لم يعد يكفي اللبناني ما يعانيه يومياً من مشاكل إقتصادية واجتماعية تضربه من كل حدب وصوب، حتى بات اليوم يواجه مشكلةً جديدة تتعلق بما يأكله، بعد الفضيحة التي أعلن عنها وزير الصحة السابق النائب وائل أبو فاعور، الذي تحدث عن عن شبكة إجرامية منظّمة تستورد أدوية زراعية ضارة بالصحة، وذلك بعد متابعة حثيثة ميدانية واستقصاءات وجمع معلومات حول قيام أشخاص وشركات باستيراد وتوزيع وبيع هذه المواد الممنوعة محلياً وفي دول عديدة، ليتقدّم بعدها بإخبار إلى النيابة العام التمييزية.


ويشير في حديث عبر "الحرة" إلى أن "بعض الشركات الزراعية احتالت على قرار المنع، الذي ما زالت وزارة الزراعة تنفّذه، وقامت بتهريب هذه المواد من سوريا أو عبر المرفأ، أو إدخالها بطريقة شرعية، حيث تحصل على موافقات من وزارة الصحة تحت مسميات مبيدات حشرية للمنازل والمستودعات، لكن بدلاً من ذلك يتمّ استخدامها في رش المزروعات".
ولكن ما هو وقع هذه الفضيحة على السوق ومن اين أتت هذه المواد؟ سؤال حملناه إلى رئيس "جمعية المزارعين اللبنانيين"، أنطوان الحويك، الذي أكد في حديث عبر "لبنان 24"، أن هذه المواد الخطيرة التي تحدث عنها النائب أبو فاعور، تصل نتيجة التهريب عبر الحدود والفساد على المعابر الشرعية، سائلاً: ما هو موقف وزارة الزراعة من كل ما يجري وأين هم المفتشون وما هو دورهم ولماذا لم يصدر أي موقف رسمي، خصوصاً وان هذه القضية ليست بجديدة بل تمّ طرحها منذ اكثر من 6 أشهر وحتى اليوم لم تقدم أي جهة معنية على التحرك؟
وأشار إلى مختبر خاص لوزارة الزراعة في كفرشيما، مخصص لبحث المواد الصالحة للتصدير، مستغرباً سهولة تمرير هذه المواد والتأخير في الإعلان بعد الكشف على الخضار والفاكهة، مؤكداً أنه اذا كان هذا الأمر قد حصل وتمّ إبلاغ وزارة الزراعة، فلماذا لم تقم بواجباتها بمراقبة وملاحقة المهربين؟
وتابع الحويك: "نحن نعيش بفوضى كبيرة وبالتالي فإن كل ما يُحكى عنه ليس مستغرباً، وعلى كل من يطرح هذه الفضائح، أن يعمل بالسبل القانونية لوقفها". وأشار إلى أنه في العام ٢٠٠٢ تقدمنا باقتراح قانون لإنشاء سجل زراعي لتتبع أي منتج زراعي في الأسواق، ولمتابعته من قبل غرف الزراعة، إلاّ أن هذا القانون تم رفضه من قبل غالبية الكتل، وبالتالي فإن من يطرح هذا الموضوع اليوم، هو من يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه".
ودعا كلاً من وزارة الزراعة والقضاء للتحرك السريع وإنزال أشدّ العقوبات بحق كل من يؤثر سلباً على صحة الإنسان.
رئيس تجمع مزارعي البقاع طارق ترشيشي، اعتبر من جهته أن ما يجري هو "تضخيم إعلامي للموضوع لضرب المنتج اللبناني الزراعي، وهو لا يقارب الحقيقة من أي باب، على الرغم من أن بعض المزارعين قد يلجأون إلى شراء واستخدام بعض المواد الرخيصة في الأعمال".
وتمنى في حديث عبر "لبنان 24" على كل من لديه مستندات في هذا الموضوع، تقديمها إلى القضاء، وحض الدولة على ملاحقة المهربين والمزورين لضبط الموضوع وإنهاء هذا الجدال، مشدداً على أن الأدوية الزراعية، غير مكلفة بالنسبة للمزارع، فهي لا تشكل سوى 1/100 وبالتالي لا مصلحة لديه في التهاون في استعمال الأدوية السليمة للحصول على منتج سليم.
ودعا ترشيشي إلى محاسبة ومساءلة كل من تسوّل له نفسه اللعب بصحة الناس، مؤكداً أن المزارعين سيكونون سداً منيعاً في وجههم، وليكن حكم القضاء عليهم درساً لكل شخص يفكر في اللعب في صحة المواطن.
ولفت في هذا الإطار، إلى أنه لا مصلحة لأي مزارع، لا سيّما مزارع الفواكه اللعب في هذا الأمر، لأنه يسعى لتصدير إنتاجه إلى الخارج، وبالتالي فإن هذا المنتج سيخضع لرقابة في لبنان، وإذا تمكن من النجاح في المختبرات اللبنانية، فإنه لن يستطيع أن يحصل على النتيجة نفسها في مختبرات الدول المستوردة، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى خسارته لعملية التصدير.
وعليه، باتت اليوم الكرة في ملعب وزارتي الصحة والزراعة للتحرك أولاً للجم المهربين والمتهاونين في صحة المواطن، والعمل على ضبط هذا الموضوع ووضعه في يد القضاء اللبناني ليأخذ مجراه القانوني.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزارة الزراعة وبالتالی فإن هذه المواد

إقرأ أيضاً:

حصاد 2024.. كيف استطاعت وزارة الزراعة تحقيق الأمن الغذائي في ظل التحديات؟

شهدت وزارة الزراعة المصرية في عام 2024 تحقيق العديد من الإنجازات المهمة من أجل توفير المحاصيل مع تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعضها مما يحقق الأمن الغذائي للمواطن فيما يلي أبرز هذه الإنجازات:

مشروعات التوسع الأفقي واستصلاح الأراضي:

مشروع الدلتا الجديدة: يُعد من أبرز المشروعات القومية، حيث يستهدف استصلاح نحو 2.2 مليون فدان باستخدام تقنيات حديثة للري الذكي، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة.

