17 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تعد الضريبة أحد أهم مصادر الإيرادات للدولة، وتلعب دورًا حاسمًا في تمويل الخدمات العامة وتحقيق التنمية الاقتصادية. وفي العراق، تواجه الضرائب تحديات عديدة تؤثر على جمع الإيرادات وتحقيق العدالة الضريبية.

وفقًا للمحلل الاقتصادي منار العبيدي، فإن معدل ضريبة الدخل على الأفراد النشطين اقتصاديًا يتراوح بين 3 إلى 15٪ من إيراداتهم السنوية.

وبناءً على هذه النسبة، وباستناد إلى افتراض وجود أكثر من 8 ملايين شخص نشط اقتصاديًا يعملون في القطاع الخاص، وباعتماد معدل دخل شهري يبلغ حوالي 600 ألف دينار عراقي، يتم تحصيل إجمالي إيرادات تقدر بحوالي 4 تريليون دينار عراقي شهريًا.

وباستخدام معدل ضريبة الدخل الشهرية بنسبة 7٪، يكون المبلغ الضريبي الشهري المفروض دفعه من الأفراد النشطين اقتصاديًا في القطاع الخاص حوالي 280 مليار دينار عراقي، أو ما يعادل 3.5 تريليون دينار عراقي سنويًا. ويجدر بالذكر أن هذه الأرقام لا تشمل ضريبة الدخل المفروضة على الموظفين في القطاع العام، والتي تقدر قيمتها بحوالي 40 تريليون دينار عراقي سنويًا، وبنسبة ضريبة 7٪، فإن مبلغ ضريبة الدخل من موظفي القطاع العام يصل إلى 3 تريليون دينار عراقي.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد ضرائب أخرى مثل ضريبة العقارات وضريبة الأراضي التي لم يتم ذكرها بشكل واضح في التقرير. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تسهم الضريبة بمفردها في تحقيق إيرادات تتراوح بين 10 تريليون دينار و 15 تريليون دينار سنويًا.

ومع ذلك، فإن الإيرادات الفعلية المحصلة من الضرائب سنويًا تبلغ حوالي 5 تريليون دينار عراقي، وهذا يعكس قيمة الضائعات في مقدار الضريبة المستحصلةوالتحديات التي تواجه جمع الضرائب في العراق ليست فقط تقنية، ولكنها تمتد أيضًا إلى مستوى الثقافة المجتمعية والمعرفة الضريبية. فقد أصبح عدم تسديد المستحقات الحكومية ثقافة مجتمعية يشترك فيها كل من صاحب المصلحة والمسؤول عن جباية الضرائب. يسعى صاحب المصلحة إلى تقليل نفقاته وزيادة أرباحه، بينما قد يكون المسؤول عن جباية الضرائب يسعى إلى تحقيق منفعة شخصية أو تلبية مصالح ضيقة. وبين هذا وذاك، تتبخر حقوق البلد وتتأثر الخدمات العامة وتنمية البنية التحتية.

ويعيش المجتمع العراقي حاليًا في ثقافة البحث عن حقوق رأسمالية و بواجهات اشتراكية. فعلى الرغم من أهمية تحقيق الحقوق الفردية، يجب على المواطن أن يدرك أن مسؤولية الحفاظ على استقرار الدولة ودعمها هي مصلحة مشتركة. ينبغي على المواطن أن يطالب بحقوقه من دولته قبل أن يطالب بحقوقه الفردية. فلا يمكن لأي دولة أو حكومة تنفيذ سياسات مالية فعّالة وجمع الأموال الضرورية لتنويع الاقتصاد إذا لم يشعر المواطنون بواجبهم تجاه دولتهم.

ومن أجل تعزيز ثقافة الالتزام الضريبي وتحسين جمع الضرائب في العراق، تحتاج الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فعالة مثل تبسيط القوانين الضريبية والإجراءات المتعلقة بها لتجنب التعقيدات والثغرات التي يمكن أن تؤدي إلى التهرب الضريبي، و توعية المواطنين حول أهمية دفع الضرائب ودورها في تمويل الخدمات العامة وتحقيق التنمية الاقتصادية و تحسين البنية التحتية الضريبية من حيث التكنولوجيا والإدارة والتدريب لتحسين جودة جمع الضرائب وتقليل الفساد.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: تریلیون دینار عراقی ضریبة الدخل فی القطاع سنوی ا

إقرأ أيضاً:

وزارة الرياضة تنظم ندوة للتسامح والشمولية في الرياضة على هامش اجتماعات الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف

الرياض- هاني البشر
نظّمت وزارة الرياضة أمس الخميس 27 فبراير 2025م، بالتعاون مع البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، وبالتعاون مع هيئة حقوق الإنسان، ندوة بعنوان “التسامح والشمولية في الرياضة: محفّز لتعزيز حقوق الإنسان”، وذلك على هامش الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان، وبحضور المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة بجنيف السفير عبدالمحسن بن خثيلة، وتواجد نخبة من المسؤولين والخبراء الدوليين والرياضيين يمثلون أكثر من (22) دولة. وشهدت الندوة التي أقيمت في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وافتتحها معالي الأستاذ زهير بن محمد الزومان، مساعد رئيس هيئة حقوق الإنسان، مناقشة عدد من المحاور التي تركز على دور الرياضة في ترسيخ قيم التسامح والمساواة، وتعزيز حقوق الإنسان عالميًّا. وشارك جلسة النقاشات الوكيل المساعد للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار في وزارة الرياضة محمد أولياء، والرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للرياضة للجميع شيماء الحصيني، وسائقة الرالي المحترفة مشاعل العبيدان، إلى جانب مدير الصحة والشراكات المتعددة الأطراف في منظمة الصحة العالمية الدكتور جودنز سيبر شمديت، ورئيس فرع سيادة القانون والمساواة وعدم التمييز في المفوضة السامية لحقوق الإنسان يميتر شاليف، والأمين العام للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان فاطمة بركان، بالإضافة إلى مشاركة اللاعب الدولي السنغالي ساديو ماني. وتناول المشاركون من الجانب السعودي في الندوة قصة التحول في القطاع الرياضي ودور رؤية السعودية 2030 في رفع جودة الحياة، وتمكين المرأة في القطاع الرياضي، والتطور الذي حدث في هذا الملف، كما استعرض باقي المتحدثين تجارب متنوعة في القطاع الرياضي وحقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي: نمو حجم القروض والسلف للقطاع المصرفي العراقي بنسبة (5.4) بالمئة
  • ارتفاع حجم القروض والسلف في العراق إلى 64 تريليون دينار
  • الضرائب تنبه الممولين إلى معايير تقديم طلبات رد ضريبة القيمة المضافة
  • رجال دين أم رجال أعمال: كيف تحوّلت الروحانية إلى سلعة رأسمالية؟
  • ما أهمية التعداد السكاني في رسم مشهد الاقتصاد العراقي؟
  • مبادرة بيئية.. المركزي العراقي يمول معامل الطابوق بـ 500 مليون دينار
  • احتياطيات العراق من الذهب ترتفع لتبلغ أكثر من 17 تريليون دينار
  • المصرف العراقي للتجارة يمنح الاتحاد العراقي لكرة القدم (3.5) مليارات دينار لتغطية انشطته الكروية
  • تخصيص 3.5 مليار دينار لدعم المنتخب العراقي في تصفيات المونديال
  • وزارة الرياضة تنظم ندوة للتسامح والشمولية في الرياضة على هامش اجتماعات الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف