أوكرانيا تؤكد إنّ الوضع لا يزال صعباً في خاركيف..والكرملين: مؤتمر سويسرا لا جدوى له
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
عواصم " وكالات": أعلنت أوكرانيا اليوم الخميس أنّها أبطأت التقدّم العسكري الروسي في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، حيث لا يزال الوضع "صعباً للغاية" وفقاً للرئيس فولوديمير زيلينسكي، بعدما أطلقت موسكو هجوماً في تلك المنطقة سمح لها بتحقيق مكاسب إقليمية تعدّ الأكبر منذ العام 2022.
واتهم وزير الداخلية إيغور كليمنكو الجيش الروسي اليوم الخميس بالقيام بتوقيفات تعسّفية وعمليات إعدام في حقّ مدنيين في مدينة فوفتشانسك الواقعة في خاركيف والتي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 18 ألف شخص.
وقال كليمنكو عبر تلجرام "وفق تقارير أجهزة الاستخبارات، لا يسمح العسكريون الروس الذين يحاولون تثبيت موطئ قدم في المدينة، للسكان بإخلائها: لقد بدأوا خطف أشخاص لاقتيادهم الى أقبية"، مشيراً إلى معلومات عن وقوع "عمليات إعدام أولى للمدنيين".
في غضون ذلك، زار الرئيس فولوديمير زيلينسكي العاصمة الإقليمية خاركيف، حيث اجتمع مع القادة العسكريين.
وقال زيلينسكي في منشور على تلجرام إن "الوضع في منطقة خاركيف هو إجمالاً تحت السيطرة، وجنودنا يلحقون بالمحتل خسائر باهظة. لكن المنطقة تبقى صعبة للغاية، ولهذا السبب نقوم بتعزيز وحداتنا".
ومنذ أسبوع، تواجه هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد هجوماً برياً جديداً من القوات الروسية التي سيطرت على نحو 260 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، وفقاً لتقديرات وكالة فرانس برس.
وتوغّلت القوات الروسية من الشمال في قطاعين حدوديين هما فوفتشانسك ولوكينتسي وهي بلدة تقع على مسافة نحو ثلاثين كيلومتراً من مدينة خاركيف.
كذلك، سيطر الجيش الروسي على 21 كيلومتراً مربعاً في مواقع مختلفة على خط الجبهة من بينها بلدة روبوتينه الاستراتيجية في جنوب البلاد، التي تنفي كييف سيطرته عليها.
وقال كليمنكو إنّ "أحد سكان فوفتشانسك حاول الفرار سيراً رافضاً الانصياع لأوامر فقتله الروس"، مشيراً الى أن الشرطة فتحت تحقيقاً بـ"جرائم حرب".
وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من هذه الاتهامات. كذلك، لم تعلق روسيا عليها بعد.
واتُهم الجنود الروس بارتكاب العديد من الانتهاكات الموثقة في أوكرانيا، لا سيما المجازر بحق المدنيين في بوتشا، إحدى ضواحي كييف التي يسيطر عليها الجيش الروسي في بدايات الحرب. ونفت موسكو ارتكاب جرائم، مؤكدة أنها كانت مفبركة، رغم الشهادات والمؤشرات والأدلة التي تدين جنودها.
واليوم الخميس، أعلنت القوات الأوكرانية أنّها نجحت في وقف التقدّم الروسي في مناطق "معيّنة"، وذلك بعدما اعترفت الأربعاء بالانسحاب من محيط منطقتي لوكيانتسي وفوفتشانسك حفاظاً على حياة جنودها.
وقال الناطق باسم القوات الأوكرانية في المنطقة نازار فولوشين في كلمة متلفزة "تمكّنت قواتنا الدفاعية من تحقيق استقرار في الوضع جزئياً، وتمّ إيقاف تقدّم العدو في بعض المناطق والبلدات".
وكان حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف أشار إلى إجلاء حوالى 8779 شخصا منها. وأصيب نحو 15 شخصا في عمليات قصف مختلفة في المنطقة.
في هذه الأثناء، يواصل أشخاص تمّ إجلاؤهم من فوفتشانسك الوصول إلى المركز الإنساني في مدينة خاركيف.
ومن هؤلاء ناديا بورودينا (85 عاماً) التي قالت لوكالة فرانس برس إنّها انتظرت ثلاثة أيام حتى تمّ إجلاؤها، مع القليل من الطعام وبدون وسائل اتصال.
وأضافت "وصل الجنود وصرخوا: هيا هيا، وغادرنا بعد خمس دقائق"، مضيفة "لقد عشت الحرب العالمية الثانية، لكن الأمر حالياً أكثر رعباً".
ويأتي الهجوم الروسي في وقت تشهد القوات الأوكرانية ضعفاً، خصوصاً أنّ كييف تعاني نقصا في الرجال وفي الأسلحة والذخائر بسبب تأخر المساعدات العسكرية الغربية.
من جهتها، قامت روسيا بتعبئة عدد كبير من الجنود، بينما أعادت توجيه اقتصادها نحو الصناعة العسكرية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور الصين الخميس، أشاد الأربعاء بالتقدّم الذي أحرزه الجيش الروسي في أوكرانيا خلال اجتماع نقله التلفزيون الروسي مع كبار الضباط ووزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف.
وقال "منذ بداية العام، تعمل قواتنا باستمرار، كل يوم، على تحسين مواقعها في كل الاتجاهات".
من جهة اخرى ، اعتبر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس مساء امس أن المكاسب التي حققتها روسيا في منطقة خاركيف بأوكرانيا يجب أن تكون بمثابة "جرس إنذار"، مضيفا أن حلفاء كييف "صرفوا انتباههم" عن أحداث الحرب.
وأحرز الجيش الروسي تقدما في المنطقة الشمالية الشرقية مستفيدا من نقص الجنود والذخائر الذي يعاني منه الجيش الأوكراني.
وكانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بطيئة في توفير الإمدادات العسكرية الموعودة للجيش الأوكراني.
وقال شابس لشبكة سكاي نيوز "آمل حقا أن يكون مسموعا الآن جرس الإنذار الذي حاولنا أن نطلقه".
وأضاف "هذه ليست حربا يمكنك أن تكون فيها متنبها تماما ثم تغلق أذنيك أو ربما تصرف انتباهك لنزاع مختلف ثم تتوقع أن لا يتغير شيء على الأرض".
وشدد الوزير البريطاني على وجوب "دعم (الأوكرانيين) طوال الوقت، وليس فقط بشكل دوري"، لافتا إلى أن حزمة المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 60 مليار دولار "استغرقت وقتا طويلا لتمريرها في الكونغرس".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع أثناء زيارة لأوكرانيا إن المساعدات الأميركية ستحدث "فرقا حقيقيا" في النزاع.
وفي سياق مختلف، قال الكرملين إن القمة المزمعة التي تأمل سويسرا في أن تمهد الطريق لعملية السلام في أوكرانيا لن تكون مجدية دون مشاركة روسيا.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحيفة إزفستيا الروسية قائلا "بدون روسيا، فإن مناقشة القضايا الأمنية التي تهمنا لا جدوي لها على الإطلاق".
وقال بيسكوف "على الأرجح، سيكون الأمر مجرد مناقشات فارغة مع عدم وجود احتمال للتوصل لأي نتيجة ملموسة على الأقل".
وقالت روسيا في وقت سابق إنها لا ترى أي جدوى من المؤتمر الذي تخطط سويسرا لعقده بهدف بحث كيفية إنهاء الصراع في أوكرانيا والذي لم تتم دعوة موسكو إليه حتى الآن.
وقالت سويسرا أمس إن أكثر من 50 دولة أعلنت عزمها المشاركة في القمة المقرر عقدها يومي 15 و16 يونيو حزيران.
ولا تزال تحاول إقناع المزيد من دول ما يسمى بالجنوب العالمي وكذلك الصين بالمشاركة.
وقال بيسكوف "النهج المتوازن من جانب الصينيين قد يزيد من قيمة أي مؤتمر، من وجهة نظرنا، لكن هذا لن يزيد من جدوى هذا الحدث على وجه التحديد".
وأكدت دول في أمريكا الجنوبية وأفريقيا والشرق الأوسط حضورها، وفقا للرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد التي وافقت في يناير كانون الثاني على استضافة القمة بناء على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الروسی فی أوکرانیا الروسی فی
إقرأ أيضاً:
الخليفي: الوضع على رصيف كورنيش طرابلس خطير وينذر بكارثة
حذر عميد بلدية طرابلس المركز “إبراهيم الخليفي” من خطورة الوضع على رصيف كورنيش العاصمة من ميناء طرابلس إلى ميناء الشعاب.
وقال الخليفي في تصريحات نقلتها منصة صفر، أن مصلحة الموانئ أخلت مسؤوليتها عند إطلاق ليالي الصيف لعام 2024، مشددة على خطورة الثقل على الرصيف، ومنذرة بكارثة مشابهة لتلك التي حدثت في درنة.
وأضاف الخليفي قائلًا :”أحلنا رسالة مصلحة الموانئ إلى الرقابة الإدارية ومديرية أمن طرابلس ولم يتم التفاعل معها لأن الكارثة لم تقع بعد”.
وتابع الخليفي قائلًا:”مر الشتاء بسلام، لكن سيكون هنالك ضغط كبير على الكورنيش في الصيف، لذا أدعوا كل الجهات ذات العلاقة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات بالخصوص”.
وأشار الخليفي الى ان الصيانة المقامة بالرصيف هي صيانة بسيطة من شركات محلية، فالعمل البحري – البرّي يحتاج إلى شركات متخصصة وتمتلك تقنيات عالية.
ولفت الخليفي الى ان كل الشركات في ليبيا ليست رائدة في مجال الردم أو الموانئ ما يرفع من مستويات الخطر المتوقع.
وقال الخليفي أنه لم ترصد أي أموال لصيانة الرصيف بعد، ولا التعاقد مع أي شركات مختصة، والصفائح المعدنية بالكورنيش تآكلت بشكل سيئ، خاصة مع قرب التوافد عليه للسياحة المحلية في الصيف.