«الهجرة» تنظم زيارة للمشاركين في مؤتمر «المصريين في الخارج» لهيئة قناة السويس
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
نظمت وزارة الدولة الهجرة وشئون المصريين بالخارج زيارة للمصريين بالخارج إلى هيئة قناة السويس، اليوم الثلاثاء، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر المصريين بالخارج، برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
أخبار متعلقة
وزيرة التضامن: مهتمون بالتواصل مع أسر المصريين في الخارج حول خدمات الوزارة لهم
«الخولي»: المصريون في الخارج سند للدولة
وزارة الهجرة: كان لدينا 4000 طالب في أوكرانيا و18 ألفا في روسيا و8 آلاف في السودان
جثة بلا رأس أو يدين.
وأضافت وزيرة الهجرة أن الزيارة تأتي ضمن فعاليات النسخة الرابعة من «مؤتمر المصريين في الخارج» بمشاركة حوالي 1000 مصري بالخارج، وذلك في ضوء تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتعظيم مشاركة المصريين بالخارج في جهود التنمية بالدولة وتشجيع استثماراتهم بكافة المجالات.
من ناحيتها، أشادت وزيرة الهجرة بالصورة المشرفة التي خرجت بها فعاليات المؤتمر، موضحة حرص الوزارة على تعريف المصريين بالخارج بمنجزات الدولة المصرية، وما حدث من طفرة في المشروعات القومية، وفي صدارتها قناة السويس الجديدة.
وأشارت السفيرة سها جندي إلى أن الزيارة جاءت بحضور السيد المهندس ياسر درويش، مدير إدارة التحركات، نائبا عن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وتضمنت جولة داخل مركز المحاكاة والتدريب البحري بمحافظة الإسماعيلية، مضيفة أن الزيارة تستهدف تعزيز روح الانتماء والشعور بالفخر والولاء للوطن لدى المصريين بالخارج، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لزيادة وعيهم بالمشروعات التنموية الكبرى التي تمت وما تزال جارية في قناة السويس أثناء الآونة الأخيرة.
ومن ناحيتهم، رحب مسؤولو هيئة السويس بالحضور من المصريين بالخارج، مؤكدين اعتزاز مصر بأبنائها، وأن قناة السويس تاريخ يجسد الإرادة المصرية التي لا تلين، ومعلم يؤكد قوة الدولة المصرية.
وخلال الزيارة شاهد الوفد عددًا من العروض التقديمية التي تسرد تاريخ قناة السويس، وأهميتها الاستراتيجية، والحيوية، ونظام الملاحة بقناة السويس، وما شهدته من مميزات فريدة بعد مشروع قناة السويس الجديدة، وأبرزها زيادة عامل الأمان الملاحي، ورفع قدرة القناة على مواجهة حالات الطوارئ المحتملة، وتقليل زمن عبور السفن، فضلا عن رفع تصنيف القناة بزيادة طاقتها العددية والاستيعابية، وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة.
كما اطلع الوفد على أحدث مشروعات التطوير بالمجرى الملاحي وهو مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، والذي يستهدف توسعة وتعميق المجرى الملاحي، من خلال زيادة عرض المسطح المائي إلى 40 مترا من جهة الشرق، وزيادة العمق من 24 مترا إلى 27 مترا، بهدف زيادة عامل الأمن الملاحي، وتيسير عبور السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة.
عقب ذلك، توجه الوفد لزيارة أنفاق تحيا مصر، تلاها جولة بحرية في قناة السويس الجديدة بواسطة المعدية «تحيا مصر» لمشاهدة حجم الإنجاز على أرض الواقع.
ومن ناحيتهم، ثمن المصريون بالخارج جهود الدولة المصرية في مختلف المشروعات القومية، معربين عن فخرهم بما تحققه مصر من إنجازات، رغم التحديات العالمية.
وأشاد المصريون بالخارج بحرص مختلف ممثلي وزارات ومؤسسات الدولة المصرية على توضيح الحقائق وتقديم شرح واف بما تم إنجازه، ما ييسر عليهم نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر.
وفي ختام فعاليات الزيارة، أكد المصريون بالخارج أنهم سيحرصون على الحديث عن الدولة المصرية والمشروعات العملاقة التي تسعى للتنمية والبناء في مختلف أنحاء مصر، مؤكدين ثقتهم في القيادة السياسية وقدرتها على العبور بمصر إلى مستقبل أكثر رخاء وقوة.
وزارة الهجرةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين وزارة الهجرة زي النهاردة المصریین بالخارج الدولة المصریة قناة السویس فی الخارج
إقرأ أيضاً:
موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي
في لحظة تاريخية راقية جمعت بين عراقة الحضارة المصرية وسحر الدبلوماسية العُمانية، عبر السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- قناة السويس على متن يخته السلطاني "آل سعيد"، في مشهدٍ مهيب استقبله فيه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مُبارك.
