جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل: "الإبادة الإسرائيلية في غزة بلغت مرحلة مروعة"
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
اتهمت جنوب أفريقيا، اليوم الخميس، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتصعيد "الإبادة" التي ترتكبها في غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني.
وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تعقد فيها محكمة العدل الدولية جلسات استماع بشأن الحرب في غزة منذ أن رفعت جنوب أفريقيا دعوى في ديسمبر/كانون الأول، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، أمام لجنة القضاة الدوليين الخمسة إن "جنوب أفريقيا كانت تأمل، عندما مثلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، في وقف عملية الإبادة هذه حفاظا على فلسطين وشعبها"، "لكن بدلا من ذلك، استمرت الإبادة الإسرائيلية على نحو متسارع ووصلت للتو إلى مرحلة جديدة ومروعة".
وأضاف: "لقد سعت إسرائيل إلى إخفاء جرائمها من خلال استخدام القانون الدولي الإنساني كسلاح، فهي تتظاهر بأن المدنيين الذين تقتلهم بلا رحمة من خلال قنابلها التي تزن 2000 رطل، ومن خلال غاراتها الجوية الدقيقة، ومن خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن خلال استهداف المدنيين".
المحكمة الجنائية الدولية تطالب بالتوقف عن ترهيب موظفيها تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدوليةمن جانبه، قال محام عن جنوب أفريقيا أمام المحكمة إن الهجوم الإسرائيلي في رفح هو "الخطوة الأخيرة" في تدمير غزة، وحث القضاة على حماية الشعب الفلسطيني.
وقال فوغان لوي للمحكمة "هذه هي الخطوة الأخيرة في تدمير غزة وشعبها الفلسطيني"، في إشارة إلى الهجوم البري الذي بدأ قبل زهاء عشرة أيام.
وترغب جنوب أفريقيا من أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة إصدار أمر بوقف فوري بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، واصفة ذلك بأنه عملية "إبادة جماعية" تهدد حياة الفلسطينيين.
والجمعة، تعرض إسرائيل ردها، وكانت قد أكدت في السابق التزامها "الثابت" بدعم القانون الدولي واعتبرت أن قضية جنوب أفريقيا "لا أساس لها على الإطلاق" و"بغيضة أخلاقيا".
وكانت محكمة العدل الدولية قد أمرت في يناير إسرائيل ببذل كل ما بوسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن المحكمة لم تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار، وحجة جنوب أفريقيا الآن أن الوضع على الأرض، وخاصة في رفح، يتطلب تحركا جديدا من محكمة العدل الدولية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: وقفة احتجاجية في جنوب أفريقيا للتنديد باستهداف الصحفيين في قطاع غزة جنوب إفريقيا تتوقع إصدار محكمة العدل الدولية قرارها بشأن التدابير المؤقتة المطلوبة ضد إسرائيل الجمعة جنوب إفريقيا: محاكمة وسحب جنسية المواطنين الذين يقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة إبادة محكمة العدل الدولية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المساعدات الإنسانية ـ إغاثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة قطاع غزة فلسطين قطاع غزة إبادة محكمة العدل الدولية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة قطاع غزة فلسطين فلاديمير بوتين فرنسا بنيامين نتنياهو شي جينبينغ سلوفاكيا شرطة السياسة الأوروبية محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا یعرض الآن Next من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
في يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 أبريل/نيسان من كل عام، تواصل إسرائيل منذ 18 شهرا حرمان الأطفال في قطاع غزة من أبسط حقوقهم جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها، مما تسبب في مآس إنسانية جسيمة من قتل وتهجير وتيتيم وتجويع.
ففي الوقت الذي يجهز فيه أطفال العالم حقائبهم صباح كل يوم استعدادا ليوم دراسي حافل، يستيقظ أطفال غزة على دوي انفجارات ضخمة ومشاهد للموت والدمار بينما عاد عشرات الآلاف منهم لتجهيز حقائبهم استعدادا لإنذارات الإخلاء الإسرائيلية.
وبينما يداوي أطفال العالم جراحاتهم بتقربهم من والديهم خلال فتراتهم الحرجة، فإن عشرات الآلاف من أطفال غزة باتوا أيتاما، وفق ما تؤكده تقارير إحصائية وحقوقية.
ومنذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60% من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما نسبة 43% من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ولاحقت هذه الإبادة الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، بدءا بالأجنة في أرحام أمهاتهم، مرورا بالخدج بعمر أقل من 9 أشهر داخل الحضانات، وحتى السن التي حددتها اتفاقية حقوق الطفل الأممية على ألا يتجاوز "18 عاما".
إعلانوخلال أشهر الإبادة، قتلت إسرائيل في غزة نحو 17 ألفا و954 طفلا بحسب بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان، عشية يوم الطفل الفلسطيني.
ومنذ بدء الإبادة، قتلت إسرائيل فلسطينيين بينهم أطفال بحرمانهم من حقوقهم الأساسية بالسكن والمأكل والمشرب ومنع الإمدادات الرئيسية والمساعدات عنهم.
ورغم التحذيرات الدولية من خطورة الإجراءات الإسرائيلية المميتة ضد الفلسطينيين -التي تسببت في مقتل العشرات بينهم أطفال- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه السياسة ويستخدمها سلاحا ضد الفلسطينيين.
ويقول الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن 52 طفلا قضوا بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية وسوء التغذية الممنهج.
ومن جانبه قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة -عبر بيان في 23 مارس/آذار الماضي- إن 3 آلاف و500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والجوع.
إلى جانب ذلك، فإن حرمان الأطفال من السكن -بعدما دمر الجيش الإسرائيلي معظم منازل القطاع بنسبة بلغت 88% من البنى التحتية، ومنعه لاحقا السكان من إدخال خيام النزوح والبيوت المتنقلة "الكرفانات"- أدى إلى مقتل 17 طفلا جراء البرد القارس داخل الخيام المهترئة.
ورغم التحذيرات الدولية من خطورة تعرض الأطفال للبرد القارس والشتاء والمطالبات بإدخال الخيام والكرفانات لتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين، تعنتت إسرائيل وأصرت على مواصلة ممارسات الإبادة.
كما يحرم الأطفال من حقهم في التعليم الذي ما لبثوا أن استعادوه لأقل من شهر خلال فترة وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل سرعان ما فتكت به.
وفي 16 مارس/آذار الماضي، حذرت منظمة اليونيسيف من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا "مقلقة للغاية" حيث يعيشون في "خوف وقلق شديدين" ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.
إعلانويقول توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، إن "مليون طفل بقطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق" الناجم عن الإبادة.
وأضاف فليتشر بأحد اجتماعات مجلس الأمن الدولي "على مدى 15 شهرا في غزة (خلال الإبادة وقبل استئنافها) قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد".