أوضحت صحيفة فزغلياد الروسية الطريقة التي تغلبت بها موسكو على الانتقادات الغربية في قضية الانسحاب من صفقة الحبوب، مشيرة إلى أن روسيا بدأت تجني الثمار الأولى للقرار السياسي بالانسحاب، الذي وصفته بالأكثر أهمية في الآونة الأخيرة.

وأفادت الصحيفة -في تقرير أعده ديمتري سكفورتسوف- بأن انسحاب روسيا من صفقة الحبوب كان أحد المواضيع الرئيسية التي طُرحت للنقاش خلال القمة الروسية الأفريقية المنعقدة الأسبوع الماضي، حيث طلب عديد من القادة الأفارقة من موسكو استئناف المشاركة في هذا الاتفاق.

وقال الكاتب إن الأسباب التي أجبرت روسيا على اتخاذ هذا القرار ما زالت قائمة.

توفير حبوب روسية مجانا لأفقر الدول

وأضاف سكفورتسوف أن الشركات الروسية ستحقق مزيدا من الإيرادات، ومن ثم ستحصل روسيا على مزيد من الضرائب، وعند الحصول على المزيد منها -حسبما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- فسوف تتقاسم موسكو بعضا من الدخل مع أفقر البلدان من خلال توفير كميات معينة من الطعام مجانا. وفي حال تحققت توقعات صندوق النقد الدولي بزيادة سعر القمح بنسبة 15%، فإن القطاع الزراعي الروسي سيكسب 1.8 مليار دولار إضافية.


وأضاف الكاتب أن انسحاب روسيا من الاتفاق أدى إلى تحسين موقف المزارعين الروس والدولة بشكل عام، إذ رفع أسعار الحبوب في السوق العالمية، مما يعني مزيدا من الإيرادات للشركات الروسية والحكومة الروسية، مشيرا إلى أن أوكرانيا والمزارعين الغربيين سيكونون من أكبر المتضررين من انسحاب روسيا من صفقة الحبوب.

وذكر الكاتب أن اختفاء الحبوب الأوكرانية من السوق العالمية أدى إلى مضاعفة الحاجة إلى الحبوب الروسية، الأمر الذي تعرقله المشاكل المتعلقة بالخدمات اللوجستية. ومع ذلك، فإن الحاجة العالمية إلى القمح حافز للبحث عن طرق للتغلب على هذه المشاكل، لا سيما أن الحفاظ على مستوى عال من صادرات الحبوب يرفع أسعار الشراء المحلية داخل روسيا ويزيد عائدات النقد الأجنبي من صادرات الحبوب والضرائب من جميع المشاركين، ومن بين ذلك المزارعون ومرافق التخزين والسكك الحديدية ومحطات الموانئ، مما يزيد من ميزان التجارة الخارجية.

"خدعة دعائية غربية"

ورأى الكاتب أن الحجج التي تقول إن الحبوب الأوكرانية تساعد في محاربة الجوع في أفقر البلدان مجرد خدعة دعائية، لأنه طيلة مدة الصفقة، لم يتجاوز نصيب أفقر البلدان 3% من الحبوب المصدرة من أوكرانيا، أي أقل من مليون طن، في حين حصلت دول أوروبا الغربية على معظم الحبوب الأوكرانية، بما في ذلك حبوب العلف، وقد أدى دخولها السوق إلى خفض أسعار الأعلاف لقطاعي المواشي والدواجن في الزراعة الأوروبية.

وأكد الكاتب أن الوعد الذي قدمته روسيا -المتمثل في زيادة إمداد أفقر البلدان الأفريقية بالحبوب بشكل مجاني- لا يعد مجرد صدقة فحسب، بل هو مصمَّم للتعويض عن الزيادة المحتملة في أسعار الحبوب الغذائية. ومن شأن هذه الإمدادات مساعدة المزارعين المحليين على بيع الحبوب التي لا يوجد مرافق لتخزينها وسيتم تنفيذ المشتريات وتسليم الحبوب إلى البلدان التي تعاني الجوع على حساب الميزانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من صفقة الحبوب

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على مقترحات واقعية للوساطة بشأن أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل غالوزين، أن روسيا منفتحة على مقترحات السلام الواقعية للوساطة في الصراع الأوكراني، لكن الدول التي تدعي دور الوسيط لا ينبغي أن ترتبط بأحد أطراف الصراع.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أوردته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، الإثنين، أن غالوزين قال خلال اجتماع مع السفير التركي تانجو بيلجيتش: أبلغت أنقرة أن الدول التي تدعي دور الوسيط في حل الأزمة الأوكرانية يجب أن تلتزم بمبدأ المسافة المتساوية وعدم الارتباط بأحد أطراف الصراع.

وأشارت إلى أن الاجتماع أعلن أيضا عن انفتاح موسكو على مبادرات السلام الواقعية ومقترحات الوساطة، وأنه تم التطرق أيضا إلى القضايا الراهنة المتعلقة بتطور الوضع في الفضاء ما بعد السوفييتي، كما جرى تبادل الآراء بشأن منطقة القوقاز، وتم التأكيد على الالتزام بمواصلة تطوير الحوار والتعاون المثمر بين روسيا وتركيا.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع صادرات الحبوب الروسية إلى 72 مليون طن خلال 2024
  • صحيفة روسية: مذبحة في أفريقيا تهدّد الأجهزة الإلكترونية في العالم
  • صادرات الحبوب الروسية تبلغ مستوى تاريخيا في 2024
  • مصر أكبر مستورد للحبوب الروسية في 2024
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • روسيا: تسليح الغرب لأوكرانيا يعزز الفساد وينشر الفوضى خارج حدودها
  • الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على مقترحات واقعية للوساطة بشأن أوكرانيا
  • الهند تسعى لتعزيز صناعة الأسلحة المحلية وتتطلع إلى الغرب لتقليص اعتمادها على روسيا
  • أُجبرنا على الحرب..روسيا تصدر كتاباً مدرسياً عن أوكرانيا