تعد مصر موطنا لأقدم الحضارات على الأرض، حيث اشتق اسمها من الكلمة اليونانية ايجيبثوس. وفى عام 5500 قبل الميلاد كانت هناك مملكتان رئيسيتان تمتدان على نهر النيل، أطلق عليهما المؤرخون المصريون مصر العليا ومصر السفلى، وفى عام 3200 قبل الميلاد جمعت المملكتان تحت حكم واحد، وحاكم واحد يتولى شئونهما هو الملك نارمر والذى يطلق عليه مينيس، وكان هذا إيذانا لبداية حضارة مصر القديمة.
كانت الأرض فى مصر القديمة مملوكة للملك، وتعتبر بإجمالها وحدة انتاجية إلى جانب الموظفين الذين يقومون بحرثها والمبانى والمعدات والماشية. وتدار هذه الوحدات الانتاجية فى إطار المجالات المركزية كالقلاع أو المدن، وقد تعتمد مباشرة على الإدارة الملكية، أو تتخصص للمؤسسات كالمعابد والمبانى الجنائزية الملكية أو للموظفين كمكافأة لمناصبهم التى يشغلونها فى خدمة الدولة.
لم تتواجد فى البداية الملكية الخاصة، لكن من خلال الإرث للمناصب وبالأخص الخاصة بالأعمال الجنائزية، استطاعت العائلات الكبيرة احتكار مجالات مهمة، وظل ذلك تحت أعين الإدارة فى حال تنقل وبقاء الموظفين.
لم تعرف مصر القديمة العملة، وكان الأهالى يقيمون سلعهم بمعيار نقدى كالنحاس والفضة والذهب. وسمح كل من خصوبة الوادى، والثراء، وتنوع المنتجات التى تم تطويرها فى بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد بوجود اقتصاد الكفاف، وإعادة التوزيع، حيث أدى ذلك إلى ندرة الجوع والفقر.
وكانت تعتبر جميع التبادلات الخارجية احتكارا للدولة فكان يتم توريد المواد الخام «الأحجار الكريمة، النحاس، الذهب، الخشب» من خلال حملات الاستثمار المؤقتة فى أماكن المستودعات «سيناء، الجبال العربية، بلاد النوبة» وكان يتم ذلك أيضا عن طريق البعثات التجارية إلى المناطق النائية «الشرق»، كما يدل وفرة وجود الفخار السورى والفلسطينى فى المقابر فى بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد خاصة فى الجزء الأول من الأسرة الأولى على شدة التعاملات.
بشكل عام، كانت التركات والممتلكات -هى الوحدة الأساسية للمؤسسات الاقتصادية والمجتمعية، لم يفرض الملك ضرائب على الأفراد- مثل المزارعين- نظرا إلى أن الإدارة التنفيذية لم تكن قادرة على التعامل مع تفاصيل هذه المهمة على مستوى البلاد كلها. لكنها بدلا من ذلك أثقلت كاهل رؤساء وملاك تلك التركات، الذين كانوا مسئولين شخصيا عن ايصال الإيرادات إلى خزينة العرش، والتأكيد من أن تحقق إيرادات هذه الاقطاعات التى أشرفوا عليها بالفائض المتوقع. وكان الفشل فى تحقيق ذلك يؤدى إلى عقاب جسدى أحيانا.
كان مسئولو العرش يجرون احصاءات دورية لحساب الايرادات ومقدار الضرائب التى ستدفع هذا الجرد، وإنما السلع والبضائع الخاضعة للضريبة، مثل الماشية والأغنام والماعز. كانت الضرائب التى فرضتها الدولة تكدس فى صوامع ومخازن الحبوب ومن ثم يعاد توزيعها على التركات والحوازات أو تستغل فى تشييد المشاريع فى مختلف المجالات.
كان أعيان التركات والحوازات أثرياء، لكنهم عملوا بجد لتحقيق هذا الثراء. وكانوا مسئولين عن ضمان أن الأمور فى حوازاتهم تجرى بسلامة وأن قوتهم العاملة المسخرة التى تعمل بلا أجر قد قدم لها الطعام الكافى والملابس المناسبة، ووفر لهم المأوى أيضا، حتى إنهم فى البلدان التى بنيت بها أهرامات الجيزة، كانوا يطعمونهم اللحم البقرى الجيد والأسماك ويمدونهم بالجعة، وكان ذلك هو أحد امتيازات القوى العاملة المسخرة التى تعمل بلا أجر، والقادمة من مختلف الحوازات فى جميع أنحاء البلاد لتشييد الصروح الملكية الضخمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أهرامات الجيزة حكاية وطن محمود غلاب حضارة مصر القديمة قبل المیلاد مصر القدیمة
إقرأ أيضاً:
كنائس فلسطين تدعو إلى اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد على الشعائر الدينية
سرايا - دعت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، اليوم السبت، إلى اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد لهذا العام في الأراضي المقدسة على الشعائر الدينية، كما تم في العام الماضي.
وأكد رئيس اللجنة الدكتور رمزي خوري، على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه، وأن دم الشعب الفلسطيني ومصيره واحد، في ظل ما يعانيه من ألم وحزن نتيجة المجازر الجماعية التي يتعرض لها جراء هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته العسكرية.
وأوضح أن الوضع الراهن يتطلب تحركا عاجلا على مختلف الأصعدة لوقف الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مع الضغط لوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، مؤكدا ضرورة إيجاد حل عادل ودائم يحقق الأمن والاستقرار، ويضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، كما نصت عليها القوانين والاتفاقيات الدولية.
كما دعا خوري الكنائس في جميع أنحاء العالم إلى تذكر أطفال ونساء فلسطين الذين استشهدوا وجرحوا ونزحوا، إضافة إلى المفقودين الذين عانوا جراء آلة القتل الإسرائيلية، وأن يكون ميلاد هذا العام فرصة لتكثيف الصلوات والدعوات إلى الله من أجل أن يعم السلام وتنتهي الحرب، وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والعدالة، ويُحقق له حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
بترا
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 562
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 06:33 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...