الجدل يتواصل حول “تكوين” وتحذيرات من قضايا الإلهاء واليقظة لمواجهة العدو الحقيقي “إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
دعاة وكتاب :
إكرام الشعب الفلسطيني وتكريمه، والوقوف معه في محنته الوجودية، هو الحد الأدنى الواجب على كل صاحب ضمير.
لا يزال الجدل محتدما في مصر حول مركز “تكوين” الذي تم الإعلان عنه أخيرا في القاهرة وترأسه عدد من دعاة العلمانية والتنوير وعلى رأسهم إبراهيم عيسى ويوسف زيدان وإسلام بحيري وآخرون.
الشيخ السلفي محمد حسان بث فيديو مؤخرا
صب فيه جام غضبه على مركز “تكوين” مؤكدا أنه أول مشروع علني منظم مدعوم بسخاء للتشكيك في ثوابت الدين وإنكار السنة والطعن في السيرة النبوية المطهرة تحت مسميات خبيثة كالتنوير والتفكير والتطوير والتجديد.
وأضاف حسان أن القائمين على هذا المركز نباشون لقبور الشبهات والضلالات يرتدون زي المصلحين والحكماء وهم في الحقيقة فتنة للجهلاء.
وذكّر حسان بقول الله تعالى “ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد. كُتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير”.
وقال حسان إن الذي يدمي القلب أن هؤلاء يسمون بالنخبة من رجال الفكر والثقافة والأدب وعلى رأس هؤلاء في هذا المركز المشبوه إبراهيم عيسى الذي أساء الأدب مع الله واستهزأ بالقرآن وأساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطعن في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وأنكر عذاب القبر، وكذب معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
واختتم مؤكدا أن الإسلام يُحارب منذ أن بزغ فجره، واستفاض نوره الذي سيحرق بموعود الله كل الحاقدين والحاسدين والسفهاء.
فيما حذر عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر علي محمد الأزهري، من مركز «تكوين» الذي تم تدشينه يوم السبت 4 مايو 2024.
وأضاف: «ينبغي على مؤسسة الأزهر الشريف أن تنتبه لهذا المصاب الجلل وبخاصة أنني وجدت جمعا من طلاب الأزهر من الكليات العلمية والمستحدثة يجنحون لأقوال هذا الصنف».
من جهته قال الدكتور أحمد مصطفى محرم عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة وعضو اللجنة الفقهية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرّف في تدوينة على «فيسبوك»: «تم بالأمس تدشين مركز تكوين الفكر العربي للدعوة إلى الإلحاد صراحة، وللتشكيك والطعن في الثوابت الدينية الإسلامية، وبتمويل ضخم وإعلانات ممولة وبرامج ينفق عليها مبالغ لا حد لها».
على الجانب الآخر قال الكاتب يوسف زيدان إن هناك أكذوبة أطلقها المذعورون من مؤسسة تكوين في اليومين الماضيين، يزعمون فيها أن النائب العام في مصر أغلق مؤسسة تكوين، واستدعى أمناء المؤسسة للتحقيق.
وقال زيدان إن هذا كذبٌ بواح، وصفاقة لا حدود لها.
وتابع زيدان قائلا: “أقول لكم، وليس لهؤلاء الكذبة المرعوبين من الحقائق ومن استعمال العقل: ياقوم، تكوين ليست مبنى يمكن إغلاقه.. هي مبادرة للتثقيف العام في البلاد العربية، ودعوة مفتوحة لإعمال العقل وإعادة بناء المفاهيم العامة وتحكيم المنطق والعقلانية .. وهي تنطلق برعاية الدولة المصرية، لإطفاء حرائق الكراهية المقيتة.. وهي لا تستهدف إطلاقًا معاداة الدين الإسلامي أو الأزهر أو الكنيسة أو المعابد الهندوسية، ولا تنوي الدخول في مهاترات المجادلة مع الذين يتكسَّبون بالعقائد الخرافية، ويخدعون بخبث أولئك البسطاء من الناس في بلادنا”.
المعركة الحقيقية
الجدل الدائر دعا البعض للتحذير من الدخول في معارك صغيرة لن تغني عنا شيئا، مؤكدا أن العدو الحقيقي لنا نحن العرب والمسلمين هو إسرائيل وأمريكا.
السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يقول إنه ليس ضد أي حراك ثقافي أو سياسي أو مجتمعي، متمنيا لكل وردة مجتمعية أن تتفتح.
ويضيف أنه يتمني أيضا مراعاة فقه الأولويات في الفكر والثقافة والإعلام، مطالبا بها في السياسة والاقتصاد والإنفاق، لافتا إلى أن القضيتين الوطنيتين المحوريتين برأيه هما : الإصلاح السياسي الحقيقي الذي سيضمن ويتضمن كل أنماط الإصلاح ( ثقافي – اقتصادي – مجتمعي )، ومواجهة المخططات والتحديات الخطيرة لأمننا الوطني سواء في الشمال الشرقي أو الجنوب.
من جهته قال الكاتب أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الوفد والمصري اليوم إن إكرام الشعب الفلسطيني وتكريمه، والوقوف معه في محنته الوجودية، هو الحد الأدنى الواجب على كل صاحب ضمير في أي مكان من العالم، وإلا فعلى الإنسانية السلام.
وأكد الهواري أنه لا مستقبل في غيبة الضمير الحر..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
تأتي العبر والدروس من عجائب القصص، ومن بينها قصة قتل جالوت، التي تكثُر حولها الأسئلة عن النبي الذي قتله، ومن هو؟، فهناك العديد من النقاط التي نجيب عنها في هذا التقرير، استنادا إلى كتب العلماء وفي المقدمة تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي (رحمه الله).
من هو جالوت؟من الأسئلة الشائعة في قصة جالوت، «من هو جالوت؟ وما هي علاقته بـ«طالوت» ملك بني إسرائيل، وبالفعل جاء اسم جالوت مرتبطا باسم الملك طالوت ملك بني إسرائيل، ولكن لم يكن هذا الارتباط نتيجة لمحبة أو علاقة طيبة، بل كانت بسبب عداوة شديدة بينهما وحروب دامت لفترات طويلة.
سبب صراع جالوت وطالوتتناول كتاب «الهداية إلى بلوغ النهاية»، لـ«مكي بن أبي طالب القيسي أبو محمد»، صراع جالوت وطالوت، حيث ارجع الصراع لكونهما من الملوك الذين ارتبط اسمهما ببني إسرائيل؛ فطالوت هو من سِبط ابن يامين بن نبي الله يعقوب -عليه السلام-. وقد بعثه الله -تعالى- ملكًا في بني إسرائيل، وكانوا قد استنكروا ذلك ورأوا أنّهم أحق منه في المُلك؛ لكونه من سِبط ابن يامين، وهم من سِبط يهوذا.
ذكر الله، في كتابه العزيز- عن قصة طالوت: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
وهي الآيات التي تشير إلى خروج طالوت وجنوده للقاء جالوت، فابتلاهم الله -تعالى- بنهر ليُميّز الكاذب من الصادق، بعدما أصابهم التعب والعطش، وقد سُمح لهم أن يشربوا غرفة واحدة من النهر، فمن شرب الغرفة الواحدة عبره بسلام.
أما من شرب أكثر فأصابه التعب ولن يقوى على عبور النهر. ولمّا عبروا النهر قالوا لطالوت إنهم لا يقدرون على قتال جالوت، إلّا فئةً قليلة ثبتت مع طالوت قالوا بأنّ الله -تعالى- قادر على نصرهم بإذنه.
ثمّ قال الله -تعالى-: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
وعندما التقى جيش طالوت بـ«جيش جالوت» دعوا الله أن يرزقهم الصّبر والنصر، ويُثبتهم في أرض القتال، فاستجاب سبحانه وتعالى لدُعائِهم ونَصرهم بإذنه.
من النبي الذي قتل جالوت؟ويأتي سؤال من النبي الذي قتل جالوت؟، من الأسئلة المهمة في تلك القصة، وبالذهاب إلى تفسير الشيخ الشعراوي، للآية الكريمة (251) من سورة البقرة: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
واوضح الشعراوي، في تفسيره، أنّ المعركة دارت بين جيشي جالوت وطالوت فخرج جالوت من بين صفوف جيشه طالباً المبارزة فلم يخرج أحدٌ من صفوف جيش طالوت لعلمهم بقوة جالوت وطغيانه، فنادى مرةً أخرى فلم يخرج أحدٌ لمبارزته،و هنا تدخل الملك الصالح طالوت فقال لجيشه من يبارز جالوت ويقتله، زوجته ابنتي، وجعلته قائداً للجيش، فخرج من بين الصفوف شاب صغير السن وكان هذا الشاب هو " داوود عليه السلام" فاستغرب جنود طالوت كيف يستطيع هذا الشاب مبارزة جالوت، إلا أنّ داوود كان معتمداً على قوة إيمانه فقتله، لتنتهي المعركة بسقوط جالوت وهزيمة جيشه، ليصبح داوود عليه السلام، ملكاً على بني إسرائيل.