التعليم التكنولوجى.. بوابة الثراء السريع
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
خبراء: المستقبل مرتبط بالتكنولوجيا.. وراتب العمل فى البرمجيات بآلاف الدولارات شهريا
فرص لخريجى جميع الكليات للتدريب بوزارة الاتصالات على تخصصات فى مجال التكنولوجيا والاتصالات
تربويون: سوق العمل سيتغير خلال خمس سنوات وستختفى وظائف وستظهر أخرى
برلمانى يطالب الحكومة بالتوقف عن إنشاء كليات غير مرتبطة بسوق العمل
جهود كبيرة تبذلها الدولة بكل مؤسساتها وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى للنهوض بالبلاد من كافة النواحى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لتنعكس بالإيجاب على حياة المواطن وتساعد فى رفاهيته، وحظى التعليم باهتمام كبير، وظهر ذلك جليًا من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية والأهلية فى السنوات القليلة الماضية، وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاحه مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، على أهمية الكليات التكنولوجية التى تجعل الخريج مطلوبا فى سوق العمل وقادرا على الحصول على راتب يبدأ من 20 ألفا وصولًا إلى 100 ألف دولار شهريًا، لافتًا إلى أن الوظائف التكنولوجية يمكن أن تدخل لمصر مليارات الدولارات، وذلك بدون الحاجة إلى إنشاء مصنع أو خلافه، وإنما تحتاج فقط إلى عقل وحاسب آلى، بخلاف الكليات النظرية التى تمنح ملايين الخريجين شهادات جامعية ولكن لا تؤهلهم إلى سوق العمل.
رسالة الرئيس
الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه رسالة لأولياء الأمور، طالبهم فيها بضرورة تعلم أبنائهم البرمجيات، قائلا: «بوصلة المصريين يجب أن تتجه لتعليم أبنائهم العمل بقطاعات الاتصالات والبرمجيات»، مضيفًا: «عايزين تدخلوا ولادكم آداب وتجارة وحقوق؟!.. وفى الآخر تزعلوا منى ومن الحكومة أنهم مش شغالين»، وواصل: «لما ولادنا يشتعلوا فى البرمجة الحديثة هتوصل مرتباتهم الشهرية لـ 20 ألف دولار ويمكن تبقى 100 ألف دولار.. ولما تشتغل وتجيب فلوس هتقدر تصرف على أسرتك وتشترى عربية.. لكن لو شغلك على قدك يبقى هتشتغل علشان تاكل بس».
وتحدث الرئيس عن جهود الدول فى دعم الوظائف التكنولوجية الحديثة التى توفر أموالا طائلة، قائلًا: «من غير ما أجيب أسماء دول.. فيه بلاد عدد سكانها بسيط جدا جدا لا يتعدى الملايين بعدد أصابع اليدين.. وبتعمل فى المستوى الثالث من الوظائف التكنولوجية الحديثة أكثر من نصف مليون شخص.. يعنى لو 700 ألف شخص شغالين فى المجال ده.. وكل واحد بيعمل 100 ألف دولار شهريًا.. يعنى 70 مليار دولار.. ده عقل.. لا عاوز مصنع ولا حاجة خالص.. ده عاوز دماغ وحاسب».
ودعا الرئيس السيسى الطلبة والشباب إلى التوجه نحو الوظائف التكنولوجية التى تدر دخلًا دولاريًا، يساعد فى الخلاص من الأزمة الاقتصادية وتحسين حياة الإنسان ورفاهيته.
بشائر التكنولوجيا
بعد حديث الرئيس السيسى، زف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نبأ سارا للشباب، معلنا أنه تم التعاقد مع 60 شركة لتوفير 65 ألف وظيفة للشباب، فى إطار توفير فرص عمل مناسبة وملائمة لجميع الشباب تناسب احتياجاتهم ومؤهلاتهم العلمية.
وأكد «طلعت» فى تصريحات متلفزة بأنه يتم توفير فرص عمل عن بعد للفتيات بالقرى من خلال الإنترنت، قائلًا: «نقوم بتدريب عقول الشباب بفكر ابتكارى وإنتاج إبداعى لتحقيق قيمة عالية».
