شبان وكبار، رجال ونساء، يقدمون بشكل سنوي على اكتشاف لوحة لبنان الفنية من السماء، حيث تندمج عظمة جباله الأبية، مع أمواج البحر المتوسط الذي يتربّع على ضفافه بجماله ورونقه وسحره..

هكذا تستطيعون أن تكتشفوا هذه اللوحة الربانية، برحلة لا بل مغامرة تنطلق من أكتاف الجبال التي تتكشف عن قممها تضاريس بلاد الأرز الصامدة رغم كل ما يحصل.

. فرياضة الطيران الشراعي التي يتميز بها لبنان بين دول المنطقة كافة، باتت عامل جذب أساسي في مشوار السياحة الصيفي، إذ إنّ أعدادًا لا يستهان بها من السّياح الأجانب والعرب يقصدون لبنان لأيام معدودة فقط لكي يمارسوا في أحضان طبيعته هذه الرياضة.

وبإنجاز استثنائي، تمكن لبنان من أن يتفرّد بين دول المنطقة، إذ حجز لنفسه المركز العاشر عالميًا ضمن أفضل وأهم الوجهات التي يستطيع السائح أن يزورها لممارسة هذه الرياضة. وحصل لبنان على هذا المركز بناءً على آليات السلامة والآمان المعتمدة، بالاضافة إلى المناظر الخلابة والتضاريس التي يستطيع الشخص أن يكتشفها خلال هذه الرحلة.

تاريخ الرياضة في لبنان
دخلت هذه الرياضة إلى لبنان منذ قرابة 32 عامًا، أي خلال عام 1991، في منطقة جونية، حيث أسّس شخص يدعى رجا سعادة القاعدة لانطلاقتها، وذلك بعد رحلة قام بها إلى فرنسا، درس خلالها أساسيات هذه الرياضة لناحية التقنيات والآليات المعتمدة لممارستها بطريقة آمنة.

ويؤكّد مؤسس "Paragliding lb" أحمد عبد الحي خلال اتصال عبر "لبنان24" أن فور انطلاقة هذه الرياضة، تمكن لبنان من حجز مكانة مهمة له بين بلدان العالم، حيث بات مركز استقطاب أساسي بين الدول العربية وحتى دول العالم، بعد اعتماد التصنيف العالمي الذي وضعه في المرتبة العاشرة لناحية تقييم هذه التجربة الاستثنائية، وتحديدًا من مدينة جونية.

ويشير عبد الحي في هذا السياق إلى أن فرادة لبنان بالمناظر الخلابة التي سيراها الشخص من سماء بلاد الأرز ساهمت بجعله مركز جذب لعشاق هذه الرياضة، إذ إن الرحلة هذه والتي تستغرق بين 10 إلى 15 دقيقة حسب الطقس والرياح من شأنها أن تجمع بين لوحة الجبال اللبنانية والمدينة والبحر في رحلة واحدة، وذلك على ارتفاع 750م. وبسبب قرب مدينة جونية من البحر، فإن هذه الرياضة صنّفت بأنها آمنة في هذا الموقع أكثر من أي دولة أخرى.

ماذا ينتظركم في حال قرّرتم خوض غمار هذه الرحلة؟
يجمع من مارسوا هذه الرياضة في لبنان على أنّها كانت رحلة من العمر، إذ يقول سائح مغربي لـ"لبنان24" أنّه لم يتوقع أبدًا أن يرى هذه المشاهد الطبيعية من سماء لبنان، حيث لفت إلى فرادة جونية كموقع لممارسة هذه الرياضة بين الدول العربية الأخرى كالسعودية والعراق، وتكلم عن مشهد النزول من أعالي جبال حريصا وصولا إلى البحر بعد المرور من فوق أبنية ومعالم جونية، إذ وصفه بالاستثنائي.

ويشير عبد الحي، إلى أن الإنطلاق لممارسة هذه اللعبة يبدأُ من منطقة غوسطا، وتأخذ الرحلة مسارها من فوق غابات المنطقة، وصولا إلى حريصا، ثم الكنيسة البوليسية التي هي بجانب حريصا، حيث يتم الاستدارة والعودة إلى مكان الهبوط. ويلفت عبد الحي إلى أن هذه المسافة قد حدّدتها القوات الجوية في الجيش، ومن الممنوع تجاوزها. كم تبلغ الأسعار؟
غالبًا ما تلتزم المراكز بتسعيرة موحدة وهي تبلغ قرابة 80 دولارا للرحلة الواحدة، تشمل تصوير فيديو بجودة عالية (4k)، بالإضافة إلى النقل حيث يتم تأمين نقل الشخص إلى مركز الانطلاق عند وصوله إلى المكتب الإداري.

وخلال الفترة الأخيرة، تمكنت هذه السياحة من تسجيل أرقام قياسية، حيث جذبت عشرات الآلاف من الأشخاص الذين حجزوا رحلاتهم الصيفية إلى لبنان من أجلها، وهذا ما ساهم برفع الإيرادات المتأتية خلال الموسم السياحي، علمًا أن من يقوم بتشغيل مراكز الطيران الشراعي هي جمعيات لا تبغى الربح إذ ترتبط بالحكومة بشكل مباشر عبر سلطة وصاية عليها.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الریاضة لبنان من عبد الحی

إقرأ أيضاً:

بين السرطان والأمراض العصبية.. كيف يمكن لاكتشاف الإجهاد الخلوي أن ينقذ الإنسان؟

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة "Nature"، أنّ: "خلايا الجسم تستجيب للإجهاد، سواء كان سموما أو طفرات أو جوعا أو أي اعتداءات أخرى، وذلك بإيقاف وظائفها الطبيعية مؤقتا، للتركيز على الحفاظ على الطاقة وإصلاح المكونات التالفة وتعزيز الدفاعات".

وأوضح الباحثون في جامعة كيس ويسترن ريزيرف، بحسب نتائج الدراسة التي ترجمتها "عربي21"، أنّه: "إذا كان الإجهاد قابلا للإدارة، فإنّ الخلايا تستأنف نشاطها الطبيعي؛ وإلا، فإنها تدمر نفسها".

وتابعت الدراسة: "اعتقد العلماء لعقود أن هذه الاستجابة تحدث كسلسلة خطية من الأحداث: تُطلق أجهزة الاستشعار في الخلية "إنذارا" وتُعدّل بروتينا رئيسيا، والذي بدوره يُغيّر بروتينا ثانيا يُبطئ أو يُوقف الوظيفة الطبيعية للخلية".

"استجابة الخلية أكثر دقة وتقسيما، وليست ثابتة أو جامدة كما كان يُعتقد سابقا" وفقا للدراسة نفسها، فيما أشارت إلى أنه: "يُمكن استغلال هذه الاستجابة التكيفية للإجهاد -يُطلق عليها الباحثون "استجابة الإجهاد المنقسمة المتكاملة" أو s-ISR- لقتل الخلايا السرطانية وعلاج الأمراض العصبية التنكسية بشكل أكثر فعالية".

وفي السياق نفسه، وجدت أستاذة قسم علم الوراثة وعلوم الجينوم في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف والباحثة الرئيسية في الدراسة، ماريا هاتزوغلو، لأول مرة، أنه يمكن ضبط استجابة الخلية للإجهاد بدقة بناء على طبيعته وشدته ومدته. 


وأوضحت هاتزوغلو، أنّ هذه المرونة توفّر رؤى جديدة حول كيفية تكيف خلايا الكائنات الحية -من الخميرة إلى البشر- مع بيئتها، فيما قالت: "تمثل هذه الدراسة طريقة جديدة للتفكير في الإجهاد الخلوي". 

وأضافت: "استجابة الخلية للإجهاد ليست نظاما واحدا يناسب جميع الحالات كما كنا نعتقد. بل يمكن أن تتغير وتتكيف وفقا لنوع وقوة ومدة الإجهاد الذي تتعرض له الخلية".

إلى ذلك، استخدمت الدراسة نماذج فئران لمرض تلاشي المادة البيضاء، الذي يسبب تنكسا تدريجيا للمادة البيضاء في الدماغ لدى الأطفال، ما يؤدي إلى مشاكل عصبية مثل صعوبات الحركة والنوبات والتدهور المعرفي.

وكشف بحث هاتزوغلو أنّ: "الخلايا التي تحمل الجين المسبب للمرض تحتوي على طفرات في البروتين الرئيسي المسؤول عادة عن إيقاف العمليات في الخلية تحت الضغط. بطريقة ما، تتكيف خلايا الدماغ وتعمل بشكل طبيعي في الغالب، لكنها معرضة للخطر بشكل استثنائي، حيث تدمر نفسها حتى تحت ضغط خفيف".

أيضا، حدّد فريق البحث، الذي ضم زملاء من جامعة كيس ويسترن ريزيرف وجامعة ماكغيل ومعهد كارولينسكا، كيفية تفاعل الخلايا، ويفسّر سبب ظهور انخفاض كبير في القدرات الإدراكية والحركية لدى المرضى بعد ضغوط طفيفة نسبيا مثل الحمى أو صدمة خفيفة في الرأس.


وقال الباحثون إنّ: "أمراضا عصبية تنكسية أخرى متأخرة الظهور، مثل التصلب اللويحي والتصلب الجانبي الضموري المعروف باسم (ALS)،  قد تشترك في آلية مماثلة. تتكيف خلايا الدماغ المريضة للحفاظ على وظائفها في الظروف العادية، لكن الضغوطات البسيطة تُسرّع من تدهورها".

وأبرزت هاتزوغلو أنّ: "فهم هذا التكيف مع الضغط قد يؤدي إلى أهداف جديدة للعلاج الكيميائي للسرطان، لأن خلايا السرطان تستجيب لضغوط مثل العلاج الكيميائي بإحدى طريقتين: إما التدمير الذاتي أو التحور للحفاظ على وظيفتها، لتصبح مقاومة للعلاج".

وبناء على هذه المعرفة، قالت إنها تخطّط لدراسة خلايا سرطان الثدي المقاومة للعلاج الكيميائي لفهم أفضل لكيفية تكيف هذه الخلايا مع الضغوط وإيجاد أهداف جديدة لعلاج المرض.

مقالات مشابهة

  • عن الصواريخ التي أُطلقت من لبنان.. هذا ما كشفه وزير الإعلام
  • مدير رياضة القليوبية يشهد تكريم 3500 متسابق من حفظة القرآن بقليوب
  • حزب الله: لا علاقة لنا بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان
  • بين السرطان والأمراض العصبية.. كيف يمكن لاكتشاف الإجهاد الخلوي أن ينقذ الإنسان؟
  • هذه التعيينات القضائية التي أٌقرّت في مجلس الوزراء
  • جرعات تدريبية فنية ومهارية مكثفة لمنتخب الطيران الشراعي
  • افرام من بكفيا: هدفنا الأول والأخير الوصول إلى تحالف أكبر في جونية
  • عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء
  • بالصور... مياه ملوثة مقابل خليج جونية
  • الطيران الحربي الإسرائيلي يُحلّق فوق أجواء البقاع والجنوب