عربي21:
2025-01-19@08:34:43 GMT

النكبة تغير موقعها

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

في ذكرى إعلان العدو عن وجوده/ استقلاله لم يبق في صفه عبر العالم إلا مصانع السلاح الأمريكية، فهي التي خلقته وهي التي تديره وهي التي تعرف أكثر من غيرها أن نهايته تعني توقف المصانع عن صناعة أدوات القتل وترويجها في الشرق الأوسط، خاصة وهو سوقها الأفضل منذ تأسيس الكيان. في ذكرى تأسيسه/ نكبة الفلسطيني تحولت الراية الفلسطينية إلى راية حرية في العالم؛ مؤذنة بسقوط رايته وتحولها إلى رمز للقهر والظلم والفشل التاريخي.

في هذه الذكرى يجمع أشلاء قتلاه في غزة.. عليه أن يبدأ حساب أيامه الباقيات، لقد جرفه الطوفان.

العدو سعى إلى نكبته في غزة

نتأمل في حرارة لحظة غزة الدامية بعض أثر حرب الطوفان فنجد أن العدو دخلها مستهينا برجالها وواثقا من سلاحه، وواثقا أيضا من تمكنه من عقل العالم الذي برر له دائما كل فعل شائن في حق الإنسان الفلسطيني. بعد ثمانية شهور يتبين له قبل غيره أن غروره وثقته الزائدة في قدراته وفي مكانته قد أودى به إلى حتفه، إنه يندحر عسكريا وسياسيا ويحتفل بعض جمهوره باكيا على الماضي الجميل وعلى المستقبل الغامض. انتهى زمن يقينه من البقاء واخترقت الهزيمة روحه، فهو يغرق في ما تبقى من غروره وتصدر عنه جمل يائسة تلح على مستقبل غير يقيني، لقد حول الحزن موقعه.

ذلك الشعار المؤمن الذي رفع في ثورة ليبيا "دم الشهداء ما يمشيش هباء" ينتقل إلى غزة، ويمكن للحاضنة الغزاوية أن ترفعه الآن بثقة.

ودون أن نستعيد التحليلات العسكرية التي صرنا بها خبراء بفضل وسائل الإعلام الموالية للمقاومة، فإن مغامرة العدو في رفح متوقفة من عجز عسكري أولا ومن عجز سياسي ثانيا، وعودته إلى الشمال وإلى جباليا بالتحديد بقصد القتل الانتقامي كشفت هوانه العسكري وضياع بوصلته، لقد عاد طائعا ليضع جيشه في مرمى مقاوم تدرب عليه في الهجوم الأول فحفظ درسه وأبدع في الشوط الثاني.

لقد عاد ليكشف أن جنوده فقدوا الرغبة في الحرب وأنهم يقاتلون بلا هوية ولا خريطة، فهم يستندون إلى الجدران مرهقين وتزيد شمس غزة في إذلالهم. لقد عاد ليسمح للمقاوم بالانتصار الصريح، ولسوء تقديره كان يوم احتفاله هو أشأم يوم في تاريخه الحربي، لقد بدأت نكبة العدو في غزة.

هل نستشرف المستقبل؟

يحق للمقاومة أن تتكلم واثقة، فرجالها على الأرض يوفرون موقفا سياسيا قويا، مع عناصر ثلاثة تجعل موقفها حاسما قبل طاولة التفاوض: ثبات المقاوم وحاضنته على الأرض، واضطراب العدو عسكريا وسياسيا، وانقلاب الموقف الشعبي والنخبوي وكثير من الموقف السياسي الدولي ضده.

اتضحت كثير من عناصر الصورة: العدو يصرح أنه عاجز عن حكم غزة عسكريا، وليس له حكومة مدنية متواطئة معه على غرار شلة أوسلو التي يبدو أنها طمعت في نصر لم تؤمن به في بداية الطوفان، ويبدو أنه فقد أيضا كثيرا من تواطؤ الموقف المصري معه بعد سيطرته على المعبر. لقد استنزف أنصاره / أجراؤه حتى العظم، وصارت مساعدته وبالا عليهم وهم يرون عجزه عن الحسم العسكري الذي تمنوه.

