«بيورهيلث» تطلق منصة «سكينة» لتوفير خدمات شاملة في مجال الصحة النفسية
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
أطلقت مجموعة «بيورهيلث» منصة «سكينة»، أكبر منصة شاملة للصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط، لتوفِّر خدمات رعاية نفسية شاملة لأفراد المجتمع بهدف تعزيز جودة حياتهم.
وتقدِّم «سكينة» مجموعة واسعة من الخدمات، تشمل مراكز الصحة النفسية للمرضى الخارجيين، ومراكز التنوُّع العصبي، ومؤسَّسات للمرضى الداخليين، والعيادات الفرعية المتخصِّصة، وخدمات الرعاية المنزلية.
وتقدِّم المنصة خدمات الرعاية الثانوية والثالثية بمعايير عالمية لمساعدة شرائح المجتمع المعرَّضين لمستويات خطر عالية، ويشمل ذلك كبار السن والأطفال وأصحاب الهمم والمرأة، ومَن يعانون من الإدمان واضطرابات الأكل.
وتتوافر خدمات «سكينة» أيضاً، على «بيورا»، التطبيق الرقمي الشامل من «بيورهيلث» المعني بتطوير عِلم إطالة العمر استناداً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي. وصُمِّم «بيورا» لتقديم رعاية صحية دائمة من خلال المراقبة والتتبُّع لمؤشرات الصحة العامة، إضافةً إلى توفير الرعاية الثالثية، ويشمل ذلك مجموعة كاملة من خدمات الطب النفسي للمدمنين وكبار السن وأصحاب الهمم والأطفال.
وقالت شايستا آصف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيورهيلث»: «سلامة الصحة النفسية عامل أساسي للحفاظ على سلامة المجتمع، وعدم الإصابة بالأمراض غير المعدية وطول العمر. وتماشياً مع رؤيتنا الرامية إلى تطوير عِلم إطالة العمر، نركِّز على منح عناية بالصحة النفسية تساوي العناية بالصحة الجسدية؛ فصحة العقل، على الرغم من عدم اكتشاف أسراره كاملةً، تؤدّي دوراً محورياً في تحقيق مجتمع أكثر صحة وسعادة. ولذلك، فإنَّ اتباع نهج متكامل يقدِّم أفضل رعاية في هذا المجال، يعني المحافظة على مجتمع معافى نفسياً وجسدياً. وندرك تماماً الأهمية البالغة لتوفير منظومة قوية وشاملة للرعاية الصحية تلبّي احتياجات أفراد المجتمع كافَّة، ومنها خدمات الصحة النفسية. وفي هذا الإطار، ستوفِّر «سكينة» حلولاً استشارية تُسهم في تعزيز مستويات الصحة النفسية بشكلٍ متكافِئٍ مع الصحة البدنية».
وأضافت آصف: «بفضل الدعم الراسخ من قيادة دولة الإمارات الرشيدة، تواصل (بيورهيلث) جهودها الحثيثة لدعم أفراد المجتمع في أبوظبي جسدياً ونفسياً. ونستمرُّ في مساعينا لدحض المفاهيم الخاطئة المحيطة بالصحة النفسية، وترسيخ ثقافة المحافظة على نمط حياة صحي يعزِّز تطوير عِلم إطالة العمر والسعادة».
وقال الدكتور زين اليافعي، الرئيس التنفيذي لمنصة «سكينة»: «نهدف من إطلاق (سكينة) إلى توفير الرعاية الصحية النفسية الشاملة على جميع المستويات داخل الدولة. ومن خلال تسخير شبكة (صحة) المتكاملة من العيادات والمستشفيات والتقنيات الرقمية المتطوّرة، وتوفير مجموعة من خدمات المرضى الداخليين والخارجيين، بدءاً من الرعاية المنزلية والجلسات العلاجية وصولاً إلى تلبية مختلف الاحتياجات، تُسهِّل (سكينة) وصول المجتمع إلى خدمات الرعاية النفسية المتكاملة، وتتبنّى المنصة نموذجاً رائداً وفريداً في أساليب تقديم الرعاية الصحية النفسية الشاملة لأفراد المجتمع كافَّة، ويشمل ذلك الفئات الأكثر تعرُّضاً للخطر، من خلال الرعاية والدعم الكامل أينما كانوا، سواء في المنزل، أو على الطريق، أو في المجتمعات المحلية».
وستوفِّر منصة «سكينة» 34 عيادة فرعية، ومركزَين للصحة النفسية، ومركزَين متخصِّصَين للتباين العصبي، وتسع عيادات متكاملة. وستوظّف المنصة أيضاً 628 متخصِّصاً من الأطباء والعاملين والممرضات، إضافة إلى 77 موظفاً للدعم الإداري. وتتبنّى «سكينة» نهجَ رعايةٍ متدرجاً، مع التركيز على الأطفال تحت 10 أعوام، والمراهقين من 10 إلى 18 عاماً، والبالغين وكبار السن لجميع أعراض الصحة النفسية.
وعقدت «بيورهيلث» شراكات مع هيئات عامة ومؤسَّسات خاصة، لرفع مستوى الوعي واستحداث خدمات رعاية نفسية مبتكَرة. وتشمل تلك الخدمات برامج الصحة النفسية في المدارس، وقنوات الاتصال عبر الهاتف للمساعدة خلال الأزمات، وحملات الرعاية النفسية في مكان العمل. وتؤدّي شركة «صحة»، التابعة لمجموعة «بيورهيلث»، دوراً حيوياً في تعزيز هذه الجهود من خلال تحويل العلاج النفسي في المرافق المتخصِّصة إلى توفيرها في مراكز الرعاية المجتمعية والأولية.
وتستفيد «بيورهيلث» من شبكتها الواسعة من الخبراء المتميزين، والمرافق عالية المستوى، والتكنولوجيا المتطورة لتزويد المرضى بخدمات دعم شاملة من خلال عيادات «صحة» المنتشرة، وقنوات الاتصال عبر الهاتف.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
(الصحة النفسية والتأمين الصحى)
24% من المصريين يعانون من الأمراض النفسية
وفقًا لآخر مسح قومى للصحة النفسية قامت به وزارة الصحة المصرية، فإن نحو 24.7 بالمئة من المصريين يعانون من أعراض نفسية، و7% لديهم اضطرابات نفسية، والمسح القومى تم إجراؤه على عينة عشوائية لنحو 22 ألف أسرة مصرية موزعين على جميع محافظات الجمهورية، بالاشتراك مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. وحسب بيانات المسح الجغرافى، فإن أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا كانت «اضطرابات الاكتئاب» بنسبة بلغت 43.7 بالمئة، فيما جاءت فى المرتبة الثانية الاضطرابات الناجمة عن تعاطى المخدرات بنسبة 30.1 بالمئة.. أرقام وحقائق تستحق وقفة.. تستحق دق جرس الإنذار.
الصحة النفسية جزء أساسي من صحة الإنسان العامة، ولا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. ورغم ذلك، فإن اهتمام المجتمع والصحة العامة بالصحة النفسية لم يتطور بالشكل المطلوب فى العديد من البلدان، حيث ما زالت تواجه التحديات الكبيرة فى فهمها وتوفير الرعاية الكافية لها. إن إدراج الصحة النفسية فى منظومة التأمين الصحى هو خطوة ضرورية لتحقيق رعاية صحية شاملة وعادلة، ما يسهم فى تحسين جودة الحياة والحد من العبء الاقتصادى والاجتماعى الناجم عن مشاكل الصحة النفسية.
تشير الدراسات إلى أن الصحة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية. فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض جسدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السكرى، والأمراض المزمنة الأخرى. وبالمقابل، يمكن للأمراض الجسدية أن تؤدى إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. لذلك، من الضرورى أن يتم التعامل مع الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الرعاية الصحية العامة.
