الجديد برس:

أكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إساءة معاملة الأطفال الفلسطينيين وتعذيبهم، بعد اعتقالهم بطريقة ممنهجة وواسعة النطاق.

وأشارت الحركة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عذب 838 طفلاً اعتقلهم، وذلك خلال الفترة الممتدة بين الأول من يناير 2016، والـ31 من ديسمبر 2023.

وفي هذا السياق، وثقت الحركة العالمية حالة الطفل مجد رضوان (14 عاماً)، وهو من بلدة عزون في محافظة قلقيلية في الضفة الغربية، الذي مارس عليه جنود الاحتلال التعذيب وإساءة المعاملة خلال اعتقاله في الـ29 من شهر أبريل الماضي.

تناوبوا عليه بالضرب وهددوه بالقتل خنقاً.. ماذا عاش الطفل مجد؟

في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، تحدث الطفل مجد، وأشار إلى أن الاحتلال اعتقله بعد ظهر الـ29 من أبريل، أثناء وجوده في الحي الغربي من بلدة عزون، مع مجموعة من أصدقائه.

وأكد أن مركبتين عسكريتين طاردتا مجموعة الأطفال لمسافة قصيرة، نجح خلالها أصدقاؤه بالفرار، بينما اضطر هو إلى التوقف خوفاً من أن يتعرض للدهس.

وفور توقفه، ترجل نحو 10 جنود إسرائيليين من داخل المركبتين العسكريتين، وصوبوا أسلحتهم نحو الطفل، ليتقدم أحدهم ويركله بقدمه على وجهه، ما أدى إلى سقوط مجد أرضاً، كما تابع في إفادته.

وواصل الجندي الاعتداء على مجد بالضرب المبرح، نحو 30 دقيقةً متواصلة، مستخدماً عقب بندقيته ويديه وقدميه، بينما صرخ الطفل وبكى من شدة الخوف والألم.

بعد ذلك، كبّل الجندي يدي الطفل مجد، بواسطة مربط بلاستيكي واحد إلى الخلف وعصّب عينيه، ثم دفعه إلى داخل أحد الجيبات العسكرية وأجلسه على أرضيته.

داخل الجيب، جدّد جنديان الاعتداء على مجد بالضرب المبرح، الذي طال كل أنحاء جسده، ووضع أحدهما مقدمة بسطاره العسكري في فم الطفل، بالتزامن مع الدعس على صدره، بقدمه الأخرى.

وأضاف مجد عما عاشه في الجيب العسكري: “كنت أصرخ وأبكي من شدة الألم والخوف، وشعرت أنني سأختنق، وقد استمر الاعتداء عليّ نحو 10 دقائق”.

بعد ذلك، اقتاد جنود الاحتلال مجد إلى النقطة العسكرية المقامة عند مدخل عزون الشمالي. ثم أخرج أحد الجنود مجد من الجيب، وأرغمه على الوقوف، من دون السماح بأن يحرك جسده مطلقاً، وبعدها ضربه بعقب بندقيته على صدره ورأسه وخاصرتيه، متوجهاً إليه بأقذر الشتائم، كما أكد مجد.

وأضاف: “كنت أتوسل إليه كي يتوقف عن ضربي، لكن بلا جدوى. بعدها وضع يديه على عنقي وضغط بكل قوة، وقال لي باللغة العربية: بدي أقتلك خنق. شعرت بدوار شديد من جراء ذلك، قبل أن أفقد الوعي”.

وأردف الطفل: “استعدت وعيي في نحو الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم، فوجدت نفسي ملقىً عند باب غرفة وكنت لا أزال مكبّل اليدين ومعصوب العينين”.

مجد وصف ما حدث معه بعد استيقاظه، قائلاً: “سمعت نباح كلب ومواء قط إلى جانبي، فبدأت أصرخ من شدة الخوف، وفي تلك اللحظات قال لي أحد الجنود باللغة العربية: بدي أخلي الكلب يوكلك”.

بينما بكى مجد وتوسل إلى الجندي كثيراً، سخر الأخير منه، مع اقتراب الكلب والقط منه. وهنا، يقول مجد إنه “شعر بجسد الكلب يلامسه، وهو يصدر صوتاً مخيفاً”.

وكان الجندي يتحكم بالكلب، فكلما اقترب كثيراً من مجد سحبه قليلاً، في حين تسبب القط بعدة جروح في وجهه ومختلف أنحاء جسده.

وأكد مجد في إفادته أن هذه الحالة استمرت نحو 9 ساعات (حتى الثانية من فجر اليوم التالي تقريباً).

وبعدما أبعد الجندي الكلب والقط عن الطفل مجد، عاد الجندي إليه وركله على صدره ورأسه، وضرب رأسه بأحد الجدران عدة مرات.

وتابع: “كنت منهاراً ولم أعد أقوى على البكاء أو الصراخ، شعرت بالعطش الشديد فأخبرت الجندي بذلك، لكنه تجاهل طلبي، وطلب مني التزام الصمت”.

لاحقاً، سحب الجنود مجد إلى داخل جيب عسكري مرةً أخرى. وهناك، تكرر الاعتداء عليه، وقال له أحد الجنود باللغة العربية: “بدي أكسر إيديك ورجليك”، قبل أن يضربه بقوة على يديه وقدميه.

ومن ثم اقتاد جنود الاحتلال الطفل مجد إلى مركز للشرطة في مستوطنة “عمانوئيل”، المقامة على أراضي محافظتي سلفيت وقلقيلية، وهناك وضعوه في ساحة وطلبوا منه البقاء واقفاً.

وعند الساعة الثالثة والنصف تقريباً، من فجر اليوم نفسه، اقتادوه إلى التحقيق الذي استمر نحو ساعتين، وسط تعرضه للضرب والصراخ من قبل المحقق.

وبعد انتهاء التحقيق معه، أعاد الجنود تكبيل يدي مجد وتعصيب عينيه، ووضعوه داخل مركبة، حيث قالوا إنهم سيأخذونه إلى مستوطنة “أرئيل”، المقامة على أراضي محافظة سلفيت.

وفي “أريئيل”، وضع الجنود مجد في ساحة، ورش أحدهم المياه عليه، حتى ابتلت ملابسه، وبعدها بصق عليه. وعند نحو السابعة والنصف صباحاً، فك الجنود العصبة عن عينيه، وقال له أحدهم إنه سينقل إلى سجن “مجدو”.

وأضاف الطفل في إفادته: “خلال الطريق، تعرضت للضرب والاعتداء والشتم، وكان الجنود يصورونني فيديو بواسطة هواتفهم المحمولة، في أثناء اعتدائهم عليّ. كنت أبكي”.

وبعد وصول الطفل مجد إلى سجن “مجدو”، وضعه الجنود في ساحة لمدة ساعة تقريباً، ثم نقلوه إلى سجن “عوفر”، المقام على أراضي بيتونيا غربي رام الله.

وهناك، أخبروه أن لا متسع له، فأعادوه إلى “أرئيل”، ووضعوه في ساحة مرة أخرى، وسط أجواء حارة، بعد إعادة تعصيب عينيه، لمدة ساعتين تقريباً.

وقال مجد: “كنت أشعر بالدوار والإرهاق، من جراء حرماني من الطعام والماء واستخدام المرحاض طيلة فترة احتجازي، وبعد مرور ساعتين تم سحبي إلى داخل مركبة”.

وبعد نحو 10 دقائق من السير توقفت المركبة، وفك أحد الجنود المربط البلاستيكي عن يديه والعصبة عن عينيه، ودفعه خارج المركبة. نظر حوله، فأدرك أنه عند مفترق قرية حارس، القريبة من “أرئيل”.

وأضاف: “لم أقوَ على الحركة أو الوقوف، وبقيت على الأرض إلى أن توقفت مركبة فلسطينية إلى جانبي، ونقلني سائقها إلى بلدتي عزون، بعدما أخبرته بما حصل معي، وهناك تم نقلي إلى مستشفى عزون الحكومي حيث تلقيت العلاج والإسعافات الأولية، قبل أن أعود إلى منزلي”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أحد الجنود فی ساحة مجد إلى

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية

واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدن ومخيمات الضفة الغربية، لليوم الـ 62 على التوالي، وسط تصعيد غير مسبوق وتدمير للبنية التحتية والممتلكات، وبالتزامن مع حملات اعتقال وتهجير طالت آلاف الفلسطنيين”، بحسب ما أفادت وكالة “وفا” الفلسطينية.

وقالت الوكالة: “تشهد مدينة طولكرم ومخيمها، بالإضافة إلى مخيم نور شمس، استمرار العمليات العسكرية، حيث دفعت القوات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية جديدة تضم آليات ثقيلة وجرافات نحو المناطق المستهدفة”.

وأضافت، “أطلق الجنود الإسرائيليون القنابل الضوئية في منطقة حارة المحجر بمدينة طولكرم، وانتشروا بشكل كثيف في محيط جبل الصالحين داخل مخيم نور شمس، وسط عمليات تفتيش واسعة النطاق”.

بدورها، أفادت مصدر محلية بأن “مخيم طولكرم يواجه انتشارا عسكريا مكثفا داخل أزقته وحاراته، حيث تواصل القوات الإسرائيلية مداهمة المنازل، وخَلع أبوابها، وتخريب محتوياتها، كما أجبرت سكان حارتي الحدايدة والربايعة على النزوح القسري بعد تهديدهم بالقوة والاستيلاء على عشرات المنازل التي حوّلتها إلى ثكنات عسكرية”.

على صعيد آخر، نصب القوات الإسرائيلية حواجز طيارة على مداخل المدينة الرئيسية، بما في ذلك دوار فرعون جنوبا، ودوار السلام شرقا، وشارع نابلس المقابل لمخيم طولكرم، إضافة إلى ضاحية ذنابة قرب منصات العطار.

وأفاد شهود عيان بأن “الجنود أوقفوا مركبات المواطنين ودققوا في هوياتهم، وأخضعوا العديد منهم للاستجواب الميداني والتنكيل، ما أدى إلى عرقلة حركة السكان وتأخير وصولهم إلى وجهاتهم”.

وفي تطور لاحق، “اعتقلت القوات الإسرائيلية الشابين ميسرة مجلي وأسيد أبو محروق من ضاحية ذنابة شرق طولكرم، قبل أن تفرج عنهما لاحقا، كما أبلغت السلطات الإسرائيلية عائلة الشاب أنس أيمن ترابي بأنه معتقل لديها، وذلك بعد فقدان الاتصال به لمدة يومين، وسط حالة من القلق حول مصيره”.

بدورها، تشهد مدينة جنين ومخيمها، حملة تدمير وتهجير ، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في تنفيذ عملياتها العسكرية لليوم الـ68 على التوالي، وسط عمليات تجريف واسعة للطرق وحرق المنازل وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.

وأفادت مصادر محلية “بأن القوات الإسرائيلية دفعت بتعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة مصحوبة بصهاريج مياه نحو محيط المخيم، حيث تواصل عمليات التجريف والتدمير، لا سيما شبكة الطرق”.

وأعلن رئيس بلدية جنين، محمد جرار، “أن مخيم جنين أصبح منطقة غير صالحة للسكن، مؤكدا أن الدمار الذي خلفته القوات الإسرائيلية طال 600 منزل وتسبب في تدمير البنية التحتية بشكل كامل”.

في سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية باقتحام القوات الإسرائيلية بلدة طمون جنوب شرق طوباس في الضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن المصادر قولها “إن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة عبر حاجز بوابة عاطوف العسكري، وحاصرت منزلا مع تعزيزات إضافية تضم جرافة عسكرية، وأفادت المصادر بسماع أصوات كثيفة لإطلاق الرصاص داخل البلدة خلال عملية الاقتحام”.

وفي مدينة نابلس، “أصيب شاب يبلغ من العمر 40 عاما وفتاة تبلغ الـ18 من العمر برضوض نتيجة اعتداء القوات الإسرائيلية عليهما بالضرب أثناء اقتحام المدينة فجر اليوم السبت”، وفق ما نقلت “وفا”.

وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، عميد أحمد، “بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابتين بالرضوض، فيما تم اعتقال الشاب محمود عوادة خلال عملية اقتحام منطقة التعاون العلوي بالمدينة، حيث داهمت القوات عدة منازل وعبثت بمحتوياتها”.

مقالات مشابهة

  • تقرير: توسع استيطاني غير مسبوق في الضفة الغربية العام الماضي
  • الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يستولي على 52 ألف دونم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
  • انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.. تدمير 600 منزل بمخيم جنين بالضفة الغربية
  • حاجة جمال رحمها الله جعلتني ولياً من الأولياء “الميعرفهومش الناس”: تور الخلاوي
  • الإيكونوميست تطلق تنبؤا “مرعبا” بشأن مستقبل إسرائيل: تتجه نحو كارثة غير مسبوقة
  • إمام أوغلو: أردوغان حوّل تركيا إلى “جمهورية الرعب”
  • داخلية حكومة الوحدة: ضبط لص مركبات “جزائري” داخل سوق الكريمية
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
  • عاجل | مصادر للجزيرة: استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب بلدة حوارة جنوبي نابلس في الضفة الغربية