لم يكن عبورًا مائيًا فحسب، بل عبورًا فنيًا وثقافيًا عابرًا للزمن، حين عزفت الفرقة الموسيقية السلطانية الخاصة معزوفة "موكب النصر" من أوبرا "عايدة"، في دلالة ذكية على ربط الحاضر بروعة الماضي، والاحتفال بمجدٍ بُعث من جديد.
في تلك الأمسية، لم تكن الأنغام التي انبعثت من سطح اليخت مجرد موسيقى كلاسيكية. كانت رسالة حضارية مشبعة برمزية الزمان والمكان، أراد من خلالها السلطان قابوس، الرجل الذي امتزجت في شخصيته الحكمة الشرقية والذوق الأوروبي الرفيع، أن يُحيي ذكرى لحظة خالدة من تاريخ مصر العظيم، حين افتُتحت قناة السويس في 17 نوفمبر 1869، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يتوق لتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا؛ بل الأجمل، حضارةً وفنًا.
كان الخديوي إسماعيل قد دعا ملوك وأمراء أوروبا وغيرهم لحضور افتتاح القناة، ذلك الإنجاز الهندسي العظيم الذي ربط البحرين الأحمر والمتوسط، وأعاد تشكيل خريطة التجارة العالمية. وفي أوج الاحتفالات، أراد إسماعيل أن يقدم للعالم تحفة فنية تليق بمصر، فكلّف الموسيقار الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي بتأليف أوبرا خاصة تُعرض في دار الأوبرا الخديوية الجديدة بالقاهرة. وهكذا وُلدت أوبرا "عايدة".
ورغم نية الخديوي عرض "عايدة" في حفل افتتاح قناة السويس، حالت الحرب الفرنسية البروسية دون إيصال الأزياء والديكورات من باريس في الوقت المناسب. فتم تأجيل العرض، وبدلًا من "عايدة"، قُدمت أوبرا "ريغوليتّو" في افتتاح دار الأوبرا. أما "عايدة"، فقد رأت النور لاحقًا، في 24 ديسمبر 1871، بعرضٍ مهيب في القاهرة، لتصبح واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية في التاريخ.
الموسيقار جوزيبي فيردي (1813- 1901)، الذي يعد أحد أعمدة الفن الأوبرالي الإيطالي، صاغ موسيقى "عايدة" بحس درامي مرهف؛ حيث تداخلت المشاعر الوطنية بالحب، والفخر بالانتصار. وكانت معزوفة “موكب النصر” (Triumphal March)، التي عُزفت في ذلك العشاء السلطاني العُماني المصري، ذروةً موسيقيةً تعبّر عن النصر المصري في سياق القصة، لكنها أيضًا تعبير فني خالد عن المجد الحضاري والأهم، وإذا كانت هذه المعزوفة التاريخية صُمِّمَت بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، فهل سبق للتاريخ أن يسجل عزفها في القناة ذاتها من قبل؟
كلمات من المجد الأوبرالي:
في أجواء الموكب، تُنشد الجوقة:
المجد لمصر، ولإيزيس // التي تحمي هذه الأرض المقدسة
تتماهى هذه الكلمات مع روح اللحظة التي صنعها السلطان قابوس؛ فليس من قبيل المصادفة أن تُعزف هذه المقطوعة في قلب قناة السويس، ذات الشريان الذي مثّل لمصر وللعالم بوابةً إلى الحداثة والانفتاح منذ القرن التاسع عشر.
عُمان ومصر: لحنٌ من التقدير المتبادل
اختيار "عايدة" من قبل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- لم يكن مجرد ترفٍ موسيقي؛ بل كان فعلًا دبلوماسيًا ذا طابع ثقافي عميق، يعكس الفهم العميق للعلاقات بين الشعوب، واحترامًا صامتًا للذاكرة التاريخية المصرية؛ فالسلطان الراحل كان معروفًا بذائقته الرفيعة وعشقه للفنون الكلاسيكية، وقد جمع في هذه اللحظة بين فخامة التاريخ وسلاسة الدبلوماسية، في مشهد من أسمى صور القوة الناعمة.
لقد عبر يخت "آل سعيد" مياه القناة مزهوًا بمجد لا يُقاس بالأمتار أو البحار؛ بل بالمعاني. كانت معزوفة “موكب النصر” في تلك الليلة أكثر من موسيقى، كانت صدى لذاكرة مصر، وهديّة مُفعمة بالتقدير من سلطنة تعرف قيمة التاريخ وصوت الفن وتقديرًا مُشرِّفًا لمصر العراقة والتاريخ قاطرة الأمة التي يبقى فيها وبها أمل الأمة المُتجدد، كما أحيت الأمل دومًا في معترك التاريخ ومفاصله الوجودية للأمة مثالًا بعين جالوت وما قبلها وما بعدها، وإني على يقين أنَّ رايات النصر في مصر معكوفة إلى وقتها وإن نُشِرَت، سيدور التاريخ إلى مركزه، حينها ستفرح الأمة بنصر الله.. وعسى أن يكون قريبًا.
رابط مختصر