عبد العزيز الحلو قائد الحركة الشعبية- شمال، وصف الحرب المندلعة في السودان بأنها مجرد تناقض ثانوي بين قطبين اثنين فقط من أقطاب الصراع المتعددة في البلاد.

الخرطوم: التغيير

قال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال عبد العزيز آدم الحلو، إن البلاد تشهد أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها بسبب حرب الإسلاميين ضد الشعب السوداني، فيما أكد أن معالجة جذور الأزمة السودانية باتت ضروريةً لا مفرّ منها.

ودخلت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 ابريل 2023م عامها الثاني وقد اتسعت رقعتها وزادت كلفتها البشرية والمادية، دون أفق واضح للحل.

وأضاف الحلو في خطاب بمناسبة الذكرى 41 لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، الخميس، أنه ورغم الكارثة الإنسانية الحرجة إلا أن طرفي النزاع ما زالا يفضلان حسم الصراع عن طريق الوسائل العسكرية، وأعاقوا بذلك تمرير المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

ووصف الحرب المندلعة في السودان بأنها مجرد تناقض ثانوي بين قطبين اثنين فقط من أقطاب الصراع المتعددة في البلاد.

وأكد أن وقف حرب 15 ابريل والمحافظة على وحدة ما تبقى من السودان بعد انفصال الجنوب يتطلب مخاطبة جذور الأزمة السودانية والتوصل لعقد إجتماعي يُجيب على سؤال كيف يُحكم السودان وليس من يحكم السودان.

وشدّد الحلو على أنّ الوحدة والاستقرار تتطلبان البحث عن المشتركات وتطويرها، ووضع الديمقراطية كقيمةٍ جوهريةٍ وآليةٍ أساسيةٍ للحكم.

«التغيير» تنشر نص الخطاب أدناه:

خطاب رئيس الحركة الشعبية– شمال بمناسبة الذكرى (41) لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان

في البدء التحية لجماهير الشعب السوداني في كل أنحاء البلاد في الذكرى الـ(41) لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، والتي تزامنت مع مرور عام على حرب 15 أبريل 2023 التي إنفجرت في الخرطوم وتوسعت لتشمل أجزاء كبيرة من الوطن.

التحية لجميع الشهداء السودانيين الذين سقطوا في طريق النضال الطويل من أجل إسترداد الحقوق وبناء دولة العدالة والمساواة.

تمر علينا الذكرى (41) لتأسيس إحدى حركات الكفاح الثوري التحرري المسلح في السودان، وبلادنا تشهد أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها بسبب حرب الإسلاميين ضد الشعب السوداني، ورغم الكارثة الإنسانية الحرجة إلا أن طرفي النزاع ما زالوا يفضلون حسم الصراع عن طريق الوسائل العسكرية، وأعاقوا بذلك تمرير المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في كآفة ولايات السودان.

في تقديرنا أن الصراع الجاري منذ 15 أبريل 2023 بين البرهان وحميدتي لا يمثل إلا الجزء المرئي من جبل الجليد وهو لا يعدو إلا أن يكون صراع إثني على السلطة والهيمنة في البلاد. ونحن نعتبر ذلك مجرد تناقض ثانوي بين قطبين إثنين فقط من أقطاب الصراع المتعددة في البلاد، لذلك فإن هناك مستوى أعمق للصراع وهو الجاري منذ 1956 بين السودان القديم والسودان الجديد والذي يمثل التناقض الرئيسي وهو الذي يجب أن نُركز عليه في التناول والمعالجة. لأن حرب 15 أبريل إنما هي نتاج ثانوي للصراع الأساسي الذي ولد الحروب الأهلية ولمدة 68 عاماً هي عمر السودان المستقل أي صراع المركز والهامش.

نجحت ثلاثة إنتفاضات قوية في تاريخ السودان المستقل وهي أكتوبر 1964، أبريل 1985 و18 ديسمبر 2018 في تغيير وجوه الحكام فقط ولم تغير نظام الحكم ولم تحدث تغييراً إيجابياً في حياة المواطنين السودانيين. هذا بجانب ثلاثة ديمقراطيات مزعومة لم تزد غير أن فاقمت الأزمة ومهدت لثلاثة إنقلابات عسكرية حكمت البلاد لمدة 58 عاماً من جملة 68 عاماً هي فترة ما يسمى بالحكم الوطني. ولا حاجة لنا للتطرق أو التذكير بمستوى الدمار الذي تسببت فيه تلك الديكتاتوريات العسكرية بالبلاد أمنياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً.

اليوم يعيش السودانيون في حالة اللا دولة لغياب مؤسساتها بدءاً من فشل الأجهزة الأمنية عن توفير الأمن وبسط حكم القانون على أجزاء البلاد كآفة، إنهيار الإقتصاد، النزوح والهجرة القسرية بمستويات غير مسبوقة عالمياً وما يلوح من إمارات التفكك والصوملة.

لماذا وصلت البلاد إلى هذه الدرجة من الحرب الشاملة والدمار؟ هل السبب في ذلك هو التعدد والتنوع العرقي اللغوي، الديني والثقافي الذي تتمتع به الدولة السودانية؟ هل هو بسبب إنفراد البعض بالسلطة والثروة مما أدى لهذا الإنقسام الثنائي للمجتمع السوداني؟ هل صحيح أن السلطة والثروة والمنافع الإجتماعية الرمزية في يد مجموعة عرقية لغوية، دينية ثقافية إقليمية محددة ذات سحنة معينة؟ هل هو إنقسام في الوجدان الوطني؟ أم الإنقسام في الضمير السياسي هو الذي أدى لإنقسام على مستوى التطلعات؟

هل كان قرار فصل جنوب السودان أمراً لا مرد له أم كان آخر الخيارات؟ لماذا إرتفعت أصوات عديدة بعد فصل الجنوب بعضها ينادي بمثلث حمدي واُخرى تنادي بدولة النهر والبحر؟ وأخيراً أصوات دُعاة وحدة وادي النيل التي تُطالب بضم شمال السودان إلى مصر؟ كل تلك المطالب الإنكفائية الإنفصالية تمر دون أن تشهد إستنكاراً أو مواجهة من الرأي العام الشمالي إلا من قليل– بل العكس هو الصحيح ترتفع وتجتهد أقلام بإتهام الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال بأنها إنفصالية من باب الإسقاط والتغطية.

ومن حقنا أن نتساءل.. من هو الإنفصالي الحقيقي؟ هل هي الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال التي تنادي بعقد إجتماعي يقود لدستور علماني ديمقراطي يضمن حياد الدولة تجاه الأديان والأعراق والثقافات والجهات؟ أم النُخب (حاكمة ومعارضة) في السودان والتي تتمسك بقوانين وتشريعات دينية وعنصرية تفرق بين السودانيين على أساس العقيدة والعرق والجهة؟

نحن نؤكد أن وقف حرب 15 ابريل في السودان والمحافظة على وحدة ما تبقى منه بعد إنفصال الجنوب يتطلب مخاطبة جذور الأزمة السودانية والتوصل لعقد إجتماعي يُجيب على سؤال كيف يُحكم السودان وليس من يحكم السودان.

إن الحركة الشعبية منذ تأسيسها في 1983 ظلت تدعو وتتمسك بوحدة السودان. ولكن كما قال الدكتور جون قرنق: (إن الوحدة التي تنادي بها الحركة الشعبية ليست الوحدة القسرية الشائهة المولدة للحروب كما هي قائمة الآن. وانما هي وحدة تقوم على اُسس جديدة من الحرية والمساواة والعدالة. العروبة لن توحدنا رغم أنها جزء من مكونات المجتمع السوداني، الإسلام لن يوحدنا، المسيحية لن توحدنا، الإفريقانية المعادية للعروبة لن توحدنا بسبب التعددات والتنوعات التاريخية والمعاصرة).

لذلك علينا البحث عن المشتركات وتطويرها ولا يوجد ما يوحدنا في السودان غير الديمقراطية كقيم وآليات.. لأن الديمقراطية من جهة تقوم على شريعة الإختلاف والقبول بالآخر وحقه في أن يكون آخر، ومن جهة اُخرى تسمح بالتداول السلمي للسلطة وهو أعمق أسباب الصراعات والحروب والعنف داخل المجتمعات، ذلك هو العلاج لفشل النُخب السياسية في إدارة التنوع والتعدد الذي تذخر به البلاد. ذلك هو الذي يضع حداً لعنف الدولة السودانية في بحثها عن المشروعية منذ نشأتها وحتى اليوم.

وفي الختام التهنئة لأعضاء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال في كل مكان يتواجدون فيه بمناسبة مرور 41 عاماً على تأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي وإستمرارها في النضال من أجل تحقيق السودان الجديد، والتحية لكل فئات الشعوب السودانية في نضالهم من أجل غدٍ أفضل. والتحية لكل شهداء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشعبية الدكتور/ جون قرنق دي مابيور وكل شهداء الثورة السودانية الذين سقطوا في دروب النضال من أجل التغيير.

النضال مستمر والنصر للسودان الجديد

القائد/ عبد العزيز آدم الحلو تلو.

رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال.

16 مايو 2024

الوسومالبرهان الجيش الجيش الشعبي الحركة الشعبية لتجرير السودان - شمال الدعم السريع جنوب السودان جون قرنق حميدتي دارفور عبد العزيز آدم الحلو كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الجيش الجيش الشعبي الدعم السريع جنوب السودان جون قرنق حميدتي دارفور كردفان الشعب السودانی فی السودان عبد العزیز فی البلاد من أجل

إقرأ أيضاً:

البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار

تفقد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم السبت القوات في الخطوط الأمامية بولاية سنار وسط السودان والتي شهدت مواجهة بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع

وقالت القوات المسلحة السودانية، في بيان لها على صفحتها بموقع "فيسبوك" اليوم السبت، إن البرهان " تناول وجبة الطعام مع القوات وسط معنويات عالية وإصرار قوي على تحرير السودان كله من مرتزقة مليشيا الدعم السريع  الإرهابية ".

وكانت معارك دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت على تخوم ولاية سنار الشمالية، ما أدى إلى حالة من الهلع بين سكان عاصمة الولاية  قبل أن تعلن حكومتها المحلية عودة الأوضاع إلى طبيعتها بعد "دحر" قوة حاولت التسلل للمدينة عبر مدخلها الغربي.

المعارك تفرز وموتا ودمارا  وجوعا ونزوحا في السودان وتحذيرات من الأسوأ (الفرنسية) ضربات جوية

وقالت مصادر عسكرية إن الطائرات الحربية بالجيش السوداني نفذت غارات جوية على مواقع الدعم السريع بمنطقة جبل موية غرب ولاية سنار وسط البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن الضربات الجوية استهدفت تجمعات الدعم السريع بجبل موية تحديدا الطريق الرابط بين ولايتي سِنار والنيل الأبيض.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الأسبوع الماضي سيطرتها على جبل موية وقطعت الطريق الرابط بين ولايتي سِنار والنيل الأبيض.

كما نشرت منصات محسوبة على الدعم السريع مقاطع فيديو ومعلومات تقول فيها إنها دخلت إلى سنار، ما أثار هلع مواطنيها ودفع بعضهم إلى الخروج إلى مناطق مجاورة قبل أن يعودوا إثر بيان حكومة الولاية الذي تحدث عن تدمير القوة التي حاولت التسلل إلى المدينة.

وأُجبر الآلاف هذا الأسبوع على الفرار من مدينة سنار بعد هجوم قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية القريبة، وفق ما أفاد شهود ، ما يعزز المخاوف من أن خط الجبهة ينتقل مجددا نحو الجنوب والشرق.

وتربط ولاية سنار التي تستضيف أكثر من نصف مليون نازح حاليا وسط السودان بالجنوب والشرق الخاضعين لسيطرة الجيش، حيث يحتمي مئات آلاف الأشخاص الآخرين.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة جبل موية الإستراتيجية الواقعة على الطريق الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

غير أن مصادر عسكرية في الجيش السوداني قالت إنهم يحاصرون قوات الدعم  السريع التي انتشرت في بعض قرى جبل موية منذ مساء الإثنين الماضي، واحتمت بالمواطنين واستخدمتهم دروعا بشرية ولم يعد أمامهم إلا  "الاستسلام أو الفناء".

وكشفت المصادر أن قوات الدعم السريع تستهدف عزل ولايتي سنار والنيل الأبيض مع شرق السودان والموانئ بالبحر الأحمر، وتعقيد مهمة الجيش في تحرير ولاية الجزيرة بتعطيل المحور الغربي الزاحف نحو مدينة ود مدني عاصمة الولاية.

حلقة وصل

وتقع مدينة سنار في الجزء الجنوبي من وسط السودان، وتعتبر حلقة الوصل  الرئيسية التي تربط بين عدد من المدن الإستراتيجية في شرق وغرب البلاد وجنوبها لوقوعها على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة سنار وعدد من المدن في ولايتي النيل الأبيض والجزيرة، كما تشكل عمقا مهما لمناطق  ولايات كردفان لربطها مع ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

ومنذ أبريل/نيسان 2023 اندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية ،وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأودت الحرب بعشرات الآلاف ودفعت الملايين للنزوح وتسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وتعد المناطق التي تشمل الفاشر المحاصرة في شمال دارفور وأجزاء من العاصمة الخرطوم ومراكز رئيسية للنازحين في دارفور وجنوب كردفان، الأكثر تأثّرا بالقتال المباشر. تخضع بعضها، بما فيها جزيرة توتي وسط الخرطوم لحصار من قبل الطرفين منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • بوغالي: الإنتخابات الرئاسية فرصة لتجسيد رأي الشعب
  • نهايات الحرب في السودان
  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني
  • الوضع “الأسوأ في العالم”.. بيان أميركي: سودانيون يأكلون أوراق أشجار
  • الوضع الأسوأ في العالم.. بيان أميركي: سودانيون يأكلون أوراق أشجار
  • تقرير جديد خطير بشأن السودان
  • الفاو: السودان يواجه كارثة جوع غير مسبوقة
  • مرصد دولي للجوع يحذر من خطر المجاعة في 14 منطقة بالسودان