القمة العربية التى عقدت أمس فى مملكة البحرين، كان التركيز الرئيسى لها على القضية الفلسطينية وكيفية وقف الحرب الإسرائيلية التى اندلعت منذ 7 أكتوبر الماضى، بهدف إبادة الشعب الفلسطينى، وتصفية القضية الفلسطينية، والحقيقة أن القمة كان المحور الرئيسى لها هو الأزمات الخطيرة فى عدد من البلدان العربية وعلى رأسها فلسطين، ونجد أن هذه المحاور المهمة للقمة كلها تأتى فى إطار الدور العظيم الذى تقوم به مصر، والذى يتمثل فى عدة محاور مهمة جداً، القاهرة تحمل على عاتقها وكاهلها قضية بالغة الأهمية وهى كيفية الحفاظ على الأمن القومى العربى بما فيه الأمن القومى المصرى.
القمة العربية ناقشت كل القضايا التى تؤدى فيها مصر دوراً محورياً كبيراً، وكيفية التصدى لكل المحاولات التى تسببت فى شرذمة الأمة العربية، والمعروف أن دور مصر يتحرك من منظور مهم جداً وهو وقف عمليات التقسيم داخل كل الأراضى العربية، ووقف أعمال العنف والقتال الدائرة فى هذه الدول التى سقطت فى بحور الفوضى والاضطراب كما يحدث حالياً فى السودان وليبيا وسوريا واليمن، فالقاهرة التى تتبنى فكرة وقف أعمال الفوضى والتخريب التى حدثت فى هذه البلدان وضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة كل الأراضى العربية، تقود هذا الملف بحنكة، لأن هذا هو الحل الوحيد لعودة هذه البلاد إلى طبيعتها، وما دون ذلك لن يجدى أو ينفع.
أما القضية الفلسطينية التى تريد إسرائيل تصفيتها فقد وقفت مصر لها بالمرصاد وما زالت حتى هذه اللحظة تسعى بكل قوة إلى ضرورة وقف هذه الحرب الإسرائيلية البشعة، وضرورة إنفاذ كل المساعدات الإنسانية إلى غزة والتى تتولى مصر تحمل تكلفتها إلى ما يزيد على 87٪ من حجمها. فمصر لديها إصرار كبير على تفعيل الشرعية الدولية وتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ولن تهدأ المنطقة إلا بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات وحل الدولتين، وخلال المرحلة الأخيرة من الشهور الماضية قامت مصر بدور فاعل ومهم فى منع تصفية القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة، والحقيقة أن القاهرة لن يهدأ لها بال حتى يتحقق ذلك، وتحملت مصر الكثير من المتاعب والمصاعب بسبب ذلك، وهذا واجب لا يمكن التخلى عنه.
وهنا جاءت القمة العربية فى المنامة لتؤكد وجهة النظر المصرية وجميع القادة العرب من ملوك وأمراء ورؤساء لا يختلفون فى الرأى عن وجهة النظر المصرية، لكن يبقى سؤال: هل هناك موقف صلب تجاه إسرائيل لإجبارها وأمريكا على التخلى عن هذا الصلف البشع، أم ستظل الأمة العربية تعقد المؤتمرات والقمم دون اتخاذ ما يلزم من مواقف فاعلة؟! الأمة العربية لديها الكثير الذى يمكن أن تلوح به لإجبار إسرائيل وحتى أمريكا لوقف جرائمها التى فاقت الحدود والتصورات. فهل نحلم بذلك؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى مصر على موقفها الثابت د وجدى زين الدين القمة العربية الشعب الفلسطينى الأمن القومى المصرى القضية الفلسطينية الأمة العربیة
إقرأ أيضاً:
العراق يشارك في اعمال القمة الاقتصادية العربية – الفرنسية الخامسة
شبكة انباء العراق ..
شارك العراق في اعمال القمة الاقتصادية العربية الفرنسية الخامسة للغرفة التجارية العربية الفرنسية، التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 12/12/2024، وتمثل هذه القمة منصة استراتيجية مهمة للتعاون الاقتصادي والاستثماري وتبادل الأفكار وفرص الاستثمار بين الشركات العربية ودعوة الى الشركات الفرنسية للدخول الى السوق العراقية.
وتضمنت الجلسة المخصصة الى الشرق الأوسط مشاركة العراق ممثلا بسعادة السفير العراقي في فرنسا د.وديع بتي والدكتور حيدر محمد مكية رئيس هيئة الإستثمار الوطنية و الدكتور رائد نزار المستشار الاقتصادي لاتحاد الغرف التجارية العراقية.
وقدم السيد رئيس هيئة الاستثمار الوطنية الخارطة الاستثمارية مستعرضاً الخطط الاستثمارية المتاحة في المجالات الحيوية مثل مشاريع الطاقات المتجددة والبنية التحتية والمشاريع الزراعية والمدن الذكية ومشاريع الاقتصاد الرقمي فضلاً عن مشاريع استثمار الغاز المصاحب، كما بين ان العراق يمتلك موارد طبيعية غنية، بالاضافة الى موقعه الاستراتيجي الذي يجعله نقطة وصل بين الاسواق الاقليمية والدولية.
وحضر اعمال القمة الوفد العراقي متمثلا بغرفة التجارة الدولية في العراق المهندس محسن الحميد و مستشار اتحاد الغرف التجارية العراقي احمد الياسري ومسؤولة القسم الاقتصادي والمنظمات/ المستشار نهروان محسن والملحق التجاري العراقي السيد ازاد حسين بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال العراقيين.