من أحد سفوح الجبال بمحافظة البقاع شرق لبنان، تطل محمية الغزلان الكبرى في البلاد، حيث تتجول مئات من هذه الحيوانات المشهورة بجمالها والتي تغنّى بها شعراء العرب.

هذا المشهد لم يكن مألوفا في لبنان، خاصة أن هذه الحيوانات لا سيما "الغزال اللبناني" انقرضت من البلاد منذ عقود، لأسباب أرجعها خبراء بالبيئة إلى الصيد العشوائي وسوء حماية الحيوانات.

وتوجد داخل المحمية عدة أنواع من الغزلان، وتمكن ملاحظتها من اختلاف أحجامها وألوانها. كما يلاحظ الزائر لهذا المكان الطبيعي وجود غزلان حديثة الولادة، الأمر الذي يشير إلى اهتمام القائمين على هذه المحمية بعملية تكاثرها وزيادتها.

البداية 3 غزلان فقط

تقع المحمية -التي أنشئت منذ 25 عاما- على أرض قدّمها رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لصاحبها الحالي ومديرها فؤاد ناصيف في بلدة عانا بالبقاع، لإعادة الغزلان إلى لبنان للتكاثر ولمنع انقراضها من جديد.

ويقول ناصيف إنه مع مرور الوقت "تم نقل الغزلان إلى أرض مجاورة أكبر، وتبلغ مساحة المحمية المحددة بالشريط الحديدي نحو 600 ألف متر".

وأضاف -في حديث لوكالة الأناضول- أن "المحمية بدأت بوجود 3 غزلان فقط، من نوع الغزال اللبناني الذي انقرض من البلاد، وصارت اليوم تضم أكثر من 300 غزال".

وأوضح أنه جلب أول 3 غزلان من الخارج، وذلك بعد مراقبة دقيقة وتتبع دائم.

محمية "عانا" مساحتها نحو 600 ألف متر مربع وتضم  عدة أنواع من الغزلان (رويترز) أنواع متعددة

يرجع خبراء في البيئة سبب انقراض الغزال اللبناني من البلاد -منذ عشرات السنوات- إلى "الصيد العشوائي وسوء حماية الحيوانات". وقال ناصيف إن "أنواعا متعددة من الغزلان باتت في المحمية، أبرزها الغزال اللبناني الذي كان قد انقرض من البلاد، بالإضافة إلى أنواع أخرى تتأقلم مع منطقة البحر المتوسط".

وأضاف مدير المحمية "يوجد لدينا غزال نادر من نوع أيبكس، لا مثيل له في لبنان. محمية عانا الطبيعية هي الوحيدة التي تعنى بحيوان الغزال في لبنان، وتعمل على إطلاق هذه الحيوانات للطبيعة وليس سجنها. هدفنا إعادة الغزال اللبناني للمناطق اللبنانية، وهذا فعلا ما بدأناه، حيث أطلقنا بعض الغزلان في مناطق مفتوحة محمية من المسؤولين فيها، لكي نضمن عدم صيدها أو تعرضها للقتل أو الأذية، ومنذ شهرين أطلقنا غزال الأيبكس شمالا أيضا".

غزال الظبي الذهبي

وبعد نحو شهرين، من المقرر أن يتم إطلاق "غزال الظبي الذهبي شمال لبنان وفي منطقة محمية أيضا"، وفق ناصيف، لافتا إلى أنه "يتم التأكد من أن المنطقة التي يتم إطلاق الغزلان فيها تكون آمنة".

وكشف عن أنه يتم التجهيز لإطلاق غزال الأيبكس في محمية أرز الباروك (جنوب) التي تعد من أكبر محميات الأرز في البلاد.

بعد نحو شهرين، من المقرر أن يتم إطلاق غزال الظبي الذهبي شمال لبنان وفي منطقة محمية أيضا (رويترز) إشراف خاص

ولفت ناصيف إلى أن الاهتمام بالمحمية يتم من ماله الخاص من دون الاستعانة بمساعدات من الدولة، وأوضح أن "الاهتمام بالمحمية والمحافظة عليها لم يتراجعا منذ اليوم الأول لافتتاحها، إذ يتم تأمين كافة احتياجات الغزلان، كما يوجد العمال الذين يهتمون بهذه الحيوانات ويوفرون عناصر أمن وحماية لها على مدار 24 ساعة يوميا".

وأشار إلى أن المحمية محاطة بأسلاك شائكة تمنع الدخول إليها بطرق عشوائية مما يتسبب في الأذى للغزلان، ولفت إلى أن محمية "عانا" تفتح أبوابها أمام الزوار أو السياح ضمن شروط معينة، ويمكن للزوار التنزه وإطعام الغزلان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه الحیوانات من البلاد إلى أن

إقرأ أيضاً:

حاكم مصرف لبنان يعلن العمل على سداد جميع الودائع “تدريجيا”

بيروت – أعلن حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، امس الجمعة، العمل على إعادة وسداد جميع الودائع للمودعين “تدريجيا”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها سعيد، المعين حديثا، خلال مراسم تسلمه منصبه الجديد من الحاكم السابق بالإنابة وسيم منصوري، في مبنى مصرف لبنان بالعاصمة بيروت.

وقال: “يجب العمل على سداد وإعادة جميع الودائع تدريجيا، عبر تحمل المصرف والمصارف والدولة اللبنانية مسؤولياتهم في هذا المجال”.

وأشار إلى أن عملية سداد الودائع ستبدأ بـ”صغار المودعين، ثم المودعين من الفئات المتوسطة، ثم الآخرين”، في إشارة إلى أصحاب الودائع الكبيرة.

وفي السياق، دعا سعيد إلى “إعادة رسملة (قيمة رأس المال السوقي) المصارف التجارية والمساهمة في سداد الودائع”، متعهدا بأن يتولى مصرف لبنان بالتوازي مع ذلك المسار عملية تنظيم القطاع المصرفي.

وأردف: “سنعمل على إعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي، وإيجاد الحوافز وإعادة تمويل العجلة الاقتصادية من خلال القطاع المالي والمصرفي الشرعي”.

وتابع: “أتعهد بالتزام أحكام الدستور والقوانين المرعية والأنظمة التي ترعى عمل مصرف لبنان”.

ولفت سعيد إلى أن مصرف لبنان سيعمل للقضاء على الاقتصاد غير الشرعي عبر مكافحة عمليات غسل الأموال، وتمويل الإرهاب.

كما طالب المصارف في لبنان بزيادة رؤوس أموالها، عبر إضافة أموال جديدة “بشكل تدريجي”، على حد وصفه.

واعتبر أنه في حالة عدم رغبة أي بنك في زيادة رأس المال فعليه “الاندماج مع بنوك أخرى”.

وفي 27 مارس/ آذار الماضي، قرر مجلس الوزراء اللبناني تعيين سعيد حاكما للمصرف المركزي، بعدما حصد 17 صوتا من أصل 24.

ومنذ عام 2019، يعاني لبنان انهيارا ماليا يُعد من أسوأ الأزمات في العصر الحديث وفقًا للبنك الدولي، إذ فقدت الليرة أكثر من 98 بالمئة من قيمتها إلى متوسط 90 ألفا أمام الدولار من 1500 سابقا.

وبينما انهارت الثقة بالنظام المصرفي بالكامل، فإن البنوك التي كانت يوما رمزا للاستقرار، أصبحت عاجزة عن تلبية طلبات السحب بالدولار، ما أدى إلى تآكل مدخرات المواطنين.

ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة لعام 2023، يعيش أكثر من 80 بالمئة من السكان تحت خط الفقر وسط تضخم مرتفع تجاوز في بعض المراحل 300 بالمئة، ما أثّر على القوة الشرائية للمواطنين وجعل تأمين الاحتياجات تحديا يوميا.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يزيل عوائق إسرائيلية "مفخخة" جنوبي البلاد
  • حاكم مصرف لبنان يعلن العمل على سداد جميع الودائع “تدريجيا”
  • لائحة غرامات السكة الحديد.. 420 جنيهًا على نقل الحيوانات الأليفة
  • كيف تُدار العروض بأمان دون التأثير على صحة الحيوانات المفترسة؟
  • أمين الفتوى يوضح حكم امتلاك وترويض الحيوانات المفترسة
  • رجّي: تطبيق القرارات الدولية أهم الشروط لإعادة الإعمار
  • دعوة لتقليل مخاطر الأمراض عبر الوقاية في تربية الحيوانات
  • “محمية الديدحان” تستقطب آلاف الزوار والسياح بحائل
  • محافظ جنين: العمل جار لإعادة النازحين إلى منازلهم ومساع لتوفير كرفانات
  • مصرف لبنان: جميع الأموال الخاصة بما فيها الودائع محمية بالقانون