حقق علماء صينيون تقدما كبيرا في مجال تجميد الدماغ، وهي التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد البشر يوما ما على العيش لفترة أطول بكثير من حياتهم الطبيعية.

وسمحت تقنية جديدة للعلماء بتجميد أنسجة المخ البشري حتى تستعيد وظيفتها الطبيعية بعد ذوبانها، ما قد يفتح الباب أمام طرق محسنة لدراسة الحالات العصبية.

إقرأ المزيد "الملح والماء" يمهدان الطريق لأجهزة كمبيوتر تحاكي الدماغ البشري

ونجح الفريق في إذابة أنسجة المخ التي تم تجميدها بالتبريد، دون الإضرار بها، ما يمهد الطريق للحفاظ على أدمغتنا إلى الأبد.

واستخدمت التجربة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية لتنمية عينات من الدماغ لمدة ثلاثة أسابيع، وهي فترة طويلة بما يكفي حتى تصبح الخلايا العصبية وظيفية. ثم تم نقع هذه العينات في مزائج كيميائية مختلفة، مثل السكر ومضادات التجمد والمذيبات الكيميائية.

وبعد تجميد العينات في النيتروجين السائل لمدة 24 ساعة، قام العلماء في جامعة فودان بشانغهاي بإذابة العينات على مدار أسبوعين، ووجدوا أن أحد المزائج أبقى الخلايا العصبية سليمة وقادرة على إرسال الإشارات كالمعتاد.

وبما أن 80% من خلايا دماغنا تتكون من الماء، فعندما نقوم بتجميدها، تتشكل بلورات الجليد في بعض الأحيان.

ويمكن أن تشوه هذه الخلايا جميع خلايانا وتدمرها، وخاصة خلايا الدماغ الحساسة، ما يجعلها عديمة الفائدة وظيفيا عند إذابتها.

Scientists have developed a new approach of freezing and thawing brain tissue without affecting its function, opening the door to improved ways of studying neurological conditions. https://t.co/37MsDroEfP

— New Scientist (@newscientist) May 15, 2024

لذلك شرع البروفيسور شاو وفريقه في البحث عن مادة مختلفة لغمر أنسجة المخ ما يبقيها باردة - ويوقفها من الشيخوخة - دون الوقوع في مشاكل مع البلورات.

ومع ذوبان العينات، راقب العلماء لمعرفة العينات التي تم استردادها بأقل قدر من الضرر.

إقرأ المزيد العلماء يطورون جسيمات نانوية يمكنها تدمير نقائل سرطان الثدي داخل الجهاز العصبي وخارجه

وبعد بعض التجارب، ابتكر الفريق بقيادة البروفيسور تشيتشنغ شاو، عالم الأعصاب الذي تدرب في جامعة هارفارد ويعمل في جامعة فودان في شنغهاي بالصين، خليطا أطلقوا عليه اسم MEDY وهو اختصار لمكوناته الأربعة: ميثيل السيليلوز (Methyl cellulose)، وإيثيلين غلايكول (Ethylene glycol)، وثنائي ميثيل السلفوكسيد (DMSO)، وY27632، والذي يسمح لهم بتجميد الأنسجة دون أي ضرر.

ويمثل هذا خطوة جديدة مهمة في مجال علم التجميد الذي يواجه مشكلة في كيفية التغلب على تشكل بلورات الماء في أنسجة المخ أثناء عملية التجميد.

ولا يعد هذا إنجازا كبيرا لعلماء الأعصاب الذين يتطلعون إلى دراسة أدوية جديدة فحسب، بل يأمل الفريق أن يتمكن علم التجميد في يوم من الأيام من الارتقاء إلى مستوى توقعات أفلام الخيال العلمي وتمكين تجميد البشر الأحياء إلى أجل غير مسمى، ما يعني أنه من الممكن إعادة إنعاشهم بعد سنوات عديدة.

وفي المستقبل البعيد، كتب البروفيسور شاو أن MEDY لديه القدرة على تجميد الدماغ بأكمله. لكن هذا يأتي مصحوبا بمجموعة من التحديات الخاصة به، لأن الانتقال من تجميد العضو إلى عضو كامل، مثل الدماغ البشري، في التجارب، أمر معقد لعدد من الأسباب.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اختراعات اختراق اكتشافات بحوث تجارب دراسات علمية معلومات علمية

إقرأ أيضاً:

