يبدو أن نهاية الحرب الإسرائيلية بعيدة المنال مثلها مثل تحقيق الأهداف التي وضعتها حكومة الاحتلال لنفسها، لا سيما مع عودة عناصر حماس إلى شمال غزة وخاصة مخيم جباليا الذي يشهد عمليات عسكرية جديدة.

وجاء ذلك في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أعده كل من لوفدي موريس، وشيرا روبن، وحازم بعلوشة.

وذكر التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين باتوا يقدمون تقييمات صريحة حول مرونة حماس، وأن "إسرائيل أعلنت الإنتصار بمخيم جباليا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي"، معتبرة أنها "كسرت سيطرة الحركة على معقلها التقليدي في القطاع".



ونقل التقرير عن قال قائد الفرقة الـ 162 في الجيش الإسرائيلي ايتزيك كوهين قوله حينها: "جباليا لم تعد كما كانت.. قتل مئات الإرهابيين واعتقل 500 من المشتبه بهم".

وبعد خمسة أشهر، عادت القوات البرية الإسرائيلية إلى جباليا، وتقوم بالتقدم في المخيم المكتظ بالسكان، مستخدمة الدبابات ومدعومة بالغارات الجوية، وفي سلسلة مما يطلق عليها العسكريون الإسرائيليون "عملية إعادة تنظيف" ضد حركة حماس التي قام مقاتلوها بإعادة تجميع أنفسهم بسرعة في المناطق التي خرج منها الإسرائيليون.


وأضاف التقرير أن العملية العسكرية المتقدمة سريعا تحولت إلى حرب استنزاف طاحنة، بشكل يدلل بعدها عن تحقيق هدفها العسكري الرئيسي وهو التفكيك الكامل لحركة حماس، موضحا أن حماس، التي تعتمد على كم كبير من المقاتلين الجاهزين للمشاركة وشبكة أنفاق واسعة ومتماهية بالنسيج الإجتماعي، قادرة على الصمود أمام هجوم عسكري ساحق. 

وتتزامن عودة الجيش الإسرائيلي إلى الشمال مع الحملة العسكرية ضد رفح بجنوب غزة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني، وهي المعركة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "المعركة الأخيرة" والتي سيتحقق فيها "النصر الكامل" ضد حماس. 

ورغم ذلك، فإن مسؤولين أمريكيين وبعض من أعضاء حكومة الحرب التي يترأسها نتنياهو يقدمون تقييمات مختلفة وصارخة حول مرونة الحركة وفشل رئيس الوزراء التحضير لما بعد الحرب في غزة.

والأربعاء، طالب وزير الحرب يوآف غالانت، نتنياهو تقديم التزام بأن "إسرائيل" لن تدير القطاع بعد الحرب، وسط مخاوف من قادة الجيش أنهم يديرون عملية زاحفة تنتهي بإعادة احتلال كامل غزة. 

وحذر غالانت قائلا إن "حماس قد تستعيد قوتها طالما ظلت تسيطر على الجانب المدني"، وعليه فالفشل في تقديم "سلطة حكم بديلة" هو "مساو للاختيار بين  أسوأ الخيارين: حكم حماس أو سيطرة إسرائيل على غزة". 

وردد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، نفس اللازمة يوم الإثنين، قائلا: "الضغط العسكري ضروري ولكنه ليس كاف لهزيمة حماس بالكامل، لم ترفق جهود إسرائيل بخطة سياسية لمستقبل غزة والشعب الفلسطيني، فسيستمر الإرهابيون بالعودة".


وفي الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن إسرائيل قتلت 14 ألف من عناصر حماس، لكن الجيش الإسرائيلي وضع الرقم في الشهر الماضي بـ 13 ألف، رغم عدم وجود ما يؤكد الأرقام. 

وحتى لو حدث فهو لا يتعدى نصف القوة القتالية لحماس، ولا يأخذ بعين الإعتبار الفصائل الصغيرة التي تتنافس مع حماس للتأثير في غزة. 

وقتلت الحرب حتى الآن أكثر من 35,000 فلسطينيا حسب وزارة الصحة في غزة والتي تقول إن معظمهم من النساء والأطفال، وتم تدمير النظام الصحي في القطاع واستحكمت المجاعة في شمال غزة، حسب مديرة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وعلق الباحث في وقفية كارنيغي للسلام العالمي والمعهد الملكي للدراسات المتحدة أتش إي هيلير: "لن أستغرب لو لم تقم حماس والجماعات المتشددة الأخرى بتجميع صفوفها من جديد وبسهولة".

وقال هيلير "الحركة وإن أضعفت بشكل جوهري ومتميز لكنها ناشطة في غزة منذ ثمانينات القرن الماضي وتديرها منذ عام 2007 ولهذا فهي لن تختفي بسهولة". 

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي  الذي يعد واحدا من "أقوى الجيوش" في العالم وبعد سبعة أشهر من القصف الجوي والمدفعي والعمليات البرية "لا يزال بعيدا عن تحقيق النصر".

وبحسب سكان في مخيم جباليا، فعندما انسحب الجيش الإسرائيلي من المخيم، عادت حماس وبدأت حملة تجنيد وتوفير وظائف وإقامة مقرات لها. 

وقال مواطن في المخيم عمره 42 عاما "كان هناك حضور للشرطة ولكن بدون زي وكلهم كانوا بزي مدني". 


نقلت الصحيفة عن الجنرال تامير هيمان، المسؤول السابق للإستخبارات العسكرية حديثه عن عدة "طبقات" لمقاتلي حماس في المدينة، مضيفا أن العملية ستركز على الناس المختبئين تحت الأرض وتحت المنشأت العسكرية  وغيرهم فوق الأرض ولهم علاقة بالطبقة تحت الأرض.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن  273 من جنوده قتلوا في غزة منذ العملية في تشرين الأول/ أكتوبر. 
ورغم انخفاض مستوى الرشقات الصاروخية المكثفة من قطاع غزة إلا أن الهجمات الصاروخية لم تتوقف، حيث شوهد صاروخ في الجو متجها نحو بلدة سديروت.

ويعتقد الجنرال إسرائيل زيف أن الجيش في طريقه لقتال  "حرب متعددة المستويات" كما فعل في جنوب لبنان بالثمانينات من القرن الماضي. وهي الحرب التي شهدت معارك شرسة واحتلالا لمدة 15 عاما وفشلت في تحييد حزب الله.

 وقدر زئيف قدرات حماس بـ 20 ألف مقاتل، وأنها تستطيع تجنيد 40 ألف آخرين، قائلا: إن الإنجازات العسكرية الأولى "تبخرت" بسبب غياب الخطة السياسية. 

وأضاف "لو كنت تمارس العمل العسكري فقط بدون حل دبلوماسي، فأنت في مستنقع، وإسرائيل عالقة في غزة". 

ورفض نتنياهو الخطط الأمريكية لمنح السلطة الوطنية دورا في إدارة غزة، كما أن رفضه لمعالجة جوهر النزاع يمنع الدول العربية من المشاركة في التخطط لما بعد الحرب. 

ويقول هيلير "من يريد المجيء والحكم والتحول بالضرورة لشرطة للاحتلال الإسرائيلي؟".

 ورفض نتنياهو الحديث عن "اليوم التالي" ووصفه الأربعاء بأنه "كلام فارغ" ولا معنى له طالما ظلت حماس تسيطر عسكريا على غزة. 

وبدون خطة يحذر الخبراء العسكريون من أن "إسرائيل" تسير نحو احتلال جديد وهو سيناريو كابوسي للجيش وسط رفض الإدارة الأمريكية للوجود العسكري في غزة فهي كما تقول "أرض فلسطينية وستظل أرضا فلسطينية".


وتحدث غالانت في تشرين الأول/ أكتوبر قائلا إن "سحب المسؤولية الإسرائيلية عن الحياة في غزة" هو واحد من أهداف الحرب، وبعد سبعة أشهر باتت الأمر إمكانية بعيدة. 

