اتهمت جنوب إفريقيا الخميس الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتصعيد “الإبادة” التي ترتكبها في غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم على مدينة رفح في جنوب القطاع الفلسطيني.

وقال أكبر المحامين الممثلين لجنوب إفريقيا فوسيموزي مادونسيلا “كانت جنوب إفريقيا تأمل، عندما مثلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، بوقف عملية الإبادة هذه حفاظا على فلسطين وشعبها”، مضيفا “لكن بدلا من ذلك، استمرت الإبادة على نحو متسارع ووصلت للتو إلى مرحلة جديدة ومروعة”.

واستمعت المحكمة في قصر السلام، مقر أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الى محامين يمثلون بريتوريا تحدثوا عن مقابر جماعية وتعذيب وعرقلة متعمّدة للمساعدات في قطاع غزة.

وسيعرض الاحتلال الجمعة ردّه. وكان الاحتلال أكد في السابق التزامها “الثابت” بدعم القانون الدولي واعتبرت أن قضية جنوب إفريقيا “لا أساس لها على الإطلاق” و”بغيضة أخلاقيا”.

وأمرت محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير الاحتلال ببذل كل ما بوسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. لكنها لم تصل إلى حدّ الأمر بوقف إطلاق النار.

وتطالب جنوب إفريقيا المحكمة بوقف لإطلاق النار، وحجتها اليوم أن الوضع على الأرض، لا سيما في رفح، يتطلّب تحركا جديدا من محكمة العدل الدولية.

وأكد محام عن جنوب إفريقيا أن الهجوم الصهيوني في رفح هو “الخطوة الأخيرة في تدمير غزة”، داعيا الى حماية الشعب الفلسطيني.

وقال فوغان لوي للمحكمة “هذه هي الخطوة الأخيرة في تدمير غزة وشعبها الفلسطيني”، في إشارة الى الهجوم البري الذي بدأ قبل زهاء عشرة أيام.

وأضاف “رفح هي التي أتت بجنوب إفريقيا إلى المحكمة”، مضيفا “لكن الفلسطينيين كمجموعة قومية وإتنية وعرقية هم الذين يحتاجون إلى الحماية من الإبادة الجماعية، وهي حماية يمكن للمحكمة أن تأمر بها”.

وأوامر محكمة العدل الدولية التي تنظر في النزاعات بين الدول ملزمة قانونا، لكن ليست لدى المحكمة وسائل لتنفيذها.

وأمرت المحكمة روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا، ولكن من دون أن تكون للحكم أي مفاعيل.

وتطالب جنوب إفريقيا محكمة العدل الدولية بإصدار ثلاثة أوامر طوارئ أو “تدابير مؤقتة”، بينما تتابع المحكمة النظر في الاتهام الأوسع للاحتلال بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

أولا، تريد جنوب إفريقيا من المحكمة أن تأمر الاحتلال “بالانسحاب الفوري ووقف هجومها العسكري” في رفح.

ثانيا، يتعيّن على الاحتلال أن يتّخذ “جميع الإجراءات الفعالة” للسماح للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحافيين والمحققين بالوصول إلى غزة “دون عوائق”.

وأخيرا، تطلب بريتوريا من المحكمة ضمان تقديم الاحتلال تقارير عن الإجراءات التي تتخذها للالتزام بالأوامر.

“الملاذ الأخير”

ونفى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو الأربعاء وجود “كارثة انسانية” في رفح، وأصر أن عمليات الإجلاء الجماعية التي دعى اليها الاحتلال “جنّبت ذلك”.

وقبل وقت قصير من انعقاد المحكمة الخميس، أعلن وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت أن العملية العسكرية في رفح “ستتواصل مع دخول قوات إضافية” الى المنطقة.

ودخلت القوات الصهيونية رفح التي كان يتكدّس فيها 1,4 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، في السابع من أيار/مايو، وسيطرت على معبر رفح الحدودي مع مصر الذي أقفل منذ ذلك الوقت.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا الأربعاء أن 600 ألف شخص فروا من رفح منذ تكثيف العمليات العسكرية.

وقالت جنوب إفريقيا في مذكرتها الأولية للمحكمة “إذا سقطت رفح، باعتبارها المركز الإنساني الرئيسي للمساعدات الإنسانية في غزة، ستسقط غزة أيضا”.

وأضافت الوثيقة “بمهاجمة رفح، يهاجم الاحتلال الملاذ الأخير في غزة، والمنطقة الوحيدة المتبقية في القطاع التي لم يدمرها الاحتلال بشكل كبير بعد”.

وشدّدت بريتوريا على وجهة نظرها بأن السبيل الوحيد لتنفيذ أوامر المحكمة الحالية هو “وقف دائم لإطلاق النار في غزة”.

المصدر أ ف ب الوسومجنوب إفريقيا فلسطين محكمة العدل الدولية

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: جنوب إفريقيا فلسطين محكمة العدل الدولية محکمة العدل الدولیة جنوب إفریقیا فی غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

ابو الغيط يرحب بالتصويت الكبير في الامم المتحدة لصالح قرار احالة حظر الأونروا الى محكمة العدل الدولية

رحب احمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية بتصويت ١٣٧ دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يدعو محكمة العدل الدولية لاصدار فتوى قانونية في اتهامات اسرائيل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالارهاب، وقرارات سلطات الاحتلال بحظر عملها في الاراضي المحتلة.

وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الامين العام أن ابو الغيط عبر عن تقديره وشكره للنرويج التي تقدمت بالقرار، وبما يعكس مواقف اوسلو الثابتة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

واوضح رشدي ان التصويت الكبير لصالح هذا القرار يعكس رأيا عاما دوليا رافضا لقرارات سلطات الاحتلال بحظر الاونروا وانهاء دورها في الاراضي الفلسطينية، كما يعكس على نحو خاص القلق الشديد من انهيار عمليات الاستجابة الانسانية في غزة بصورة كلية في حال ما تم انهاء دور الأونروا في القطاع كما ترغب اسرائيل.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الصهيوني يعزز وجوده في “المنطقة العازلة” جنوب سوريا بإنشاء نقاط استراتيجية
  • “الجامعة العربية” ترحب بتصويت الأمم المتحدة بإحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية
  • “التعاون الإسلامي” ترحب بقرار الأمم المتحدة طلب فتوى من “العدل الدولية” تجاه انتهاكات إسرائيل
  • أبو الغيط يرحب بالتصويت الكبير في الأمم المتحدة لصالح قرار إحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية
  • غارات ونسف للمنازل .. الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة
  • بمشاركة مصرية.. طلب رأي العدل الدولية في قضية جديدة بشأن فلسطين
  • ابو الغيط يرحب بالتصويت الكبير في الامم المتحدة لصالح قرار احالة حظر الأونروا الى محكمة العدل الدولية
  • الجمعية العامة تطلب فتوى من “العدل الدولية” حول التزامات إسرائيل بأنشطة الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية
  • «ممثل الجامعة العربية»: طلب رأي العدل الدولية بشأن تعامل إسرائيل مع «الأونروا» لإظهار تعنت الاحتلال
  • الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» بشأن التزامات إسرائيل بإدخال المساعدات للفلسطينيين