شهادات عليا من أجل وظائف وهمية… أحلام مُحطمة لشباب العراق
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
17 مايو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: يعاني العراق من ظاهرة خطيرة تُهدد استقراره وتنميته، ألا وهي ظاهرة “الوظائف الوهمية”. حيث تُشير التقديرات إلى وجود مئات الآلاف من الموظفين الذين يتقاضون رواتب دون أداء أي عمل حقيقي.
واكد عضو اللجنة القانونية النيابية النائب سالم إبراهيم العنبكي، وصول العراق الى ذروة الترهل الوظيفي ما يهدد خزينة الحكومة التي تعتمد بنسبة 93% من إيراداتها على بيع النفط الخام.
وقال العنبكي، ان التعيين دون تخطيط مسبق يفضي الى استثمار القدرات في الإنتاج له تبعات سلبية على أداء مؤسسات الدولة التي وصلت الى ذروة الترهل في ظل اعداد كبيرة تفوق القدرة على استيعابها يرافقها فروقات كبيرة بالحقوق المالية بين وزارة وأخرى رغم تكافئ الخبرة والشهادة وسنوات الخدمة بل حتى الاختصاص.
و تتم التعيينات في كثير من الأحيان دون تخطيط أو مراعاة لاحتياجات سوق العمل، مما يخلق فائضًا هائلاً في الموظفين غير المنتجين.
و تُستخدم التعيينات أحيانًا كمكافأة سياسية أو وسيلة لشراء الولاءات، مما يُعيق فرص الشباب الكفوئين.
و تُشكل رواتب الموظفين الوهميين عبئًا كبيرًا على ميزانية الدولة، ويُمكن استثمار هذه الأموال في مشاريع تنموية تُساهم في خلق فرص عمل حقيقية.
وتُؤدي قلة الإنتاجية إلى ضعف في أداء المؤسسات الحكومية وتراجع في جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وينجذب الكثيرون للحصول على شهادات عليا دون اهتمام حقيقي بتطوير مهاراتهم العملية، مما يُساهم في تفاقم مشكلة البطالة المقنعة.
وأضاف العنبكي ان بقاء التعيينات الحكومية دون ضوابط تساعد في معالجة الترهل الحاصل مع ارتفاع فاتورة الأجور ستجعل الدولة في موقف صعب بعد سنوات، مشيرا الى ان 93% من إيرادات خزينة الدولة تعتمد بشكل مباشر على بيع النفط الخام والذي يواجه تقلبات أسعار في السنوات الأخيرة.
وأشار الى ان العراق أمامه آفاق تنموية واقتصادية واعدة منها طريق التنمية وبقية المشاريع الأخرى بالإضافة الى إمكانية الانفتاح على إعادة احياء المصانع، موضحا ان فاتورة الاستيراد السنوي تصل الى 50 مليار دولار من قطاعات يمكن توفير بدائل لها في البلاد على المستوى الصناعي والزراعي وحتى الغذائي.
واكد، ان كل التقارير الاقتصادية على ملف التعيينات تثير القلق خاصة مع الارتفاع الكبير في اعداد موظفي العراق قياسا بحجم سكانه، مشددا على أهمية إعادة النظر وان تضغط الدولة باتجاه احياء القطاع الخاص وتوفير فرص عمل اكبر قياسا بالتعيينات الحكومية.
مقارنة مع الدول المتقدمة:
نجحت العديد من الدول المتقدمة في حل مشكلة البطالة المقنعة والوظائف الوهمية من خلال اتباع سياسات رشيدة تُركز على التخطيط السليم لاحتياجات سوق العمل وتطوير مهارات القوى العاملة.
و تُولي هذه الدول اهتمامًا كبيرًا للتعليم والتدريب المهني، لضمان حصول خريجي الجامعات على مهارات تُمكنهم من المساهمة الفعلية في تنمية المجتمع.
و يجب على الحكومة العراقية وضع خطط استراتيجية واضحة للتوظيف، مُراعية لاحتياجات سوق العمل واحتياجات مختلف القطاعات كما يجب ربط التعيينات بالأداء الوظيفي، وربطُ ترقيات الموظفين بإنجازاتهم وتطوير مهاراتهم.
ويحتاج العراق الى مُكافحة الفساد في عمليات التعيينات، وضمان خلوها من المحسوبيات والتدخلات السياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
النفايات بين خياري الحرق وإعادة التدوير في العراق
27 مارس، 2025
بغداد/المسلة: يشهد العراق انطلاقة جديدة في مجال الطاقة النظيفة مع تدشين مشروع لتوليد 100 ميغاوات من الكهرباء عبر معالجة النفايات في منطقة النهروان جنوب شرق بغداد، بتعاون مع شركة شنغهاي “إس يو إس” الصينية.
ويعتمد المشروع على تقنية الحرق التام لمعالجة 3000 طن يومياً من النفايات، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بالبلاد، بتكلفة تصل إلى نحو 498 مليون دولار، ومن المتوقع استكماله خلال عامين.
وتتجاوز أهمية المشروع مجرد إنتاج الطاقة، إذ يسعى لمعالجة أزمة النفايات المزمنة التي تُثقل كاهل بغداد، حيث ترفع أمانة العاصمة يومياً ما بين 10 إلى 11 ألف طن من المخلفات.
ويقدم المشروع حلاً بيئياً بتحويل النفايات إلى مورد اقتصادي، مع تقليل التلوث الناتج عن الطمر والحرق العشوائي،
يتزامن المشروع مع اعتماد العراق المتواصل على استيراد الغاز والكهرباء من إيران، حيث يغطي هذا الاستيراد نحو 40% من احتياجاته، بكلفة 4 مليارات دولار سنوياً. ومع تأخر تنفيذ اتفاق استيراد 20 مليون متر مكعب يومياً من تركمانستان في ديسمبر 2024 بسبب عقبات فنية، يبدو المشروع خطوة لتقليص هذا الاعتماد.
لكن المشروع يثير تساؤلات حول جدواه الاقتصادية والبيئية، إذ حذر خبير الطاقة مازن السعد من أن تكلفة إنتاج الكهرباء عبر الحرق مرتفعة، مقترحاً الاستثمار في إعادة التدوير أولاً لتعظيم العوائد. ويراهن مختصون على أن التدوير قد ينتج ثروات من المواد القابلة لإعادة الاستخدام والأسمدة العضوية.
و تتطلع الحكومة لتعميم التجربة، إذ وجه السوداني المحافظات لتخصيص أراضٍ لمشاريع مشابهة، مع قرب إطلاق مشروع ثانٍ في أبو غريب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts