يمانيون:
2025-01-31@01:42:03 GMT

رحلة ما بين الصرخة والانتصار

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

رحلة ما بين الصرخة والانتصار

إيناس عبد الوهاب

فليسرع الجميع وليصعد مركبي فلي معكم قصص وحكايات …
أي حكايات تقصد!
………..
أعرني مسامعك وأنصت ….
ها أنا ذا كُلي أذانّ صاغية، فقل ما عندك ، هل رأيت الأفق البعيد؟….هناك .
أين؟
ذلك المكان البعيد، حيث تنفح رائحة العزة وتلمع الكرامة ما بين الصخور ليصل ضوئها للسماء، تلك المنطقة التي نُقشت على جُدرانها الحقيقة ورُفعت على منصاتها الأصالة، وكُسرت فيها حواجز الخوف، وبدأ من داخل أسوارها الضوء الذي بدد الظلام، أي منطقة تقصد؟
شوقتني لمعرفتها ومعرفة السر في حديثك عنها بكل هذا الفخر.


يا عزيزي عندما يتحول المرء من شخص تائه لا مبالٍ وغير مسؤول، كل ما يهتم به هو التركيز على بعض العبادات، ويتمنى الوصول لدرجة من المستوى الدراسي الذي يطمح إليه، وجُل ما يسمو إليه النجاح في تكوين أسرة سعيدة، ويسعى جاهدًا ليحصل على وظيفة مرموقة ليؤمن مصدر رزقه، هذا كل ما يتمناه وانتهى الأمر، إلى شخص لا يتوقف عند حدود في الارتقاء في السلّم الإيماني، يعرف كيف يصارع كل أنواع المسخ الشيطاني، ويقف أمام كل الزوبعات التي تريد أن تشكك في مبادئه وعقائده الثابتة، وكل ما يرجوه أن يكون الشخص الذي أراد له الله أن يحمل كل معاني الخير، ويستشعر المسؤولية التي حمّله الله إياها، ويعرف معنى وجوده على هذه الأرض، مستعد أن يقدم أغلى ما يملك بأن ينتزع قلبه من بين ضلوعه حتى يحمي دينه ويدافع عن أرضه وعرضه وعن المستضعفين، ويعرف أين الهدف الحقيقي الذي يتمنى تحقيقه، ألا يستحق كل ذلك الفخر.
لدي هنا سؤال يفرض نفسه … كيف تغير هذا المرء كل هذا التغيير؟
عندما يريد الله أن يُنزل فضله وخيره على عبده الشكور الذي ما يزال يحمل بذور الخير في نفسه ويتقبل الحق، فلا يستطيع أحد أن يمنع إرادته عز وجل، فمن هذه المنطقة التي وضع الله فيها السر، الذي أنطق الجدران، وفجّر البركان، وخرق الواقع، الذي وصلت إليه الأمة من الخنوع والخضوع للظالم، إلى أمة غيرت وجه التاريخ.
كيف كان ذلك؟
بداية بالفهم الحقيقي للمشروع القرآني من خلال رجلٌ عظيم أٌطلق عليه (قرين القرآن)، حمل همّ الأمة وارتبط الارتباط الحقيقي بخالقه وحمل على عاتقه نُصرة الدين وعزة المستضعفين، يعز عليه أن يسمع آهات الثكالى وأنين الجرحى دون أن يحرك ساكنا، عرف أين تكمن المشكلة وأوجد الحل الذي أخرج الناس من قوقعة الخوف والتيه والظلام والمصالح الشخصية، ومن عالم مدّجّن يقوده الطاغوت، مهزوم النفسية منكسر الجناح يستحوذ عليه ويطوقه اليأس، إلى أمة وقفت في وجه الطاغوت، ليرتعب من خطواتها ويهتز جبروته من صرخاتها، لتكون بداية لمشروع جسده قرين القرآن صرخة في وجه المستكبرين (شعار الصرخة) الذي كان كالفتيل الذي أوقد صاروخ العزة والكرامة ليسقط بحممه المحرقة والمشتعلة على رؤوس أعداء الأمة .
وهذه حكاية الحقيقة، التي تحمّل فيها قرين القرآن الأعباء والمتاعب، وضحى بحياته في سبيل أن يوصل الهدى والمنهج القرآني للعالم، وكانت منطقة (صعدة) هي المركز التي قدم منها الشهيد القائد الدروس للعامة الموضحة للمنهج القرآني والدافعة بالناس لصُنع الثقة بالله عز وجل لتنتشر دروسه التي كشفت الحقائق وأزاحت الغمة، لتصل إلى كثير من مناطق الجمهورية ومنها إلى كثير من بقاع هذا العالم، رغم ما واجهه من تحديات حيال ذلك، ليتحول من احتضن هذا المشروع وآمن به، كالصاروخ لا يوقفه أحد، لتكون بداية الرحلة ما بين الصرخة والانتصار، وصرخة الأمس هي صاروخ اليوم الذي زاد من وهجّه واستعاره البحر الأحمر الذي لقن العدو الدروس والعبر لمن تحدى هذا القائد ومشروعه العظيم لتزداد يوما بعد يوم الانتصارات بفضل الله وعونه ومنته، لتظل الصرخات عالية والقبضات مرتفعة، لتستمر الرحلة ما بين الصرخة والانتصار

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ما بین

إقرأ أيضاً:

مثل الشهيد مازن كمثل الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي حفظ الله جسده من الأعداء

من أحاجي الشهيد ( ١١٩٢٧ ):
○ كتب النقيب طيار عبدالرحيم الشوبلي في رثاء الشهيد نقيب طيار مازن عبدالرحيم
□ لكل شهيد قصة ولكن قصة الشهيد الأخ والصديق والدفعة النقيب طيار مازن حولي عبدالرحيم قصة متفردة.
□ مثل الشهيد مازن كمثل الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي حفظ الله جسده من الأعداء بسرب من النحل.
□ فقد حفظ الله جسد الشهيد مازن أيضا من الأعداء لأكثر من عام.
□ فقد سقطت طائرته المقاتلة ذات المقعد الواحد في منطقة لسيطرة العدو ولكن قدر الله أن تسقط في مكان به وحل شديد وطين بالقرب من ضفة النيل.
□ ونتيجة إندفاع الطائرة في السقوط فقد غرزت الطائرة بالكامل فيه الوحل ولم تنفجر، فصعب علي العدو الوصول إليها.
□ ومنذ ذلك الوقت فقد الإتصال بالشهيد وكثرت الأقوال والروايات حوله.
□ منهم من يقول: رأيته خرج بالكرسي المقذوف وسقط في النهر.
□ ومنهم من يقول: خرج وتم أسره.
□ وأخر يقول: خرج واستلموه أعيان المنطقة وخبؤوه من العدو.
□ ومنذ ذلك الوقت كنا نعيش علي أمل لقائه من جديد.
□ في هذه الأيام المباركة قامت القوات المسلحة بتحرير منطقة سقوط الطائرة من دنس العدو ، وذهب تيم لهذه المنطقة لتفقد مكانها، فوجد الطائرة غارزة في الطين تماماً، والكابينة مغلقة.
□ وبعد إزالة الطين وفتح الكابينة وجدوا الشهيد البطل قابضاً علي مقود طائرته وسبابته علي الزناد.
□ تمت مواراة جسده الطاهر في مقابر وادي سيدنا في موكب مهيب.
□ نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يتقبله الله القبول الحسن.
□ حفظ الله السودان وشعبه.
□ تقبل الله جميع شهداء حرب الكرامة من العسكريين، والمدنيين، وشفي الله الجرحي، وأعاد الله المفقودين.
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • «رحلة الإسراء والمعراج دروس وعبر» في ندوة بقصر ثقافة المحمودية بالبحيرة
  • ملتقى الجامع الأزهر: الإسراء والمعراج رحلة تكريم من الله وتثبيت للرسول في مواجهة الشدائد
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • من أسيوط إلى القاهرة.. رحلة المبتهل محمد الكحكي في محبة آل البيت
  • منة الله محسن. رحلة ملهمة لرسامة موهوبة من ذوي الهمم
  • مثل الشهيد مازن كمثل الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي حفظ الله جسده من الأعداء
  • رحلة النضال المستمر: ترابط الأحداث وعزيمة الانصار
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