة وتعاون السلطة الفلسطينية، ودعم الجامعة العربية والولايات المتحدة ومجلس الأمن.

ويضيف براك: "وهكذا يتم إنتاج بديل لحماس بالتدريج. أما قضية ترحيل الغزيين فستتبخّر بسرعة، ولن يصادق على ضمّ في غزة أو في الضفة الغربية، فيما ستحصل إسرائيل على عتاد وستوجه تهديدات لإيران، لكن ترامب سيسعى لاحقاً لاتفاق نووي أفضل من الاتفاق السابق مع إيران".

يشار إلى أن محرر صحيفة "هآرتس" ألوف بن يرى أن نتنياهو سيذهب نحو التطبيع، ويدرك أن ائتلافه سينهار، ولذا فإنه سيطلق حملته الانتخابية من واشنطن وهو بجانب ترامب، رافعاً شعار تطبيق فكرة الترانسفير.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تأجيل سفر الدفعة الرابعة من مرضى غزة عبر معبر رفح الاحتلال يعزل بلدة طمون بالكامل عن محيطها لليوم الثالث على التوالي مدير مستشفى جنين الحكومي: لدينا مخزون كافٍ من المستلزمات الطبية بالمستشفى الأكثر قراءة إسرائيل تعلن إصابة أكثر من 15 ألف جندي منذ 7 أكتوبر 2023 الأردن: توقع وصول مستشفى النسائية والتوليد إلى غزة في الأسابيع المقبلة صحة غزة تنشر احدث إحصائية لأعداد شهداء العدوان بالصور: تفاصيل لقاء رئيس الوزراء مع قائد الإدارة السورية الجديدة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية
  • إسرائيل وعقدة اليوم التالي في غزة: أربع سيناريوهات لحكم محتمل للقطاع
  • صحيفة تتحدث عن 4 سيناريوهات إسرائيلية لمن يحكم غزة في اليوم التالي للحرب
  • إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة
  • هل يتوافق فرقاء السودان على أسئلة اليوم التالي للحرب؟
  • إسرائيل اليوم: استطلاع رأي يظهر رفضا للتطبيع مع السعودية مقابل دولة فلسطينية
  • الجامعة العربية: حظر إسرائيل أونروا يهدف إلى تقويض أسس حل الدولتين
  • المقاومة الفلسطينية تنفذ كمائن وتفجر آليات صهيونية في الضفة الغربية
  • حسام زكى: اليمين المتطرف فى إسرائيل الأقل مرونة تجاه القضية الفلسطينية
  • عاجل | لوبينيون الفرنسية عن رئيس الجزائر: مستعدون لتطبيع العلاقة مع إسرائيل في نفس اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية