هل علماء الأمة بإمكانهم أن يربوا الأمة التربية الإيمانية
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
عدنان علي الكبسي
حكام العرب والمسلمون ليسوا محط شك عند كل المسلمين، قاصيهم ودانيهم وكبيرهم وصغيرهم وعالمهم وجاهلهم وصالحهم والفاسد فيهم، ولا يختلف فيهم اثنان من الموالين والمروجين للحكام أو من المعادين لهم أنهم عملاء بالدرجة الأولى وبنسبة امتياز لأعداء الأمة من الأمريكيين والإسرائيليين، ولا يستطيع أحد إنكار عمالتهم وإن زينوا للناس عمالتهم بعناوين مختلفة ولكنهم لا ينكرون ذلك وإن كانوا لحكامهم جند محضرون.
إذا كان حكام العرب والمسلمين معروفين ومشهورين بأنهم عملاء ولذلك يتنافسون، فبالطبع ليسوا جديرين بأن يربوا الأمة التربية الإيمانية، لأنهم يعرفون أن الإيمان لا يمكن أن يقبل الظلم والفساد والعمالة، وليس هناك ولا بنسبة مثقال ذرة من أمل عند الشعوب الإسلامية أن حكامها سيهتمون بتربيتهم التربية الإيمانية.
ولكن هل علماء الأمة بإمكانهم أن يربوا الأمة التربية الإيمانية بدون أعلام الهدى من أهل البيت؟!، علماء الأمة يعرفون ويفهمون أن الأمة أحوج ما تكون إلى تربية جهادية في هذه المرحلة من تاريخها بالذات ولكن لا يمكن هذا على أيديهم أبدًا، ولا يمكن أن يتأتى على أيديهم أبداً، لماذا؟!.
هل لأنهم يرون أن الأمة لا يمكن أن تنهض بمسؤوليتها حتى وإن تحرك العلماء أجمعون؟!، لا. والشاهد على هذا دخول الشعب اليمني في معركة طوفان الأقصى، وحضوره الفاعل والمؤثر بصواريخه ومسيراته وقواته البحرية ومظاهراته ومسيراته الجماهيرية المليونية في كل أسبوع، وكذلك المجاهدين الصابرين الصامدين في قطاع غزة ومجاهدي حزب الله والحشد الشعبي.
لماذا انطلق علماء السوء ليسكتوا الناس عن الحديث ضد أمريكا وإسرائيل؟!، ولماذا علماء آخرون سكتوا عن جرائم الصهاينة في حق إخوتنا الفلسطينيين وكأن الأمر لا يعنيهم؟!.
لماذا الكثير من دور القرآن ودور الحديث والمراكز العلمية في كثير من البلدان الإسلامية حتى لا يتخافتون بينهم تجاه الإبادات الجماعية في قطاع غزة؟!.
لماذا خشعت أصوات الكثير من العلماء والخطباء والدعاة للإجرام الصهيوني الغاصب المجرم المحتل ولا نكاد نسمع لهم حتى همسًا؟!.
لماذا رأينا علماءنا مهطعين إلى سلاطين الجور قلوبهم قلوب الشياطين لا يهتدون بهدي الله ولا يستنون بسنة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهؤلاء السلاطين مقنعي رؤوسهم أمام شواذ أمريكا، خاشعة أبصارهم لهيمنة رأس الشر، أرهقوا الشعوب بالذلة والخنوع والاستسلام، ودجنوا الأمة لليهود؟!.
لماذا صمت آذانكم من صرخات الأطفال واستغاثة الثكالى وتأوهات الجرحى وعويل الضعفاء من الرجال والنساء والولدان في قطاع غزة لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا؟!.
لماذا عميت أبصاركم بعمى قلوبكم عن مشاهد دماء الأطفال وأشلاء النساء ودمار المنازل في غزة الجريحة؟!.
أين طلابكم النبلاء في ميادين الجهاد في سبيل الله إن كنتم ربيتموهم تربية إيمانية؟!، لقد أصبح المسلمين في مواجهة مع الكفر الصريح في قطاع غزة، والمسلمون يخوضون المعركة المساندة لإخوتنا في غزة في مواجهة مباشرة مع الكفر البواح في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب يا من دجنتم الأمة لطاعة الحكام الظالمين إلا أن تروا كفرًا بواحًا، هل رأيتم اليوم الكفر البواح في الصهاينة الإسرائيليين وفي الأمريكيين والبريطانيين أم أن قلوبكم مرتابة ولا زلتم في ريبكم تترددون؟!.
لماذا لم تستمر مواجهتكم ولو مواجهة كلامية في مساجدكم على المنابر، في المدارس، والجامعات، والمؤلفات والحلقات، والدروس والمحاضرات أم أن إسرائيل اليوم لم تعد لكم عدوة؟!.
لماذا تخلفتم أنتم وطلابكم ومؤيدوكم عن نصرة المضطهدين في فلسطين؟!، أما وجب عليكم أن تنادوا للجهاد في سبيل الله وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في قطاع غزة؟!.
أما بنيتم رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أم أنكم بنيتم أناس صدقوا ما عاهدوا أمريكا عليه، فعمهم الصمت ولزموا السكوت وتنصلوا عن مسؤوليتهم، متجمدون لا يتحركون ولا يحركون ساكنًا؟!.
خاطبوا أمراءكم الذين طبلتم لهم أن يفتحوا ولو منفذًا واحدًا لمن تربوا التربية الإيمانية من أهل الإيمان والحكمة أن يحرروا فلسطين من المعتدين الصهاينة وقفوا معهم وتفرجوا وارقصوا على دماء وأشلاء أطفالنا ونساءنا وأطفال ونساء فلسطين، وصفقوا وكونوا جمهورًا للأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
نحن تربينا التربية الإيمانية، التربية الجهادية، التربية التي جعلت أحب الأمور إلينا أن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَر في الهواء أشرف لدينا، وأحب إلينا، وأرغب إلينا، من أن نرى طفلًا يأن، أو امرأة تذرف الدموع، ونحن بفضل الله تربينا على يد علم الهدى ومصباح الدجى سيدي ومولاي السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- والذي قال: (لينتظروا المستحيل، والله لأن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَر في الهواء أشرف لدينا، وأحب إلينا، وأرغب إلينا، من أن نستسلم لكل أولئك الأنذال، المجرمين، المفسدين في الأرض، الطواغيت، المتكبرين، الذين لا ينبغي أن يقبل إنسان بهم في إدارة فندق، أو مطعم، أو بقالة… أو أي شيء، ما بالك أن يسلّم لهم نفسه، وسلاحه، وبلده، ورقبته، هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون).
فالتربية الإيمانية لا تكون إلا في ظل أهل البيت، كما قال الشهيد المولى السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-: (التربية الإيمانية لا تكون إلا في ظل أهل بيت رسول الله، لا تكون إلا على يدي أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، هذا ما شهد به التاريخ).
فالواقع يشهد الفارق الكبير بين تربية أهل البيت (سلام الله عليهم) وتربية غيرهم من حكام أو علماء، ولم يساند المظلومين في فلسطين إلا من تربوا التربية الإيمانية على يد أعلام الهدى من آل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لماذا البكاء يا حزب الامة وقد حذرناكم كثيرا (3)
تعرض العميد عبد الرحمن فرح عبد الرحمن لكثير من النقد الجارح والسخرية، بعد سرقة السلطة بواسطة الترابي والكيزان . لقد ظلم عبد الرحمن كثيرا، لأنه كان على رأس الامن . قالوا انه لم يكن متمرسا في الامن وقد تحصل على المنصب بسبب انصارية اسرته الممتدة. وفيما بعد ظهر للعالم انه لم يكن في يده حيلة فالانقلاب خطط له الترابي الصادق وتابعه فضل الله برمة .
تم التخلص من جهاز المخابرات وطرد العقول التي كانت تديره. اعتبروا الجميع سدنة لمايو. الغلطة تماثل طرد كل الاطباء المحاسبين المهندسين لانهم مارسوا مهنتهم في زمن مايو . المخابرات السودانية مثل كل مخابرات العالم تحتفظ بفايل لكل انسان حتى نميري .
تم التخلص من المخابرات وتحجيم الجهاز ورئيسه العميد عبد الرحمن فرح عبد الرحمن بواسطة قانون قام الترابي في 1988 بتفصيله وحياكته لتحييد الجهاز ليسمح للكيزان والصادق لاستلام الحكم والقضاء على الديمقراطية وتنفيذ ما خططوا له لخمسة عقود كما صرحوا فيما بعد . ما هو ذنب العميد عبدالرحمن ، والصادق والترابي يتآمرون . ..... حاميها حراميها .
العميد عبد الرحمن تكلم وفضح اصحاب المؤامرة ، بل تكلم عن خطتهم في اغتيال البطل جون قرنق . نشرت هذه التصريحات في عدة صحف منها الصحافة الخرطوم والسياسة التي كان يمتلكها الاخ خالد فرح عبد الرحمن شقيق العميد عبد الرحمن . وقد اعاد نشرها من التسجيلات مصطفي عبد العزيز البطل في يوم 31/2013 مايو
اقتباس
نشرت صحيفتنا (الخرطوم) في عددها الصادر أول امس الأحد الجزء الاول من حوار مطول مع العميد (م) عبد الرحمن فرح، أمين المعلومات السابق في حزب الامة، ومستشار جهاز الأمن الوطني، الذي كان قيد الانشاء عند وقوع انقلاب العصبة المنقذة في يونيو 1989. كانت تلك صفة الرجل الرسمية. ومُسمى (مستشار الجهاز) ابتدعه الدكتور حسن الترابي، النائب العام آنذاك، الذي أشرف على صياغة قانون جهاز الأمن الوطني، وعرضه ودافع عنه أمام مجلس الوزراء، كما سبقت الاشارة في مقال سابق. ويشير المسمي بالطبع الى المسئول السياسي والتنفيذي الاول في الجهاز، ولكنه يتبع نمطاً او منهجاً في التسميات لهذا النوع من المناصب، لم يكن مألوفاً في السودان.
الذي أعرفه يقيناً أن عبد الرحمن فرح لم يكن راضياً عن المسمي الوظيفي (مستشار الجهاز). وأذكر تماماً أنني كنت أجلس، في ذلك اليوم من عام 1988، الى جانب السيد/ خالد فرح صاحب جريدة (السياسة) آنذاك، وصديقه الصدوق الاستاذ عبد الوهاب بوب المحامي الشهير، وعبد الرحمن فرح نفسه. كان الثلاثة يقلبون بين اياديهم وثيقة أحضرها معه عبد الرحمن تحمل قرار التعيين. وقد صاغ خالد الخبر بيده، ونشر بالصفحة الاولي في اليوم التالي تحت عنوان: (تعيين عبد الرحمن فرح مستشاراً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير مركزي).
والجزء الاخير من عنوان الخبر الذي نشرته (السياسة) محض تزيّد، اذ أن القرار لم يكن قد حدد أية درجة لذلك المنصب، وزارية او غير وزارية. ثم أن عبد الرحمن فرح لم يكن راضياً عن القانون نفسه، الذي جرد الجهاز واقعياً من أية سلطة تنفيذية او اختصاصات أمنية حقيقية. اذ لم تكن للجهاز تحت ظل ذلك القانون أنياب ولا أسنان، بل اقتصرت مهامه على جمع المعلومات وتحليلها. كان منطق الترابي الذي حاجّ به رصفائه في مجلس الوزراء عندما نوقشت مسودة القانون هو أن العهد الديمقراطي لا بد أن يبتعد قدر الامكان عن تجربة النظام المايوي في خلق جهاز أمني اخطبوطي يقيد الحريات ويشيع الخوف بين الناس.
ولا بد أنك – أعزك الله – تعرف الآن، وبعد مضي كل هذه السنوات، أن غرض الترابي ودافعه الحقيقي عندما صاغ القانون عام 1988 كان هو التمهيد لخططه الانقلابية، بتجريد الحكومة من أدوات أمنية واستخبارية سلطوية فاعلة .
نهاية اقتباس
آل فرح اسرة سودانية مميزة جدا في امدرمان وفي الخليج خاصة امارة ابوظبي . من تلك الاسرة العميد عبد الرحمن فرح عبد الرحمن . على رأس تلك الاسرة التي سكنت بالقرب من سوق العرضة العم فرح عبد الرحمن احد خريجي كلية غردون القديمة . صالح فرح كبير الاخوة هم احد اساطين القانون وهو صنو للكبار منهم منصور خالد . لهم مقدرة عالية في تطويع اللغة العربية والانجليزية ومن كتاب وادباء السودان . الاخ صالح فرح له القدع المعلى في كتابة دستور الامارات كما كان المستشار القانوني للشيخ زايد .
العم فرح والذي عرف بوحيد اخوانه بواسطة شقيقاته كان رجلا مشرفا واشتهر بالكرم والبيت المفتوح لطلاب العلم منهم زميلنا في الاحفاد الظابط مامون المقبول والاخ سيد المقبول الذي يعيش في المانيا كطبيب لستة عقود ، كان يحكي لي عن تلك الاسرة الرائعة وكفتيرة الشاي بي اللبن التي لا تجف بالرغم من العدد الكبير. العم فرح عبد الرحمن مالك لاول مطبعة في الامارات وصار يطبع جريدة الاتحاد بعد أن كانت تطبع في بيروت . من الابناء اخي وصديقي عبد الله فرح طيب الله ثراه والذي زاملني في الدراسة الاولية وفي الثانوية وكنا مثل الاخوة وتواصلت بعد موته مع ابنه .
كنت مع عبد الله اتردد على مصنعهم في المصفح واذكر انه من الغرائب انه كانت في المصنع شجرة مانقو . كنت اصر على زيارة عبد الله فرح في اول يوم اضع قدمي في الامارات . اذكر انهفي احد المرات قد وضع تحت تصرفي سيارة . اذكر ،،فيلة ،،الاسرة التي صارت مسكنا لعبدالله وحده . من الاخوة مهدي الذي كان في القوات المسلحة والاصغر هو ابراهيم .
خالد فرح هو صاحب جريدة السياسة وقد طور الصحافة السودانيةكما عرف وقتها باحدث المعدات المكاتب المريحة والاجور العادلة للصحفيين بعد ان كانت كما كان يقول على شمو ،، كناتين ،، السياسة كانت تبيع 80 الفا من النسخ بجانب 7 الى 8 الف خارج السودان . وتلك ارقام مهولة في السودان . ارتبط اسم خالد فرح بالبنك الفرنسي . درس خالد فرح في البداية في براغ ثم انتقل الى يوغوسلافيا وتزوج بيوغسلافية . كان خلاقا انيق المظهر وله كاريزما وشخصية طاغية، كما كان شجاعا . عبد الله الذي اعرفه جيدا كان من يقال عليه يقضي كل غرض وله مقدرة فائقة في الاقناع والنقاش ، وفي نفس الوقت كان سهلا متواضعا يحب الناس لدرجة المرض يقصد دائما للمساعدة والتدخل . كان منعني من الرجوع الى الفندق الذي توفره لى شركتنا الموارد التي كان يشاركني فيها عبد الله النهيبان ابن عم محمد النهيان ، حتى نواصل الحكاوي عن الاصدقاء وامدرمان . كنت والجميع نستمتع بزيارته في السويد في زمنا جميل جار عليه الترابي الصادق وتابع الصادق فضل الله برمة .
اسرة فرح تحصلت على الجنسية الاماراتية وكذلك اصهارهم آل معني المشهورين في امدرمان . منهم كابتن الكرة وظابط البوليس المشهور عصمت معني الذي رفض طلب نميري بالحاقه بالامن بوضع مميز الا انه اصر على انه ظابط بوليس في خدمة الشعب ويواصل مشاوره مع البوليس.
بكل بساطة يقوم برمة بتكذيب الرجل الامين العميد عبد الرحمن فرح. ويسئ لاسرة سودانية تركت سيرة عطرة في الخليج وفي الوطن . ماذا ترك او سيترك برمة ؟؟
اذكر أن العميد عبد الرحمن قد اتى لزيارة كريمته وزوجها دكتور عطا في السويد مدينة يوتوبوري التي هى ثاني اكبر مدينة في السويد . كما عرفت من اخي العميد بدري والاخوة انه ترك اثرا جيدا عند الجميع .
الشرفاء يكذبون والكذابون يشرفون !!
وجدت نفسي مجبرا للرد على فضل الله برمة في موضوعين .
اللواء فضل الله برمة ،عبد الرحمن لم يكذب
شوقي بدري18 ديسمبر، 2011
فيسبوك X
شوقي
السيد اللواء فضل الله برمة ، لقد قرأت ردك على افادات الاخ عبد الرحمن فرح ، و التي ذكر فيها بوضوح و صراحة و مصداقية عالية ، بأنه كانت هنالك خطة لأغتيال الشهيد جون قرنق في ايام الديمقراطية الاخيرة . الأخ عبد الرحمن فرح لم يذكر هذه الحقائق و هو يتوقع ان يمنح العطايا و يقتطع الضياع . و ليس هنالك ما يخشاه الآن ، فلقد تعرض الرجل للسجن و المسائلة . تصرف الأخ عبد الرحمن ، تصرف شجاع ، و يتسم بالشفافية . و هذا ما نحتاجه الآن . عدم الاعتراف بالغلط و التستر ، هو الذي اوردنا مورد الهلاك . و الاخ عبد الرحمن اشتهر بالشجاعة و الوضوح .
انا اكن كثيراً من الاحترام و الاعجاب بأسرة العم فرح عبد الرحمن . و هذه اسرة سودانية رائعة . جاورناهم في امدرمان . و كانوا من الاسر الانصارية التي نعتز بها . و كان عبد الله فرح رحمة الله عليه من أعز اصدقائي في فترة الطفولة و الصبا و الدراسة . و عن طريقه تعرفت بالعائلة في امدرمان و في الامارات . كما تعرفت بأشقائه و منهم مولانا ، و أحد رموز الخليج ، القانوني صالح فرح .
تربطني معك يا سيدي اللواء علاقة اسرية قوية ، كانت تجمعنا في منزلنا في امدرمان ، و كنت ازور زوجتك و اطفالك في أيام النيميري و في ايام الديمقراطية الاخيرة . كما قمت بزيارتك عندما كنت على رأس الجيش السوداني و في ايام سوار الدهب و بعد ان صرت وزيراً في بداية حكومة الصادق . و كان هذا في كوبر . و سنعود لزيارة كوبر .
لم أرد ان ارد عليك أو على ردك ، دفاعاً عن الأخ عبد الرحمن فرح ، و هو قادر على ذلك . و الآن بعد أن هدأت الأمور فلنتحاور بهدوء . و ما حيرني انك قد برزت لكي تدافع عن الصادق المهدي ، و محاولاً تفنيد ما قاله الاخ عبد الرحمن فرح . الرجل قد اعترف على نفسه بشئ . و الاعتراف هو سيد الادلة . و تأتي انت و تقول له ان هذا لم يحدث . عزيزي فضل الله ، أنك تغالط الرجل في نفسه . ان أعتراف عبد الرحمن فضيلة . فلماذا تحرمه . لقد كتبت لك قبل عشرة سنوات ، و ما هو الآن موجود في مكتبة شوقي بدري في سودانيز اونلاين ، تحت المسكوت عنه . و تطرقت لغلطاتك كوزير للدفاع ، و غلطات الحكومة ، و هذا التفريط ما أدى الى تمكن الأنقاذ .
هنالك شخص آخر يقول بالفيديو ، و هو مسجل في اليوتيوب ، و الشخص هو الاستاذ كمال الدين عباس المحامي ، ممثل حزب الامة في لجنة الاثنا عشر . و لقد قال الاستاذ كمال الدين ان المناضل وليم دينق مؤسس تنظيم الانانيا الاول و محرر جريدة ” قراس كيرتن ” التي تمثل الانانيا . هذا الرجل حضر بنية صافية و قلب مفتوح و مد يديه الى الشمالين ، و هذا بعد اكتوبر . و قال على رؤوس الاشهاد انه لا يدعو الى الانفصال . و أن نضاله كان ضد الدكتاتورية . و كان هنالك مولانا ابيل الير ، نائب رئيس الجمهورية فيما بعد ، و هو من دينكا بور . بلد الشهيد جون قرنق . و كان هنالك عبد الخالق محجوب و الأزهري و آخرون . و كالعادة قديماً ، كان الترابي هو من يتحدث بأسم الصادق . و أورد الاستاذ كمال الدين في هذا الفيديو ما عرفه كل الناس قديماً . و هو ان الترابي أصر على ان يكون هنالك رئيس دولة مسلم له ثلاثة نواب مسلمون . و لا بديل لهذا . فقال المناضل وليم دينق أنه لن يقبل ان يكون مواطنا من الدرجة الثانية ، فتدخل الأستاذ كمال الدين عباس قائلاً انه هو ممثل حزب الأمة و هو الذي يقرر . قال المناضل وليم دينق : ( نعم انت ممثل حزب الامة ، و لكن ممثل السيد الصادق المهدي هو الدكتور حسن الترابي ) .
ما حدث بعد ذلك هو ان وليم دينق قتل و معه ستة من حرسه الخاص في الكبري الصغير خارج بلدة التونج في طريقه الى رمبيك . و أشارت اصابع الأتهام و كما كتبنا قديماً و نقول الآن الى الظابط صلاح فرج ، و عندما اشترك صلاح فرج في انقلاب 1971 لم يعدم من الرغم من ارتباطه بأبن حييه الهاموش . و الهاموش هو المنظم الاكبر مع ابو شيبة للأنقلاب . و لقد شفع لصلاح فرج أنه أغتال وليم دينق ، و لهذا لم يعدم . و هذا ما كتبته قبل سنين عديدة و نشر قبل عشرة سنوات في سودانيز اونلاين . و لقد طرحت سؤال تجنب الجميع الرد عليه ، لماذا نصح السيد الصادق المهدي وليم دينق بالتأمين على حياته ؟. و لقد استلمت زوجته مبلغ عشرين ألف جنية سوداني ، ساعدها على تربية ابنائها ، منهم مولانا الجنتل مان و لاعب السلة الموجود الآن في واشنطن دانيال. و لقد ساعد كثيراً حضور خالهم الرجل العظيم الدكتور توبي مادوت عندما اكمل دراسة الطب في براغ سنة 1965. و كان طالباً في مدرسة الاحفاد الثانوية من قبل . هذا السؤال لا يزال قائماً . فالتأمين على الحياة ليس من عادات السودانيين ، جنوبيين كانوا أو شماليين . و لماذا عاش ابناء وليم دينق ايتام و حرموا من الوالد ؟
اقتباس من المسكوت عنه 19 يوليو
” الاب ساترنينو لوهير قتل مع 28 من حرسه الخاص وهذا في يناير 1967 والقضاء علي مجموعه كبيره بهذا العدد يحتاج لقوه لا تقل عن ثلاثه بلتونات فكيف خطط للمجزره وكيف تم التعتيم عليها في زمن الديمقراطيه؟؟؟
ثم اغتيال وليم دينق ـ موؤسس تنظيم الانانياوهو تنظيم يدعو للانفصال ـ و6 من حرسه وقد نفذ هذه العمليه صنفا من الرجال او احدي عشر جنديا واشارت اصابع الاتهام لصلاح فرج وهذه الجريمه كانت انكشاريه مدفوعة الثمن وهذا شئ جديد في تاريخ السودان .صلا فرج لم يعدم بالرغم انه كان جارا في الحي للهاموش ولقد شارك في يوليو ولم يعدم لان قتل وليم دنق قد شفع له وعندما زار النميري سجن كوبر هتف له صلاح فرج بحياته فرد عليه النميري كعادته باقذر الشتائم ثم دل صلاح فرج النميري علي المنشورات التي يدفنها الشيوعيون في الارض. و من الاشياء التي شغلتني في التفكير ولا ازال افكر فيها هو ان الصادق المهدي قد اصر علي وليم دينق ان يامن علي حياته قبل السفر الي الجنوب ولقد استلمت زوجة وليم دنق مبلغ عشرون الف جنيه مما ساعدها علي تربيه ابنائها تحت اشراف خالهم د. طوبي مادوت زميل الدراسه في الاحفاد وبراغ …السؤال ماذا كان يعرف الصادق ولماذا لم يؤمن الصادق علي حياته؟؟ ”
نهاية اقتباس .
عزيزي فضل الله برمة ، لماذا الحديث عادةً عن بعد الصادق المهدي عن سفك الدماء . لقد قال عثمان خالد مضّوي الكوز الكبير في التلفزيون السوداني ، و في برنامج اسماء في حياتنا ، أن القذافي قد وفر لهم المال و العتاد ( فرش ليهم البحر طحينة ) . و قام بتدريب كوادرهم . و بدأوا في تسريبها الى السودان . ثم سمح لهم بالزحف نحو الخرطوم . وكانت القوة مكونة من 950 فرد من الانصار و 39 فرد من الأخوان المسلمين . و تلك القوة كانت جيدة التسليح و التدريب . و سنعود لكل هذا بالتفصيل .
