لم يكن أمراً عابراً أن يظهر إعلام"حزب الله" صورة اللقاء الذي جمع السيد حسن نصرالله ووفداً من حركة"حماس" بقيادة خليل الحيّة، وأن يرفق الصورة ببيان مسهب بعض الشيء خلافاً للمعتاد بعد أقل من 36 ساعة على إطلالته الإعلامية الأخيرة التي أطلق فيها خطاباً تضمّن آراءً تتّصل بمستقبل الوضعين الساخنين الداخلي والإقليمي.


كتب ابراهيم بيرم في" النهار": حسب معلومات مستقاة من مصادر الطرفين فإن لقاء نصرالله – الحيّة كان الثالث منذ أن تسلم الأخير من قيادته المباشرة الموجودة في غزة، المهمّة الشاقة وهي ملفّ التفاوض غير المباشر مع الإسرائيليين من سلفه رئيس المكتب السياسي للحركة القيادي إسماعيل هنيّة. تطوّر عُدّ في ذلك الحين حدثاً لأنه وفق معلومات سرت لاحقاً تمت عملية التسلم والتسليم بناءً على أمر عمليات من نزيل الأنفاق في غزة والمتحكم بمسار المواجهات هناك يحيى السنوار.

وبناءً على ذلك تأتي صورة اللقاء بين نصرالله والحيّة في هذا التوقيت بالذات كرسالة مفتوحة موجهة الى من يعنيهم الأمر تنطوي على الأبعاد الآتية:
- أن نصرالله على علم بأدق التفاصيل بشأن جولات المفاوضات غير المباشرة الدائرة، وهو يجسّد دور الشريك في هذه المفاوضات. وهذا يعني أن النتائج المرتقبة لهذه الجولات التفاوضية لن تتم بمعزل عنه واستتباعاً من دون مباركته وموافقته.

تقول مصادر على صلة بكل من الحزب و"حماس" إن كلا الطرفين، لم يضيّعا الوقت إذ أقدما على خطوتين معاً:

- الأولى إطلاق خطاب سياسي يبدوان فيه أكثر اطمئناناً من أي وقت مضى لنتائج المواجهات الدائرة بضراوة منذ أكثر من سبعة أشهر واعتبارها مقدمات "تعد بنصر مبين للمحور".

- وقد تبدّى ذلك أكثر ما يكون في إطلالات رموز "حزب الله" في الأسبوعين الماضيين وهي بمجملها تبنّت خطاباً شبه موحّد قائماً على نظرية أن إسرائيل تراوح في الأزمة وأن قيادتها مهما كابرت ستبقى رهينة المضيّ الى طاولة المفاوضات الجدية التي ستفضي الى وقف النار.

- الثاني اللجوء الى اتباع تكتيكات ميدانية جديدة سواء في غزة وقطاعها أو على جبهة الحدود الجنوبية. وهذه التكتيكات أنزلت بالإسرائيلي ضربات وخسائر غير مسبوقة خصوصاً على صعيد العديد والأفراد.

- واللافت أن الحزب يعتبر أنه قدّم خلال الـ48 ساعة الماضية أداءً عسكرياً مختلفاً متطوّراً، إن لجهة إدخال أنواع جديدة من الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية والقدرة على استهداف المواقع والنقاط، أو لجهة توسيع أمداء المواجهة، إذ وفق معلومات أماط الحزب اللثام عنها أخيراً فإن مسيّراته الانقضاضية نجحت خلال الساعات الـ36 الماضية في استهداف قاعدة "إيلانية" الواقعة غربي مدينة طبريّا أي على بعد 50 كيلومتراً من الخط الحدودي الفاصل وهي عملياً وفق التقديرات عينها أعمق نقطة يستهدفها الحزب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عمّا تحتويه هذه القاعدة من منظومات مراقبة وكشف لسلاح الجوّ.

- ويفصح الحزب على لسان مقربين من دوائره أن هذا الفعل التصعيدي الفاعل من جانب جهازه المقاتل يؤكد:
- أن صندوق المفاجآت الميدانية عند الحزب لم ينضب بعد.

- أنه ما زال يحتفظ بزمام التحكّم والسيطرة في المعارك وهو ما يساعده على منع إسرائيل من فرض معادلات جديدة مرتبطة بعمق ومسرح العمليات.

- الثالث أن هذا الأداء هو بمثابة ردّ قوي وعاجل على عمليات الاغتيال المتتالية التي نفذتها المسيّرات الإسرائيلية للعديد من كوادر الحزب وقياداته وآخرهم القيادي سيد مكي وهو وفق إحصاءات "الجنرال الثامن" الذي تنجح إسرائيل في تصفيته منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حماس تعلن استئناف محادثات هدنة غزة في قطر

أعلنت حركة حماس استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، بشأن الهدنة في غزة، اليوم الجمعة، في قطر.

وقالت الحركة الفلسطينية في بيان "تستأنف اليوم المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة"، مضيفةً "ستركّز هذه الجولة على أن يؤدي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم".

وفي وقت سابق اليوم، قال  المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن إدارة الرئيس جو بايدن تحث حماس على التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، من شأنه السماح بإطلاق سراح الرهائن في غزة.

وأشار كيربي إلى أن البيت الأبيض رحّب بقرار إسرائيل إرسال فريق إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات.

The Biden administration is urging Hamas to sign on to a new ceasefire deal that would ensure the release of hostages, White House National Security spokesperson John Kirby told reporters on Friday.https://t.co/E07J2ofhgp

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) January 3, 2025

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمل لضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات ونتنياهو يتصل بعائلة مجندة أسيرة
  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟
  • إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات مع حماس
  • بالتفاصيل.. هذا ما جرى في إسرائيل قبل اغتيال نصرالله.. تقرير إسرائيلي يكشف
  • اجتماع ثالث مرتقب بين البارتي واليكتي لبحث تشكيل حكومة كردستان
  • موقع أمريكي: إسرائيل وحماس لا تزالان في طريق مسدود
  • تواصل المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة في النمسا
  • إسرائيل: هدف إسرائيل إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الأحياء
  • إسرائيل: سلمنا حماس أسماء 34 محتجزا نطالب بإطلاقهم بالمرحلة الأولى من الصفقة
  • حماس تعلن استئناف محادثات هدنة غزة في قطر