كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية في تقرير لها عن تفاصيل مثيرة تتعلق بموقفها الأخير برفض منح ترخيص لإصلاح كابل بحري دولي على خلفية تعامل الشركة المديرة له مع جماعة الحوثي الإرهابية.

وكانت الوكالة كشفت الأسبوع الماضي عن رفض الحكومة اليمنية منح تصريح لإصلاح الكابل البحري AAE-1، الذي تضرر إلى جانب كابلين آخرين، بسبب سفينة "روبيمار" التي أغرقها الحوثيون في أواخر فبراير الماضي.

وجاء الرفض على خلفية حرمان الحكومة من خدمات الكابل عام 2018م، جراء عملية تشفير تعرض لها الكابل والبوابة الدولية التابعة لمشروع "عدن نت"، إلا أن الحكومة فشلت في استعادة الكابل جراء رفض تحالف الشركات الذي يدير الكابل التعامل معها وإصراره على التعامل مع جماعة الحوثي.

والكابل البحري AAE-1 البالغ طوله 25 ألف كيلومتر ويربط آسيا وإفريقيا بأوروبا، تم تدشينه عام 2017م ويديره تحالف يضم 20 شركة مساهمة بالمشروع من بينها شركة "تيليمن" بمساهمة بلغت (58) مليون دولار.

ويمتلك كل عضو في التحالف أسهما في الكابل وحصة من السعات، ويمكن للعضو أيضًا كسب المال عن طريق بيع السعة الزائدة على الكابل لباقي الأعضاء، وهو ما يعني حصول مليشيات الحوثي الإرهابية على عائدات بمئات الملايين من الدولارات، بسبب حرمان اليمن من الاستفادة من خدمات الكابل البحري منذ 2018م.

وهو ما أكده تقرير برلماني صادر منتصف العام الماضي، حول ملف الاتصالات ونقل عن وزارة الاتصالات قولها بأنها تعاقدت مع شركة محاماة دولية لمقاضاة التحالف المدير للكابل البحري لـ"استعادة الأموال عن السعات المباعة".

الوزارة وفي بيان لها أواخر فبراير الماضي، كشفت إصرار الشركات المديرة للكابلات البحرية التعامل مع جماعة الحوثي، على الرغم من تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية لها كمجموعة إرهابية عالمية يحظر على أي أفراد أو كيان القيام بأي أنشطة مع هذه المليشيا، ويجعل الأفراد أو الكيانات المخالفين عرضة لخطر تصنيفهم على القائمة الإرهابية.

هذا التلويح بورقة الإرهاب، يبدو أن الحكومة شرعت في إجراءات عملية لاستغلاله فيما يتعلق بالكابل البحري AAE-1، كما تكشف وكالة "بلومبرغ" الأمريكية في تقرير لها الأربعاء، وفق وثائق ومراسلات حصلت عليها.

حيث كشفت الوكالة بأن الحكومة اليمنية أخطرت الشركاء المساهمين في الكابل البحري بأنهم يخضعون للتحقيق لارتباطهم بشركة تيليمن الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وإمكانية تقديمهم دعما ماديا إلى جماعة إرهابية محددة وأنهم "ربما يمولون الإرهاب بشكل غير مباشر"، وأن الحكومة لن تعطي الضوء الأخضر لبدء إصلاحات الكابل في أراضيها.

 الوكالة الأمريكية كشفت أيضاً قيام (المدعي العام) النائب العام للجمهورية في عدن القاضي قاهر مصطفى علي بمخاطبة أعضاء تحالف الكابل البحري AAE-1، بأن الحكومة بدأت التحقيق الجنائي "المتعلق بمزاعم غسل الأموال وتمويل الإرهاب" ومطالبتهم بتقديم تفاصيل بما في ذلك المعاملات المؤسسية للتحالف وهيكل الملكية.

وحذر القاضي من أن عدم الامتثال قد يعرض لجنة تحالف AAE-1 للتشريعات الجنائية في اليمن ودول أخرى، وأضافت وكالة "بلومبرغ" بأن مصطفى قام أيضاً بمخاطبة المدعين العامين في الدول التابعة لها الشركات الأعضاء في تحالف الكابل البحري، وكذلك المدعي العام الأمريكي، لإبلاغهم بالتحقيق الجنائي، وطلب المساعدة في التحقيق، بما في ذلك إلزام الشركات في ولاياتها القضائية بتسليم المستندات.

اللافت ما أورده تقرير الوكالة وكشف انزعاج جماعة الحوثي من تحركات الحكومة، حيث نقلت الوكالة عن متحدث –لم تُفصح عن هويته– بأن وزارة الاتصالات التي يسيطر عليها الحوثيون قالت إن التحقيق الذي تقوم به الحكومة الشرعية "لا أساس له من الصحة" وإن "أي نشر لمثل هذه الادعاءات يساهم في تدمير قطاع الاتصالات اليمني".

المتحدث أضاف قائلاً: "سيكون لها آثار سلبية وضارة على مصالح الشركات العالمية واستثماراتها في المنطقة، وهو ما حذرنا منه دائما"، في رسالة تهديد غير مباشرة من قبل الجماعة الحوثية لشركات الاتصالات ولمحاولة وقف تحركات الحكومة التي تستغل انقلاب موقف الغرب من الجماعة بعد تهديدها للملاحة الدولية خلال الأشهر الماضية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: جماعة الحوثی

إقرأ أيضاً:

المغرب يعزز شراكاته الدولية في قطاع الصيد البحري على هامش معرض أليوتيس بأكادير

زنقة20| علي التومي

عقدت زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، يوم الخميس 5 فبراير 2025، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الوزراء والمسؤولين الدوليين، وذلك على هامش الدورة السابعة لمعرض أليوتيس الدولي بأكادير.

وتمحورت هذه اللقاءات، حول تعزيز التعاون في قطاع الصيد البحري مع دول إفريقية مثل الكوت ديفوار، الغابون، والصومال، إضافة إلى مباحثات معمقة مع روسيا وسلطنة عمان والاتحاد الأوروبي.

وخلال لقاءاتها مع نظرائها الأفارقة، أكدت الدريوش التزام المغرب بتطوير شراكات استراتيجية تدعم التنمية المستدامة للصيد البحري، وتبادل الخبرات في مجال تربية الأحياء المائية والاقتصاد الأزرق.

كما شددت الدرويش على أهمية تعزيز التعاون جنوب-جنوب لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة فيما يتعلق بإدارة الموارد البحرية ومكافحة الصيد غير القانوني.

ومن جهة أخرى، ناقشت كاتبة الدولة مع رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري آفاق الاتفاق الجديد بين المغرب وروسيا، والذي يهدف إلى تحقيق التوازن بين مصالح الطرفين مع ضمان استدامة الموارد البحرية.

كما بحثت مع وكيل الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان سبل تعزيز التعاون في مجالات التكوين البحري، والإنقاذ، ومراقبة أنشطة الصيد، في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين.

واختُتمت اللقاءات باستقبال السيد فرناندو أندريسن غيماريش، المدير العام لإدارة الشؤون البحرية ومصايد الأسماك بالمفوضية الأوروبية، حيث تم التطرق إلى سبل تعزيز الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في قطاع الصيد البحري.

وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة المغربية لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية رائدة في قطاع الصيد البحري، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة لهذا القطاع الحيوي.

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. جماعة الحوثي تتعسف منتسبي الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس
  • أنصار الله: تهجير سكان غزة يقوض أمن واستقرار المنطقة والعالم
  • تغيير ديمغرافي في صنعاء.. جماعة الحوثي تستولون على مرتفعات جبلية وتخصص بعضها لعناصرها القادمين من صعدة
  • المغرب يعزز شراكاته الدولية في قطاع الصيد البحري على هامش معرض أليوتيس بأكادير
  • إنتاج الصيد البحري يتجاوز 1.42 مليون طن والصادرات تفوق 31 مليار درهم (رئاسة الحكومة)
  • معرض أليوتيس 2025…الإبتكار والإستدامة في قلب مستقبل الصيد البحري بالمغرب
  • تكنولوجيا المعلومات والبرمجة.. توجيهات مهمة من السيسي لرئيس الحكومة ووزير الاتصالات
  • بيان حكومي مهم بشأن شركات قطاع الأعمال
  • ترامب يقترح سيطرة أمريكا على غزة: سنحولها الى ريفييرا الشرق الأوسط
  • قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية