أزمة زراعية تؤرق بال اللبنانيين.. هل يعلمون ماذا يأكلون؟
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
لم يعد يكفي اللبناني ما يعانيه يومياً من مشاكل إقتصادية واجتماعية تضربه من كل حدب وصوب، حتى بات اليوم يواجه مشكلةً جديدة تتعلق بما يأكله، بعد الفضيحة التي أعلن عنها وزير الصحة السابق النائب وائل أبو فاعور، الذي تحدث عن عن شبكة إجرامية منظّمة تستورد أدوية زراعية ضارة بالصحة، وذلك بعد متابعة حثيثة ميدانية واستقصاءات وجمع معلومات حول قيام أشخاص وشركات باستيراد وتوزيع وبيع هذه المواد الممنوعة محلياً وفي دول عديدة، ليتقدّم بعدها بإخبار إلى النيابة العام التمييزية.
ويشير في حديث عبر "الحرة" إلى أن "بعض الشركات الزراعية احتالت على قرار المنع، الذي ما زالت وزارة الزراعة تنفّذه، وقامت بتهريب هذه المواد من سوريا أو عبر المرفأ، أو إدخالها بطريقة شرعية، حيث تحصل على موافقات من وزارة الصحة تحت مسميات مبيدات حشرية للمنازل والمستودعات، لكن بدلاً من ذلك يتمّ استخدامها في رش المزروعات".
ولكن ما هو وقع هذه الفضيحة على السوق ومن اين أتت هذه المواد؟ سؤال حملناه إلى رئيس "جمعية المزارعين اللبنانيين"، أنطوان الحويك، الذي أكد في حديث عبر "لبنان 24"، أن هذه المواد الخطيرة التي تحدث عنها النائب أبو فاعور، تصل نتيجة التهريب عبر الحدود والفساد على المعابر الشرعية، سائلاً: ما هو موقف وزارة الزراعة من كل ما يجري وأين هم المفتشون وما هو دورهم ولماذا لم يصدر أي موقف رسمي، خصوصاً وان هذه القضية ليست بجديدة بل تمّ طرحها منذ اكثر من 6 أشهر وحتى اليوم لم تقدم أي جهة معنية على التحرك؟
وأشار إلى مختبر خاص لوزارة الزراعة في كفرشيما، مخصص لبحث المواد الصالحة للتصدير، مستغرباً سهولة تمرير هذه المواد والتأخير في الإعلان بعد الكشف على الخضار والفاكهة، مؤكداً أنه اذا كان هذا الأمر قد حصل وتمّ إبلاغ وزارة الزراعة، فلماذا لم تقم بواجباتها بمراقبة وملاحقة المهربين؟
وتابع الحويك: "نحن نعيش بفوضى كبيرة وبالتالي فإن كل ما يُحكى عنه ليس مستغرباً، وعلى كل من يطرح هذه الفضائح، أن يعمل بالسبل القانونية لوقفها". وأشار إلى أنه في العام ٢٠٠٢ تقدمنا باقتراح قانون لإنشاء سجل زراعي لتتبع أي منتج زراعي في الأسواق، ولمتابعته من قبل غرف الزراعة، إلاّ أن هذا القانون تم رفضه من قبل غالبية الكتل، وبالتالي فإن من يطرح هذا الموضوع اليوم، هو من يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه".
ودعا كلاً من وزارة الزراعة والقضاء للتحرك السريع وإنزال أشدّ العقوبات بحق كل من يؤثر سلباً على صحة الإنسان.
رئيس تجمع مزارعي البقاع طارق ترشيشي، اعتبر من جهته أن ما يجري هو "تضخيم إعلامي للموضوع لضرب المنتج اللبناني الزراعي، وهو لا يقارب الحقيقة من أي باب، على الرغم من أن بعض المزارعين قد يلجأون إلى شراء واستخدام بعض المواد الرخيصة في الأعمال".
وتمنى في حديث عبر "لبنان 24" على كل من لديه مستندات في هذا الموضوع، تقديمها إلى القضاء، وحض الدولة على ملاحقة المهربين والمزورين لضبط الموضوع وإنهاء هذا الجدال، مشدداً على أن الأدوية الزراعية، غير مكلفة بالنسبة للمزارع، فهي لا تشكل سوى 1/100 وبالتالي لا مصلحة لديه في التهاون في استعمال الأدوية السليمة للحصول على منتج سليم.
ودعا ترشيشي إلى محاسبة ومساءلة كل من تسوّل له نفسه اللعب بصحة الناس، مؤكداً أن المزارعين سيكونون سداً منيعاً في وجههم، وليكن حكم القضاء عليهم درساً لكل شخص يفكر في اللعب في صحة المواطن.
ولفت في هذا الإطار، إلى أنه لا مصلحة لأي مزارع، لا سيّما مزارع الفواكه اللعب في هذا الأمر، لأنه يسعى لتصدير إنتاجه إلى الخارج، وبالتالي فإن هذا المنتج سيخضع لرقابة في لبنان، وإذا تمكن من النجاح في المختبرات اللبنانية، فإنه لن يستطيع أن يحصل على النتيجة نفسها في مختبرات الدول المستوردة، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى خسارته لعملية التصدير.
وعليه، باتت اليوم الكرة في ملعب وزارتي الصحة والزراعة للتحرك أولاً للجم المهربين والمتهاونين في صحة المواطن، والعمل على ضبط هذا الموضوع ووضعه في يد القضاء اللبناني ليأخذ مجراه القانوني.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزارة الزراعة وبالتالی فإن هذه المواد
إقرأ أيضاً:
ولي العهد والأميرة لالة خديجة يشرفان على انطلاق عملية رمضان 1446
بتعليمات من الملك محمد السادس، أشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأميرة للا خديجة، اليوم الاثنين بحي أبي رقراق (مقاطعة اليوسفية) بالرباط، على إعطاء انطلاقة العملية الوطنية « رمضان 1446″، التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمناسبة شهر رمضان الأبرك، وتستفيد منها مليون أسرة، أي حوالي 5 ملايين شخص.
وتعكس هذه المبادرة الكريمة ذات الرمزية القوية في هذا الشهر الفضيل، والتي أضحت تقليدا سنويا منذ أزيد من 25 عاما من التنظيم، العناية الملكية الموصولة بالأشخاص في وضعية هشاشة اجتماعية، كما تأتي لتكريس قيم الإنسانية، والتضامن، والتآزر والمشاطرة التي تميز المجتمع المغربي.
وتهم عملية « رمضان 1446″، التي خصص لها غلاف مالي إجمالي قدره 330 مليون درهم، توزيع 34 ألفا و280 طنا من المواد الغذائية (الدقيق، الحليب، الأرز، الزيت، السكر، مركز الطماطم، المعجنات، العدس والشاي)، بهدف تقديم المساعدة والدعم للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، لاسيما النساء الأرامل والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبالنسبة لهذه النسخة، يقطن 74 في المائة من الأسر المستفيدة بالعالم القروي، تتوزع على 1054 جماعة من مجموع 1304 جماعة مستهدفة بكامل التراب الوطني.
وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تتميز نسخة هذه السنة، لأول مرة، بالاستعانة بالسجل الاجتماعي الموحد لتحيين لوائح الأسر المستفيدة من الدعم الغذائي من طرف وزارة الداخلية.
هذا النظام المعلوماتي الوطني تم إحداثه من طرف وزارة الداخلية قصد تمكين برامج الدعم الاجتماعي من تحديد أهلية وأحقية الأسر، وفق معايير سوسيو-اقتصادية موضوعية.
وتنسجم العملية الوطنية « رمضان 1446″، المنظمة بدعم مالي من وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تمام الانسجام مع البرنامج الإنساني المنفذ من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والرامي إلى تقديم الدعم لمن هم في أمس الحاجة إليه والنهوض بثقافة التضامن.
ومن أجل ضمان السير الجيد لهذه العملية، تمت تعبئة آلاف الأشخاص، تدعمهم مساعدات اجتماعيات ومتطوعون على مستوى نقاط التوزيع المعتمدة على الصعيد الوطني.
ويخضع تنفيذ هذه المبادرة للمراقبة، لاسيما على مستوى لجنتين، واحدة محلية والأخرى إقليمية، تسهران ميدانيا على مراقبة تزويد مراكز التوزيع وتوزيع المواد الغذائية.
كما تقوم المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والتعاون الوطني، والإنعاش الوطني، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، والشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والسلطات المحلية، بتقديم المساعدة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن من أجل ضمان السير الجيد لهذه العملية التضامنية.
وتسهر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، من جانبهما، على مراقبة جودة المواد الغذائية الموزعة.
وبهذه المناسبة، سلم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، بشكل رمزي، قففا من المواد الغذائية لـ 20 شخصا من أرباب أو ممثلي العائلات المستفيدة من عملية « رمضان 1446″، قبل أن تؤخذ لسموهما صورة تذكارية مع متطوعين مشاركين في هذه العملية التضامنية.