وأشار الوزير إلى أن خريجى كليات الاتصالات يجدون فرص عمل بسهولة عقب تخرجهم، لأن السوق فى احتياج مستمر لهم، ويتم توفير فرص تدريبية كبيرة للجميع من خريجى الجامعات والكليات المختلفة من الكليات النظرية أو الأدبية أو كليات الفنون التطبيقية، مضيفًا: «نقوم بتدريب الشباب على تخصصات فى مجال التكنولوجيا والاتصالات، ولدينا خريجون من كليات مختلفة سواء نظرية أو أدبية أو فنون تطبيقية».
كما أكد أن الوزارة تهدف إلى الحفاظ على جودة البيانات ونقائها من خلال إنشاء مراكز للبيانات، حيث يتم السماح للجهة المقدمة للخدمة بإنشاء البيانات والتعديل عليها وتصحيحها وتحديثها بشكل مستمر، مشيرًا إلى أنه يتم التعاون مع وزارة العدل بشكل موسع؛ لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى عملية الميكنة، فضلا عن تطويع برامج تبنى على الذكاء الاصطناعى لتكون مساعدة للقاضى فى البحث عن القضية قبل إصدار حكم المحكمة.
واستطرد قائلًا: إنه يتم العمل على مضاعفة شبكات الاتصالات لتصل إلى 2650 كيلو لاستقرار الخدمة إلى الدول المعتمدة على مصر فى خدمات الإنترنت، قائلًا: «هنقدم خدمة متميزة فى مجال الإنترنت».
من الثانوية إلى الكلية
قدم الدكتور محمد فتح الله الخبير التربوى وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومى للامتحانات، نصائح لطلاب الثانوية العامة بالاختيار الجيد للكلية التى سيلتحقون بها وفق احتياجات سوق العمل.
وقال «فتح الله» إن العبرة ليست بالالتحاق بما يسمى كليات القمة ولكن العبرة بدراسة ما يحتاجه سوق العمل بالفعل وبما يتوافق وميول وقدرات ورغبات الطالب، موضحا أن سوق العمل بعد أربع أو خمس سنوات سيحدث به تغييرات كثيرة وستختفى وظائف وتظهر وظائف أخرى وفق التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى.
وتوقع الخبير التربوى أن تكون هناك تغيرات فى نمط القبول فى الكليات، وأن كليات الذكاء الاصطناعى وكليات الحاسبات والكليات التكنولوجية ستحتل المرتبة العليا فى رغبات الطلاب، موضحا أن كل الأساليب التقليدية والورقية فى كل المجالات بدأت تتناقص فى مقابل كل ما هو إلكترونى.
توطين تدريس تكنولوجيا
كشف الدكتور تامر شوقى الخبير التربوى والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، عن متطلبات توطين تدريس تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها فى التعليم المصرى، وقال إن العملية تحتاج إلى تأهيل معامل الكمبيوتر بالمدارس بحيث تشمل أجهزة حديثة مع تغطيتها بشبكات إنترنت فائقة السرعة، وإتاحة الأجهزة الذكية لطلاب المدارس بأسعار مدعمة من سن مبكرة، والتوسع فى تعيين معلمين بمرتبات مجزية من خريجى كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة وعدم الاكتفاء بخريجى كليات التربية النوعية فقط.
وطالب «شوقى» بسرعة البدء فى تدريس المقررات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى فى جميع الصفوف الدراسية حتى التخرج من الجامعة، فضلا عن تنظيم مسابقات بين المدارس فى مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى، ورعاية الطلاب المتميزين فى مجال تكنولوجيا المعلومات واكتشافهم من سن مبكرة، وإنشاء إدارة خاصة بتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى تتولى اكتشاف الطلاب المتميزين وإعطاء أولوية فى التعيين بأى وظيفة لمن يمتلكون مهارات تكنولوجية فى مجالات تصنيع وابتكار البرمجيات.
كما طالب الخبير التربوى، بتوقيع اتفاقيات مع شركات البرمجة العالمية فى مصر لتتولى تدريب طلاب المدارس والجامعات على مهارات التكنولوجيا الحديثة ومنحهم شهادات فى ذلك ليكونوا مؤهلين لسوق العمل، بالإضافة إلى إدخال التعليم الرقمى فى المناهج الدراسية بما يسمح للطلاب التعامل مع التكنولوجيا عن قرب، وذلك للتغلب على مشكلات فوبيا التكنولوجيا لدى بعض الطلاب. وإتاحة الفرصة للطلاب المتميزين فى مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى سواء من طلاب المدارس أو الجامعات للسفر للخارج لدراسة علوم البرمجيات سواء على مدار ثلاثة شهور فى السنة أو فصل دراسى كامل.
تكنولوجيا بلا بطالة
وشدد الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، وأستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، على أهمية ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، من توجيه الطلاب لدراسة ما يتعلق بالرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدًا أن المستقبل يرتبط ارتباطا كبيرا بمجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى.
وأضاف «حجازى»: مجالات العمل الحالية مرتبطة بالوظائف التكنولوجية ودراسة الرقمنة تزيد من دافعية الطالب ويجعل لتعلمه معنى وقيمة وتساعد فى رفاهيته، مشيرًا إلى أن دراسة المواد التكنولوجية تسهم فى القضاء على الكثير من المشكلات النفسية والتربوية التى يعانى منها المجتمع نتيجة البطالة أو امتلاك مهارات غير مطلوبة فى سوق العمل.
وتعمل الرقمنة، على تنشيط كل من منظومة التعليم ومنظومة العمل وتحقيق التوازن المطلوب لنمو وتطور المجتمع، كما تساعد فى القضاء على كثير من المشكلات التى يعانى منها النظام التعليمى مثل كليات القمة والدروس الخصوصية والغش.
وأضاف أستاذ علم النفس التربوى، أن هذا المجال المهم يفتح آفاقا جديدة للاستثمار والمنافسة على المستوى العالمى فى قطاع مهم وحيوى وهو قطاع التكنولوجيا، ويتيح الفرصة للطلاب للاتجاه نحو الابتكار والإبداع والبعد عن القوالب الجاهزة والنمطية فى الدراسة والعمل.
دراسة سوق العمل
النائب إيهاب وهبة عضو مجلس الشيوخ، طالب وزير التعليم والجهات المعنية بالأمر، بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل وبحث مشكلات الكليات النظرية، لتخريج جيل قادر على الالتحاق بسوق العمل مباشرة والقضاء على البطالة.
وأكد «وهبة» أن الجودة من أهم العناصر التى يحتاجها قطاع التعليم، مشيرا إلى ما أثاره الدكتور نبيل دعبس رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى والاتصالات بمجلس الشيوخ، بأن الأردن أصبحت الآن قبلة للتعليم فى الوطن العربى بعد أن كانت مصر، وهو أمر شديد الأهمية، وبريطانيا يدخلها نحو 600 ألف طالب للتعليم الجامعى من خارج بريطانيا بسبب جودة التعليم، يقدمون نحو 15 مليار جنيه إسترلينى.
ربط الشهادة بسوق العمل
وقال الدكتور مجدى حمزة الخبير التربوى، إن هناك طفرة فى التعليم العالى بمصر خلال السنوات الماضية ولا بد من تطوير برامج الكليات واستحداث كليات بديلة تتماشى مع سوق العمل، مؤكدًا أنه يوجد العديد من الكليات الحديثة فى تنسيق الجامعات 2024 هى كليات الذكاء الاصطناعى وعلوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء ببنى سويف، وكلية الدواء الطبيعى بالسويس، وكلية تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط، وكلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان، وكلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى أن هناك توجها لإنشاء العديد من الكليات الجديدة واستحداث البرامج الجديدة فى كافة الكليات وعلى مستوى الجامعات المصرية، ومنها أول كلية للدراسات العليا للنانو تكنولوجى فى مصر والشرق الأوسط.
وتابع «حمزة»: إنه يجب اختيار التخصص الذى يدرسه الطالب بالتشارك بينه وبين ولى أمره، بحيث يكون رأى الطالب هو الأساس، وليس العكس، ونحن فى الوقت الحالى نتمتع فى مصر بتنوع كبير فى الكليات والجامعات التكنولوجية التى تتناسب مع متطلبات سوق العمل التى تفرض علينا دراسة برامج تعليمية جديدة.
وتوقع الخبير التربوى، انخفاض أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية مثل الآداب والحقوق والتجارة، واتجاههم للدراسة بالكليات التكنولوجية لضمان الحصول على فرصة عمل فور التخرج براتب مميز.
وكان الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، قد أكد فى تصريحات له، أن التخصصات التعليمية ستتغير بقدوم عام 2040، وستدخل تخصصات جديدة مثل علوم الفضاء والطاقة النووية، مشيرا إلى إنفاق مبالغ كبيرة فى البنية التحتية للتحول الرقمى وتحويل الجامعات إلى جامعات تكنولوجية، مؤكدًا أن الكليات النظرية تمثل 68% من الطلبة، وسوق العمل لا يحتاج هذه النسبة، لذلك هناك اهتمام بتخصصات جديدة لتلبية سوق العمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خبراء شهريا مرتبطة بسوق العمل يطالب الحكومة ب وزارة الاتصالات الرئیس عبدالفتاح السیسى الوظائف التکنولوجیة الذکاء الاصطناعى الکلیات النظریة بسوق العمل ألف دولار سوق العمل ا إلى أن فى مجال قائل ا
إقرأ أيضاً:
باورسكول تصدر دراسة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في التعليم ومستقبل سوق العمل
قال فادي عبد الخالق نائب الرئيس والمدير العام لباورسكول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إن التعليم يمر حالياً بنقطة تحول مع المتطلبات المتغيرة لسوق العمل، مما يستدعي مواكبة النظام التعليمي لهذه التطورات استعداداً لاحتياجات المستقبل. وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على مستقبل العمل، حيث يسهم في سد الفجوة بين مراحل التعليم المختلفة وصولًا إلى سوق العمل، ويساعد الطلاب على فهم المهارات المطلوبة والحصول على التأهيل اللازم لمواكبة متطلبات السوق المتغيرة.
وأضاف عبد الخالق أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في استخلاص المعلومات من قاعدة بيانات الطالب، مما يساعده على اختيار المسار المهني الأنسب له. كما أشار إلى أن باورسكول تقدم في المعرض والمؤتمر العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS، حلولاً مبتكرة تشمل منصة MyPowerHub، التي تسهل التفاعل بين المدارس وأولياء الأمور والطلاب، وتوفر متابعة شاملة للتقدم الأكاديمي للطلاب. كما قدمت الشركة مساعداً تعليمياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي PowerBuddy، والذي يوفر دعماً مخصصاً للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور بناءً على احتياجاتهم.
وتابع قائلاً إن باورسكول، بالتعاون مع شركة YouGov، أجرت دراسة شملت أكثر من 300 مدير مدرسة ومعلم في الإمارات والسعودية، وتستكشف الدراسة وجهات النظر الحالية حول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم وتوقعات الاتجاهات المستقبلية، حيث أظهرت أن 86٪ من المعلمين في الإمارات يطمحون لاستخدام المزيد من التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في حين يشعر 91٪ من المعلمين في الإمارات والسعودية بأن هذه التقنيات ساعدت في تحسين مهامهم اليومية.
وأكد عبد الخالق على أن حلول باورسكول تعزز دور المعلمين وتبسط سير العمل عبر دمج الوصول إلى الأدوات التعليمية الضرورية، مما يسهم في تحسين أداء الطلاب ويوفر تجربة تعلم مخصصة. وأشار إلى أن 51٪ من المعلمين في الإمارات يرون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر لهم بين 10 و15 ساعة أسبوعياً من خلال أتمتة التقييمات.
وفي سياق التحديات، قال عبد الخالق إن النمو الهائل في حجم المعلومات والحاجة إلى مهارات مرنة يضع ضغوطاً على المعلمين، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تقديم تجربة تعلم مخصصة، مشدداً على أهمية تدريب المعلمين للاستفادة من هذه التقنيات بالشكل الأمثل.