عربي21:
2024-10-06@11:42:57 GMT

النكبة تغير موقعها

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

في ذكرى إعلان العدو عن وجوده/ استقلاله لم يبق في صفه عبر العالم إلا مصانع السلاح الأمريكية، فهي التي خلقته وهي التي تديره وهي التي تعرف أكثر من غيرها أن نهايته تعني توقف المصانع عن صناعة أدوات القتل وترويجها في الشرق الأوسط، خاصة وهو سوقها الأفضل منذ تأسيس الكيان. في ذكرى تأسيسه/ نكبة الفلسطيني تحولت الراية الفلسطينية إلى راية حرية في العالم؛ مؤذنة بسقوط رايته وتحولها إلى رمز للقهر والظلم والفشل التاريخي.

في هذه الذكرى يجمع أشلاء قتلاه في غزة.. عليه أن يبدأ حساب أيامه الباقيات، لقد جرفه الطوفان.

العدو سعى إلى نكبته في غزة

نتأمل في حرارة لحظة غزة الدامية بعض أثر حرب الطوفان فنجد أن العدو دخلها مستهينا برجالها وواثقا من سلاحه، وواثقا أيضا من تمكنه من عقل العالم الذي برر له دائما كل فعل شائن في حق الإنسان الفلسطيني. بعد ثمانية شهور يتبين له قبل غيره أن غروره وثقته الزائدة في قدراته وفي مكانته قد أودى به إلى حتفه، إنه يندحر عسكريا وسياسيا ويحتفل بعض جمهوره باكيا على الماضي الجميل وعلى المستقبل الغامض. انتهى زمن يقينه من البقاء واخترقت الهزيمة روحه، فهو يغرق في ما تبقى من غروره وتصدر عنه جمل يائسة تلح على مستقبل غير يقيني، لقد حول الحزن موقعه.

ذلك الشعار المؤمن الذي رفع في ثورة ليبيا "دم الشهداء ما يمشيش هباء" ينتقل إلى غزة، ويمكن للحاضنة الغزاوية أن ترفعه الآن بثقة.

ودون أن نستعيد التحليلات العسكرية التي صرنا بها خبراء بفضل وسائل الإعلام الموالية للمقاومة، فإن مغامرة العدو في رفح متوقفة من عجز عسكري أولا ومن عجز سياسي ثانيا، وعودته إلى الشمال وإلى جباليا بالتحديد بقصد القتل الانتقامي كشفت هوانه العسكري وضياع بوصلته، لقد عاد طائعا ليضع جيشه في مرمى مقاوم تدرب عليه في الهجوم الأول فحفظ درسه وأبدع في الشوط الثاني.

لقد عاد ليكشف أن جنوده فقدوا الرغبة في الحرب وأنهم يقاتلون بلا هوية ولا خريطة، فهم يستندون إلى الجدران مرهقين وتزيد شمس غزة في إذلالهم. لقد عاد ليسمح للمقاوم بالانتصار الصريح، ولسوء تقديره كان يوم احتفاله هو أشأم يوم في تاريخه الحربي، لقد بدأت نكبة العدو في غزة.

هل نستشرف المستقبل؟

يحق للمقاومة أن تتكلم واثقة، فرجالها على الأرض يوفرون موقفا سياسيا قويا، مع عناصر ثلاثة تجعل موقفها حاسما قبل طاولة التفاوض: ثبات المقاوم وحاضنته على الأرض، واضطراب العدو عسكريا وسياسيا، وانقلاب الموقف الشعبي والنخبوي وكثير من الموقف السياسي الدولي ضده.

اتضحت كثير من عناصر الصورة: العدو يصرح أنه عاجز عن حكم غزة عسكريا، وليس له حكومة مدنية متواطئة معه على غرار شلة أوسلو التي يبدو أنها طمعت في نصر لم تؤمن به في بداية الطوفان، ويبدو أنه فقد أيضا كثيرا من تواطؤ الموقف المصري معه بعد سيطرته على المعبر. لقد استنزف أنصاره / أجراؤه حتى العظم، وصارت مساعدته وبالا عليهم وهم يرون عجزه عن الحسم العسكري الذي تمنوه.

أي عودة للتفاوض الآن تكشف أنه صار أضعف مما كان قبل رفض صفقة التهدئة الأخيرة، وقد كتبنا سابقا أن هزيمته بعد رفح ستكون أثقل من هزيمته قبلها. لقد انتقم من ألف شهيد إضافي لكن الأرواح الشهيدة تهزمه ودمهم ما يمشيش هباء. بأية روح سيفاوض الآن والتفاوض قدره الذي لا مفر منه؟

كان إسماعيل هنية واضحا وصريحا؛ حماس (المقاومة) باقية وستحكم غزة بوسائلها ومنهجها ولديها حاضنة متماسكة من حولها ولديها فصائل تعاضدها بلا مواربة وبلا تنازع صلاحيات على اليومي والتفصيلي. ولا نرى أحدا من خارج غزة يمكنه أن يغامر بدخول غزة ليحكمها حتى مرتزقة بلاك ووتر (وقد كانوا احتمالا واردا)، أما قوة فصل عربية فلا نظن الغزاوية سيقدمون لها البارد في الصيف بين خرائب غزة. الجميع يرى ويستيقن أن أي داخل لغزة دون رضا المقاومة سيكون مصيره من مصير جيش العدو المحتل.

سيكون من المبكر أن نرسم مستقبل غزة والمعركة دائرة، لكن لا يمكن أن نتجاهل أن العدو يندحر وأن المقاومة تتقدم وتضع شروط التفاوض بثقة أعلى ولديها وقت كاف لتناور من هذا الموقع.

لقد كانت معارك الشهر الثامن انقلابا حقيقيا في مجريات المعركة لم يفر الرجال في الشهور السبعة، ولكنهم الآن يكرون كرة رجل واحد على عدو مهزوم نفسيا. يمكننا أن نؤلف روايات كثيرة عن مقاتل فقد الرغبة في الحرب ويشعر أن قيادته تستهين بحياته ولا تفكر في ما بعد هزيمته، إنه يستسلم لمصير مجهول؛ مصيره العسكري كفرد ومصير دولته من خلفه في ذكرى "استقلالها" الذي صار يوم نكبتها.

من يمكنه أن يطيع أمرا عسكريا بالعودة إلى حرب خاسرة في لحظتها وخاسرة في المستقبل؟ لاحقا سيكون هناك سؤال وجودي في نفس كل جندي: ما جدوى البقاء في أرض لا تمكن هزيمتها؟ فالأرض تحمي من يعرفها وتهزم من يجهلها. سترن تلك الجملة التي قالها المقاتل في رفح في سمع كل عسكري يدعى لحمل السلاح ويرسل إلى غزة أو الضفة المتربصة.

هنا تموت دولة مصطنعة وتعود دولة عمل العالم على طمس وجودها فانبعثت وحولت رايتها إلى راية حرية في العالم. هنا والآن وبكثير من التفاؤل العجول نكتب بيقين هنا نكبة العدو وهنا الاستقلال الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة المقاومة فلسطين غزة الاحتلال المقاومة النكبة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني

الثورة  /متابعات

أعلن مجاهدو حزب الله أمس، مصرع 17 ضابطا وجنديا من قوات النخبة الإسرائيلية التي حاولت التوغل في جنوب لبنان ووقعوا في عدد من الكمائن التي نصبها لهم المجاهدون، حيث تمكنوا من تفجير عبوتين ناسفتين بقوة مشاة صهيونية حاولت التسلل باتجاه مارون الراس، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وقال حزب الله في بيان له: إن قوة صهيونية تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس بجنوب لبنان، حيث جرى تفجير العبوتين فيها.

وأضاف أن مجاهديه فجّروا عبوة ناسفة في قوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

جاء ذلك بعد يوم من إعلان الكيان، مقتل 8 عسكريين، بينهم 3 ضباط؛ جراء تعرضهم لكمين من مقاتلي “حزب الله” إثر محاولتهم التوغل في بلدات جنوب لبنان.

كما أعلن “حزب الله” أمس، مهاجمة تجمعين لقوات العدو بقذائف مدفعية وصواريخ، وأطلق رشقات صاروخية كثيفة وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية استهدفت مواقع عسكرية للعدو ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية “الإسرائيلية” على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وقال “حزب الله” في بيان إن مقاتليه استهدفوا فجر أمس “تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في موقع حانيتا (في الجليل الغربي شمال إسرائيل) بقذائف المدفعية، وحققوا فيه إصابة دقيقة”.

كما استهدف مجاهدو الحزب أمس “تحركات لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية، وحققوا فيها إصابة مباشرة”، حسب بيان ثان.

كما استمر حزب الله في إطلاق رشقات صاروخية على العديد من الأهداف الإسرائيلية في عمق فلسطين المحتلة من بينها قاعدة سخنين للصناعات العسكرية الواقعة في خليج عكا شمال فلسطين المحتلة وأهداف عسكرية في محيط مدينة صفد.

في المقابل وتأكيدا لإعلان حزب الله، أفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني بوقوع “حدث خطير وغير عادي” في “الشمال”، وقالت إن مروحيات نقلت جنودا قتلى وجرحى بعد “حدث أمني صعب ومؤسف”، مشيرة إلى أن جنودا من لواء غولاني تعرضوا لتفجير عبوة ناسفة في لبنان.

 

وشن جيش العدو الإسرائيلي، أمس، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق محافظة جبل لبنان، كما شن طيران العدو سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية استهدفت حي معوض ما تسبب في انهيار مبنى بشكل كامل، كما طالت حارة حريك وبرج البراجنة وحي الأمريكان والغبيري.

وأوضحت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن غارات صهيونية استهدفت مناطق الجاموس والكفاءات والشياح في ضاحية بيروت الجنوبية.

وارتفع عدد ضحايا غارة “إسرائيلية” على منطقة الباشورة وسط بيروت، بعد منتصف ليل الخميس إلى 6 شهداء و7 جرحى، ضمن 17 غارة استهدفت العاصمة اللبنانية، ولاسيما الضاحية الجنوبية حتى الفجر.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الخميس، إن الغارة التي استهدفت شقة سكنية في منطقة الباشورة ببيروت أسفرت عن “6 شهداء و7 جرحى”. كما أدت أيضا إلى أضرار جسيمة بمبانٍ محيطة وسيارات متوقفة في المكان.

واستشهد أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء بنيران إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية في لبنان، على ما أفاد وزير الصحة ما يرفع عدد عمال الإسعاف والإنقاذ الذين استشهدوا منذ بدء التصعيد الصهيوني قبل نحو عام إلى 97.

وقال الوزير فراس الأبيض في مؤتمر صحافي “في الأيام الثلاثة الماضية سقط أكثر من 40 شهيدا في لبنان من العاملين في سيارات الإسعاف أو الإطفاء”.

وأشار إلى أنّ “إجمالي عدد المسعفين وعمال الإطفاء” الذين قتلوا حتى الآن “بلغ 97″، موضحا أنّ الحصيلة تتضمن مسعفين في هيئات رسمية تابعة للدولة وأخرى مرتبطة بالمقاومة وأطراف لبنانية أخرى

 

مقالات مشابهة

  • التحالف الروسي الكوري الشمالي المتجدد.. ما الذي تغير والذي لم يتغير
  • كاريكاتير.. الـ 7 من أكتوبر الموت الأحمر الذي زلزل كيان العدو الصهيوني
  • لماذا يتجه العالم إلى الهيدروجين الأخضر؟.. 4 مميزات تغير مستقبل الطاقة
  • الريشة التي حركت ضمائر العالم
  • "ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟" يفوز بجائزة بمهرجان سلا لفيلم المرأة
  • الرويشان: دول محور المقاومة من ستوقف المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قمة المليار متابع تطرح باقات متنوعة لتذاكر النسخة الثالثة عبر موقعها الإلكتروني
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة