موقع النيلين:
2025-03-10@19:07:50 GMT

دارفور وحواكيرها فرمالاتها

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT


قرأت للتو مقال الوليد مادبو الأخير وكالعادة ألقى فيه اللوم على المركز لعدم تنفيذ مشروعات تنمية كولونيالية كبيرة في دارفور (عدم إدماج دارفور في دورة الإقتصاد الريعي الذي تركه المستعمر)

وهو هنا يقصد المشروعات الزراعية الاستعمارية الكبيرة مثل مشروع الجزيرة وما تبعه بعد الاستقلال من مشاريع زراعية على مساحات شاسعة مثل سكر سنار وسكر كنانة وغيرها.


حواكير دارفور هي ببساطة ما قرر الإنجليز عدم مواجهته لتجنب الصدام بالقبائل واستمرت حكومات ما بعد 56 في نفس النهج لتجنب الصدام مع القبائل وإلا فأين يمكن أن توجد في دارفور مساحة مثل مساحة مشروع الرهد دون أن تصطدم مع حواكير عدد من القبائل أو تخضع لشروط الحاكورة التي لن يقبل بها أية مستثمر في التاريخ ومنها سداد العشر 10% من المحصول للسيد الناظر للقبيلة صاحبة الدار أو الحاكورة !

هل تعلم أن وزير الاستثمار في حكومة إقليم دارفور لرئيسها أركو مناوي صرح بأن نظام الحواكير من معيقات الاستثمار ؟!

صرح الرجل بذلك بعد أن صار مسئولا وشاف بعينه ماقالوا ليه.
ثم هل تعلم يا عزيزي القارئ أن مطار نيالا الدولي أفتتح زمن الإنقاذ ومعه مسلخ حديث لتصدير لحوم جنوب دارفور بالطيران مباشرة وتعطل كل ذلك بأفضال حركات الكفاح والنضال المسلح ؟

ثم ألم تقم دولة 56 بمد خط السكة حديد إلى نيالا بعد الاستقلال فما هو الإدماج في الإقتصاد الريعي إن لم تكن تلك المشاريع والعشرات غيرها ؟

ليجلس الوليد مادبو ومثقفي دارفور بمختلف أطيافهم ويصلوا لحلول ناجعة لدارفور وحواكيرها بدلا من الكلام الفضفاض الكبار كبار الذي لا يودي ولا يجيب ، وحتى لا ننسى فإن معارك الفاشر الآن هي في الحقيقة شكلة بين الرزيقات والزغاوة على حاكورة الشمال ، شكلة عمرها 400 سنة.
#كمال_حامد ????

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور

عندما يحتفي الناس بالدكتور الترابي و بذكائه و فقهه ، نذكر أن كثيراً من هذه الصفات و الفتاوي الخاصة به قُتلت بحثاً و نقاشاً. و ربما لأن طلابه مشغولون بإسترداد ملكهم الضائع يلوح لي أنّ كثيراً من أفكاره قد اندثرت أو وُضعت في ركنٍ بعيد و لِما فيها من الغرابة
و الشذوذ.

كان الترابي رجلاً مؤثراً و صاحب قدرة قاهرة على إشغال الناس. الأذكياء من طلابه لم يستسيغوا شذوذه الفقي و أكثر هؤلاء كانوا من الذين خرجوا عليه و تحالفوا مع الرئيس البشير في صراع السلطة و النفوذ في الرابع من رمضان. و عامة طلابه كانوا ممّن تهيأوا لأن يفدوه بحياتهم ، لكنهم عجزوا عن فهم

كثير من الأفكار التي دعا لها الترابي و بالتالي عاد الجميع إلى منهج الشيخ حسن البنا السهل الواضح الذي يحفظ رابطة الأخوة و أموال الدعم من الممولين العرب و العجم. أفكار الترابي أخذت من وقته و جهده الكثير. و لم يُبدِ كثير من طلابه استعداداً لمواصلة الصراعات حول الأفكار خاصة مع خصم قويّ مثل السلفيين و هم أهل جلَد في ذلك. يوماً قال الترابي متبرماً في سياق رد على سؤال في ندوة له بسبب إنكاره لحديث الذبابة : ما هذه الذبابة التي تطاردني حول العالم ، إذا ذهبت إلى أوربا أو أي بلد في العالم فلا يسألوني إلا عنها ؟
في ذكرى رحيل الترابي لا بد من تذكر دوره في الحرب و السلام. في إحدى صفحات صراعه مع البشير و محاولته لإظهار القدرة على إحداث أكبر قدر من الدمار و الضرر لهز عرش الذين اختطفوا منه الكرسي ؛ أوقد الترابي حرب دارفور بعد فترة قليلة من طرده من السلطة. و ربما تلبست الرجل روح النمروذ حينها عندما صرخ : ( أنا أحيي و أميت ) ، فأوعز إلى ثلة من طلابه الإسلاميين بإصدار الكتاب الأسود تهيئة للإقليم لحرب هامش كبيرة.

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور و ليس عن عبقريته الفطرية. فالرجل كان عبقرياً عندما استلف أفكار خصومه في الحركة الشعبية و أشعل الحريق الكبير الذي امتد لاحقاً ليشتعل في كل الأرض السودانية. الكتاب الأسود كُتب بواسطة طلابه حيث ثم توثيق دور د.خليل إبراهيم في كتابة و نشر الكتاب ثم تهيئة الوضع للحرب بما فيه التحشيد القبلي و البحث عن التمويل. طبعا غاب عن عبقرية الترابي أن الحريق الدارفوري لا يمكن التحكم فيه و أن “جرعة التحريض” الكائنة في الكتاب أوقدت مشاعر الطلب في مكونات قبلية أخرى فانفجرت حركات التمرد يمنة و يسرى و راح مئات الآلاف ضحايا تلك المغامرة المحسوبة بإهمال لتكون تحديّاً إسلامياً مُتحكماً فيه لحكم البشير.

اليوم قد رحل البشير و ما زالت دارفور تنزف . و لقد أشعلت العبقرية الشيطانية التي كتبت ذلك الكتاب نيراناً ظلّت عصية على الإطفاء خلال العقود.
و لقد “شرعن” الكتاب إلحاق الدارفوريين بشعوب الهامش السوداني و أعطاهم
دافعاً لحمل السلاح ضد الدولة أقوى من كل كلمات و محاضرات د.جون قرنق. لقد تفوق الترابي على جون قرنق في ميدانه و بزّه في استخدام وسائله.

الاحتفاء الجدير بالإهتمام بإرث الترابي يقتضي من طلاب الرجل ذكر دوره في تحويل دارفور من أرض وادعة إلى كرة من اللهب. فلقد ظهرت أصابع كثير من طلابه في مفاصل حرب دارفور مثل د.خليل . و ما زالت هناك شهادات لم يسمعها الشعب كشهادة رئيس حزب المؤتمر الشعبي الرجل الدارفوري و الإسلامي المقرب للترابي : د.علي الحاج و غيره من المريدين. فمزاج الحرب و الثأر في السودان لا يجعلنا نطلب في ذكرى رحيل الترابي إلا عن دوره في إشعال حريق ضخم كدليل على الذكاء و القدرة على الإنتقام.
عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأمير خالد بن طلال يزور أخيه الأمير الوليد خلال الشهر الفضيل.. فيديو وصور
  • الشفشفة الجنجويدية: نظرة تأملية 2-2
  • غضبة الحليم: دكتور الوليد ادم موسي مادبو
  • الرد على الوليد آدم مادبو- بين أزمة الخطاب وامتحان العقل
  • شفشفة الجنجويدية: نظرة تأملية ١-٢
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • الجيش يكشف عن توترات أمنية ومقتل قادة بارزين من الدعم السريع في نيالا
  • تمبور يطيح بعدد من وزراء حكومته
  • ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور
  • الأمير الوليد بن طلال عن أحفاده: سارة وجنى استقلالية.. فيديو