تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواجه الاقتصاد الأوكراني الذى مزقته الحرب تحديات جسيمة، إذ يتأثر بشكل كبير بتصاعد العنف فى النزاع الروسى الأوكراني، وتعتبر محطات الطاقة هدفًا رئيسيًا للهجمات، ما يؤثر بشكل كبير على إمدادات الطاقة فى البلاد.

وسلَّطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تحذير جديد أطلقه البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، حيث أشار إلى تهديدٍ متجدد يواجه الاقتصاد الأوكرانى المنكوب بالحرب.

وتتمثل هذه التهديدات فى تأثير الحرب الروسية المتزايدة على محطات الطاقة، وتضطر السلطات فى كييف إلى إرسال العمال الرئيسيين إلى خطوط الجبهة للمساهمة فى الدفاع عن البلاد، ما ينتج عنه نقص فى القوى العاملة فى القطاعات الحيوية الأخرى.

وفى آخر تحديث اقتصادى أصدره، خفض البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية توقعاته للنمو، معتبرًا أن القتال المستمر فى أوكرانيا لأكثر من عامين لا يؤثر فقط على الدول المتحاربة، ولكن أيضًا على جيرانها.

وفى مقابلة أجرتها صحيفة "الجارديان" بعد الهجوم الروسى على خاركيف، ثانى أكبر مدينة فى أوكرانيا، أكدت بياتا يافورسيك، كبيرة الاقتصاديين فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، أن الحرب "ألقت بظلالها" على الوضع الاقتصادى فى أوكرانيا، حيث قام البنك بخفض توقعاته للنمو فى المناطق التى يعمل فيها من ٣.٢٪ إلى ٣٪ هذا العام.

وأشارت يافورسيك إلى تشديد الوضع العسكري، معتبرة أن حشد المزيد من الرجال للقتال سيؤثر سلبًا على الاقتصاد، بالإضافة إلى تدمير محطات توليد الطاقة الذى سيكون له تداعيات كبيرة.

وأوضحت أن القصف العنيف الذى وقع فى مارس وأبريل أدى إلى خفض إنتاج الكهرباء فى أوكرانيا بنسبة ٤٠٪، مع تدمير العديد من المحطات الحرارية والمائية، مما يجعل الوضع مليئًا بالتحديات.

وانكمش الاقتصاد الأوكرانى بنحو الثلث فى عام ٢٠٢٢ قبل أن ينتعش بشكل متواضع فى عام ٢٠٢٣. ويتوقع البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية أن ينمو بنسبة ٣٪ هذا العام.

وأكدت بياتا يافورسيك أن الأخبار الجيدة لكييف تتمثل فى تغطية الفجوة بين الإنفاق الحكومى والإيرادات هذا العام بواقع ٦١ مليار دولار من المساعدات المالية الأمريكية، وأن ممر البحر الأسود ما زال مفتوحا أمام صادراتها وأضافت: "لقد تمكنت السلطات من الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلى وهذا إنجاز كبير".

وأشارت إلى أن الحرب تمثل المجهول الكبير، حيث أن القتال العسكرى فى المرحلة الأولى وقع فى منطقة تمثل ٦٠٪ من النشاط الاقتصادى فى أوكرانيا، وعندما انتقل القتال إلى مناطق أصغر، فإن عودة المنطقة المتضررة إلى الأيام الأولى للحرب ستكون لها تأثير سلبى على الاقتصاد.

وفيما يتعلق بالاقتصاد الروسي، عدَّل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية توقعاته للنمو فى عام ٢٠٢٤، حيث ارتفعت من ١٪ إلى ٢.٥٪ هذا العام لكن يافورسيك أشارت إلى أن رحيل الشركات الأجنبية والعمال المهرة سيؤثر بشكل كبير.

وأضافت يافورسيك: "على الرغم من تحسن التوقعات على المدى القصير بالنسبة لروسيا، إلا أنها ستواجه آثار الحرب على المدى المتوسط من المتوقع أن تؤثر العقوبات وتأثير هجرة العقول سلبًا على نمو إنتاجيتها".

من جهة أخرى، أكد البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، أن ضعف الاقتصاد الألمانى والحذر بين البنوك المركزية بشأن خفض أسعار الفائدة واستنزاف المدخرات المتراكمة خلال جائحة كوفيد، ساهما أيضًا فى ضعف النمو فى المناطق التى يعمل فيها.

وأضاف: "للتوترات الجيوسياسية تأثير عميق على مناطق البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية وخارجها، مما يؤدى إلى تجزئة سريعة للتجارة والاستثمار وارتفاع ملحوظ فى الإنفاق الدفاعي".

وكانت الاقتصادات التى تتاجر مع كل من الكتلتين الشرقية والغربية متلقية كبيرة للاستثمار الأجنبى المباشر وكانت مستفيدة من التفتت.

وقالت يافورسيك إن الصين استحوذت على نصف الاستثمارات الداخلية من حيث القيمة فى مناطق البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاقتصاد الأوكراني البنك الأوروبي روسيا البنک الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمیة فى أوکرانیا هذا العام

إقرأ أيضاً:

الدريوش تعمق الفجوة بين وزارة الصيد والمهنيين

زنقة 20 | متابعة

في ظروف استثنائية يواجه فيها قطاع الصيد البحري بالمغرب أزمات متراكمة وتراجعات مقلقة غير مسبوقة، أثار خطاب زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، موجة من الجدل خلال مشاركتها في اللقاء التواصلي الأول لمنتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار، المنعقد نهاية الأسبوع الماضي بمدينة الداخلة تحت شعار “نقاش الأحرار”.

وبدت الدريوش منشغلة حسب متابعين، بتلميع صورتها السياسية وإستعراض ما اعتبرته “مكتسبات” القطاع، دون أن تتطرق للملفات الحارقة التي يعيشها، وعلى رأسها تعثر تجديد اتفاقية الصيد البحري مع الإتحاد الأوروبي ،وتفشي الصيد العشوائي، وكذا ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق الوطنية، رغم أن المغرب يُعد من كبار المصدرين.

كما تجاهلت الدريوش الحديث عن فشل المبادرة الوحيدة لقطاعها “حوت بثمن معقول”،و التي تحولت بسرعة إلى تجربة فاشلة لم تنجح في تخفيف عبء الأسعار عن المستهلكين المغاربة خاصة في ما يتعلق بسمك السردين، الأكثر استهلاكا وطنيا.

ورغم الأوضاع المقلقة التي تعيشها قرى الصيد البحري، والتي تحولت في بعض الجهات إلى بؤر للجريمة وتفتقر لأبسط شروط العيش الكريم، لم تُشر الوزيرة إلى هذه الملفات، متجاهلة كذلك الحوادث المتكررة والحرائق التي أودت بحياة عدد من البحارة، إضافة إلى ظاهرة انتشار القرى العشوائية على طول سواحل الجنوب في مشهد كارثي.

وتواصلت سياسة التجاهل بخصوص مشروع ميناء إقليم بوجدور، الذي تم تحجيمه وفق مصادر مهنية، لعدم إزعاج لوبيات قوية تنشط في الداخلة والعيون، كما لم تأت المسؤولة على ذكر مصير مطالب مجموعة القوارب المعيشية العالقة أو المركب البحري الذي اختفى في ظروف غامضة، دون أي توضيح رسمي من وزارتها.

ويرى متتبعون، أن زكية الدريوش تحاول توظيف موقعها لخدمة أجندة سياسية مبكرة استعدادًا لانتخابات 2027، عبر التعامل الانتقائي مع مهنيي القطاع، حيث يُتهم مكتبها باستقبال المقربين فقط وتجاهل باقي الأصوات المنتقدة، ما عمّق الفجوة بين الوزارة وقواعد المهنيين، خاصة في الأقاليم الجنوبية.

ويجمع فاعلون على مستوى القطاع بالمملكة، على أن قطاع الصيد يعيش حاليا أسوأ مراحله، وسط خطاب رسمي يفتقر للواقعية، ومقاربة تغيب عنها الشفافية والشمولية في التعاطي مع الأزمات المتفاقمة.

مقالات مشابهة

  • الدريوش تعمق الفجوة بين وزارة الصيد والمهنيين
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)
  • البنك المركزي يناقش إتاحة فرص التمويل للقطاع الخاص لدفع النمو
  • الإعمار: افتتاح مجسر الزعفرانية الرابط بطريق دورة - يوسفية
  • البنك الوطني الجزائري يزيد رأس ماله إلى 2.27 مليار دولار
  • رئيس الوزراء يستعرض مع محافظ البنك المركزي أداء الاقتصاد وتأثير التحديات العالمية
  • اختيار مؤيد لتزويد أوكرانيا بالسلاح وزيرا لخارجية ألمانيا
  • الحرب في أوكرانيا : بوتين يعلن هدنة لمدة ثلاثة أيام
  • كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية