عدنان علي الكبسي
حكام العرب والمسلمون ليسوا محط شك عند كل المسلمين، قاصيهم ودانيهم وكبيرهم وصغيرهم وعالمهم وجاهلهم وصالحهم والفاسد فيهم، ولا يختلف فيهم اثنان من الموالين والمروجين للحكام أو من المعادين لهم أنهم عملاء بالدرجة الأولى وبنسبة امتياز لأعداء الأمة من الأمريكيين والإسرائيليين، ولا يستطيع أحد إنكار عمالتهم وإن زينوا للناس عمالتهم بعناوين مختلفة ولكنهم لا ينكرون ذلك وإن كانوا لحكامهم جند محضرون.


إذا كان حكام العرب والمسلمين معروفين ومشهورين بأنهم عملاء ولذلك يتنافسون، فبالطبع ليسوا جديرين بأن يربوا الأمة التربية الإيمانية، لأنهم يعرفون أن الإيمان لا يمكن أن يقبل الظلم والفساد والعمالة، وليس هناك ولا بنسبة مثقال ذرة من أمل عند الشعوب الإسلامية أن حكامها سيهتمون بتربيتهم التربية الإيمانية.
ولكن هل علماء الأمة بإمكانهم أن يربوا الأمة التربية الإيمانية بدون أعلام الهدى من أهل البيت؟!، علماء الأمة يعرفون ويفهمون أن الأمة أحوج ما تكون إلى تربية جهادية في هذه المرحلة من تاريخها بالذات ولكن لا يمكن هذا على أيديهم أبدًا، ولا يمكن أن يتأتى على أيديهم أبداً، لماذا؟!.
هل لأنهم يرون أن الأمة لا يمكن أن تنهض بمسؤوليتها حتى وإن تحرك العلماء أجمعون؟!، لا. والشاهد على هذا دخول الشعب اليمني في معركة طوفان الأقصى، وحضوره الفاعل والمؤثر بصواريخه ومسيراته وقواته البحرية ومظاهراته ومسيراته الجماهيرية المليونية في كل أسبوع، وكذلك المجاهدين الصابرين الصامدين في قطاع غزة ومجاهدي حزب الله والحشد الشعبي.
لماذا انطلق علماء السوء ليسكتوا الناس عن الحديث ضد أمريكا وإسرائيل؟!، ولماذا علماء آخرون سكتوا عن جرائم الصهاينة في حق إخوتنا الفلسطينيين وكأن الأمر لا يعنيهم؟!.
لماذا الكثير من دور القرآن ودور الحديث والمراكز العلمية في كثير من البلدان الإسلامية حتى لا يتخافتون بينهم تجاه الإبادات الجماعية في قطاع غزة؟!.
لماذا خشعت أصوات الكثير من العلماء والخطباء والدعاة للإجرام الصهيوني الغاصب المجرم المحتل ولا نكاد نسمع لهم حتى همسًا؟!.
لماذا رأينا علماءنا مهطعين إلى سلاطين الجور قلوبهم قلوب الشياطين لا يهتدون بهدي الله ولا يستنون بسنة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهؤلاء السلاطين مقنعي رؤوسهم أمام شواذ أمريكا، خاشعة أبصارهم لهيمنة رأس الشر، أرهقوا الشعوب بالذلة والخنوع والاستسلام، ودجنوا الأمة لليهود؟!.
لماذا صمت آذانكم من صرخات الأطفال واستغاثة الثكالى وتأوهات الجرحى وعويل الضعفاء من الرجال والنساء والولدان في قطاع غزة لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا؟!.
لماذا عميت أبصاركم بعمى قلوبكم عن مشاهد دماء الأطفال وأشلاء النساء ودمار المنازل في غزة الجريحة؟!.
أين طلابكم النبلاء في ميادين الجهاد في سبيل الله إن كنتم ربيتموهم تربية إيمانية؟!، لقد أصبح المسلمين في مواجهة مع الكفر الصريح في قطاع غزة، والمسلمون يخوضون المعركة المساندة لإخوتنا في غزة في مواجهة مباشرة مع الكفر البواح في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب يا من دجنتم الأمة لطاعة الحكام الظالمين إلا أن تروا كفرًا بواحًا، هل رأيتم اليوم الكفر البواح في الصهاينة الإسرائيليين وفي الأمريكيين والبريطانيين أم أن قلوبكم مرتابة ولا زلتم في ريبكم تترددون؟!.
لماذا لم تستمر مواجهتكم ولو مواجهة كلامية في مساجدكم على المنابر، في المدارس، والجامعات، والمؤلفات والحلقات، والدروس والمحاضرات أم أن إسرائيل اليوم لم تعد لكم عدوة؟!.
لماذا تخلفتم أنتم وطلابكم ومؤيدوكم عن نصرة المضطهدين في فلسطين؟!، أما وجب عليكم أن تنادوا للجهاد في سبيل الله وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في قطاع غزة؟!.
أما بنيتم رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أم أنكم بنيتم أناس صدقوا ما عاهدوا أمريكا عليه، فعمهم الصمت ولزموا السكوت وتنصلوا عن مسؤوليتهم، متجمدون لا يتحركون ولا يحركون ساكنًا؟!.
خاطبوا أمراءكم الذين طبلتم لهم أن يفتحوا ولو منفذًا واحدًا لمن تربوا التربية الإيمانية من أهل الإيمان والحكمة أن يحرروا فلسطين من المعتدين الصهاينة وقفوا معهم وتفرجوا وارقصوا على دماء وأشلاء أطفالنا ونساءنا وأطفال ونساء فلسطين، وصفقوا وكونوا جمهورًا للأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
نحن تربينا التربية الإيمانية، التربية الجهادية، التربية التي جعلت أحب الأمور إلينا أن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَر في الهواء أشرف لدينا، وأحب إلينا، وأرغب إلينا، من أن نرى طفلًا يأن، أو امرأة تذرف الدموع، ونحن بفضل الله تربينا على يد علم الهدى ومصباح الدجى سيدي ومولاي السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- والذي قال: (لينتظروا المستحيل، والله لأن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَر في الهواء أشرف لدينا، وأحب إلينا، وأرغب إلينا، من أن نستسلم لكل أولئك الأنذال، المجرمين، المفسدين في الأرض، الطواغيت، المتكبرين، الذين لا ينبغي أن يقبل إنسان بهم في إدارة فندق، أو مطعم، أو بقالة… أو أي شيء، ما بالك أن يسلّم لهم نفسه، وسلاحه، وبلده، ورقبته، هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون).
فالتربية الإيمانية لا تكون إلا في ظل أهل البيت، كما قال الشهيد المولى السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-: (التربية الإيمانية لا تكون إلا في ظل أهل بيت رسول الله، لا تكون إلا على يدي أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، هذا ما شهد به التاريخ).
فالواقع يشهد الفارق الكبير بين تربية أهل البيت (سلام الله عليهم) وتربية غيرهم من حكام أو علماء، ولم يساند المظلومين في فلسطين إلا من تربوا التربية الإيمانية على يد أعلام الهدى من آل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لماذا تعتد المرأة 3 أشهر رغم أنها لم تحيض؟.. اعرف السر