أي عودة للتفاوض الآن تكشف أنه صار أضعف مما كان قبل رفض صفقة التهدئة الأخيرة، وقد كتبنا سابقا أن هزيمته بعد رفح ستكون أثقل من هزيمته قبلها. لقد انتقم من ألف شهيد إضافي لكن الأرواح الشهيدة تهزمه ودمهم ما يمشيش هباء. بأية روح سيفاوض الآن والتفاوض قدره الذي لا مفر منه؟

كان إسماعيل هنية واضحا وصريحا؛ حماس (المقاومة) باقية وستحكم غزة بوسائلها ومنهجها ولديها حاضنة متماسكة من حولها ولديها فصائل تعاضدها بلا مواربة وبلا تنازع صلاحيات على اليومي والتفصيلي. ولا نرى أحدا من خارج غزة يمكنه أن يغامر بدخول غزة ليحكمها حتى مرتزقة بلاك ووتر (وقد كانوا احتمالا واردا)، أما قوة فصل عربية فلا نظن الغزاوية سيقدمون لها البارد في الصيف بين خرائب غزة. الجميع يرى ويستيقن أن أي داخل لغزة دون رضا المقاومة سيكون مصيره من مصير جيش العدو المحتل.

سيكون من المبكر أن نرسم مستقبل غزة والمعركة دائرة، لكن لا يمكن أن نتجاهل أن العدو يندحر وأن المقاومة تتقدم وتضع شروط التفاوض بثقة أعلى ولديها وقت كاف لتناور من هذا الموقع.

لقد كانت معارك الشهر الثامن انقلابا حقيقيا في مجريات المعركة لم يفر الرجال في الشهور السبعة، ولكنهم الآن يكرون كرة رجل واحد على عدو مهزوم نفسيا. يمكننا أن نؤلف روايات كثيرة عن مقاتل فقد الرغبة في الحرب ويشعر أن قيادته تستهين بحياته ولا تفكر في ما بعد هزيمته، إنه يستسلم لمصير مجهول؛ مصيره العسكري كفرد ومصير دولته من خلفه في ذكرى "استقلالها" الذي صار يوم نكبتها.

من يمكنه أن يطيع أمرا عسكريا بالعودة إلى حرب خاسرة في لحظتها وخاسرة في المستقبل؟ لاحقا سيكون هناك سؤال وجودي في نفس كل جندي: ما جدوى البقاء في أرض لا تمكن هزيمتها؟ فالأرض تحمي من يعرفها وتهزم من يجهلها. سترن تلك الجملة التي قالها المقاتل في رفح في سمع كل عسكري يدعى لحمل السلاح ويرسل إلى غزة أو الضفة المتربصة.

هنا تموت دولة مصطنعة وتعود دولة عمل العالم على طمس وجودها فانبعثت وحولت رايتها إلى راية حرية في العالم. هنا والآن وبكثير من التفاؤل العجول نكتب بيقين هنا نكبة العدو وهنا الاستقلال الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة المقاومة فلسطين غزة الاحتلال المقاومة النكبة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

العالم يترقب البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي

 

 

الثورة / قضايا وناس

يحبس العالم أنفاسه ومعه الشعب الفلسطيني بانتظار البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى والتي من المقرر أن تجري اليوم الأحد، وفق ما نصت عليه بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي والتي جرى الإعلان عنها الأربعاء الماضي – .
ووفق ما نشرته ما تسمى بوزارة القضاء في كيان العدو فإنه من المقرر أن يتم الإفراج عن خمسة وتسعين أسيراً فلسطينياً في دفعة التبادل الأولى مقابل ثلاثة أسرى صهاينة.
وحسب إعلام العدو، فإن الكيان الإسرائيلي سيُفرج عن خالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية ضمن المرحلة الأولى لصفقة التبادل.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن الإفراج عن ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات المحكومين بالسجن المؤبد.
وقال إعلام العدو إن السلطات في كيان العدو أعلمت الجمعة عائلات الأسرى الصهاينة حول قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.
وذكر إعلام العدو أن القائمة التي تم نشرها لا تعكس حالة الأسرى الصهاينة سواء كانوا أحياء أو أمواتاً.
وحسب القائمة، فإن الأسرى الصهاينة الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة هم: رومي غونين، إميلي ديماري، أربيل يهود، دورون شتاينبخر، أريئيل بيبس، كفير بيبس، شيري بيبس، ليري ألباج، كارينا أرييف، آغام بيرجر، دانييلا غلبوا، نعمة ليفي، أوهاد بن عمي، غاد موشيه موزس، كيث سيغال، أوفر كالدرون، إلياهو شرابي، إتسيك ألجارت، شلومو منتصور، أوهاد ياهلومي، عوديد ليبشيتس، تساحي عيدان، هشام أسيد، ياردن بيبس، شاجاي ديكل حن، يائير هورن، عمر وانكرت، ساشا تروفنوف، إلياه كوهين، أور ليفي، أبره مانغيستو، تال شوهام، وعمر شيم-توف.
ووفق إعلام العدو فإن الأسيرات الفلسطينيات اللاتي سيتم تحريرهن في الفوج الأول يوم الاحد هن : الأسيرة / أسيل عيد، الأسيرة / أسيل شحادة، الأسيرة / إسراء غنيمات، الأسيرة / اسماء عطية، الأسيرة / الاء صقر، الأسيرة / آلاء القاضي، الأسيرة / إيمان زيد، الأسيرة / عُلا أبو رحيمة، الأسيرة / إيمان زيد، الأسيرة / اصرار اللحام، الأسيرة / آية رمضان، الأسيرة / آيات محفوظ “.
أما الفوج الثاني من الأسيرات الفلسطينيات اللاتي سيتم تحريرهن فهن ” الأسيرة / نفيسة زوربا، الأسيرة / نوال فتحة، الأسيرة / نهيل مسالمة، الأسيرة / ندى زغيبي، الأسيرة / مارغريت الراعي، الأسيرة / مرجانا الحريش، الأسيرة /منى أبو حسين، الأسيرة / لطيفة مشعشع الأسيرة /لبنى تلاولة، الأسيرة / لانا فولحة، الأسيرة / ياسمين أبو سرور، الأسيرة / ختام حبايبة “ز
ويتضمن الفوج الثالث ” الأسيرة / حنين المسعيد، الأسيرة / اصرار اللحام، الأسيرة / اسراء بري، الأسيرة / اسراء جنيمات، الأسيرة / حنان معلاوني، الأسيرة / حليمة أبو عمارة الأسيرة / خالدة جرار، الأسيرة / زينة برابر، الأسيرة / زهرة خدرج، الأسيرة / وفاء نمر، الأسيرة / ولاء تنجي، الأسيرة / هديل حجاز “.
فيما يتضمن الفوج الرابع ” الأسيرة / دانيا شتية، الأسيرة / دلال خُصيب، الأسيرة / ديالا عيدة، الأسيرة / ضحى الوحش، الأسيرة / دانية حناتشة، الأسيرة / جنين عمرو، الأسيرة / بشرى طويل، الأسيرة / أشواق عود “.
وبالنسبة للأسرى الذين سيتم تحريرهم في اليوم الأول، فيتضمن الفوج الأول “الأسير / معتز البخاري، الأسير / محمد بشكار، الأسير / معاذ الحاج، الأسير / مهدي أبو حامد، الأسير / ليث كميل، الأسير / يوسف الهرمي، الأسير / أسامة عطايا، الأسير / أيهم جرادات، الأسير / احمد نجمة، الأسير / احمد حشّان، الأسير / احمد أبو عليا، الأسير / ادم هدارا الأسير / إبراهيم زمر، الأسير / جمال الاتيمين، الأسير / جهاد جودة، الأسير / براء فقها “.
وهناك أفواج أخرى من الأسرى الذين سيتم تحريرهم يوم الأحد مقابل إطلاق المقاومة الفلسطينية لثلاثة أسرى صهاينة .
وحسب بنود الاتفاق، ستطلق المقاومة الفلسطينية في المرحلة الأولى 33 أسيراً صهيونيا (أحياء أو جثث)، بما في ذلك النساء والأطفال (تحت سن 19 عاما من غير الجنود)، وكبار السن (فوق سن 50 عاما)، والمدنيين الجرحى والمرضى، مقابل الفين من الأسرى الفلسطينيين، وفقا لما يلي:
تطلق المقاومة الفلسطينية جميع الأسرى الصهاينة، بمن فيهم النساء والأطفال (تحت سن 19 عاما، من غير الجنود)، وفي المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي 30 طفلا وامرأة مقابل كل أسير صهيوني يتم إطلاق سراحه، بناء على قوائم مقدمة من المقاومة الفلسطينية.
تطلق المقاومة الفلسطينية جميع المجندات الأحياء، وفي المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي 50 أسيراً من سجونه مقابل كل مجندة صهيونية يتم إطلاق سراحها.
جدولة تبادل المختطفين والأسرى بين الطرفين في المرحلة الأولى:
في اليوم الأول من الاتفاق، تطلق المقاومة الفلسطينية سراح ثلاثة أسرى صهاينة .
في اليوم السابع من الاتفاق، تطلق المقاومة الفلسطينية سراح أربعة أسرى صهاينة .
بعد ذلك، تطلق المقاومة الفلسطينية ثلاثة أسرى صهاينة إضافيين كل سبعة أيام، تبدأ بالنساء، سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء قبل تسليم الجثث.
وفي الأسبوع السادس، تطلق المقاومة الفلسطينية سراح جميع الأسرى المتبقين المشمولين في هذه المرحلة، في المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي عددا متفقا عليه من الأسرى الفلسطينيين من سجونه وفقا للقوائم التي تقدمها المقاومة الفلسطينية .
وبحلول اليوم السابع، تنقل المقاومة الفلسطينية معلومات عن عدد الأسرى الصهاينة الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.
في الأسبوع السادس (بعد إطلاق سراح هشام السيد وأفرا منغيستو ضمن إجمالي 33 أسيراً صهيونيا متفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، يطلق العدو الإسرائيلي سراح 47 أسيرا من الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط.
إذا لم يصل عدد الأسرى الصهاينة الأحياء المقرر إطلاق سراحهم إلى 33، يتم استكمال العدد بالجثث من نفس الفئات، وفي المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي في الأسبوع السادس جميع النساء والأطفال (تحت سن 19 عاماً) الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023م.
وترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام بشروط الاتفاق، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية من كلا الجانبين، وانسحاب قوات العدو، وعودة النازحين، ودخول المساعدات الإنسانية.
لن يتم اعتقال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مرة أخرى على نفس التهم التي اعتُقلوا بسببها سابقا، ولن يبادر العدو الإسرائيلي إلى إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لقضاء بقية مدة عقوبتهم.
لن يُطلب من الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم التوقيع على أي مستند كشرط للإفراج عنهم.

مقالات مشابهة

  • تغير حالة الطقس.. هيئة الارصاد: عودة الأمطار علي هذه المناطق الثلاثاء
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • العالم يترقب البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي
  • الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدتين بدونيتسك والقضاء على 1530 عسكريا اوكرانيا
  • خِطَابُ الانتِصَار
  • انتصار الشباب الفلسطيني
  • حماس تؤكد أنه تم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام العدو في بنود الاتفاق
  • حماس: تم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام العدو في بنود الاتفاق
  • الحرائق تغير ملعب الجولف في «لوس أنجلوس 2028»
  • قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية بين مصر والولايات المتحدة بشأن تغير المناخ