بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن حضور الشارقة “ضيف شرف” في معرض سالونيك الدولي للكتاب لعام 2024، يمثل امتداداً للروابط الثقافية العميقة بين الحضارتين العربية واليونانية، والتي أرسى دعائمها نخبة من كبار العلماء والفلاسفة في كلا الحضارتين، الذين أسسوا جسوراً للحوار الثقافي، وحافظوا بإنجازاتهم العلمية الخالدة على الإرث المعرفي الإنساني العربي واليوناني، مشيرة إلى أن الشارقة تحمل اليوم الشعلة نفسها التي حملها رواد الفلسفة اليونانية والعلماء العرب والمسلمون، الذين تركوا بصماتهم النيِّرة على مسار العلم والمعرفة.
جاء ذلك في خطاب رئيسي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، خلال حفل افتتاح الدورة الـ20 من “معرض سالونيك الدولي للكتاب”، الذي يحتفي بالشارقة كأول ضيف شرف عربي تقديراً لدورها الثقافي والحضاري الذي يشكّل شهادة حية على الروابط التاريخية بين اليونان والعالم العربي، بحضور، نخبة من رؤساء ومديري المؤسسات الثقافية والأدبية في الدولة، ومجموعة واسعة من قادة الفكر والأدب والثقافة، وممثلي المؤسسات الصحفية والإعلامية في الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، حيث يستضيف المعرض في الدورة الأكبر في تاريخه 850 ناشراً، وأكثر من 1500 كاتب ومتحدث وخبير في صناعة الكتاب من 40 دولة، لتقديم أكثر من 400 فعالية.
شعلة المعرفة التي أنارها الأجداد
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “نحن في العالم العربي واليونان، نفخر بحضارتين عظيمتين أثرتا الإنسانية عبر العصور، وكان علماؤنا العرب واليونانيون جسوراً للعلم والمعرفة، حيث عملوا على ترجمة وصون الأعمال الأدبية والعلمية، مخلِّدين بذلك إرثاً ثقافياً لا يقدر بثمن، وإنه لشرف عظيم أن نرى أحفادهم اليوم يواصلون حفظ هذا التراث الغني، وتعزيز أواصر التعاون والصداقة التي رسّخها أسلافنا. ومن خلال فعاليات مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض سالونيك الدولي للكتاب، نحن نحمل الشعلة التي أنارها أجدادنا، معتزّين بالمعرفة ومحتفين بلغة التفاهم والحوار التي زرعوها”.
وأشارت الشيخة بدور القاسمي إلى أن مشاركة الشارقة ضيف شرف المعرض فرصة مثالية لتعميق أواصر التواصل والتعاون بين جمهورية اليونان ودولة الإمارات العربية المتحدة. وفي ختام خطابها، دعت الجميع إلى زيارة جناح الإمارة، الذي يضم مجموعة غنية من الفعاليات والأنشطة الثقافية، مما يفتح لهم نافذة على إرث دولة الإمارات العربية المتحدة الأدبي ومبادراتها الثقافية العالمية.
أفق مفتوح للحوار
من جانبه، رحّب عمدة مدينة سالونيك، السيد ستيليوس أنجيلوديس بوفد إمارة الشارقة المشارك في المعرض، وأشار إلى أن ما تقوده الشارقة من جهود ثقافية على مستوى العالم وضع اليونان من جديد على تواصل حي وفاعل مع راهن وتاريخ الثقافة العربية والإماراتية، مؤكداً أن الشارقة ظلت سباقة في فتح أفق الحوار والتواصل مع اليونان ومختلف بلدان أوروبا.
العاصمة الثقافية لدولة الإمارات
من جهته، أكد نيكوس كوكيس، رئيس مؤسسة الثقافة اليونانية، روح التبادل الثقافي التي تجسّدها مشاركة الشارقة في “معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024″، قائلاً: “نحتفي هذا العام بالشارقة، العاصمة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأول مدينة في العالم العربي تحلّ ضيف شرف على معرض سالونيك الدولي للكتاب، والتي تميزت خلال العقود والسنوات الماضية بمبادراتها وبرامجها العالمية التي تدعم حضور الكتاب وتأثيره”.