ويواجه الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية صعوبة فى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعى، ما قد يؤثر على عملهم وعلاقاتهم الاجتماعية. ومن ثم انخفاض الإنتاجية الاقتصادية، ما يشكل عبئًا على الأسر والمجتمعات. فى هذا الصدد تشير، الدراسات إلى أن الاكتئاب هو السبب الرئيسى للإعاقة فى العديد من الدول. إن تكاليف العلاج النفسى والإجازات المرضية بسبب مشاكل الصحة النفسية تسهم فى زيادة الأعباء الاقتصادية على المجتمعات.. ولأن الرعاية النفسية متخصصة وتتطلب فنيين مدربين ومرافقة طبية مهيأة، مما يجعلها من المجالات التى قد تكون مكلفة وهنا وجب توفيرها من خلال التأمين الصحى. وبالتالى، فإن إدخال العلاج النفسى ضمن برامج التأمين الصحى يسهم فى ضمان وصول الجميع إلى الرعاية التى يحتاجونها، سواء كان ذلك من خلال العلاج الدوائى أو العلاج النفسى من خلال جلسات استشارية.
العدالة فى الوصول إلى الرعاية يعنى إدراج الصحة النفسية فى التأمين الصحى يضمن أن الأفراد من جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية يمكنهم الحصول على العلاج اللازم، ما يسهم فى تعزيز العدالة الصحية.
الوقاية خير من العلاج وعند تضمين الصحة النفسية فى برامج التأمين الصحى، يصبح من الأسهل إجراء فحوصات وقائية، ما يساعد فى الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية والحد من تطورها إلى حالات أكثر تعقيدًا.
رغم أهمية إدخال الصحة النفسية فى التأمين الصحى، إلا أن هناك تحديات كثيرة فى هذا المجال. تشمل هذه التحديات الافتقار إلى الوعى العام حول أهمية الصحة النفسية، ونقص المتخصصين فى هذا المجال، إضافة إلى التكلفة المرتفعة لخدمات الصحة النفسية فى بعض البلدان. لذلك، يجب أن تبذل الحكومات والمؤسسات الصحية جهودًا أكبر لتوفير برامج تدريبية وزيادة التوعية والموارد لتطوير هذا القطاع الحيوى.
..وختامًا.. الصحة النفسية جزء أساسى من الصحة العامة، ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن الصحة الجسدية. إدخال الصحة النفسية فى منظومة التأمين الصحى ليس فقط خطوة نحو تحقيق العدالة فى الرعاية الصحية، بل هو استثمار فى رفاهية الأفراد والمجتمعات. إن توفير الوصول السهل والفعال لخدمات الصحة النفسية سيكون له تأثير إيجابى بعيد المدى فى تحسين جودة الحياة، وتعزيز الصحة العامة، وتقليل العبء الاقتصادى والاجتماعى الناجم عن الاضطرابات النفسية. لذا، من الضرورى أن تعمل الحكومات على تفعيل هذا المبدأ ودمج الصحة النفسية بشكل جاد فى برامج التأمين الصحى... ومن قبل ذلك تغير مفهوم المجتمع.. أن المرض النفسى عاهة وسبة لا بد من إخفائها.. إذا علمنا أن نسب الأمراض النفسية فى أى مجتمع 25%، إلا أن 0.4% من المرضى يلجأون إلى العلاج النفسى، كما أن من لا يلجئون للعلاج يتحول المرض إلى مرض مزمن، والنسبة الأكبر من هذه النسبة تكون للاكتئاب بـ43% من المرضى النفسيين.... لا بد من تكاتف الجميع.. للخلاص من السقوط فى براثن المرض النفسى.. لأن خلال ذلك يعنى ترك ٢٥ مليون مصرى مرضى نفسيين.