الثعلب وفلسفة العيش بحكمة

من أمتع اللحظات التي يمكن للمرء أن يعيشها، هي تلك التي يُراقب فيها الطبيعة ويستكشف أسرارها، حيث تكمن متعة خاصة في متابعة الكائنات البرية وهي تعيش في بيئاتها دون تدخل البشر. هذه التجربة تمنح شعورًا عميقًا بالسكينة والإلهام، وتكشف عن الانسجام العجيب بين الكائنات الحية وبيئاتها. مؤخرًا، أصبحت هواية مراقبة الحياة البرية باستخدام الكاميرات المزودة بحساسات وسيلة ممتعة لاكتشاف تفاصيل طريقة عيش الكائنات البريّة دون التأثير على عوالمها السريّة الساحرة.
ومن بين المشاهد التي التقطتها هذه العدسات كانت مشاهد للثعلب الأحمر العربي، الذي أثار إعجابي ليس فقط ككائن بري يعيش في صمت، بل كمعلم يقدم لنا دروسًا عميقة من خلال سلوكياته. ما يلفت النظر في هذا الكائن هو حذره الشديد الذي يميز تصرفاته. فهو يدرس محيطه بعناية قبل اتخاذ أي خطوة. هذه الصفة تعكس أهمية التروّي والتفكير قبل اتخاذ القرارات المصيرية، مثلما يدرس الثعلب بيئته لتجنب المخاطر، يمكننا نحن البشر تبنّي هذه العقلية للتأكد من أن قراراتنا مبنية على رؤية واضحة.
يمتاز الثعلب بقدرة مدهشة على التكيّف مع الظروف القاسية، سواء كانت حرارة الصحراء المرتفعة أو ندرة الموارد. هذه المرونة درس عظيم لنا جميعًا. فالحياة مليئة بالتحديات، ولكن من خلال تقبل التغيير والعمل بذكاء ضمن المعطيات المتاحة، يمكننا تجاوز أصعب العقبات وتحقيق النجاح. لا يقتصر ذكاء الثعلب على التكيف فحسب، بل يظهر جليًا في أساليبه المبتكرة للحصول على الطعام. فهو يعتمد على حلول متنوعة وغير تقليدية، مما يجعله مثالًا للإبداع والابتكار. البشر أيضًا يمكنهم الاستفادة من هذا السلوك من خلال تنمية مهارات التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجههم.
عندما يحدّد الثعلب هدفًا، سواء كان تأمين غذائه أو حماية نفسه، يعمل بتركيز وإصرار حتى يحققه. هذا الدرس يذكرنا بأهمية وضع أهداف واضحة والعمل عليها بجدية، مع تجاوز كل المشتتات التي قد تعيقنا عن الوصول إلى غاياتنا. على الرغم من كونه كائنًا حذرًا، إلا أن الثعلب يعرف متى يتخذ الخطوة الجريئة إذا رأى أن الفرصة تستحق المخاطرة. هذه الموازنة الدقيقة بين الحذر والجرأة تقدم لنا درسًا عمليًا حول كيفية اتخاذ القرارات المصيرية بحكمة وشجاعة.
في كل مرة أراجع فيها تسجيلات الكاميرات، أشعر بإعجاب متزايد بهذا الكائن الذي يعكس في تصرفاته فلسفة متكاملة عن الحياة. إنه ليس مجرد مخلوق يعيش في الطبيعة، بل هو مصدر إلهام يذكرنا بأهمية العيش بذكاء ومرونة ووعي أكبر. من خلال مراقبة الثعلب الأحمر، نتعلم أن الطبيعة ليست فقط مكانًا للاستجمام، بل مدرسة تقدم لنا دروسًا عميقة في التفكير والتكيف، والإبداع. إنها دعوة للتأمل في الحياة من منظور مختلف، حيث نجد أن أبسط الكائنات قد تحمل في طياتها حكمة عميقة تعيننا على مواجهة تحدياتنا اليومية.

مقالات مشابهة

  • الخلايا الجذعية للشعر
  • شاهد | صمود الأهالي في غزة.. درس لتعليم الأمة العيش بعزة وكرامة
  • يسبب تلف الخلايا والسرطان.. أعراض نقص الأكسجين في الدم
  • الثعلب وفلسفة العيش بحكمة
  • حصول المعهد القومي للأورام علي تجديد الإعتماد الدولي لكل من معملي الخلايا الوراثية والمناعة
  • الخارجية الفرنسية: انتخاب رئيس جديد للبنان خطوة أولى في طريق إعادة بناء المؤسسات
  • مطار دمشق يعود للعمل.. خطوة نحو استعادة الدور الإقليمي
  • فاروق جعفر: مجلس إدارة الزمالك سبب تجميد سيف داخل الفريق
  • تقنية جديدة لاستعادة أنسجة اللثة باستخدام خلايا المريض
  • تجميد الأموال أو الأصول الأخرى المملوكة لها.. عقوبات الكيانات الإرهابية بالقانون