صحيفة عبرية: حزب الله اتخذ القرار الدراماتيكي
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
اعترف الجيش الإسرائيلي بأن طائرة مسيرة تابعة لحزب الله استهدفت عمق إسرائيل الليلة الماضية وأصابت موقعا يوجد به بالون التحذير التابع للقوات الجوية "تل شميم" بالقرب من مفترق جولاني.
وقال الباحث الإسرائيلي تال باري من معهد "ألما" للأبحاث فيما يتعلق بالتحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الشمال: "إن حزب الله يحاول تدمير الأصول الاستراتيجية لإسرائيل".
وأضاف أن الموقع العسكري بالقرب من تقاطع جولاني حساس بشكل خاص لما يتضمنه من أنظمة للكشف والإنذار المتقدمة وهو جزء من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ويساهم بصورة استخباراتية أساسية للدفاع عن المجال الجوي.
وأفاد بأنه وبالنسبة لحزب الله تعتبر هذه الإصابة كبيرة لأنها تسمح له بضرب الهيبة الاستخباراتية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بالون التحذير الذي استهدفوه يتضمن كاميرا متصلة بأنظمة القيادة والسيطرة الأساسية والتي يقومون من خلالها بمعالجة ونقل البيانات حول ما يحدث في لبنان.
وأفاد بأنه من الرمزي جدا أن الموقع الذي أصيبت فيه "تل شميم" والذي يتمثل دوره في التحذير من هجمات الطائرات بدون طيار، قد تعرض هو نفسه للقصف بطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله، مضيفا "إنهم يريدون تعطيل قدرتنا على تحديد الأجسام الطائرة المجهولة وتحييدها".
من جهته، صرح البروفيسور أميتسيا بارام الباحث في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا، بأن "حزب الله يكثف محاولاته لتعمية قوات الدفاع الإسرائيلية وإلحاق الضرر بمختلف وسائل المراقبة التابعة للجيش".
إقرأ المزيدوذكر أن المنطاد الذي تم استهدافه يحمل العديد من كاميرات مراقبة المثبتة على عدة زوايا تمكن الجيش من مراقبة جنوب لبنان بأكمله.
وقال إن منطاد المراقبة يقع على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود وليس على خط المواجهة، مشيرا إلى أن له قيمة استخباراتية كبيرة للغاية فهو يوفر معلومات واسعة النطاق عن أنشطة حزب الله.
وأكد الباحث الإسرائيلي أن النهج الذي يتبعه حزب الله في ضرب نقاط المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي الهدف منها ضرب وحدة المراقبة الجوية من أجل إيذاء أعين القوات الجوية والجيش الإسرائيلي، مشددا على أن هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لتل أبيب.
وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية إلى أن الطائرة بدون طيار التي تم إطلاقها الليلة الماضية ليست سوى جزء من أسلوب عمل حزب الله خلال الأشهر الماضية، وقد شهدنا مؤخرا زيادة في استخدام حزب الله للطائرات بدون طيار وزيادة في فتكها.
وخلال شهر مارس 2024 وقعت 24 حادثة تسلل بطائرات بدون طيار وفي أبريل ارتفع العدد إلى 42 حادثة وفي شهر مايو تم تسجيل 19 حادثة حتى يوم 15.
إقرأ المزيدوأكدت نقلا عن الباحث الإسرائيلي تال باري، أن قوة هجماتهم تدل على صعوبة التعامل مع هذا النوع من الأسلحة والصعوبات في القدرة على اكتشافه مبكرا، وصعوبة الكشف عن أساليب عمل حزب الله، وطريقة تحليق الطائرات بدون طيار.
وأوضحت المصادر ذاتها للصحيفة "أن سرعة الطيران التي تصل إلى 300 كم/ساعة وهي بالفعل سريعة بالنسبة لطائرة بدون طيار وبالتالي عملية الكشف عنها بواسطة الرادارات يعد أمرا صعبا".
ووفق الصحيفة فإن التضاريس الجبلية تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لقدرات الكشف للرادارات العاملة في المنطقة.
كما وصف المحلل الأمني بصحيفة "هآرتس" العبرية يوسي ميلمان استهداف حزب الله لمنطاد مراقبة عسكري في عمق إسرائيل عبر طائرة مسيرة، بأنه "إنجاز استراتيجي".
وقال عبر منصة "إكس" الخميس: "أطلقت طائرة مسيّرة أمس الأربعاء إلى منطقة مفرق جولاني في عمق إسرائيل، وأصابت موقع بالون منطاد المراقبة الكبير تل شميم".
إقرأ المزيدوتابع يوسي ميلمان: "هذا إنجاز استراتيجي لحزب الله الذي اخترقت مسيراته نظام الدفاع الجوي".
وتحت عنوان "حادثة صعبة وخطيرة" كتبت "معاريف": "اعترف الجيش الخميس بأن طائرة مسيرة لحزب الله أصابت داخل عمق إسرائيل موقع بالون التحذير "سكاي ديو" التابع للقوات الجوية وهذه ضربة لموقع استراتيجي".
وأفادت بأنه "تم تطوير نظام تل شميم من جانب شركة رافائيل وغيرها من شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لاستخدامه أداة لتحذير القوات الجوية".
وأوضحت الصحيفة أن "حزب الله أطلق طائرتين مسيرتين مفخختين فأسقطت أنظمة الدفاع الجوي إحداهما بينما لم ترصد الأخرى فتسللت لفترة طويلة في سماء الشمال وقطعت عشرات الكيلومترات".
وأردفت أنه "تم توجيه المسيرة باتجاه منطقة مفرق جولاني في الجليل الأسفل وانفجرت في موقع بالون المراقبة".
المصدر: "معاريف" + "هآرتس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: حزب الله حزب الله حزب الله أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية الجيش الإسرائيلي القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو بيروت تل أبيب حزب الله صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى وفيات إقرأ المزید عمق إسرائیل لحزب الله بدون طیار حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".
وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".
ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 قواسم مشتركةورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.
ظهور حزب الله
وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى.
السابع من أكتوبر
وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.
محاولات تطبيع سابقة
ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.
وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".
هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025 خطورة حزب اللهبحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.