انتحار صبي تعرض للسخرية في المدرسة.. كيف تحمي الطفل من الوقوع ضحية للتنمر؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
نقلت وسائل إعلام أميركية أن طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات انتحر بعد تعرضه للتنمر في المدرسة، في حين أكدت عائلته أنه اشتكى لإدارة المدرسة من سوء معاملة زملائه له 20 مرة.
وشيعت جنازة الطفل بولاية إنديانا -وسط الولايات المتحدة الأميركية- أمس الأربعاء، حيث رافق جثمانه أكثر من 100 دراجة نارية.
وقالت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية إن الطفل المولود في 21 فبراير/شباط عام 2014، انتحر نتيجة لتعرضه للتنمّر "حتى ليلة وفاته" بحسب عائلته.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "13 نيوز" قال والده، "تعرض ابني للتنمر الجسدي والعاطفي في المدرسة، وتعرض للضرب مؤخرا في حافلة مدرسية".
وأضاف، "لقد كانوا (زملاؤه) يسخرون منه بسبب نظارته في البداية، ثم يسخرون من أسنانه. لقد استمر الأمر لفترة طويلة، ثم أصبحت الإساءة جسدية، لقد تعرض للضرب في حافلة المدرسة، وكسر الأطفال نظارته وكل شيء".
واشتكى الطفل من التنمر في مدرسته الابتدائية التي أنهى دراسته فيها قبل عام، إلا أن الوضع لم يتحسن بانتقاله إلى المدرسة المتوسطة، حيث اشتكى للمعلمين والإدارة أكثر من 20 مرة، بحسب عائلته.
من جانبها، وصفت المدرسة الوفاة -في بيان- بأنها "مأساوية، وتعيش مؤسستنا المدرسية والمجتمع من حولنا حزنا شديدا. قلوبنا مع أسرته في هذا الوقت".
وأضاف، "عمل موظفونا في المدرسة مع عائلة الطفل على مدار الـ18 شهرا الماضية. كان الاتصال بين موظفي المدرسة وأولياء الأمور متكررا. لقد أبلغ الوالدان عن طريقة الوفاة باعتبارها انتحارا، ونحن نحقق في ادعاءات الأسرة المتعلقة بالتنمر".
التنمر.. فيروس قاتلوفقاً للأكاديمية الأميركية للعلوم والهندسة والطب، يتعرض طفل واحد من بين كل 10 أطفال تقريبا في جميع أنحاء العالم للتنمر بانتظام، كما يتعرض 30% من الأطفال للتخويف في بعض الأحيان.
وتوصل بحث دولي نشر عام 2022، إلى أن التنمر أصبح يمثل أزمة طبية خطيرة تشبه الإصابة بفيروس قاتل، بالإضافة إلى ما يمثله من معضلة أخلاقية.
وتمكن باحثون من جامعة أوتاوا في أونتاريو الكندية، من رصد الضرر الذي يتسبب فيه التنمر، وتوثيقه من خلال تصوير الدماغ وفحصه، وخلصوا إلى أن سوء معاملة الأطفال وتنمر الأقران يؤذي مناطق الدماغ بطرق خطيرة ودائمة للغاية.
ويتمثل الضرر في أن الضحايا يفشلون في فهم الإشارات الاجتماعية، وفي التفكير بوضوح، كما يفشلون في السيطرة على سلوكهم وعواطفهم.
وأشار الباحثون إلى ضرورة التوعية بالضرر العقلي الذي يسببه التنمر بأن تكون هناك إعلانات خدمة عامة حول الندوب العصبية غير المرئية المدمرة التي يتركها التنمر وسوء معاملة الأطفال بالدماغ، لأنه يمكن إصلاح الضرر بمجرد التعرف عليه وتحديده لدى الطفل.
وتوصل الباحثون كذلك إلى أن الطريقة التي يضر بها التنمر مناطق الدماغ يمكن أن تؤدي إلى "تطور مشاكل في الصحة العقلية بما في ذلك القلق والاكتئاب والذهان والاضطرابات النفسية والجسدية والأكل بين الأطفال الذين يتعرضون للتنمر"، كما قد يصاب بعض الأطفال بالتخدير العاطفي المرتبط بمزيد من الضرر للدماغ الذي يظهر في اضطراب ما بعد الصدمة.
وإضافة إلى أن التحصيل العلمي للأطفال المستهدَفين بالتنمر، غالبا ما يتأثر سلبا، كما أنه من المحتمل أن يكون الأداء الأكاديمي الضعيف نتيجة للتغيرات العصبية الفسيولوجية مثل تلك الموجودة عند الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة.
مواجهة التنمر.. أفكار ووسائل مساعدةتنصح المدربة على الحياة ألين داود الأمهات بضرورة تعليم الطفل كيفية عدم التعرّض للتنمر، وابتكار أفكار ووسائل تساعده في حماية نفسه، مثل:
التشجيع على الحديث إليك، مع الحرص على أن الهدوء، والاستماع إلى الطفل بكل حب وإنصات. تعويد طفلك على مشاركة مخاوفه معك. جعل بيئة الطفل صحية ومناسبة ليشعر بالأمان والطمأنينة، لأن ذلك يلعب دورا كبيرا في تعزيز ثقته في نفسه بطريقة غير مباشرة. تعزيز ثقة الطفل في نفسه بطريقة مباشرة، عن طريق إخباره بنقاط قوته وتميّزه، ومساعدته في تكوين صداقات، والمشاركة في الأنشطة المختلفة، وإخباره بأنك تحبه؛ فكل ذلك يجعل الطفل واثقا في نفسه ومحبا لها. دع طفلك يتعلّم بعض رياضات الدفاع عن النفس، مما يُكسبه شجاعة وقوة شخصية، وبالتالي سيصبح قادرا على صدّ أي شخص يريد أن يؤذيه جسديا. علّمه كيف يستجيب ويتعامل في مثل تلك المواقف؛ فلا تقل له -مثلا- إن عليه أن يتصرف بعنف أو أن يتشاجر، بل يمكنك أن تقول إنه يمكنه أن يطلب ممن يضايقه أن يتركه بمفرده، أو يمكنه أن يمشي ويتجاهله تماما. من المهم ألا تصف طفلك بأي شيء سلبي، مثل إنك جبان وغير قادر على حماية نفسك، فهذا سيترك أثرا بالغا في نفسيته، ولن يكرّر الحديث معك عن أي مشكلة تواجهه مرة أخرى. علم طفلك تكوين صداقات لتضمن عدم تركه بمفرده أثناء وجوده في المدرسة، إذ عادة ما يختار المتنمرون الأطفال الذين يجلسون بمفردهم. كن متعاطفا مع طفلك حتى في أيامك السيئة، فالأطفال الذين يتعرضون للمضايقات والتنمر يعانون من الحساسية المفرطة. وتقول المستشارة ألين داود، "إذا شعرت بأن الوضع محفوف بالأخطار، فاستخدمي حكمتك واتصلي بالمدرسة والسلطات اللازمة لإيقاف هذا المتنمر، وافهمي الوضع جيدا، واتخذي قرارا مدروسا، ويكون سريعا من أجل سلامة طفلك".وتشير ألين داود إلى ضرورة تزويد الطفل بقائمة من الردود المناسبة في حال تعرضه للتنمر اللفظي، على أن يكون الرد بسيطا ولا يهيج المتنمّر، مثل:
"أخيرًا، وجدت شيئا طريفا لتقوله؟". "أنا لا أهتم!". "لماذا تتحدث إلي؟". "اعذرني، لكن يبدو أنك تظن أني أهتم!". "أنت ممّل للغاية!". نصائح لمواجهة المتنمرينوحسب موقع "كيدز هيلث"، فإن للأهل دورا أساسيا في تعليم أولادهم الدفاع عن أنفسهم في وجه المتنمّرين، بعيدا عن الغضب والعنف والقتال أو الردّ بطريقة هجومية، وحثّ الطفل على الابتعاد عن الموقف والحرص على إخبار شخص بالغ بهذا الأمر.
ومن أهم الإرشادات والنصائح التي يمكن تقديمها لإنهاء هذه المشكلة، وفق الموقع، ما يلي:
إخبار المتخصصين والمرشدين، سواء في المدرسة أو أي مكان، والتواصل معهم لحلّ هذه المسألة. التأكد من وجود الطفل مع أصدقاء له، وألا يكون وحيدًا، مع تجاهل المتنمر إن استطاع. التدرّب على البقاء هادئا، وإظهار الثقة في النفس وإظهار الوجه الجاد والبارد. إن اضطررت إلى التعامل مع المتنمّر، حاول التحدث بصوت حازم وقوي، لتُظهر أنك لا تهتم بالتعليقات التي يقولها، وانظر إلى عينيه وقف مستقيما لتدعم ثقتك في نفسك أنت تتحدث معه، وهذا يجعل المتنمر يتوقّف عن مضايقتك بعد عدة مواقف لأنك لا تتأثر بأفعاله. التعامل مع المتنمّر من دون خوف. تجنب الصراخ أو رفع الصوت حتى لا يشعر المتنمر بسلطته. إذا استمر المتنمر في المضايقة، يمكن الردّ عليه بحزم، مثل: "توقف عن فعل ذلك"، والابتعاد عنه فورًا حتى لا تمنحه فرصة للردّ.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأطفال الذین فی المدرسة إلى أن
إقرأ أيضاً:
جامعة الجلالة تحتفل بافتتاح برنامج جامعة الطفل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نظمت جامعة الجلالة، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حفل افتتاح برنامج جامعة الطفل، لهذا العام 2025، وذلك بحضور الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، وعدد من العمداء ومديري البرامج وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، حيث يستهدف البرنامج الأطفال من سن 9 إلى 15 عامًا، ويوفر لهم بيئة تعليمية تشجع على الاستكشاف العلمي والتعلم المستمر، بالإضافة إلى غرس حب العلوم وتعزيز الفهم العميق للبحث العلمي والابتكار.
في بداية الحفل، رحب الدكتور محمد الشناوي رئيس جامعة الجلالة، بالآباء والأمهات والأطفال، بالإضافة إلى عمداء وأعضاء هيئة التدريس، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا البرنامج الذي يعكس التزام جامعة الجلالة بتعزيز الابتكار العلمي والإبداع للأجيال القادمة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 والخطة الاستراتيجية للجامعة.
كما ألقي عمداء الكليات المختلفة بجامعة الجلالة كلمات أكدوا فيها على مساهمة كل كلية في تقديم الأنشطة العلمية المختلفة للبرنامج، بما في ذلك التجارب العملية والمحاضرات التفاعلية، حيث تضمنت الفعاليات أنشطة علمية جذابة للأطفال، مثل التجارب التي أجراها فريق كلية الصيدلة، والتي أضافت عنصر الإثارة والمرح إلى الحدث، وشملت الأنشطة أيضًا برامج لبناء الفريق لتعزيز التعاون بين الأطفال وتحفيز روح الاكتشاف العلمي.
من جانبها، هنأت الدكتورة مريم حسن، منسق برنامج جامعة الطفل بجامعة الجلالة، الأطفال على انضمامهم إلى البرنامج، مؤكدةً أن هذا البرنامج سيوفر لهم تجربة تعليمية متميزة تساهم في تعزيز قدراتهم العلمية والإبداعية.
الجدير بالذكر أن جامعة الجلالة تحتضن حاليًا حوالي 130 طفلًا في هذا البرنامج المتميز، كما أن البرنامج يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ويعزز أهداف التعليم الجيد وبناء مجتمعات المعرفة وتمكين الشباب، كما يساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية، من خلال إشراك الأطفال في الأنشطة التي تعزز الوعي العلمي والابتكار.
IMG-20250129-WA0016 IMG-20250129-WA0014 IMG-20250129-WA0015 IMG-20250129-WA0012 IMG-20250129-WA0010 IMG-20250129-WA0011 IMG-20250129-WA0009