وقال كوبي مايكل، الخبير في معهد دراسات الأمن القومي "للأسف لم نلق بالا لاستبدال حماس"، مضيفا "الخيار الوحيد هو إدارة عسكرية مؤقتة تتولى إدرارة المنطقة والمساعدات الإنسانية للسكان"، حيث لاحظ أن هذه الفكرة تناقش بجدية في أوساط المؤسسة العسكرية.

وهذا قريب من تصريحات نتنياهو الذي أكد على غزة منزوعة الأسلحة بعد "الإنتصار" في الحرب، مما يعني بقاءها في غزة "لو اقتضى الأمر وجودك في الداخل فيجب أن تكون في الداخل". 

وقال المعلق الأمني في صحيفة "هآرتس"، يوسي ميلمان أن الجيش الإسرائيلي فقد بوصلته  "فهم مثل الزومبي يتجولون هنا وهناك" و "لا يعرفون ماذا يفعلون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلية غزة جباليا إسرائيل غزة حرب غزة جباليا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

أزمة جديدة تضرب الجيش الأوكراني في الحرب مع روسيا

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، يبدو أن قوات كييف تواجه أزمة جديدة، تتمثل في التدريب غير الكافي والإرهاق وارتفاع سن الجنود، الأمر الذي يؤثر على قدرتهم على البقاء في ساحة المعركة وفق ما يذكره تقرير كريستوفر ميلر في صحيفة "فايننشيال تايمز".

وعلى مدى 6 أيام شاقة في وقت سابق من هذا الشهر، تمكن فريق صغير من الجنود الأوكرانيين ذوي الخبرة من الصمود في وجه الهجوم الروسي المتواصل، على موقعهم على الجبهة الشرقية.

"But despite these achievements, Ukraine’s troops and their commanders are growing concerned over manpower problems, particularly the quality of new recruits and the speed at which they are injured or killed in combat.

The Ukrainian infantry is most acutely affected: its troops… pic.twitter.com/4Y7iaIZJSb

— Rob Lee (@RALee85) September 27, 2024

وقال قائدهم في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، إن الرجال الستة، الذين تبلغ أعمارهم جميعاً أقل من 40 عاماً ولديهم عامين من الخبرة القتالية، صمدوا في أرضهم رغم وابل الصواريخ وقتلوا أكثر من 100 جندي روسي.

وبالقرب من خط المواجهة جنوب شرق بوكروفسك، المدينة التي تسعى روسيا إلى احتلالها، يقول القائد: "عندما خرجوا، كانوا يرتجفون، لم يناموا أو يرتاحوا، لكن هؤلاء الرجال قاموا بوظيفتهم وحافظوا على الخط".

وكانت القوات التي حلت محلهم أقل نجاحاً، فمن بين الجنود الثمانية الذين تم استبدالهم، كان اثنان فقط لديهما خبرة قتالية سابقة. وقُتِل أو جُرِح جميع المجندين الجدد الستة ــ الذين تجاوزت أعمارهم الـ 40 عاماً ــ في غضون أسبوع، مما أجبر الوحدة على التراجع.

Ukraine’s new infantry recruits ‘freeze’ in face of Russian onslaught - Ukraine’s troops and their commanders are growing concerned over manpower problems, particularly the quality of new recruits and the speed at which they are injured or killed https://t.co/0d2Pow2foK via @FT

— Alexander von Witzleben (@AlexWitzleben) September 27, 2024 قلق أوكراني رغم الصمود

ويشير التقرير إلى أنه منذ بدء الحرب في عام 2022، دافعت القوات الأوكرانية بشجاعة عن أراضيها ضد القصف الروسي والهجمات البرية. وبحسب الكاتب، ألحقت قوات كييف خسائر فادحة بالجيش الروسي هذا العام، وأثبتت أنها لا تزال قادرة على الاستيلاء على المبادرة عندما غزت منطقة كورسك الجنوبية في روسيا.

ولكن على الرغم من هذه الإنجازات، فإن القوات الأوكرانية وقادتها يشعرون بقلق متزايد إزاء مشاكل القوى العاملة، وخاصة نوعية المجندين الجدد وسرعة إصابتهم أو مقتلهم في المعارك.

وتتأثر قوات المشاة الأوكرانية بشكل حاد، إذ تعاني قواتها من الإرهاق وانخفاض الروح المعنوية، مما دفع البعض إلى التخلي عن مواقعهم والسماح لروسيا بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، وفقاً لقادة الخطوط الأمامية.

وعلى طول الجبهة في دونيتسك، قال 4 قادة ونائب قائد ونحو 10 جنود من 4 ألوية أوكرانية للصحيفة، إن المجندين الجدد يفتقرون إلى المهارات القتالية الأساسية والدافع، وغالباً ما يتخلون عن مواقعهم عندما يتعرضون لإطلاق النار. وقدر القادة أن ما بين 50 إلى 70% من قوات المشاة الجديدة، قُتلوا أو جُرحوا خلال أيام من بدء دورتهم الأولى.

A Ukrainian hero received 5 bullet wounds during a mission and was saved by a drone and the Bradley crew from the 47th Mechanized Brigade. pic.twitter.com/Ya2IczWxFE

— Kvist.P ???????????????? (@kvistp) June 9, 2024

وقال نائب قائد اللواء الآلي 72 في أوكرانيا، الذي يقاتل بالقرب من مدينة فوهليدار الشرقية، وهي حصن رئيسي يحاول الروس تطويقها، "عندما يصل الرجال الجدد إلى الموقع، يهرب الكثير منهم عند أول انفجار قذيفة".

ويشكل هذا الوضع تحدياً كبيراً لأوكرانيا التي تقاتل على الجبهة الجديدة في كورسك بينما تحاول في الوقت نفسه صد قوات موسكو في شرقها، كما تضغط كييف على شركائها الغربيين للحصول على المزيد من المساعدات لمساعدتها على تحويل مسار الحرب.

مساع أوكرانية

وفي الأسبوع الماضي، سافر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة، لمحاولة إقناع إدارة بايدن بدعم "خطة النصر"، وإجبار فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، عاجلاً وليس آجلاً.

ولكن لإبرام صفقة مع الرئيس الروسي لا ترقى إلى مستوى الاستسلام من جانب كييف، يحتاج زيلينسكي إلى دعم غربي أكبر، بما في ذلك ضمانات أمنية غير مسبوقة، لمساعدة قواته المتعثرة على خط المواجهة.

"نحن في حاجة ماسة إلى جنود أقوياء"، هذا ما أكده أحد القادة الذي يستخدم الاسم الحربي "المحامي"، لأنه عمل محامياً قبل الحرب.

وقال مسؤولون أوكرانيون كبار، إن حملة التعبئة الأخيرة سمحت لأوكرانيا بتجنيد نحو 30 ألف جندي شهرياً منذ مايو (أيار) الماضي، عندما دخل قانون التجنيد الجديد حيز التنفيذ. وهذا يعادل عدد القوات التي تمكنت روسيا من تجنيدها من خلال عرض مكافآت ضخمة ورواتب سخية.

ولكن القادة على الأرض والمحللين العسكريين، حذروا من أن القوات التي تم تجنيدها حديثاً ليست متحفزة للغاية، وغير مستعدة نفسياً وجسدياً - ويتم قتلها بمعدل ينذر بالخطر نتيجة لذلك.

وقال أحد القادة، الذي تدافع وحدته عن مواقع حول كوراخوف، حيث حققت القوات الروسية مكاسب في الأسابيع الأخيرة، إن "بعض الرجال يتجمدون لأنهم يخافون جداً من إطلاق النار على العدو، ثم يغادرون في أكياس الجثث أو مصابين بجروح خطيرة".

ويشير القادة إلى أن العديد من المجندين الجدد يهربون بعد فترات قتالية صعبة، ويعود بعضهم في حالة من الصدمة والإرهاق الشديدين إلى الحد الذي يجعلهم يُنقلون إلى أجنحة الطب النفسي.

Uniparty on full display: McConnell and Schumer walk through with Zelenskyy in Washington, DC pic.twitter.com/zIiSZSckto

— TheBlaze (@theblaze) September 26, 2024

وقد أدت العديد من عمليات التدوير الفاشلة في الأشهر الأخيرة إلى تحقيق روسيا مكاسب أسهل من المتوقع تجاه بوكروفسك.

وقال نائب القائد: "نحن أكثر عرضة للخطر أثناء فترات التناوب، ففي هذه الفترة تكون روسيا قادرة على التقدم... والمشاة عنصر حاسم في دفاعنا".

وأفاد قائد آخر على الجبهة الشرقية، بأن الجنود المخضرمين "يتعرضون للقتل بسرعة كبيرة"، ليحل محلهم في الغالب رجال أكبر سناً بلا خبرة وفي حالة بدنية أسوأ. إن العمر يشكل مصدر قلق رئيسي - حيث يبلغ متوسط عمر الشخص في الجيش الأوكراني 45 عاماً.

ومن بين حوالي 30 جندي مشاة في وحدة، قال نائب قائد اللواء 72، كان نصفهم في المتوسط في منتصف الأربعينيات من العمر، و5 فقط كانوا تحت سن الـ 30 والبقية كانوا في الخمسينيات أو أكبر. وأضاف "كجنود مشاة، يتعين عليك الركض، وتحتاج إلى أن تكون قوياً، وتحتاج إلى حمل معدات ثقيلة، من الصعب القيام بذلك إذا لم تكن شاباً".

ولكن المشاكل تبدأ قبل وقت طويل، من وصول المجندين إلى ساحة المعركة، حسبما قال القادة والمحللون.

"Yes, tiredness is ravaging the Ukrainian soldiers I meet. But they never think of giving up" – Crucial work by @ngumenyuk. I talked with one of the soldiers cited here. https://t.co/Fq0XdgUtcg

— Timothy Snyder (@TimothyDSnyder) December 16, 2023 مشاكل أوكرانية

وقال ضابط أوكراني سابق يدير مجموعة فرونتيليجنس إنسايت التحليلية إن "المشكلة تكمن في نظام قديم لم يتم التعامل معه لسنوات".

وأضاف أن الجيش الأوكراني يتألف إلى حد كبير من مدنيين سابقين تم تجنيدهم، ويقوده ضباط وجنرالات بدأوا حياتهم المهنية في العهد السوفييتي ولم "يشاركوا قط في القتال".

ويلقي القادة جزءاً من اللوم على المجندين العسكريين. ويقول ميخايلو تيمبر، أحد القادة في الكتيبة 21 من لواء الرئاسة المنفصل في أوكرانيا: "سيكون من الحكمة إيلاء المزيد من الاهتمام لخصائص كل شخص وخلفيته لمعرفة المكان الذي يناسب الرجال بشكل أفضل بدلاً من إرسال الجميع إلى المشاة".

وأضاف "إنك ترى حرفياً كل طبقات المجتمع ممثلة [في المشاة]، وليس الجميع مؤهلين للجبهة".

ويؤكد تيمبر، الذي يعد أيضاً مؤسس شركة للأغذية المجففة بالتجميد والتي تحظى بشعبية بين المغامرين في الهواء الطلق والجنود، أن رواد الأعمال مثله غالباً ما يكونون الأفضل تأهيلاً للخدمة في أدوار القائد والضابط، في حين كان بعض أفضل مقاتلي الخنادق لديه من عمال المناجم وعمال المصانع السابقين.

وبحسب العديد من القادة، فإن المحكومين المفرج عنهم للخدمة في الجيش يحظون أيضاً بالتقدير على تفانيهم وقدرتهم على التكيف مع منطقة الصراع. ولكن كل قائد أكد على ما اعتبره تدريباً عسكرياً غير كافٍ للموجة الجديدة من المجندين.

وقال تيمبر إن "المدربين أنفسهم لا يمتلكون خبرة قتالية حقيقية، لذا فهم لا يعلمون المبتدئين ما يحتاج إلى معرفته للقتال، والأهم من ذلك، البقاء على قيد الحياة". ولكن بدلاً من ذلك، كان المجندون لا يزالون يتلقون تدريبات على "النمط السوفييتي"، حيث "يقوم الجيش باجتياز الجميع بعلامات جيدة وإرسالهم إلى الجبهة"، كما أوضح نائب القائد.

وأضاف أن القوات الجديدة نادراً ما تتدرب بالذخيرة الحية بسبب نقص الذخيرة. وتابع "بعضهم لا يعرفون حتى كيفية حمل بنادقهم، فهم يقشرون البطاطس أكثر مما يطلقون الرصاص"، مشيراً إلى أنه اشترى معدات لعبة البينتبول لتحل محل البنادق والذخيرة الحية، حتى يتمكن المجندون الجدد من الحصول على مزيد من التدريب دون إهدار الذخيرة الثمينة.

#Ukraine: Soldiers of the 14th Radio Technical Brigade of the Ukrainian Air Force Air Command "South" destroying a Russian Lancet loitering munition- after AKs fail, a 12g shotgun does the trick. pic.twitter.com/RVujQcnOnU

— Cᴀʟɪʙʀᴇ Oʙsᴄᴜʀᴀ (@CalibreObscura) May 31, 2023 آثار سلبية

وأوضح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي، هذا الشهر، أنه أمر بتحسين جودة تدريب المجندين الجدد من خلال اختيار "مدربين متحمسين لديهم خبرة قتالية"، وأثار إمكانية إنشاء مدرسة للمدربين.

ولكن قائد وحدة المدفعية، قال إن مقتل عشرات الآلاف من الجنود ذوي الخبرة على مدار الحرب كان له أثر سلبي: "إذا لم يكن هناك ما يكفي من الناس للقتال، فلن يكون هناك ما يكفي من الناس للتدريس".

ويؤكد القادة أنهم حاولوا تبديل القوات كل 3 إلى 6 أيام، حسب شدة وديناميكيات القتال، ولكن في بعض الأحيان قد تستمر هذه الفترات لمدة أسبوعين، وخاصة عندما ترصد الطائرات الروسية بدون طيار عملية التبديل وتهاجم الجنود عندما يكونون في أضعف حالاتهم.

وبما أن أوكرانيا لا تملك قانوناً بشأن تسريح الجنود، فمن النادر أن يُسمح للجنود بمغادرة منطقة الحرب للراحة أو زيارة عائلاتهم.

وقال "سكيف"، قائد وحدة استطلاع الطائرات بدون طيار، إنه وقع أول عقد عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014. وأضاف أن الانضمام إلى الجيش أو التجنيد "يعتبر تذكرة ذهاب فقط" إلى الحرب.

وأكد نائب القائد ذلك قائلاً إنه وقواته لم يتم إعادة تشكيلهم منذ بدء الحرب. وتابع "لا وقت لإعادة التأهيل، ولا للراحة، أرى رجالنا عندما يغادرون الخطوط الأمامية... يعانون من الإرهاق".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد ميداني بحركة حماس جنوب سوريا
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لحزب الله في وادي البقاع
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لحزب الله في منطقة صور اللبنانية
  • حماس ترد على خطاب نتنياهو
  • جرد حساب للعمليات العسكرية في الخرطوم .. معاشيون الجيش يكشفون تفاصيل المعركة
  • أزمة جديدة تضرب الجيش الأوكراني في الحرب مع روسيا
  • يديعوت عن خطابات نتنياهو: غيّر أهداف الحرب بغزة وهذه أكثر الكلمات التي ردّدها
  • نتنياهو: الحرب على غزة تنتهي فور استسلام حماس والإفراج عن المحتجزين
  • ‏نتنياهو: القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق أهداف الحرب كافة
  • ‏الجيش الإسرائيلي يشن موجة جديدة من الغارات على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان