«مزرعة الحوسني».. تجربة مستدامة
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
على امتداد آلاف الأمتار، يجمع محمد أحمد الحوسني آلاف الزهور والنباتات البرية والصحراوية وورود الجوري في مزرعته في منطقة «الهير»، التي تبعد عن مدينة العين 40 دقيقة، وعن أبوظبي ساعة ونصف، موفراً تجربة تعليمية وترفيهية للزوار من مختلف الجنسيات ضمن أجواء شتوية جميلة، ولا تقتصر المزرعة على جمع النباتات البرية في مكان واحد، وإنما يفكر الحوسني في جعل هذا الفضاء مساحة للترويح عن النفس، مشيراً إلى أن المكان الذي يضج بأصوات الطبيعة، صُمم ليشكل خياراً جديداً من خيارات الترفيه والتعليم في دعوة للعودة للطبيعة.
أجواء خلابة
ويعمل الحوسني على زراعة القمح والخضراوات مثل البطاطس في الفضاء الخارجي، ليؤكد أن أرض الإمارات معطاءة، ومنتجة لأفضل المنتجات الزراعية، وأيضاً الفاكهة خاصة الفراولة، حيث يمكن للزوار خوض تجربة قطف الفراولة الطازجة، التي يبدأ موسمها من شهر ديسمبر إلى مارس، والاستمتاع بالأجواء الشتوية الخلابة والتعرف على النباتات المحلية، وما تزخر به المزرعة من منتجات حيوانية وزراعية، كما يمكنهم مشاهدة الأغنام والماعز والطيور أيضاً، والاستجمام وسط حقول غناء.
مشروع تثقيفي
وقال الحوسني، الذي افتتح مشروعه التثقيفي التعليمي المجتمعي قبل 4 سنوات، إنه أنشأ مزرعته للتعريف بالنباتات المحلية البرية والصحراوية، حيث تتضمن أكثر من 65 نوعاً، وأكثر من 10 آلاف شتلة، ضمن أجواء تزخر بالجمال، كما ركز هذه السنة على زراعة القمح صنف «ناب الجمل» (الحبة الطويلة)، والذي يغطي نصف مساحة المزرعة، موضحاً أنه يُجرب كل سنة صنفاً من أصناف القمح، وتنقسم المزرعة إلى: قسم القمح، وقسم النخيل، وقسم زهور الكوزموس، وقسم الأقحوان، والنباتات البرية الصحراوية، وقسم البرسيم والأعلاف، وزهور «فم السمكة»، وقسم الجوري، وقسم الخضراوات، وقسم البطاطس، والفراولة، لافتاً إلى أن الهدف من المزرعة النموذجية الإماراتية التي تحافظ على الغطاء النباتي من الاندثار هو استدامة موروث الأجداد من النباتات البرية ومختلف الأصناف الزراعية.
ورد الجوري
وأضاف الحوسني أن مزرعته المفتوحة للزوار من مختلف الجنسيات، تنتج أكثر من 55 نوعاً من ورد الجوري، موضحاً أنه ركز على زهور القطف، ذات العود القائم، وأنه استورد الشتلات من خارج الدولة، حيث جلبها من الدول الشهيرة بهذه الأصناف العالمية، ولا يكتفي بزرع النباتات المحلية وإكثارها، وإنما يعمل على وضع الأرقام التوضيحية على كل نبتة ليتم التعرف على اسمها العلمي، ليستمتع عشاق الطبيعة بتجارب تعليمية وترفيهية في ذات الوقت.
نباتات برية
وتضم المزرعة العديد من النباتات البرية المزهرة الفواحة، كالخزامي، والأقحوان والنفلة وشقائق النعمان، وغيرها، إضافة إلى توطين النباتات المحلية وحفظها من الاندثار، مؤكداً الحوسني أن الشغف والإرادة قادران على تحويل الصحراء إلى واحة غنّاء، كما يسعى إلى جعل هذا الفضاء وجهة تعليمية لطلاب المدارس والجامعات، ومركزاً للباحثين والمهندسين الزراعيين، ويفتح لهم المجال لأخذ عينات تكون مصدراً لمشاريعهم وبحوثهم.
باقة زهور
يؤكد محمد الحوسني أن المنطقة تزخر بتربة صالحة للزراعة، حيث تنتج البطاطس والقمح والزعفران، وعباد الشمس، وأنواعاً عديدة من الزهور، التي تجذب الزوار وتمنحهم فرصة عيش تجربة متفردة وسط الطبيعة، خاصة وأنه يسمح لهم بقطف الزهور وتشكيل باقة منها والاحتفاظ بها، بعض قضاء يوم حافل بالنشاط، كما يسعى إلى الاحتفاظ بالبذور من أجل ضمان استدامتها ونقلها للأجيال.
تداوٍ وعلاج
أشار محمد الحوسني إلى أن فكرة المشروع تعتمد على جمع كم كبير من النباتات المحلية والخليجية المزهرة في مكان واحد، وتحويل الأرض الجرداء إلى حقل غني بأنواع شتى من الزهور والروائح العطرة، موضحاً أن مزرعته تضم الكثير من النباتات الصحراوية المحلية التي كانت تُستعمل في التداوي والعلاج أيضاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد الحوسني النباتات البرية زراعة النباتات البرية الزراعة الإمارات النباتات المحلیة النباتات البریة من النباتات
إقرأ أيضاً:
الخارجية تشارك في مؤتمر دولي للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
شارك عبدالله بالعلاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة في طاولة وزارية عقدتها وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة حول "معالجة الأمن المائي عبر ترابط المناخ والطبيعة والتنمية"، بهدف تسليط الضوء على الحاجة إلى عمل جماعي عاجل وقيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية.
ترأست معالي البارونة تشابمان وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هذه الجلسة التي جمعت عدداً من الوزراء، من بينهم وزراء من السنغال وملاوي والمغرب ونيجيريا ونيبال وبنغلاديش، بالإضافة إلى كبار القادة من المؤسسات متعددة الأطراف والمنظمات الدولية الرئيسية، بما في ذلك المفوضية الأوروبية والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأمم المتحدة للمياه وبرنامج المعونة المائية واللجنة العالمية لاقتصادات المياه، وذلك بهدف تحديد مجالات التعاون ذات الأولوية على مدار العام المقبل من أجل تحقيق تحول منهجي في معالجة المياه عبر ترابط المناخ والطبيعة والتنمية.
خلال الجلسة، سلط بالعلاء الضوء على جهود دولة الإمارات للتحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، حيث أكد أن المؤتمر يسعى للتركيز على تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة وأن "هذا الهدف مُحفّز ومُمكّن لجميع أهداف التنمية المستدامة وجميع أهدافنا المجتمعية والبيئية والاقتصادية العالمية".
أخبار ذات صلةوبناءً على مناقشات الطاولة الوزارية، اتفق المشاركون على استغلال الفترة الحاسمة خلال العام المقبل لبناء والمحافظة على استدامة القيادة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة، بما يُمكّن من تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، والعمل على بناء شراكات متعددة الأطراف لدفع حلول قابلة للتطوير، ومبتكرة، وشاملة لأزمة المياه، والتعاون مع العمليات الأممية القائمة لتعزيز دمج المياه في جدول الأعمال الدولي الخاص بها.
كما شارك بالعلاء في حفل استقبال استضافه جلالة الملك تشارلز الثالث حول المياه والمناخ، وذلك بالتعاون مع منظمة ووتر إيد، في قصر باكينغهام، حيث تُعقد هذه المشاركة الوزارية بعد أيام من الجلسة التنظيمية لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026 التي عُقدت في 3 مارس 2025 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، والتي قدّم خلالها أكثر من 70 مشاركاً من الدول الأعضاء والجهات المعنية توصياتهم بشأن مواضيع الحوارات التفاعلية الستة للمؤتمر.
ومن المقرر تحديد المحاور الرئيسية خلال الاجتماع التحضيري رفيع المستوى والذي سيدعو إليه رئيس الجمعية العامة بتاريخ 9 يوليو 2025.