شبكة انباء العراق:
2025-03-10@16:09:25 GMT

العرب مهددون باسقاط الجنسية

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر

حتى لو كان اجدادك يعيشون في الكويت قبل 600 سنة ضوئية فأنت مهدد باسقاط الجنسية. وحتى لو كان جدك من الصحابة المشاركين في معركة بدر فأنت مهدد بسحب الجنسية السعودية. وحتى لو كنت من أحفاد سعد زغلول أو من أسرة احمد عرابي أو مصطفى النحّاس فبإمكان حكومة العسكر سحب جنسيتك المصرية. وهكذا بالنسبة للسوري واللبناني والمغربي والتونسي.

بل حتى لو كان العربي يحمل الجنسية النمساوية أو المالديفية أو الكينية فهو خاضع لاحتمالات إسقاط حقوقه كلها بقرارات قطعية لا رجعة فيها. .
اما على الصعيد العربي فبمجرد انضمامك للمعارضة ووقوفك بوجه الطبقة الحاكمة أو الحزب الحاكم فان قرار إسقاط جنسيتك وسحب جوازك بات من ابسط القرارات التي قد تتخذها الدولة التي عاش فيها اجداد اجدادك قبل تأسيس الدولة نفسها بقرون طويلة. .
وبالتالي فان قرارات إسقاط الجنسية تشمل كل عربي معارض. بل قد تشمل أولاد المواطن المعارض وأحفاده. ولبعض البلدان العربية طرق مختلفة في التعامل مع أي مناوئ لسلطتها حتى لو كان يحمل ارفع النياشين والأوسمة. فالموت بالإعدام شنقا أو رمياً بالرصاصي هو المصير الذي ينتظره. أما إذا كان يعيش خارج وطنه فان رجال المخابرات هم الذين يتكفلون بتصفيته جسدياً باساليبهم المعروفة. وربما يُدرج أقاربه من الدرجة الاولى والثانية والثالثة على قوائم التهميش والاستبعاد والإضطهاد. .
وقد سعت معظم السلطات العربية إلى إقرار قوانين تتضمن إسقاط الجنسية عن مواطنيها في حالات تتعلق بشبهات أو اتهامات تضر بأمنها أو تعكر مزاجها، وقد تحولت تلك التشريعات إلى أدوات لخنق المعارضة في الداخل والخارج، الأمر الذي ينذر بتحوِّل المعارضين إلى (بدون)، وهي تسمية خليجية تُطلق على عديمي الجنسية. فتحولت المطالبات بإسقاط الجنسية إلى سلاح يهدد المواطنين كلهم بدعوى اهانة الرئيس أو الملك أو الأمير. أو بدعوى التحريض ضد مؤسسات الدولة، أو التحريض ضد الجيش والشرطة، أو إحداث الفتن والانفلات الأمنى. .
وبالتالي يتعين على كل عربي ان يلوذ بالصمت المطبق، وأن لا يتسبب بإزعاج السلطات الحاكمة مهما ارتكبت من جرائم. وأن يسير بجانب الحائط، وبخلاف ذلك فأنه مهدد بشطب سجله المدني من مديرية الأحوال الشخصية. ولكن من المؤلم أن تسير بجانب الحائط مبتعدا عن المشاكل فيسقط عليك الحائط نفسه. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟

يَنْدُرُ أن نسمعَ عن نظامٍ انتصر في زمننا، وتعامل مع أتباعِه والمحسوبين عليه بسموٍّ وتسامح، مثلما شهدنا من أحمد الشرع في سوريا. في العراق، سَحلَ البعثيون الشيوعيين في الشوارع، والشيوعيون قبلَهم شاركوا في إبادةِ الملكيين، كما طاردَ الأمريكيون فلولَ صدام، وسرَّحوا نصفَ مليونٍ محسوبين عليه. وفي سوريا نفسِها علَّقَ صلاح جديد المشانقَ للقوميين، وانقلب عليه حافظُ الأسد، ودفنَ الآلافَ من أهل حماة أحياءً عقاباً جماعياً على تمرد فئة منهم. خلفه ابنُه بشار، وحفرَ المقابر، وملأ السجون، وسَجلت الأممُ المتحدة في أرشيفها عشرات الآلاف من الصور التي هرَّبها طبيبٌ جنائي لتكون أكبرَ ملفٍّ في تاريخ القتل والتعذيب الموثق.
للأسف يطفو في الحروب الغلُّ والثارات، لكن للحق كانت رسالةُ الحاكم السوري الجديد فورَ دخوله دمشقَ طمأنةَ العلويين قبل غيرهم، وبقيةِ الأقليات والذين عملوا مع النظام مستثنياً الذين انخرطوا في عمليات القتل والتعذيب، ورأينا تقبلاً سريعاً للنظام الجديد.
التَّمرد المدفوع في الساحل ليس مفاجئاً، لقد كانَ متوقعاً بعد خلع نظامٍ هيمن نصفَ قرن. الانتقال يتطلَّب المعالجةَ بالحكمة والصبر والاستيعاب والتواصل، وليس كله يُدار بالقوة.
لكن هناك قوى لن تتوقَّف عن زعزعةِ الوضع، وشحن الشارع المتشكك ضد النظامِ الجديد، تلك التي فقدت سلطتها في الحكم، والأنظمة الإقليمية التي خسرت بسقوط الأسد، مثل نظام طهران وميليشيات في العراق و«حزب الله». هناك طوابيرُ متنوعة سُنيَّة ومسيحيَّة وعلويَّة وغيرها ساندت نظامَ الأسد، وفقدت امتيازاتها بسقوطه، وستعمل ضد دمشقَ اليوم. تسويق العداء للعلويين تحديداً يغذيه اتباعُ النظام المخلوع لتحريضِ نحو مليوني علوي للاصطفاف معهم، وحتى رموز في نظام الأسد الهاربِ مثل رامي مخلوف تبحث عن التصالح.
هذه الأزمة تختبر إدارةَ النظام الجديد. عندما كانَ ميليشيا مسلحةً في إدلب كانت مسؤوليته محدودةً حول ما كان يرتكبه مسلحوه. اليوم هو الدولة، وعليه ألا يجعلَ خصومَه يجرّونه إلى الخندق نفسه مع النظام البائد، ليصبح مثلَه طائفيّاً وعنيفاً يعالج بالسّلاح ما يعجز عنه بالسياسة.
سارعت معظمُ الدول العربية للتضامن مع حكومة دمشق، فكانت رسالة واضحة للشعب السوري مع من تقف. وهذا الموقف السياسي غاية في الأهمية ليسمعه المجتمع الدولي. لكنْ أمام دمشقَ طريق صعبة قد تمتدُّ فيها التحديات ضدها سنة وسنوات. لا يستطيع الشرعُ خوضَ حروب متعددة في الوقت نفسه، مثل مواجهة إسرائيل وإيران، ولم يسبق لدولةٍ أنْ فعلتها ونجحت. وبالتالي سيتعيَّن على حكومة الشرع فهمُ نيات، أو على الأقل توقعات إسرائيل، مثلاً في احتضانها الدروز في وجه ما وصفته بالاضطهاد ضدَّهم من قبل دمشق. على مدى نصف قرنٍ هادنت إسرائيل، بل حمت أيضاً نظامَ الأسدين إلى أن مَنحَ بشار الإيرانيين امتيازاتٍ بالوجود العسكري فانقلبت إسرائيل عليه. الشرع منذ بداية توليه السلطة مدركٌ هذه الثوابت الجيوسياسية، وقال إنه لا ينوي الدخول في معارك مع جيرانه، بما فيهم إسرائيل. ولا ننسى أنَّ كلَّ دول الطوق المجاورة لإسرائيل وقَّعت تفاهمات أو اتفاقيات سلام معها. الشرع مضطر إما إلى التفاهم مع إسرائيل وإما مع إيران، وسيستحيل عليه أن يواجه الذئبين معاً.
داخلياً، ندرك كيف تتنازع الرئيسَ الشرع دعواتٌ متضادة. سوريون ذاقوا المُرَّ من النظام البائد، يدعون للإقصاء والثأر الطائفي، وفئات لها مطالب مثل الفيدرالية الكاملة التي يصعب تحقيقها خلال فترة الحروب؛ لأنَّها تصبح مشاريع انفصال. هنا شخصية الرئيس حاسمة لردع رفاقه وخصومِه، ووقف الاشتباكات السياسية والفكرية والعسكرية.
في الأخير، سيكسب نظام الشرع المعركة ضد إسقاط نظامه، وسيتمكن من توحيد سوريا ومواجهة المتمردين عليه، لكن هل بمقدوره اختصار الوقت والخسائر؟

مقالات مشابهة

  • أرتيتا: كرة القدم لـ «الأذكياء» فقط!
  • كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟
  • مفاجأة| الأهلي مهدد بخسارة الدوري رغم الفوز في جميع مبارياته المقبلة
  • مقيمون من الجنسية الباكستانية بجدة يحييون عاداتهم الرمضانية بإفطار جماعي
  • “تاق برس” ينشر الأرقام.. خدمة لمواطني الخرطوم للتبليغ عن أى مهدد أمني
  • عبر فيسبوك.. القبض على سوري الجنسية يروج للمنشورات الإرهابية في بغداد
  • أوكرانيا تعلن إسقاط 73 طائرة روسية دون طيار
  • لأول مرة وفق القانون.. منح الجنسية العمانية لمواطنة روسية مع الاحتفاظ بجنسيتها
  • الكويت.. تخفف مدة حكم «السجن المؤبد» وسحب الجنسية من المئات
  • رأسها اصطدمت بالحائط .. مصرع عجوز في اسانسير بأوسيم