محمية عانا.. ربع قرن من العمل لإعادة الغزلان لطبيعة لبنان
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
من أحد سفوح الجبال بمحافظة البقاع شرق لبنان، تطل محمية الغزلان الكبرى في البلاد، حيث تتجول مئات من هذه الحيوانات المشهورة بجمالها والتي تغنّى بها شعراء العرب.
هذا المشهد لم يكن مألوفا في لبنان، خاصة أن هذه الحيوانات لا سيما "الغزال اللبناني" انقرضت من البلاد منذ عقود، لأسباب أرجعها خبراء بالبيئة إلى الصيد العشوائي وسوء حماية الحيوانات.
وتوجد داخل المحمية عدة أنواع من الغزلان، وتمكن ملاحظتها من اختلاف أحجامها وألوانها. كما يلاحظ الزائر لهذا المكان الطبيعي وجود غزلان حديثة الولادة، الأمر الذي يشير إلى اهتمام القائمين على هذه المحمية بعملية تكاثرها وزيادتها.
البداية 3 غزلان فقطتقع المحمية -التي أنشئت منذ 25 عاما- على أرض قدّمها رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لصاحبها الحالي ومديرها فؤاد ناصيف في بلدة عانا بالبقاع، لإعادة الغزلان إلى لبنان للتكاثر ولمنع انقراضها من جديد.
ويقول ناصيف إنه مع مرور الوقت "تم نقل الغزلان إلى أرض مجاورة أكبر، وتبلغ مساحة المحمية المحددة بالشريط الحديدي نحو 600 ألف متر".
وأضاف -في حديث لوكالة الأناضول- أن "المحمية بدأت بوجود 3 غزلان فقط، من نوع الغزال اللبناني الذي انقرض من البلاد، وصارت اليوم تضم أكثر من 300 غزال".
وأوضح أنه جلب أول 3 غزلان من الخارج، وذلك بعد مراقبة دقيقة وتتبع دائم.
محمية "عانا" مساحتها نحو 600 ألف متر مربع وتضم عدة أنواع من الغزلان (رويترز) أنواع متعددةيرجع خبراء في البيئة سبب انقراض الغزال اللبناني من البلاد -منذ عشرات السنوات- إلى "الصيد العشوائي وسوء حماية الحيوانات". وقال ناصيف إن "أنواعا متعددة من الغزلان باتت في المحمية، أبرزها الغزال اللبناني الذي كان قد انقرض من البلاد، بالإضافة إلى أنواع أخرى تتأقلم مع منطقة البحر المتوسط".
وأضاف مدير المحمية "يوجد لدينا غزال نادر من نوع أيبكس، لا مثيل له في لبنان. محمية عانا الطبيعية هي الوحيدة التي تعنى بحيوان الغزال في لبنان، وتعمل على إطلاق هذه الحيوانات للطبيعة وليس سجنها. هدفنا إعادة الغزال اللبناني للمناطق اللبنانية، وهذا فعلا ما بدأناه، حيث أطلقنا بعض الغزلان في مناطق مفتوحة محمية من المسؤولين فيها، لكي نضمن عدم صيدها أو تعرضها للقتل أو الأذية، ومنذ شهرين أطلقنا غزال الأيبكس شمالا أيضا".
غزال الظبي الذهبيوبعد نحو شهرين، من المقرر أن يتم إطلاق "غزال الظبي الذهبي شمال لبنان وفي منطقة محمية أيضا"، وفق ناصيف، لافتا إلى أنه "يتم التأكد من أن المنطقة التي يتم إطلاق الغزلان فيها تكون آمنة".
وكشف عن أنه يتم التجهيز لإطلاق غزال الأيبكس في محمية أرز الباروك (جنوب) التي تعد من أكبر محميات الأرز في البلاد.
بعد نحو شهرين، من المقرر أن يتم إطلاق غزال الظبي الذهبي شمال لبنان وفي منطقة محمية أيضا (رويترز) إشراف خاصولفت ناصيف إلى أن الاهتمام بالمحمية يتم من ماله الخاص من دون الاستعانة بمساعدات من الدولة، وأوضح أن "الاهتمام بالمحمية والمحافظة عليها لم يتراجعا منذ اليوم الأول لافتتاحها، إذ يتم تأمين كافة احتياجات الغزلان، كما يوجد العمال الذين يهتمون بهذه الحيوانات ويوفرون عناصر أمن وحماية لها على مدار 24 ساعة يوميا".
وأشار إلى أن المحمية محاطة بأسلاك شائكة تمنع الدخول إليها بطرق عشوائية مما يتسبب في الأذى للغزلان، ولفت إلى أن محمية "عانا" تفتح أبوابها أمام الزوار أو السياح ضمن شروط معينة، ويمكن للزوار التنزه وإطعام الغزلان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الحیوانات من البلاد إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء يكشفون خطورة تربية الحيوانات الأليفة.. تنقل أمراض عديدة
أوضحت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء روس من جامعة بيرم الوطنية للبحوث التقنية أن أخطر الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر.
ووفقا للعلماء، يمكن لأي شخص الحصول على مجموعة كاملة من مسببات الأمراض من وبر القطة أو الكلب، وأكثرها انتشارا هي الديدان الطفيلية المختلفة، التي وجودها في الجسم يضعف منظومة المناعة ويمكن أن يسبب مختلف أنواع الحساسية .
ومن بين الأمراض التي تسببها الديدان الطفيلية داء السهميات وداء المشوكات (داء المكورات المشوكة)، الأول تسببه الديدان الخيطية والديدان المستديرة.
ويمكن أن تستقر يرقات الديدان الخيطية في العين وأغشية الدماغ والرئتين والكبد، والديدان المستديرة البالغة قادرة على ملء الأمعاء وتسمم المضيف بالفضلات وحرمانه من العناصر الغذائية.
أما داء المشوكات فتسببه الديدان الشريطية القادرة على تشكيل قشرة حول نفسها يصل قطرها إلى 10 سنتمترات. ويمكن لمثل هذه الفقاعة أن تمزق الأعضاء الداخلية مسببة ضررا لا يمكن إصلاحه.
وبالإضافة إلى ذلك لا تقل خطورة الطفيليات وحيدة الخلية التي تسبب داء البيروبلازما الذي يؤدي إلى تدمير خلايا الدم، ما يشبه السرطان في تأثيره، وداء المقوسات (Toxoplasmosis) الذي يشكل خطورة كبيرة على النساء الحوامل لأن جنين الأم المريضة يمكن أن يصاب بأمراض لا تتوافق مع الحياة أثناء وجوده في الرحم.
ويشير الباحثون، إلى أنه حتى الخدوش البسيطة غير الضارة التي تسببها القطط، يمكن أن تصبح مدخلا للبكتيريا المسببة لداء الباستريلا، وهو مرض جلدي يسبب تقرحات قيحية. وإذا وصلت هذه البكتيريا إلى الرئتين فتسبب السعال والتهاب الرئة. وأخطر أنواع داء الباستريلا هو الإنتان (تسمم الدم) الذي يؤدي إلى تلف في الكبد والقلب والمفاصل، لكن يصعب تشخيص المرض لأن أعراضه تشبه التهاب الكبد الوبائي.
ووفقا لهم، يمكن أن تنقل الحيوانات الأليفة أيضا فيروس داء الكلب القاتل، الذي لا يوجد علاج فعال له حتى الآن.