ماذا بعد؟... ”الانتقالي” يلوّح بخطوات تصعيدية في حال استمرار الأزمات!
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
ماذا بعد؟... ”الانتقالي” يلوّح بخطوات تصعيدية في حال استمرار الأزمات!.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
الإعلام بين الأزمات والحلول
الإعلام هو السلاح الذى يسبق الطلقات الأولى فى كل أزمة عبر التاريخ، حيث لعب الإعلام دورًا حاسمًا فى تشكيل الوعى الجمعى سواء لخدمة الحقائق أو تشويهها، بدءًا من الحروب التقليدية إلى المعارك الفكرية، كان الإعلام أداة للدعاية والبروباجاندا، وأحيانًا وسيلة للإثارة العاطفية التى تؤجج الصراعات بدلًا من تهدئتها.
عندما نتأمل تأثير الإعلام، نجد أنه غالبًا ما يبدأ بصياغة روايات تتجاوز الحقيقة مستغلًا أدوات مثل الكذب والتضليل والإشاعة وغسيل الدماغ، تصنع هذه الأدوات صورًا زائفة للواقع، ما يؤدى إلى تلوين الرأى العام ودفعه نحو مواقف تخدم مصالح معينة على حساب الحقيقة.
ولم تكن الحروب السياسية أو الاقتصادية لتصل إلى ذروتها دون دور الإعلام فى إشعال فتيلها، حيث التلاعب بالمعلومات، تضخيم الأحداث، واستغلال العواطف هى آليات تُمكن الجهات الفاعلة من خلق أزمات عابرة للحدود، حتى الذباب الإلكترونى أصبح لاعبًا مؤثرًا فى توجيه النقاشات، سواء لإشعال الخلافات أو لإخماد أصوات الحق.
هذا يجعلنا نتساءل: إذا كان الإعلام هو أداة الأزمات، فهل يمكن أن يكون أيضًا أداة للحلول؟
اليوم، تواجه مصر تحديات داخلية وخارجية تتطلب إعلامًا قويًا ومهنيًا قادرًا على التصدى للضغوط وصناعة وعى عام واعٍ، فى وقت بات فيه الإعلام التقليدى والحديث فى مصر يعانيان من تحديات عدة منها غياب المهنية والميل نحو الإثارة بدلًا من التوعية، وانتشار الشائعات واكتساب الأخبار الزائفة زخمًا أكبر من الأخبار الحقيقية، بإلإضافة إلى ضعف القدرة على التأثير الدولى رغم دور مصر المحورى فى المنطقة الا ان صوتها الإعلامى لايزال بحاجة إلى تطوير ليواكب التحديات الدولية.
إذن هل نحتاج إلى إعلام قوي؟
الإجابة بسيطة: نعم، وبشدة، فالإعلام القوى لا يعنى فقط مواجهة الأكاذيب، بل بناء وعى يرسخ القيم الوطنية ويروج للحوار البناء، إعلام مهنى واحترافى يساهم تصحيح المفاهيم المغلوطة عبر تقديم الحقائق والتحقق منها، بجانب مواجهة الحملات المعادية بتقديم رواية متماسكة تعكس الواقع المصرى، وتعزيز الانتماء الوطنى من خلال تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات بشكل موضوعى، وخلق خطاب عقلانى يُبعد الجمهور عن الاستقطاب العاطفى ويقودهم نحو التفكير النقدى.
وفى النهاية أؤكد أن الإعلام سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون خنجرًا يُغرس فى خاصرة الحقيقة أو درعًا يحمى الوطن من التحديات، وفى ظل الظروف الراهنة تحتاج مصر إلى إعلام قوى ومهنى يعكس تطلعاتها، يحمى هويتها، ويواجه التحديات بأدوات احترافية.
فهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة من الإعلام المصري؟ هذا السؤال يتطلب إجابة فعلية على أرض الواقع، لأن الكلمة ليست مجرد وسيلة، بل قوة قادرة على بناء أو هدم الأمم.