مراجعة علمية تكشف عن النظام الغذائي الأفضل لخفض خطر الإصابة بأمراض "مميتة"
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
توصل بحث جديد إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والوفاة المبكرة.
وقام الدكتور أنجيلو كابوديسي، من جامعة بولونيا في إيطاليا، وزملاؤه بمراجعة 48 ورقة بحثية نُشرت في الفترة ما بين يناير 2000 ويونيو 2023 والتي بحثت في العلاقة بين الأنظمة الغذائية النباتية وصحة القلب والأوعية الدموية ومخاطر السرطان.
وكتب كابوديسي وفريقه في الورقة البحثية المنشورة في مجلة PLOS One: "تبدو مراجعتنا الشاملة متسقة مع الأدلة الأولية الأخرى التي تربط استهلاك اللحوم الحمراء المصنعة بزيادة خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي".
وصنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة على أنها "مسرطنة للإنسان" في عام 2015، مشيرة إلى أن هناك "أدلة كافية من الدراسات الوبائية على أن تناول اللحوم المصنعة يسبب سرطان القولون والمستقيم".
كما أعلنت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن اللحوم الحمراء "من المحتمل أن تكون مسرطنة للبشر".
ومع ذلك، حذر كابوديسي من أنه "يجب توخي الحذر" قبل تقديم توصية واسعة النطاق للأنظمة الغذائية النباتية بسبب القيود المفروضة على الدراسات واحتمال نقص الفيتامينات والمعادن المرتبطة بخطط الأكل هذه.
ومنذ فترة طويلة تم تبني إيجابيات تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والزيوت والحبوب الكاملة والبقوليات والفاصوليا.
ويشير كابوديسي وفريقه إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية تساعد على انخفاض ضغط الدم وإدارة نسبة السكر في الدم بشكل أفضل والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الأكثر صحة.
وأوضح الفريق أن الأشخاص الذين يميلون إلى اتباع هذه الأنظمة الغذائية هم "أكثر عرضة للانخراط في أنماط حياة صحية"، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب المشروبات المحلاة بالسكر والامتناع عن الكحول والتبغ، ما يقلل أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب.
إقرأ المزيدومع ذلك، يقول الباحثون إن النساء الحوامل اللائي اتبعن نظاما غذائيا نباتيا لم يقللن من خطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم مقارنة بالنساء اللائي تناولن اللحوم.
ويتعرض النباتيون لخطر الإصابة بفقر الدم بسبب نقص فيتامين بي 12، وهو عنصر غذائي أساسي موجود بشكل طبيعي في المنتجات الحيوانية. ولذلك، يتم تشجيع النباتيين على تناول الحبوب المدعمة بفيتامين بي 12 أو تناول مكملات غذائية يومية.
وأكد فريق كابوديسي بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول تأثيرات الأنظمة الغذائية النباتية، ويقولون إن الدراسات التي حللوها اختلفت في الأنماط الغذائية وحجم العينة والتركيبة السكانية للمشاركين، من بين عوامل أخرى.
المصدر: نيويورك بوست
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة النباتات امراض حمية دراسات علمية مواد غذائية خطر الإصابة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مخاطر التوتر المزمن على النساء
كشفت دراسة جديدة أن التوتر المزمن قد يكون عاملا رئيسيا في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب، لكن التأثير يبدو أكثر وضوحا عند النساء مقارنة بالرجال.
وظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “علم الأعصاب” أن النساء اللواتي يعانين من مستويات توتر معتدلة إلى عالية قد يواجهن خطرًا أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية، بينما لم يتم العثور على ارتباط مماثل بين التوتر والسكتة الدماغية لدى الرجال.
ولطالما كان معروفًا أن التوتر يؤثر سلبًا على الجهاز القلبي الوعائي، ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه قد يكون عامل خطر رئيسي للسكتات الدماغية المبكرة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بها بين الشباب.
وقال الدكتور لورين باتريك، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، إن الدراسة تؤكد أن التوتر المزمن قد يؤدي إلى خلل في الأوعية الدموية، مما يبرز أهمية إدارة التوتر كجزء من استراتيجيات الوقاية من السكتات الدماغية.
وشملت الدراسة 426 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، نصفهم تقريبًا كانوا من النساء، وجميعهم أصيبوا بسكتة دماغية إقفارية، وهي أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا، حيث يحدث انسداد في تدفق الدم إلى الدماغ.
كما تضمنت الدراسة مجموعة مقارنة مكونة من 426 شخصًا آخرين لم يصابوا بالسكتة الدماغية، لكنهم يماثلون المجموعة الأولى في العمر والجنس.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية عانوا من مستويات توتر أعلى بكثير مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الدراسة لم تثبت أن التوتر يسبب السكتة الدماغية بشكل مباشر، لكنها أكدت وجود علاقة وثيقة بين الاثنين.
كيف يسبب التوتر الإصابة بالسكتة الدماغية؟
هناك العديد من الفرضيات حول كيفية تأثير التوتر المزمن على صحة الجهاز القلبي الوعائي، ومن أبرزها:
– ارتفاع ضغط الدم المفاجئ نتيجة نوبات التوتر المتكررة.
– عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن الاستجابة الفسيولوجية للتوتر.
– الالتهابات المزمنة التي تؤثر على جدران الأوعية الدموية.
علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن قد يكونون أكثر عرضة لتبني عادات غير صحية مثل التدخين، قلة النشاط البدني، سوء التغذية، واستهلاك الكحول أو المخدرات، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
لماذا يؤثر التوتر على النساء أكثر؟
رغم أن بعض الدراسات السابقة ربطت بين التوتر والسكتة الدماغية لدى الرجال، إلا أن هذه الدراسة لم تجد أي تأثير واضح للتوتر على الرجال دون سن الخمسين.
ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك قد يعود إلى الضغوط المتزايدة التي تواجهها النساء، مثل الموازنة بين العمل، الأسرة، وتقديم الرعاية، مما يجعلهن أكثر عرضة للتوتر المزمن.
وأكدت الدكتورة كريستينا ميغالسكي، أخصائية الأمراض العصبية الوعائية في جامعة ستانفورد، في تصريحات إلى موقع “هيلث” الطبي أن هذه النتائج يجب أن تدفع المجتمعات إلى تقديم دعم إضافي للنساء، خاصة من خلال تحسين خدمات رعاية الأطفال، وتعزيز الصحة النفسية.
كما أشارت إلى أن الرجال قد يكونون أقل ميلًا للإبلاغ عن مستويات توترهم مقارنة بالنساء، مما قد يفسر عدم ظهور الارتباط بينهم وبين خطر السكتة الدماغية في هذه الدراسة.
هل يمكن تقليل التوتر وحماية القلب؟
يوصي الباحثون بضرورة مراقبة مستويات التوتر، حيث إن إدراك التأثيرات المحتملة له على الصحة قد يساعد في تقليل المخاطر، وتشمل أعراض التوتر المزمن ما يلي:
– القلق المستمر.
– الأرق أو صعوبة النوم.
– الصداع المتكرر.
– ارتفاع ضغط الدم.
– الشعور بالإرهاق أو الاحتراق النفسي.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، يمكن اتخاذ عدة خطوات لتقليل التوتر وحماية القلب، منها:
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو اليوغا، بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا.
– ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق.
– اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.
– تقليل استهلاك الكافيين والسكريات.
– طلب المساعدة من مختصين نفسيين عند الحاجة.
متى ينبغي القلق؟
نظرًا لأن التوتر قد يزيد من خطورة بعض عوامل الإصابة بالسكتة الدماغية، فمن الضروري الانتباه إلى أعراض السكتة المبكرة، والتي تشمل:
– تنميل أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الأطراف، خاصة على جانب واحد من الجسم.
– صعوبة مفاجئة في التحدث أو الفهم.
– اضطراب في التوازن أو الشعور بالدوار.
– صداع شديد بدون سبب واضح.
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب طلب الرعاية الطبية العاجلة، حيث يمكن أن يكون التدخل السريع هو الفرق بين الحياة والموت أو الإعاقة الدائمة.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب