أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القمة العربية في دورتها الـ33 اتسمت بالسلاسة الشديدة والهدوء ولم تشهد أي خلافات، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية والوضع في غزة ومسألة رفح هيمنت على أعمال القمة وهو ما يؤكد إحساس القادة والحكومات بالحاجة للتركيز على هذه القضية.
وقال أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، إن أعمال القمة تناولت موضوعات اقتصادية وأخرى سياسية واجتماعية، إلا أن القضية الفلسطينية كانت المحور والأساس.


وقال وزير الخارجية البحريني إن إعلان البحرين أدان الحرب المدمرة على قطاع غزة وما أسفرت عنه من قتل وتدمير بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا أن أجواء قمة البحرين اتسمت بروح إيجابية متفانية تعبر عن تصميم القادة العرب على تعزيز التضامن العربي وتوحيد الجهود والطاقات لمواجهة كافة التحديات التي تواجه الوطن العربي.  
وأشار إلى اعتماد القادة العرب المبادرات التي تقدمت بها البحرين وهي: إصدار دعوة لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين بما ينهي الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة، والتحرك الفوري والتواصل مع وزراء خارجية الدول الغربية ودول العالم لحثهم على الاعتراف بدولة فلسطين، وتوفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، وتوفير الخدمات الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة وتحسين الرعاية الصحية وتوفير الأدوية واللقاحات، وتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي.
ونوه الزياني إلى أن البحرين سوف تبادر، بصفتها مقدمة المبادرات، للعمل على تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والهيئات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن البحرين تتشرف باستضافة المؤتمر الدولي لحل القضية الفلسطينية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني وإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.
وقال إنه، نظرا لطبيعة التطورات في قطاع غزة، فقد صدر عن القمة بيان خاص بالوضع المأساوي في القطاع والهجوم الإسرائيلي على معبر رفح وما نتج عنه من نزوح وصعوبات كبيرة في إدخال المساعدات الإنسانية، داعيا إلى تفعيل دور الآليات الدولية المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هناك دولا عديدة تدعم عقد مؤتمر دولي خاص بشأن فلسطين، وهو مقترح تبنته قمة القاهرة للسلام في 2023 التي شاركت فيها العديد من الدول العربية والأوروبية، لكن لا بد من وقف إطلاق النار في قطاع غزة واستقرار الأمور، مؤكدا أن هناك ضرورة أيضا لإطلاق عملية سياسية لتسوية فلسطينية بدعم دولي.
وشدد أبو الغيط، على أهمية دور مجلس الأمن في دعم هذه العملية وهو أمر يتطلب إقناع الدول الخمس دائمة العضوية بدعم إقامة مؤتمر دولي لفلسطين، لافتا إلى أن البحرين طلبت استضافة هذا المؤتمر وكذلك إسبانيا وهو أمر يؤكد أن هناك مؤشرات إيجابية لعقد المؤتمر، وقال إنه على يقين أن فكرة إقامة مؤتمر دولي عن فلسطين واردة للغاية وأن مسألة إقامة دولة فلسطينية قريبة أيضا، مؤكدا أن ما حدث في فلسطين الآن كشف عن عوار غير مسبوق في هذه الأزمة ووضع العالم أمام مسؤوليته بضرورة حل هذه الأزمة في أقرب وقت.
وأكد وزير الخارجية البحريني أن القمة العربية أرسلت رسالة حقيقية وقوية للعالم أجمع بأن العرب يريدون السلام في منطقتهم والعالم، وقال إن السلام يمنح الحق في الحياة الذي تنص عليه القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان. وأشار الزياني إلى ضرورة السعي في توفير حياة آمنة للأجيال القادمة، مشددا على ضرورة السعي لتطوير العمل العربي المشترك تجاه القضية الفلسطينية، والتحرك بجهد دبلوماسي موحد لحشد الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن النظام الدولي في حاجة للإصلاح وأن ما يحدث أسقط ادعاءات الأخلاق السياسية، وقال إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كشف عن الوجه القبيح لكل من أيد الاحتلال. وتساءل أبو الغيط عن رد فعل المجتمع الدولي إذا كان هذا العدوان على دول أوروبية سالت فيها الدماء، هل كان العالم سيلتزم الصمت مثلما يحدث الآن تجاه غزة؟.
وأشار إلى أن هناك العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية والحقوقية التي كانت ترفع شعارات للدفاع عن حقوق بعض الأفراد هنا أو هناك، سقطت أمام ما يرتكب من جرائم وحشية في قطاع غزة راح ضحيتها عشرات الآلاف.
وردا على سؤال بشأن مقترح تواجد قوات حفظ سلام عربية في قطاع غزة، أكد أبو الغيط، أن كل ما يدور في هذا الإطار هو من باب الافتراضات التي تتحدث عن اليوم التالي للحرب في غزة؛ وقال إن "المقترحات بهذا الشأن مطروحة حاليا في الصحف الغربية فقط، وهي تتحدث عن قوات حفظ سلام عربية أو غربية في غزة، ونحن في الجامعة العربية نتابع بدقة شديدة كل ما يحدث في هذا الموضوع إعلاميا، ولكن لا يتحدث معنا أي طرف في ما هو مطروح".

أخبار ذات صلة «إعلان البحرين» يدعو لنشر قوات دولية في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين في كلمته أمام القمة العربية.. محمد بن راشد يؤكد الحاجة لتعزيز العمل العربي المشترك والتضامن وتكامل الجهود إقليمياً ودولياً المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجامعة العربية جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القمة العربية القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة القمة العربیة الدول العربیة فی قطاع غزة مؤتمر دولی أبو الغیط أن هناک وقال إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: محاولات تهجير الفلسطينيين تطهير عرقي وخطة لتصفية القضية

عقدت بالقاهرة أعمال "مؤتمر فلسطين ودور المجتمـع المدني" تحت رعاية جامعة الدول العربية، في دورته الثانية تحت شعار "إعادة اعمار النسيج المجتمعي لغزة"  بالتعاون بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات، يومي 23 و24فبراير 2025 بالقاهرة.

وأكدت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية أن رعاية جامعة الدول العربية لهذا المؤتمر يعكس مدى انخراطها في الجهود الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دولياً وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعدم الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة والمحددات المستقرة، والتي حظيت بإجماع عربي ودولي وذلك من منطلق الإيمان الراسخ بأن القضية الفلسطينية العادلة هي قضية أرض وشعب، وأن محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان، ثبت فشلها على مدار عقود وهي مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي، وليست سوى عملية تطهير عرقي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

 وأوضحت، قام وفد رفيع المستوى من جامعة الدول العربية والدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بزيارة معـر رفح يوم 15/2/2025، لتفقد آليه إرسال المساعدات الإنسانية الى قـــــطاع غــزة، في خطوة تؤكد الدعم العربي المستمر للفلسطينيين في ظل الأوضاع الراهنة، وهي رسالة واضحة لتجسيد التضامن العربي مع أهالي غزة وحشد الدعم الدولي لخطط الاستجابة الطارئة لمعالجة الظروف الإنسانية نتيجة العداونالاسرئيلي الغاشم.

شددت  أبو غزالة على أن غزة هي عنوان العزة؛ ينتصر أبناؤها على الدمار بالبناء وإعادة التعمير ويتحدى نوايا التهجير بصلابة الصمود والبقاء، ويواجهون آلة الموت الإسرائيلية بإرادة الحياة، وعزيمة لا تلين إلى حين إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبها أبرزت الدكتورة سماح حمد، وزيرة التنمية الاجتماعية ووزيرة الدولة لشؤون الإغاثة، أن الحكومة الفلسطينية عملت منذ بداية الأزمة على تنسيق الجهود الإغاثية والإنسانية لضمان وصول المساعدات للأسر المتضررة، مشيدةً بالدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة من خلال تسهيل إدخال المساعدات والمواد الإغاثية إلى غزة، وأوضحت أن غرفة العمليات الحكومية شكلت نموذجًا فاعلًا في تنسيق الاستجابة الطارئة بالتعاون مع المؤسسات الدولية، لضمان تقديم المساعدات الحيوية للأسر المتضررة وتوجيهها وفق الأولويات والاحتياجات الفعلية.

وأضافت أن الجهد الكبير الذي يُبذل بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتوفير الدعم النفسي للأطفال والنساء، مشيرةً إلى أن المرأة الفلسطينية أثبتت قدرتها الفائقة على الصمود، حيث كانت في مقدمة العائدين إلى مناطقهم في شمال القطاع رغم الدمار الكبير، سعيًا لاستعادة حياتهم الطبيعية وإعادة بناء مجتمعاتهم المحلية.

وأكد السفير محمد العرابي، وزير خارجية جمهورية مصر العربية الاسبق، ورئيس مجلس أمناء مركز شاف للدراسات المستقبلية أن المؤتمر يهدف إلى تقييم وتحليل الوضع الحالي في غزة من خلال تبني افكار تسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية.

وأشار الدكتور زين السادات الأمين العام لمركز شاف إلى ان المؤتمر المنعقد بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة forward thinking يعد استكمالا للجهود التي بدأت في النسخة الأولى للمؤتمر المنعقد في مارس ٢٠٢٤ بهدف تمكين المجتمع المدني في غزة حتى يضطلع بدوره في اعادة بناء القطاع وتجنب فرض حلول خارجية غير مستدامة.

مقالات مشابهة

  • ماجد عبدالفتاح: قمة القاهرة محورية لإبراز وحدة الصف العربي تجاه القضية الفلسطينية
  • رئيس «الدراسات المستقبلية»: مصر حجر الزاوية في القضية الفلسطينية
  • أبو العينين: القضية الفلسطينية مفتاح السلام في الشرق الأوسط.. والأمة العربية بحاجة إلى فرض إرادتها
  • نائبة: القمة العربية ترسيخ لجهود مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • ابو الغيط يستقبل رئيسة البرلمان القبرصي ويشيد بمواقف بلادها من القضية الفلسطينية
  • الجامعة العربية: محاولات تهجير الفلسطينيين تطهير عرقي وخطة لتصفية القضية
  • أبو الغيط يستقبل رئيسة البرلمان القبرصي ويشيد بمواقف بلادها من القضية الفلسطينية
  • برلماني: القمة العربية الطارئة ستفضح المخططات المشبوهة ضد القضية الفلسطينية
  • «المؤتمر»: القمة العربية تستهدف توحيد الجهود الداعمة للقضية الفلسطينية
  • أبو الغيط: نحتاج لمزيد من الكوادر العربية في قطاع التكنولوجيا