مشروع توشكى الخير: يهدف إلى استصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية في توشكى بمساحة 1.1 مليون فدان، مما يسهم في زيادة الرقعة الزراعية وتحقيق التنمية المستدامة.


تطوير منظومة الري:

أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بتطوير نظم الري التقليدية واستبدالها بنظم حديثة مثل الري بالتنقيط والري بالرش، لتقليل الفاقد من المياه وزيادة كفاءة استخدام الموارد المائية. وقد تم تحويل أكثر من 1.5 مليون فدان إلى نظم ري حديثة، مما أدى إلى تحسين إنتاجية المحاصيل.

دعم الفلاحين والمشروعات الصغيرة:

تعمل الحكومة على دعم الفلاحين من خلال مبادرات مثل "حياة كريمة" التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين وتوفير الدعم التقني والمالي لهم. كما تقدم الدولة قروضًا ميسرة لدعم مشاريع الزراعة الصغيرة، مما يسهم في تمكين المزارعين من تحسين إنتاجيتهم وزيادة دخلهم.

تطوير التخزين:

اتخذت الدولة إجراءات لتأمين المخزون من السلع الاستراتيجية من خلال التوسع في السعات التخزينية عبر المشروع القومي للصوامع، لتصل القدرة التخزينية إلى أكثر من 5.5 مليون طن، مما مكن الدولة من تلبية احتياجاتها وبناء احتياطات استراتيجية لفترة أطول.

زيادة الصادرات الزراعية

وتشير أحدث التقارير إلى أن الصادرات الزراعية شهدت العام الحالي طفرة كبيرة، حيث بلغت صادرات المنتجات الطازجة بقيمة 6.9 مليون طن بقيمة تتجاوز 4,1 مليار دولار بما يعادل 205 مليارات جنيه من بداية العام حتى الوقت الراهن


وتبلغ الصادرات من السلع الزراعية المصنعة حوالي 5,1 مليار دولار بما يعادل 255 مليار جنيه، وبذلك يكون إجمالي الصادرات الزراعية المصرية الطازجة والمصنعة قد تخطى قيمة 9,2 مليار دولار وبما يعادل حوالى 460 مليار جنيه.

زيادة إنتاجية القمح: 

استهدفت الوزارة زيادة عدد الحقول الإرشادية لمحصول القمح إلى حوالي 7,000 حقل خلال الموسم الحالي، بهدف تحقيق معدلات إنتاجية أعلى ، كما تبنت الوزارة أساليب زراعة ورى حديثة واستنباط أصناف جديدة مما كان له أثر كبير على الانتاجية.

تطوير الثروة السمكية:

 أصبحت مصر الثالثة عالميًا في إنتاج السمك البلطي والأولى أفريقيًا في الاستزراع السمكي. كما تم إطلاق المشروع القومي لتنمية البحيرات وإزالة التعديات عليها، والتوسع في المشروعات المرتبطة بالثروة السمكية والمفرخات.

تنمية الثروة الحيوانية

تتبنى وزارة الزراعة استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية فى مصر تتمثل في تحسين سلالات قطعان الأبقار والجاموس المحلية، وتمصير السلالات المتخصصة في إنتاج الألبان واللحوم ذات الإنتاجية العالية والمتأقلمة مع الظروف المصرية، مع زيادة الإنتاجية من الألبان واللحوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فجوات الاستيراد وتدعيم ورفع مستوى معيشة صغار المربين والمزارعين.

تنمية الثروة الداجنة

 الوزارة عرضت على مستثمري القطاع الخاص بعض الفرص الإستثمارية في مجالات (الإنتاج الحيواني - السمكي - الداجني) وتم الإعلان على الموقع الرسمي للهيئة العامة للإستثمار عن الفرص المتاحة للإستثمار في قطاع الزراعة ، كما أنه تم الإعلان عن فتح آفاق للإستثمار الداجني لعدد 9 مواقع بمساحة 19 ألف فدان بالظهير الصحراوي بعدد 4 محافظات (الأقصر - قنا - الوادي الجديد - شمال سيناء).

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن انفجارات بيجر في لبنان.. «حرب نفسية أم ماذا؟»
  • وزارة الأوقاف وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان يتفقان على توحيد خطبة الجمعة المقبلة
  • في الإسكوا.. اجتماع بحث في خطة وزارة الزراعة لمسح الأضرار الزراعية
  • أزمة الطوابع: التحوّل الرقمي هو الحلّ.. والإدارة الحكيمة الاساس
  • اجتماع لمناقشة آلية الدمج في وزارة الزراعة والثروة السمكية
  • «البحوث الزراعية» ثالث أفضل مركز بحثي بالشرق الأوسط وإفريقيا
  • لقاء تشاوري في مبنى وزارة الزراعة ناقش سبل تعزيز التعاون بين لبنان ومصر
  • حصاد 2024.. كيف استطاعت وزارة الزراعة تحقيق الأمن الغذائي في ظل التحديات؟
  • الزراعة تساهم في توفير السلع بأسعار مخفضة عبر منافذها المنتشرة.. تفاصيل
  • أزمة جديدة في وصول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة.. عصابات مسلحة ونهب منظم