عربي21:
2024-11-15@02:40:06 GMT

النكبة تغير موقعها

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

في ذكرى إعلان العدو عن وجوده/ استقلاله لم يبق في صفه عبر العالم إلا مصانع السلاح الأمريكية، فهي التي خلقته وهي التي تديره وهي التي تعرف أكثر من غيرها أن نهايته تعني توقف المصانع عن صناعة أدوات القتل وترويجها في الشرق الأوسط، خاصة وهو سوقها الأفضل منذ تأسيس الكيان. في ذكرى تأسيسه/ نكبة الفلسطيني تحولت الراية الفلسطينية إلى راية حرية في العالم؛ مؤذنة بسقوط رايته وتحولها إلى رمز للقهر والظلم والفشل التاريخي.

في هذه الذكرى يجمع أشلاء قتلاه في غزة.. عليه أن يبدأ حساب أيامه الباقيات، لقد جرفه الطوفان.

العدو سعى إلى نكبته في غزة

نتأمل في حرارة لحظة غزة الدامية بعض أثر حرب الطوفان فنجد أن العدو دخلها مستهينا برجالها وواثقا من سلاحه، وواثقا أيضا من تمكنه من عقل العالم الذي برر له دائما كل فعل شائن في حق الإنسان الفلسطيني. بعد ثمانية شهور يتبين له قبل غيره أن غروره وثقته الزائدة في قدراته وفي مكانته قد أودى به إلى حتفه، إنه يندحر عسكريا وسياسيا ويحتفل بعض جمهوره باكيا على الماضي الجميل وعلى المستقبل الغامض. انتهى زمن يقينه من البقاء واخترقت الهزيمة روحه، فهو يغرق في ما تبقى من غروره وتصدر عنه جمل يائسة تلح على مستقبل غير يقيني، لقد حول الحزن موقعه.

ذلك الشعار المؤمن الذي رفع في ثورة ليبيا "دم الشهداء ما يمشيش هباء" ينتقل إلى غزة، ويمكن للحاضنة الغزاوية أن ترفعه الآن بثقة.

ودون أن نستعيد التحليلات العسكرية التي صرنا بها خبراء بفضل وسائل الإعلام الموالية للمقاومة، فإن مغامرة العدو في رفح متوقفة من عجز عسكري أولا ومن عجز سياسي ثانيا، وعودته إلى الشمال وإلى جباليا بالتحديد بقصد القتل الانتقامي كشفت هوانه العسكري وضياع بوصلته، لقد عاد طائعا ليضع جيشه في مرمى مقاوم تدرب عليه في الهجوم الأول فحفظ درسه وأبدع في الشوط الثاني.

لقد عاد ليكشف أن جنوده فقدوا الرغبة في الحرب وأنهم يقاتلون بلا هوية ولا خريطة، فهم يستندون إلى الجدران مرهقين وتزيد شمس غزة في إذلالهم. لقد عاد ليسمح للمقاوم بالانتصار الصريح، ولسوء تقديره كان يوم احتفاله هو أشأم يوم في تاريخه الحربي، لقد بدأت نكبة العدو في غزة.

هل نستشرف المستقبل؟

يحق للمقاومة أن تتكلم واثقة، فرجالها على الأرض يوفرون موقفا سياسيا قويا، مع عناصر ثلاثة تجعل موقفها حاسما قبل طاولة التفاوض: ثبات المقاوم وحاضنته على الأرض، واضطراب العدو عسكريا وسياسيا، وانقلاب الموقف الشعبي والنخبوي وكثير من الموقف السياسي الدولي ضده.

اتضحت كثير من عناصر الصورة: العدو يصرح أنه عاجز عن حكم غزة عسكريا، وليس له حكومة مدنية متواطئة معه على غرار شلة أوسلو التي يبدو أنها طمعت في نصر لم تؤمن به في بداية الطوفان، ويبدو أنه فقد أيضا كثيرا من تواطؤ الموقف المصري معه بعد سيطرته على المعبر. لقد استنزف أنصاره / أجراؤه حتى العظم، وصارت مساعدته وبالا عليهم وهم يرون عجزه عن الحسم العسكري الذي تمنوه.

أي عودة للتفاوض الآن تكشف أنه صار أضعف مما كان قبل رفض صفقة التهدئة الأخيرة، وقد كتبنا سابقا أن هزيمته بعد رفح ستكون أثقل من هزيمته قبلها. لقد انتقم من ألف شهيد إضافي لكن الأرواح الشهيدة تهزمه ودمهم ما يمشيش هباء. بأية روح سيفاوض الآن والتفاوض قدره الذي لا مفر منه؟

كان إسماعيل هنية واضحا وصريحا؛ حماس (المقاومة) باقية وستحكم غزة بوسائلها ومنهجها ولديها حاضنة متماسكة من حولها ولديها فصائل تعاضدها بلا مواربة وبلا تنازع صلاحيات على اليومي والتفصيلي. ولا نرى أحدا من خارج غزة يمكنه أن يغامر بدخول غزة ليحكمها حتى مرتزقة بلاك ووتر (وقد كانوا احتمالا واردا)، أما قوة فصل عربية فلا نظن الغزاوية سيقدمون لها البارد في الصيف بين خرائب غزة. الجميع يرى ويستيقن أن أي داخل لغزة دون رضا المقاومة سيكون مصيره من مصير جيش العدو المحتل.

سيكون من المبكر أن نرسم مستقبل غزة والمعركة دائرة، لكن لا يمكن أن نتجاهل أن العدو يندحر وأن المقاومة تتقدم وتضع شروط التفاوض بثقة أعلى ولديها وقت كاف لتناور من هذا الموقع.

لقد كانت معارك الشهر الثامن انقلابا حقيقيا في مجريات المعركة لم يفر الرجال في الشهور السبعة، ولكنهم الآن يكرون كرة رجل واحد على عدو مهزوم نفسيا. يمكننا أن نؤلف روايات كثيرة عن مقاتل فقد الرغبة في الحرب ويشعر أن قيادته تستهين بحياته ولا تفكر في ما بعد هزيمته، إنه يستسلم لمصير مجهول؛ مصيره العسكري كفرد ومصير دولته من خلفه في ذكرى "استقلالها" الذي صار يوم نكبتها.

من يمكنه أن يطيع أمرا عسكريا بالعودة إلى حرب خاسرة في لحظتها وخاسرة في المستقبل؟ لاحقا سيكون هناك سؤال وجودي في نفس كل جندي: ما جدوى البقاء في أرض لا تمكن هزيمتها؟ فالأرض تحمي من يعرفها وتهزم من يجهلها. سترن تلك الجملة التي قالها المقاتل في رفح في سمع كل عسكري يدعى لحمل السلاح ويرسل إلى غزة أو الضفة المتربصة.

هنا تموت دولة مصطنعة وتعود دولة عمل العالم على طمس وجودها فانبعثت وحولت رايتها إلى راية حرية في العالم. هنا والآن وبكثير من التفاؤل العجول نكتب بيقين هنا نكبة العدو وهنا الاستقلال الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة المقاومة فلسطين غزة الاحتلال المقاومة النكبة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فنادق ميركيور تطلق عروضاً مميزة لتجارب الطعام لمدة 1,000 ساعة احتفاءً بفروعها التي تصل إلى 1,000 وجهة في مختلف أنحاء العالم

أطلقت فنادق ميركيور تجربة طعام مميزة تستمر لمدة 1,000 ساعة (42 يوماً) احتفاءً بافتتاح فرعها رقم 1,000، وهو أحدث إضافة إلى مجموعة فروعها في مختلف أنحاء العالم. واحتفلت المجموعة بهذا الإنجاز المميز في فندق ميركيور دبي ديرة، حيث قدمت تجربة طعام استثنائية مع أشهى المأكولات والمشروبات المحلية.

 

وتسلط التجربة الضوء على التزام مجموعة ميركيور بتقديم ومشاركة الأطعمة الشهية التي تعكس الهوية الفريدة لكل وجهة ، مع توفير ألذ الأطباق والمشروبات لفترة محدودة تبلغ 1,000 ساعة.

 

وتلتزم فنادق ميركيور منذ 1973 بتشجيع المسافرين على استكشاف الوجهات حول العالم والتعرف على حضارات وثقافات جديدة. وتتوزع فروع ميركيور الألف في 65 دولة مختلفة، وتوفر للزوار تجارب استثنائية مستوحاة من الأجواء المحلية وتترافق مع أرقى مستويات الضيافة.

 

واجتمع الضيوف المميزون واعضاء برنامج الولاء ALL والصحفيون والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في الفعالية الاجتماعية بدبي للاستمتاع بتجربة الطعام المحلي المميزة، حيث تم تحضير الأطباق والمشروبات بعناية بالتعاون مع الموردين والمنتجين المحليين، مثل شركة فريش أون تيبل.

 

وفي إطار هذه الفعالية ، يقدم فندق ميركيور دبي ديرة تجربة “أجاروود فاشند”، التي تتألف من كوكتيل عطري ممزوج مع شراب التمر المحضر في مطعم الفندق والمنكّهات الشهية مع الرمان المحلي المجفف ورقائق خشب العود من علامة كورال للعطور. كما يمكن للزوار الاستمتاع بمشروب “شاي الكرت بالماسالا” من مطعم بروجكت تشايوالا ” Project ChaiWala “، المصنوع من الحليب والتوابل المحلية مع رقائق الذهب من عيار 24 قيراط. وتتوفر هذه العروض الحصرية حتى يوم 11 ديسمبر.

 

وتضمنت الفعالية تجربة ركوب قارب العبرة، وورشة عمل للحياكة التقليدية، وبرنامج لتعليم الطهي داخل الفندق يتضمن وجبة اللقيمات العربية التقليدية ووجبة غداء ترتكز على الاستدامة. كما تمكّن الضيوف من زيارة سوق الذهب وسوق التوابل الشهيران، واستكشاف كنوز ديرة الفريدة ومقابلة الحرفيين المحليين والتعرف على الإرث الثقافي العريق لدبي.

 

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بول ستيفنز، الرئيس التنفيذي للعمليات في أكور للعلامات الفاخرة والمتوسطة والاقتصادية في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا: ” إن افتتاح 1,000 فندق هو إنجاز كبير ودليل واضح على التزام ميركيور الراسخ بتقديم أرقى مستويات الضيافة المستوحاة من التقاليد المحلية حول العالم. وتجسد عروض الطعام لمدة 1,000 ساعة التزامنا باستكشاف مختلف الثقافات وتعزيز التواصل المجتمعي، بالإضافة إلى تقديم تجربة طعام فريدة تحتفل بهوية كل وجهة”.

 

إن فنادق ميركيور هي بوابة فريدة تتيح للضيوف التعرف على مختلف الوجهات واستكشافها. وتتميز مجموعة الفنادق بتقديم أعلى مستويات الخدمة التي تمنح الضيوف شعوراً بالانتماء والاندماج مع الثقافة المحلية لهذه الوجهات. وتعكس التفاصيل المميزة، مثل التصاميم الفريدة والأطعمة والمشروبات المحلية المحضرة بعناية، الهوية الفريدة لكل وجهة. وتستعد مجموعة أكور لافتتاح أكثر من 200 منشأة جديدة بحلول عام 2028، وتؤكد مواصلة سعيها لتقديم تجارب استثنائية للمسافرين في كل أنحاء العالم.


مقالات مشابهة

  • ‏«COP 29» آفاق جديدة لمواجهة تغير المناخ!!
  • فنادق ميركيور تطلق عروضاً مميزة لتجارب الطعام لمدة 1,000 ساعة احتفاءً بفروعها التي تصل إلى 1,000 وجهة في مختلف أنحاء العالم
  • الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1795 عسكريا أوكرانيا
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • رئيس الدولة: تغير المناخ تحدٍ خطير يمكن مواجهته بالعمل الجماعي
  • حزب الله يستهدف تجمّعات العدو في خربة المنارة ومستوطنة المنارة ومصنعاً عسكرياً بحيفا
  • حزب الله يستهدف تجمّعات لقوات العدو في خربة المنارة ومستوطنة المنارة ومصنعاً عسكرياً بحيفا
  • الأمم المتحدة تحذّر قادة العالم من نفاذ الوقت بمكافحة تغير المناخ
  • تحذير أممي.. تغير المناخ يفاقم معاناة اللاجئين حول العالم
  • مجموعة stc تعزز موقعها كمركز رقمي وتواصل تنفيذ استراتيجية التوسع والنمو بمراكز البيانات والكيابل البحرية