انطلاق محادثات سلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين برعاية كينيا
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
وقعت حكومة جنوب السودان وجماعات معارضة متمردة، يوم الخميس، على "إعلان التزام" بالسلام خلال محادثات وساطة رفيعة المستوى ترعاها كينيا.
وقد وصفت هذه الخطوة بأنها رئيسية في سياق الجهود المبذولة لإنهاء الصراع بدولة جنوب السودان والذي أصاب اقتصادها بالشلل لفترة طويلة.
ولم يتم الإعلان عن محتوى الاتفاق خلال مراسم التوقيع التي حضرها دبلوماسيون وممثلو منظمات المجتمع المدني.
لم تكن جماعات المعارضة المتمردة جزءا من اتفاق عام 2018 الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات في جنوب السودان وخلفت 400 ألف قتيل وأدت إلى تشريد الملايين.
إقرأ المزيد تقارير عن استخدام "أسلحة ثقيلة" في القتال الدائر بمدينة الفاشر السودانيةوقالت وزارة الخارجية الكينية إن الاتفاق يعد "معلما بارزا أوليا" في المحادثات الجارية التي تعهدت فيها الأطراف المتحاربة بالتزامها بإنهاء العنف والأعمال العدائية.
في بداية محادثات الوساطة رفيعة المستوى التي انطلقت قبل أسبوع، شكر رئيس جنوب السودان سلفا كير نظيره الكيني ويليام روتو على استضافة المفاوضات.
يطلق على المحادثات "مبادرة توميني"، وهي كلمة سواحيلية تعني "الأمل"، ويقودها قائد الجيش الكيني السابق لازاروس سومبيوو.
من المقرر أن تجري دولة جنوب السودان انتخابات في ديسمبر. لكن الوضع هناك ما يزال هشا من الناحية السياسية، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم تنفيذ اتفاق السلام لعام 2018 بالكامل، ولأن الصراع والعنف ما يزالان مستمرين في مناطق مختلفة من البلاد بسبب الخلافات العرقية والسياسية.
المصدر: أ ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
مواقف دول الجوار من حرب السودان (3)
مواقف دول الجوار من حرب السودان (3)
__________________________________
خامسا : جنوب السودان
===============
جمهورية جنوب السودان تقع إلى الجنوب من السودان و تفصل بينهما حدود تمتد إلى حوالي ألفي كيلومتر ، و انفصلت عنه في العام 2011 بعد استفتاء تقرير المصير الذي أعقب تنفيذ (إتفاقية نيفاشا) للسلام الشامل الموقعة في التاسع من يناير 2005 بين حكومة جمهورية السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة (جون قرنق) التي تأسست في العام 1983 لتواصل مسيرة القتال ضد الحكومة المركزية خلفاً لحركة (أنانيا 1) بقيادة (أميليو تافانق) و (جوزيف لاقو) التي تأسست في العام 1955 و استمرت في القتال حتى توقيع اتفاقية أديس أبابا في العام 1972 ثم أعقبتها حركة (أنانيا 2) التي تأسست في العام 1978 من مجموعات خرجت على اتفاقية أديس أبابا ، و قد كان الهدف الرئيسي لحركتي (أنانيا 1 و 2) هو إنفصال جنوب السودان عن الوطن الأم .
حركة جون قرنق ورثت أنانيا 2 و لكنها وسعت مشروعها ليشمل السودان كله فأسمت نفسها (الحركة الشعبية لتحرير السودان) و أصدرت (المانفستو) الخاص بها و تبنت أفكاراً إشتراكية و يسارية رغم أن الدعم الرئيسي كان يأتيها من الدول الغربية و الكنيسة العالمية !!
إستمرت الحركة في القتال حتى توج مشروعها بإنفصال الجنوب في العام 2011 رغم تبنيها لشعارات وحدوية ، و رغم أن الدولة الوليدة إنفصلت بطريقة سلمية إلا أنها لم تكن دولة صديقة حيث أمرت فرعها في جنوب كردفان و النيل الازرق (الحركة الشعبية شمال) بمواصلة القتال و وفرت له السلاح و العتاد و الدعم اللوجستي بل قامت بإعتداء مباشر على حقول هجليج النفطية السودانية في أبريل 2012 ، و استمرت التوترات بينها و بين الدولة الأم بسبب إستمرار دعمها لتحالف الحركة الشعبية شمال و حركات دارفور المسلحة (الجبهة الثورية) التي هاجمت مناطق شرق كردفان (أمروابة) في أبريل 2013 و بسبب أطماعها في منطقة أبيي السودانية !!
في منتصف ديسمبر 2013 إشتعلت شرارة الحرب الأهلية في الدولة المنفصلة حديثاً بين الرئيس سلفاكير و نائبه الدكتور رياك مشار و التي استمرت حتى نجاح مبادرة السودان في التوصل إلى إتفاق سلام بين الطرفين تم توقيعه في سبتمبر 2018 .
من جانبها فقد إستضافت جوبا مباحثات بين الحكومة الإنتقالية التي تشكلت بعد سقوط نظام الإنقاذ و فصائل دارفور المسلحة و الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار و التي نتج عنها توقيع إتفاق سلام جوبا في أكتوبر 2020 الذي بموجبه شاركت هذه الفصائل في السلطة .
المقدمة أعلاه كانت ضرورية لأنها توضح مستوى تأرجح العلاقة بين البلدين حيث أن بعض القوى الخارجية المعادية للسودان حاولت إستخدام الدولة الناشئة حديثاً لخدمة أهدافها الإستراتيجية لإضعافه و تقسيمه من خلال إثارة القلاقل عبر الحدود بين الحين و الآخر و إيواء و دعم الجماعات المسلحة المعارضة !!
عندما اندلعت الحرب في السودان بعد تمرد مليشيا (د . س) في الخامس عشر من أبريل الماضي 2023 كان موقف دولة جنوب السودان غامضاً كغيرها من الدول التي كانت تنتظر نتيجة الساعات و الأيام الأولى للحرب و لعل ذلك يعود إلى التواصل الذي جرى بين قائد التمرد و مستشار الشئون السياسية و الأمنية للرئيس سلفاكير حيث طمأنه الأول بأنه سيتمكن من السيطرة على الأوضاع خلال ساعات و حدد له ساعة الصفر !! و قد ذكر المستشار ذلك في حوار أجري معه بعد أسابيع من بداية الحرب و أضاف أنه بناءاً على ذلك قام بنقل أسرته و أقاربه من الخرطوم إلى جوبا !!
لاحقاً أعلنت جوبا أنها داعمة لإستقرار السودان و أمنه و كان هذا هو الموقف المعلن و لكن في المقابل كان هناك موقفاً آخراً داعماً للمليشيا تثبته الوقائع على الأرض حيث قتل و أسر المئات من الجنوبيين المرتزقة الذين يقاتلون مع المليشيا بعضهم كانوا يقيمون داخل السودان أما أغلبيتهم فقد جاءوا عابرين الحدود للإلتحاق بالمليشيا ، و تشير تقارير عديدة أن وراء ذلك جهد منظم تقوم به شخصية كبيرة في الجنوب بترتيب مع حكام أبوظبي بل و أشارت بعض التقارير بأن هناك إمدادات تأتي إلى المليشيا عبر الجنوب و منه إلى مناطق سيطرة حركة الحلو في جبال النوبة !!
و رغم ذلك فقد ظلت القيادة السودانية حريصة على التواصل مع جوبا التي زارها البرهان مرتين منذ إندلاع الحرب و كذلك زارها نائبه مالك عقار و عدد من الوزراء و المسئولين السودانيين !!
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
24 ديسمبر 2024