عُقدت بالجامع الأزهر، أولى حلقات الملتقى الفقهي الطبي، الذي جاء تحت عنوان: "حفظ النسل بين الطب والشرع"، تزامناً مع مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان". 

حضر الملتقى الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وأوضح محمود صديق، أن حفظ النسل قضية محورية تناولتها الشريعة الإسلامية، وتحدث عنها القرآن الكريم، وشرع لها القوانين والضوابط الكبيرة، فقال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}، وهذه الآية تحمل في مضمونها حفظ النسل في تناغم بين الطب والشرع، وقد ركزت عليها السنة النبوية المطهرة وزخرت بها أحاديث المصطفى. 

وفي سياق حفظ النسل، كفل القرآن الكريم للزوجين حقوق العرض وعدم اختلاط الأنساب، فالمرأة الحامل حينما تُطلق أو يموت عنها زوجها، لا يمكن لأحد أن يتزوج بها حتى يبرأ رحمها مما فيه، فالرحم مشغول، وهي طلقت، انقطعت العلاقة الزوجية بينها وبين من كان زوجها، لماذا تنتظر هذه المدة الطويلة؟ وفي هذا، لعن النبي من دعت غير زوجها لفراشها، ولعن من سقى ماء غيره.

وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر، أن العلم الحديث أثبت منذ سنوات قليلة أن هناك تغييرات تحدث في الصفات الوراثية التي يأخذها الجنين من سقيا ماء الرجل الآخر، كما يظهر العجب في القرآن الكريم حينما يقول المولى عزّ وجلّ في كتابه العزيز: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾.

الملتقى الفقهي الطبي

وفي هذا حكمة من الله عزّ وجلّ لحفظ النسل، فلماذا تنتظر المرأة ثلاثة أشهر رغم أنها لم تحيض؟، السبب يعود إلى الخلايا الجذعية التي تدخل على المبيض، مما يمكّن المرأة من الحمل، ويرزقها الله عزّ وجلّ البنين والبنات. 

هذا المثال ورد في القرآن الكريم مع نبيين من أنبياء الله تعالى: سيدنا إبراهيم وسيدنا زكريا عليهما السلام. وقد ذكر القرآن الكريم في حفظ النسل أنه لم يخلق سوى ذكر وأنثى لاستمرار الكون وعبادة الله، وقد وضع ضوابط وأموراً يستحيل على العقل البشري أن يضع مثل هذه القوانين التي من شأنها إسعاد الأمة والأسرة، وأن يكون هناك مجتمع يعبد الله ويكون بحق خليفة الله في الأرض.

وفي سياق حديثه، أكد محمود صديق، على أهمية اتباع الإنسان لمنهج الله وفطرته، محذرًا من التمرد على هذه الفطرة، ومشددًا على أن أي خروج عنها هو اتباع للشيطان. وذكر قوله تعالى في حديثه عن الشيطان: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ﴾، مشيرًا إلى أن التمسك بالقوانين والسنن التي وضعها الله يضمن صلاح الحال في الدنيا والآخرة.

مقالات مشابهة

  • علماء الدفع المسبق
  • لماذا تعتد المرأة 3 أشهر رغم أنها لم تحيض؟.. اعرف السر
  • أحد علماء الأوقاف: من يروج للشائعات يرتكب كبيرة من الكبائر
  • طريق التكامل والتعاون والسيادة (2)
  • كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟
  • تسمّوا علماءَ وأفعالهم جِـدًّا رقيعة
  • هل نرى ربنا يوم القيامة؟.. أحد علماء الأزهر يجيب
  • حزنت عليه وكشفت عمره الحقيقي.. صور تجمع بين الراحل مصطفى فهمي وطليقته|شاهد
  • الراعي: لتحرير المدارس كي تتأمّن التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا الطالعة
  • رابطة علماء اليمن تنعي الحبيب العلامة عيدروس بن حسن الهدار