هذه القوة التي هيأ لها غازي العتباني المساكن ، و الطحين الشرموط الزيت ابتاع لها صفائح الطحنية و الجبنة بأموال القذافي ، لم تأتي الى السودان لزيارة ضريح المهدي ، بل كانت عندها اوامر واضحة و صريحة بالقتل . و لقد أتى الصادق بالظابط محمد نور سعد محمدين من برلين ، و كان قد ترك الجيش . و كلف بقيادة تلك القوة . و محمد النور سعد كان قد ترك السودان بنصيحة اصدقائه الاثنين ، رجل الاعمال يوسف بدر ، و المحامي التجاني الكارب . لأن النظام النميري كان يترصده . و كان محمد نور سعد يسكن في منزل الفاضل المهدي ، عندما احضروه من ألمانيا . و الخطة كانت أن تنسف طائرة النميري و هي على المدرج .
ما حدث هو أن الطائرة تعرضت لما يعرف بــ ( تيل وند ) . و هذا يعني انها ستصل متقدمة عن مواعيدها . و قام الكابتن بأستشارة النميري الذي وافق على الحضور مبكراً . و نجا النميري من الموت ، و لهذا صار يؤمن بالشيوخ و المشعوزين
هل فكر الصادق في أن نسف هذه الطائرة كان يعني موت الكابتن و المضيفين و المرافقين ؟ . و من الممكن أن كان وسطهم حاجة أو رجل كبير ، اخذه النميري بقصد الفسحة أو العلاج كما كان يحدث كثيراً .
من هو المسئول عن موت الشلالي ؟ . و الشلالي كان على رأس السلاح الطبي و هو طبيب صرفت عليه الدولة ، و له اسرة تحبه . كان عائداً إلى امدرمان بعد ان كان قد ذهب لمقابلة النميري . و عندما هرب النميري من المطار ، رجع الدكتور الشلالي . و كان جنود حزب الامة و الأخوان المسلمين قد احتلوا كل المواقع الاستراتيجية . و كانت عندهم اوامر بتصفية كل من يحمل العلامات الحمراء ، أو كبار الظباط . و هذه الأوامر لم تصدر من محمد نور سعد محمدين ، و لا تشبهه . و كان في صحبة الشلالي العم عوض الجزولي ، الذي كان نقيباً وقتها . و كان يدير مكتب الشلالي و يتواجد معه دائماً . و كانت اوامر نميري أن كل رؤساء الاركان يجب ان يكونوا في استقباله في اي سفرية . و تصادف انه لم يكن يرتدي زيه الرسمي ، بل كان يرتدي جلابية و عمة ، وانقذ هذا حياته . و عندما أستوقف احد الشباب من الانصار الشلالي ، أخذه و معه مجموعة اخرى الى تحت الكبري . عرف الشلالي بأنه سيصفّى ، فأنفصل عن البقية حتى لا يعرض الآخرين لخطر . و عندما حضر محمد نور سعد و شاهد الشلالي مقتولاً ، قال : ( دا الكتلو منو ؟ ) . و قام بتصفية من قتل الشلالي . و هذا يؤكد أنه كان هنالك اكثر من قائد لتلك العملية . و هذا و اشياء كثيرة ساعدت في افشال ذلك الانقلاب . .
الأخ زين العابدين محمد أحمد عبد القادر كان رفيق طفولتي و جاري في حيّ الملازمين . له غلطاته ككل رجال مايو ، إلّا انه لم يكن حاقداً و لم يكن قاسياً ولئيما و لقد شهد الكثير لعابدين بالأخلاق . و من ضمنهم المناضلة فاطمة احمد ابراهيم . و لقد ذكر عابدين في مذكراته في صفحة 79 أن اللواء محمد يحيى منور خطف نميري و خبأه في منزل بشير نميري في العمارات ، و هو في طريقه راجعاً قامت قوات الانصار و الاخوان المسلمين بتصفيته ولا يمكن أن ينقاد الانصار الا الى الصادق . و هذا يؤكد بمعلومة أوامر تصفية كبار الظباط .ذكر لى الظابط عبد المنعم سليمان وهو من سكان حى العرب أنه شاهد ثلاثة من الشباب المغبرين امام منزل مامون عوض ابو زيد وهم في حالة انتظاروترقب . عرف بعدها انهم قد قتلوابالخطأ احد اقرباء مامون فقد حسبوه مامون عوض ابو زيد . في محاولة انقلاب حسن حسين كان النميري مختبئاً في منزل عبد الفتاح بابتوت في الجريف ، و لم يظهر إلّا بعد ان قاد المعركة اللواء الباقر و الفريق بشير محمد على الذي طرده النميري من الجيش عن طريق الاذاعة ،، شوقي ،، و اللواء عبد الوهاب ابراهيم وزير الداخلية ، و هذه كذلك شهادة عابدين . و انا عندما اقول عابدين اشير اليه بالأسم الذي عرفناه به في مرحلة الطفولة و كانت تناديه به والدته الخالة نفسية رحمة الله عليها .
الكلام عن بعد الصادق المهدي و الآخرين عن سفك الدماء ، كلام مردود ، لأن التاريخ يثبت غير هذا .
اسباب الفشل كثيرة . أهمها أن الصادق تدخل في أمر عسكري وهو ليس بعسكري . فلقد كان الهندي و آخرين يصرون على ان يرتدي جنود المعارضة زي الجيش السوداني الذي وفروه ،، حتى لا يسهل تميّزهم و اصطيادهم . و لكن الصادق أصّر على زي الانصار الذي فضح جنود المعارضة . و كان يقول انه يريد ان يقتلع السلطة . و هذه حقيقة أوردها كذلك الزين . .
و كما أورد عثمان خالد مضوي في برنامج اسماء في حياتنا ، ذكر أن الهندي كان غاضباً من الصادق . لأنه افشى أمر الغزو لأحد اقربائه .و عندما استفسر لماذا؟ قال الصادق : ( أنه قريبي ) . فقال الهندي : ( دا شغل عسكري مش شغل بتاع عوائل ) . و بعد ان تحركت القوات قال الصادق لشركائه : ( انا الجماعة ديل فهمتهم انهم ماشين يعملوا مهدية عديل ) . و لهذا رفض الصادق زي الجيش السوداني . ( و الحرب خدعة ) . و أصر على الزي الانصاري . و لهذا انسحب الهندي . فآخر شئ كان يريده الهندي هو مهدية جديدة . و لهذا لم يقدم الهندي الدعم و الغطاء الذي كان مفروض ان يوفره لجنود المعارضة . فضاعوا في العاصمة . و قال أهل مايو طاردناهم كالأرانب و سحقناهم كالعقارب . و لقد قال لي بن عمي العميد عثمان محجوب الغوث عندما كان ملحقاً ثقافياً في انجمينا في سنة 1987 و كنا نتحدث عن هزيمة القذافي في تشاد و استرجاع قاعدة وادي دوم و فيا . ( الأولاد المساكين ديل جابوهم ناس الصادق ، العاصمة ما عارفنها ، و بدون دعم و أكل . و الله فجخناهم بالمدرعات ) . من هو المسئول عن دم هؤلاء الشباب ؟ . و من هو المسئول عن دم الشلالي و منور و الخراب الذي حلّ في البلاد ؟ عزيزي فضل الله برمة لقد كنت تقول في منزلنا في امدرمان و انت برفقة زوجتك خديجة و لا يزال من سمعوا ذلك الكلام احياء ، و كنت تفتخر بهزيمة المرتزقة و كيف كنتم تنتزعون العلامات العسكرية من اكتاف الظباط خلققبل تصفيتهم . و كنت تدين ما سميته بالغزو بدون تردد . و كنت تستمتع برواية التفاصيل و هزيمة الغزاه. و الغزاه هم من أولاد الانصار المساكين . هل هذا موقفك اليوم ؟ أقول لك الآن عبد الرحمن لم يكذب و عبد الرحمن ليس من النوع الذي يكذب . و على أمانة و شجاعة عبد الرحمن يشهد الجميع . لقد أتهم بالغفلة و التقصير . و لكن الكذب ليس من اخلاقه ، و لا أخلاق اسرته . و سنعود .
التحية
شوقي
shawgibadri@hotmail.com