وأضاف: “يشهد المعرض حضوراً استثنائياً لسيدات الشارقة المتخصصات في قطاع النشر، وفي مقدمتهن الشيخة بدور القاسمي، التي نحمل لها كل التقدير والامتنان لما قدمته من رؤى ثاقبة وروح تعاونية ومبادرات مبتكرة. وهنا لا بد لي من التأكيد على أن مشاركة الشارقة في المعرض تتجاوز كونها ضيف شرف، بل هي جزء أصيل من المعرض؛ لأنها لطالما شكّلت جسراً ثقافياً لتعزيز الحوار بين اليونان والعالم العربي، وبذلت جهوداً متواصلة في إعداد وتنفيذ برامج أشركت الكتّاب وصنّاع المحتوى اليونانيين، والتي نتطلع إلى تطويرها وتوسيع تأثيرها في المستقبل”.
شخصية قيادية
من جهتها أشارت نوبي تشاتزي جيورجو مديرة معرض سالونيك الدولي للكتاب، إلى ما تقوده الشيخة بدور القاسمي من جهود دولية للنهوض بصناعة النشر ودعمها لحضور الناشرات في قطاع صناعة الكتب، حيث قالت: “في الشارقة شخصية قيادية لها أثر ملموس وكبير على النشر العالمي، ومبادراتها تجاه المرأة أحدثت فرقاً كبيراً تجاه مساهمة وحضور المرأة الناشرة عالمياً”.
وعقب الاحتفال الرسمي للمعرض، قامت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، بإزاحة الستار عن جناح الشارقة، مُعلنةً انطلاق مشاركة الإمارة “ضيف شرف” على معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024، حيث شهد الجناح زيارة سعادة الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية اليونان الذي اطلع على معروضات الجناح، بما في ذلك كتب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإصدارات لكتّاب إماراتيين، بالإضافة إلى معروضات تراثية وأدوات تبرز جماليات الموروث الإماراتي. واستكملت الشيخة بدور القاسمي جولتها في أرجاء معرض سالونيك الدولي للكتاب، حيث التقت بمجموعة من العارضين والناشرين، واطلعت على إصدارات دور النشر الإماراتية والعربية المشاركة، مُعربةً عن إعجابها بالغنى الثقافي والأدبي الذي يحفل به المعرض.
برنامج الشارقة ضيف شرف
ويتضمن برنامج الشارقة ضيف شرف المعرض مجموعة متنوعة تشمل أكثر من 30 جلسة نقاشية وورشة عمل وعرضاً تراثياً، منها جلسة تقام اليوم (الجمعة)، الموافق 17 مايو، بعنوان “اكتشاف العوالِِم: أدب الأطفال وعواصم الكتب العالمية”، تسلط الشيخة بدور القاسمي خلالها الضوء على قدرة أدب الأطفال على تعزيز الوعي بعواصم الكتاب العالمية، وتتعمق في بواعث الإلهام وراء هذه الأعمال الأدبية، بالإضافة إلى جهودها الرامية إلى التعريف بالثقافة العربية على المستوى العالمي، إلى جانب آنا روتسي، خبيرة التواصل لبرنامج عاصمة الكتاب العالمية.
وفي إطار التركيز على تعزيز الحوار والتعاون الثقافي، تستعرض الشارقة 10 إصدارات لكتّاب إماراتيين تمت ترجمتها إلى اللغة اليونانية، تشمل الشعر والرواية والفنون والدراسات، حيث تعد هذه الأعمال المترجمة جسراً يربط الأساليب والتوجهات الأدبية، ويدعو زوار المعرض لاستشكاف جماليات الأدب الإماراتي والثقافة العربية.
وإلى جانب الأعمال الأدبية، يتضمن برنامج الشارقة ضيف شرف المعرض عدداً من الجلسات والندوات التي تستكشف أثر الفلسفة اليونانية على الأدب، وأهمية السرديات والرواية النسائية، والمشهد المتطور لأدب اليافعين في دولة الإمارات واليونان، وغيرها من الأمسيات الشعرية والجلسات التي تحتفي بعالم القصيدة والترجمة، وورش العمل التي تثري المهارات الإبداعية لدى الأطفال.
ويقدم البرنامج الثقافي لإمارة الشارقة في “معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024” تجربة غنية للحضور والزوار، معززاً التواصل والحوار الثقافي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة الشیخة بدور القاسمی الشارقة ضیف شرف
إقرأ أيضاً:
المتحف الوطني يفتتح معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"
مسقط- الرؤية
افتتح المتحف الوطني بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف، أمس الإثنين، معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، وذلك تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم إمارة الشارقة، إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والمتحفي.
ويأتي المعرض بهدف إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوره جنبًا إلى جنب الاسهامات العلمية لعلماء المسلمين عبر العصور، ويستمر المعرض لعموم الزوار حتى 3 مايو 2025. ويضم المعرض 82 مُقتنًى فريدًا من روائع فنون الحضارة الإسلامية ونتائج العلماء المسلمين، تُبرز ثراء وتنوع الثقافة الإسلامية، ويُعرض بعضها لأول مرة خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرزها أول مصحف مطبوع بتقنية الطباعة الحجرية، وكأس فضّية مزينة بنقوش نباتية نُقش عليها طغراء السلطان العُثماني عبد الحميد الثاني. يتألف المعرض من 3 أقسام؛ وهي: قسم فنون الخط، وقسم العلوم والابتكارات، وقسم التناغم والتنوع.
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني: "في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني يُقام معرض ’روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية‘ في المتحف الوطني، والمعرض ما هو إلا استمرارٌ لخطوة خطاها المتحف الوطني بدءًا بإقامة معرض ’الحضارة العُمانية: النشأة والتطور‘ في عام 2023 في متحف الشارقة للآثار والذي حظي برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، التي فتحت أبواب التعاون المتحفي بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف".
وأضاف الموسوي أن معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، يُقدِّم مقتنيات تمثل كنوزًا معرفية من العصور الإسلامية، والتي يمكن الاستدلال بها على التقدم العلمي والحضاري والمعرفي الذي كانت تشهده تلك العصور، وكيف أسهم الإسلام في تأسيس حضارة متينة، أساسها العلم والارتقاء بالمعرفة والنهوض بالمعارف البشرية وتسخيرها لخدمة الأرض والإنسان.
من جانبها، أشادت سعادة عائشة راشد ديماس المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف، بأهمية المعرض، معربةً عن فخرها بالتعاون مع المتحف الوطني. وأكدت ديماس الدور المحوري للمعرض في الاحتفاء بالروابط الثقافية والأخوية المتينة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان المتجذرة في التراث والقيم المشتركة. وقالت: "يأتي هذا المعرض الاستثنائي بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، عقب زيارته سلطنة عُمان؛ حيث استقبله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بحفاوة". وأضافت أنَّ مثل هذه الشراكات لا تعزز الروابط طويلة الأمد بين البلدين فحسب؛ بل وتعكس المهمة الأوسع للدبلوماسية الثقافية، من خلال تعزيز الفهم والوحدة عبر الفنون المشتركة".
ويُبرز قسم فنون الخط جماليات الخط العربي عبر العصور التاريخية والفنية من خلال مجموعة المخطوطات الإسلامية والمنسوجات والمسكوكات، ومنها المصاحف والصفحات القرآنية، وستائر المسجد النبوي، وإطار مطرز من كسوة الكعبة (القنديل)، وأدوات الكتابة، إضافة إلى مجموعة من المسكوكات الإسلامية التي تعود إلى الفترتين الأموية والعباسية؛ حيث أسهم أسلوب الإعجاز في القرآن الكريم في إثراء عقول علماء المسلمين وإلهام قلوب الخطاطين والفنانين في العصور اللاحقة، مما انعكس على إبداعاتهم وتنوع الخط العربي وفنون التزيين والتذهيب.
أما قسم العلوم والابتكارات فيسلط الضوء على إنجازات واختراعات علماء المسلمين من معظم أرجاء العالم الإسلامي كعلوم الفلك والطب، من خلال عرض نماذج للأسطرلابات والكرات السماوية، ومخطوط طبي مترجم باللغة العربية، بالإضافة إلى أدوات طب الأسنان والكي.
ويعرض قسم التناغم والتنوع جمالية الفن الإسلامي من الزخارف الهندسية والنباتية والتصويرية، وتطوره ما بين القرنين الثاني – الرابع عشر الهجري/الثامن - العشرين الميلادي، من خلال مجموعة فريدة من المقتنيات تمثل الحياة الاجتماعية وتأثير التبادل التجاري والفني في مختلف دول العالم الإسلامي، أبرزها كرسي عشاء على هيئة منضدة سداسية الشكل باسم الناصر محمد بن قلاوون (أحد أهم سلاطين المماليك)، وأدوات مائدة متنوعة تشمل الأباريق والأوعية والجرار الفخارية المزججة والمعدنية، بالإضافة إلى القوارير الزجاجية والمعدنية، والمباخر، والمصابيح، والشمعدانات.