قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن فصائل المقاومة الفلسطينية -وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على دراية بطريقة تفكير جيش الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أنها نجحت في استدراجه استخباراتيا وميدانيا.

وكانت قراءات عسكرية لمراكز مراقبة رصدت تنفيذ قوى المقاومة نحو 120 عملية عسكرية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة ومدينة رفح في الجنوب، وذلك خلال 4 أيام فقط، أي بمعدل 30 عملية في اليوم، وهو معدل غير مسبوق منذ بداية الحرب، حسب الفلاحي.

وبشأن مجريات المواجهات في جباليا، لفت الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- إلى أن العملية العسكرية التي ينفذها الاحتلال متعثرة بشكل كبير منذ 3 أيام بسبب عمليات المقاومة المكثفة ونجاحها في رفع فاتورة الخسائر لقوات الجيش الإسرائيلي وآلياته.

وأشار إلى أن فصائل المقاومة كانت مستعدة بشكل كامل لهذه العمليات وتنتظر قوات الاحتلال، مما يدل على فهمها العميق لتكتيكات الجيش الإسرائيلي وقدرتها على استغلال المعلومات الاستخباراتية لتحقيق مكاسب ميدانية.

وأضاف أن "فصائل المقاومة تعرف كيف يفكر الجيش الإسرائيلي، ومن الوارد أنها من سربت معلومات عن وجود أهداف في هذه المنطقه، وفي الوقت نفسه قامت بعملية إعداد كامل لمسرح العمليات بحيث تنفذ عملية استدراج لتشتيت الجهد التحشدي الذي جرى في الجنوب".

وأشار الخبير العسكري إلى تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بأن مهمة الجيش في جباليا وجباليا البلد شمالي قطاع غزة "عبثية"، لافتا إلى أنه مع ذلك لا يستطيع إيقافها رغم كونه على رأس الجيش، وهو ما يعني أن قرار تنفيذها سياسي وليس عسكريا.

تنسق عال وإستراتيجية فعالة

ولفت الفلاحي إلى أن العمليات التي جرت تدار بتنسيق عال بين 5 فصائل للمقاومة، وهو ما يعكس تنظيما عاليا وإستراتيجية فعالة في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أشار إلى استخدام المقاومة الأسلحة المختلفة بفعالية، مما يعكس قدرة كبيرة على المناورة وإدارة المعارك بنجاعة في مسرح العمليات.

وبشأن نجاح المقاومة في استدراج ميداني لمجموعات هندسية واستهدافها، قال الفلاحي إن ذلك طبيعي كون تلك المجموعات هي من تتقدم الجيش لتنفيذ مهام فتح الطرق واكتساح الألغام، لافتا إلى أن ذلك يحدث عند إعطاء صورة من الهدوء، فتندفع الآليات مصحوبة بتلك المجموعات حتى تصل إلى منطقة قتل منتخبة.

وكانت كتائب القسام قد قالت إن مقاتليها استدرجوا قوة هندسة إسرائيلية وفجّروا بها عبوة وأوقعوها بين قتيل وجريح شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هناك ضغطا عملياتيا كبيرا في جباليا، لافتا إلى أن التحقيقات خلصت إلى أن دبابة أطلقت النار بالخطأ على مبنى فيه جنود للاحتلال، مما أدى إلى مقتل 5 منهم.

وعلى مدار اليوم نشرت كتائب القسام مشاهد لاستهدافها دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 واستهدافها حشود وآليات الاحتلال بقذائف الهاون في مدينة ومخيم جباليا وكذلك محاور التقدم شرق رفح، كما نشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مقاطع فيديو لاستهدافها حشود وآليات الاحتلال بمخيم جباليا وحي الزيتون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی لافتا إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: المنطقة على حافة الانفجار وسط تصعيد أميركي متزايد

#سواليف

تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، وسط #تحركات_أمريكية مكثفة ومواقف متأرجحة تجاه #الصراع في #اليمن و #إيران. وبينما تتصاعد #التهديدات وتتوالى الضربات، يبقى السؤال الأهم: هل ما يجري هو تمهيد لحرب إقليمية واسعة، أم مجرد استعراض للقوة في إطار سياسة التهويل والابتزاز السياسي؟

في هذا السياق، يرى الخبير العسكري قاصد محمود، أن “الإدارة الأمريكية الحالية تواصل النهج الذي بدأته الإدارة السابقة، لكن مع حضور إعلامي أكبر يعكس طبيعة الرئيس الحالي وشغفه بالظهور الإعلامي”. وأوضح أن ” #التصعيد_العسكري في اليمن لم يشهد زيادة ملموسة مقارنة بالسابق، بل إن العمليات العسكرية السابقة كانت أكثر كثافة مما يجري حاليًا”.

وأضاف محمود، ، أن “الولايات المتحدة لا تملك الكثير من الخيارات العسكرية الإضافية إلا إذا قررت تجاوز #الحرب التقليدية، وهو أمر قد يشكّل وصمة عار لها، خاصة إذا لجأت إلى استخدام أساليب غير تقليدية في اليمن”.

مقالات ذات صلة الثلاثاء.. وارتفاع إضافي وملموس على درجات الحرارة 2025/03/25

وأشار إلى أن “سياسة واشنطن الحالية مرتبطة بعقلية ترامب”، متسائلًا: “هل يسعى فقط إلى تصعيد الأوضاع في الخليج للحصول على المزيد من الامتيازات، أم أنه يريد توجيه تهديد ناري لإيران؟”

وأكد أن “إيران تحضر بقوة في المشهد الإعلامي الأمريكي، حيث يتحدث عنها ترامب ومستشاروه الأمنيون يوميًا”، معتبرًا أن “ذلك قد يكون جزءًا من نجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في دفع الإدارة الأمريكية إلى مربع المواجهة المباشرة مع طهران”.

وحول التصعيد ضد الحوثيين، أشار محمود إلى أنه “لن يحقق نتائج إيجابية، بل قد يأتي بنتائج عكسية”.

وأوضح أن “وزير الدفاع اليمني أعلن بوضوح أن الإمارات والسعودية ستكونان في قلب المواجهة، مما يعني توسيع رقعة الحرب إقليميًا”.

وأضاف أن “أي استهداف لإيران سيجر المنطقة إلى تصعيد أكبر، حيث سترد طهران بقوة، مما سيؤدي إلى تداعيات تتجاوز حدود الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، ليمتد إلى الإقليم بأسره”.

وتابع قائلًا: “إذا استمرت هذه السياسات الطائشة، فقد يعود الإقليم عشرات السنين إلى الوراء. الحوثيون لا يملكون ما يخسرونه، وسيواصلون التصعيد، بل وقد يزيدونه إذا أتيحت لهم الفرصة”.

وقال، “الغريب أن ترامب وإدارته يمنحون الحوثيين مزيدًا من الشعبية، حيث بات يُنظر إليهم كقوة تقاوم أمريكا وإسرائيل، ما يزيد من رصيدهم محليًا وعربيًا”.

ويرى محمود أن “الوضع الحالي يضع القيم العربية على المحك، خاصة مع ما يجري في غزة من مجازر غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.

وأوضح أن “الصهيونية لطالما مارست القتل والتدمير، لكن التغطية الإعلامية الواسعة اليوم تجعل كل بيت عربي يدرك حجم العجز الرسمي العربي عن اتخاذ أي موقف جاد”.

وأشار إلى أن “المنطقة قد تشهد تصعيدًا خطيرًا، لكنه لم يستبعد أن يكون التهويل الإعلامي جزءًا من محاولة تحقيق مكاسب سياسية ومالية”، متوقعًا أن “تنحسر التوترات قبل 1 مايو، خاصة أن ترامب يخطط لزيارة المنطقة في 31 مايو، وهو ما يجعل من غير المرجح أن يغامر بحرب واسعة قبل ذلك”.

وحول احتمالية استهداف إيران عسكريًا، أكد محمود أن “الأمر يعتمد على مدى استعداد واشنطن للمخاطرة”، مشيرًا إلى أن “القوة الحقيقية لطهران تكمن في كثافتها الصاروخية الهائلة، خاصة مع امتلاكها تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية التي بات الحوثيون يستخدمونها”.

أما على المستوى العسكري، فأوضح أن “إسرائيل لا تزال تمتلك التفوق الجوي في المنطقة بفضل أسطولها من مقاتلات الجيل الخامس، مما يمنحها ميزة استراتيجية كبيرة”. لكنه أشار إلى “احتمال أن تكون إيران قد حصلت على أنظمة متطورة من روسيا، وهو أمر قد يؤثر على توازن القوى”.

وختم محمود حديثه بالقول: “التفاهمات الروسية-الإيرانية قد تلعب دورًا في رسم المشهد، خاصة في البحر الأحمر، حيث ترى موسكو في طهران شريكًا لم يتخلَّ عنها في الأوقات الصعبة. لذا، يبقى السؤال: هل ستتجه الأمور نحو تسوية سياسية أم أننا على أعتاب حرب مفتوحة بلا حدود؟”.

وكان خبراء ومحللون سياسيون يمنيون تحدثوا ، أن “التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة والحوثيين يدخل مرحلة جديدة، حيث تكثّف واشنطن ضرباتها الجوية في محاولة لاحتواء التهديدات القادمة من اليمن، بينما يواصل الحوثيون استهداف المصالح الأمريكية والغربية في البحر الأحمر”.

ويؤكد المحللون أن “هذه المواجهة تعكس صراعًا أوسع بين واشنطن ومحور المقاومة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الضغوط العسكرية على تغيير موازين القوى في اليمن والمنطقة”.

واستأنف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة فجر الثلاثاء 18 آذار/مارس الجاري، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أُبرم بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في كانون الثاني/يناير الماضي.

وامتلأت ساحات المستشفيات التي تفتقر إلى أدنى مقومات تقديم العلاج بجثامين مئات الأطفال والنساء الذين استُهدفوا بالغارات الجوية أثناء نومهم في منازلهم أو داخل خيام النزوح.

وبدعم أميركي أوروبي ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • قائد عسكري أردني سابق: ترامب تورط في اليمن وعليه أن يفكر كيف يخرج من المستنقع
  • خبير عسكري: المنطقة على حافة الانفجار وسط تصعيد أميركي متزايد
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب سكان جباليا التوجه جنوبا قبل شن غارة على المنطقة
  • خبير عسكري: قصف غلاف غزة رسالة بأن المواجهة المقبلة ستكون محتدمة
  • خبير عسكري: إسرائيل تتهرب من الحل السياسي في غزة
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة استعادت قدراتها والاحتلال يتعامل بالتدريج مع أهدافه
  • خبير عسكري: القصف المدفعي لم يهدأ على كامل لبنان من جيش الاحتلال
  • خبير عسكري: العدوان على غزة هدفه النهائي تحقيق رغبة ترامب في التهجير
  • خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي لا يمكنه شن عملية عسكرية واسعة بغزة
  • خبير عسكري: إسرائيل بدأت تنفيذ خطة احتلال غزة بشكل دائم