تحليل يكشف خطورة سيطرة روسيا والصين وإيران على السودان
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
مع اشتعال الصراع الأهلي في السودان منذ عامين، يرى معهد "غيت ستون" للسياسات الخارجية الدولية، أن الدولة الأفريقية أصبحت هدفا رئيسيا للأنظمة الاستبدادية في روسيا وإيران والصين.
وذكرت المؤسسة البحثية الأميركية أنه مع تراجع النفوذ الأوروبي في أفريقيا في العقود الأخيرة، ظهرت دول أجنبية بديلة تتنافس اليوم لتعزيز سيطرتها على الدول الأفريقية الرئيسية، وعلى رأسها السودان.
واندلعت المعارك في الخرطوم، في 15 أبريل 2023، بسبب الخلاف بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الحليفين السابقين، على خطة سياسية مدعومة دوليا للانتقال بالسودان إلى حكم مدني.
وذكر المعهد أن انحدار السودان السريع إلى حرب شاملة أثبت أنه كارثي بالنسبة للشعب السوداني الذي طالت معاناته، حيث تقدر الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 15 ألف شخص قتلوا خلال أعمال العنف في العام الماضي، رغم أن وكالات الإغاثة تعتقد أن الرقم أعلى بكثير.
وبالإضافة إلى ذلك، أُجبر أكثر من 8.6 مليون شخص على ترك منازلهم، في حين يقال إن 25 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، مع تحقيق السودان رقماً قياسياً في أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم، بحسب المعهد.
وبينما تسبب الصراع في دمار واسع النطاق في السودان، فأوضح المعهد أنه أتاح أيضًا فرصة لعدد من الأنظمة الاستبدادية للسعي إلى توسيع نفوذها داخل البلد الذي مزقته الصراعات.
وذكر المعهد أنه قبل الحرب كانت روسيا قد بدأت بالفعل محاولات لتأسيس موطئ قدم في السودان من خلال مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي كانت تحت قيادة زعيمها السابق، يفغيني بريغوجين، بمثابة الجيش الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح المعهد أن مرتزقة فاغنر عملوا في الغالب مع قوات الدعم السريع، وأفادت التقارير أن فاغنر زودت السودان بكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات، بما في ذلك شاحنات عسكرية ومركبات برمائية وطائرتي هليكوبتر للنقل.
وفي المقابل، مُنحت روسيا إمكانية الوصول إلى ثروات الذهب في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، ما مكن موسكو من التحايل على العقوبات الغربية لتمويل غزوها الحربي في أوكرانيا، بحسب المعهد.
ومنذ وفاة بريغوجين في حادث تحطم طائرة غامض، العام الماضي، أوضح المعهد أن موسكو أجرت تغييرًا جذريًا في مشاركتها في الصراع السوداني، حيث يقدم الكرملين الآن للقوات المسلحة السودانية المتحالفة مع الإسلاميين بقيادة البرهان دعما عسكريا "غير محدود".
وفي المقابل، تأمل موسكو، بحسب المعهد، أن يلتزم الزعيم السوداني بالاتفاق المبرم، في عام 2020، للسماح لروسيا بإنشاء قاعدة بحرية في بورت سودان، وهي خطوة من شأنها أن تمكن البحرية الروسية من تهديد طرق التجارة الغربية التي تمر عبر البحر الأحمر بشكل مباشر.
دولة أخرى اهتمت لسنوات عديدة قبل الصراع بالسودان وهي الصين، بحسب المعهد الذي أوضح أنها كانت واحدة من أهم شركاء الاستثمار في السودان، حيث استثمرت بكين ما يقدر بنحو 6 مليارات دولار في قطاعات الطاقة والزراعة والنقل في البلاد منذ عام 2005. كما أبدت الصين اهتمامًا وثيقًا بالأصول البحرية السودانية مثل ميناء بورتسودان، الذي تأمل أن يصبح يومًا ما عنصرًا حيويًا في مبادرة طريق التجارة العالمية "الحزام والطريق".
وذكر المعهد أنه في حين حاولت الصين الحفاظ على درجة من الحياد في الصراع السوداني، فإن الدعم الروسي المتزايد للبرهان والقوات المسلحة السودانية قد أرسى الأسس لدخول نظام استبدادي معادٍ آخر إلى الصراع، وهو إيران.
ويرى المعهد أنه نظراً للدعم الحيوي الذي قدمته إيران لروسيا في جهودها الحربية في أوكرانيا، فربما كان من المحتم أن يمهد التدخل الروسي في السودان الطريق في نهاية المطاف لنشر المعدات العسكرية الإيرانية في ساحة المعركة السودانية.
ووفقا للتقارير الأخيرة، فإن تيار الحرب بدأ يتحول لصالح القوات المسلحة السودانية، بعد أن بدأت في استخدام طائرات بدون طيار إيرانية الصنع، في وقت سابق من العام الجاري. كما تم استخدام المركبات الجوية بدون طيار التي تم الحصول عليها حديثًا للاستطلاع ورصد المدفعية خلال انتصارات الجيش الأخيرة في أم درمان، عبر نهر النيل من العاصمة الخرطوم.
وأكد مسؤولون إيرانيون لوكالة "رويترز" للأنباء أن القوات المسلحة السودانية بدأت في استخدام الطائرات بدون طيار في حربها ضد قوات الدعم السريع. وجاء وصول الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى السودان بعد زيارة قام بها علي صادق، وزير الخارجية السوداني بالإنابة، العام الماضي، التقى خلالها بكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين.
ووفقا للمعهد، لدى النظام الإيراني تاريخ طويل من التعاون مع الخرطوم، حيث يستخدم الحرس الثوري الإيراني السودان بانتظام كقاعدة لشحن الأسلحة إلى المنظمات التابعة له مثل حماس وحزب الله خلال حكم الرئيس السوداني السابق، عمر البشير.
ويرى المعهد أنه من المؤكد أن نشر الطائرات الإيرانية بدون طيار في السودان، جنباً إلى جنب مع تورط روسيا المتزايد في الصراع السوداني، لابد أن يكون سبباً للقلق بالنسبة لصناع السياسات الغربيين نظراً للأهمية الجغرافية للبلاد في البحر الأحمر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المسلحة السودانیة فی السودان المعهد أنه المعهد أن بدون طیار
إقرأ أيضاً:
حب الوطن الصادق والإخلاص هو الذي سيجمعنا ويوحدنا
د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة
يا وطن الضياع لك الله سودانايل 19\3/2022
بقلم د طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة
في الضياع والحسرة نولد ونعيش سودانيين بدون هوية محسوسة ، ثم نموت فقراء في عالم النسيان ويموت معنا الوطن فقيراً رغم ما يحتويه من كنوز الدنيا. فالموت و الدمار لا يستثنى الأحياء ولا الجمادات وكل عناصر الجمال والبنية التحتية . كل ذلك يتم بفعل أيدي مخربة للأسف هي أيدي الأبناء الذين يمهدون للغرباء بكل أريحية ميادين اللعب واللهو بخيرات الوطن بل إستعماره. والعجب والحسرة تمزق نياط قلوب المواطنين الشرفاء وهم يرون الغرباء على نشوة سكرة الفوز بإمتلاك خيرات هذا الوطن يرقصون وباستغفال عقول الجهلاء من القوم هكذا تخلقت وتكونت متحورة من عدم شريحة للأسف الشديد صارت فى غفلة هي قمة هرم عظماء أمة حظها عثر لأنها طيلة العمر لم تفق من ضربة ابتلاءات السنين التراكمية . ما يدور فى السودان من فوضى ونهب وسلب وقهر وتجبر وإذلال للمواطنين خاصة النخب المستنيرة من العلماء والأدباء والمثقفين والمفكرين والأطباء والمهندسين….إلخ علامة من علامات آخر الزمن " أقصد علامات الساعة "
انتبهوا يا قوم. انتبهوا يا شباب. عضوا على ترابكم بالنواجذ، لا تهنوا وتتراجعوا عن تحقيق أهدافكم السامية، ولا تتركوا الوطن وتبيعون بيوتكم و تهاجرون إلي دول الجوار التي يسعدها هجركم الديار. فالقضية جداً لحظيرة والمقصد بعيد المرمى من كل ما يجري فى السودان من مسرحيات رخيصة الإعداد والإخراج, الهدف تفكيك النسيج الإجتماعي وتفكيك البلاد "المدن والقرى والأقاليم", واستعمار جديد فى ثياب الواعظينا الدولية تحت عباءة مهتوكة للأسف هي محلية الصناعة " وما أقذره هذا النوع من الحب الوهمي والوعظ الشيطاني"
هبوا يا شباب ، السودان وطنكم، أرضه وخيراتها لكم ، أنهاره لكم، بحره لكم ، جباله وسهوله كلها لكم ولمن يأتي من بعدكم، وعزته ونصرته واستقلاله وحل مشاكله لا تتم إلا بفعل أيديكم وتماسكها وتدبيركم أنتم".وللحرية الخضراء باب بكل يد طاهرة عفيفة قوية وصادقة يدق. على باب الوطن لعله يسمع فيجيب. دعونا نقف رافعين الأيدي بالدعاء و نحملكم الأمانة، وفقكم الله. والعزة والحرية لك يا وطن فالله وحده نستوصيك
تعقيب على المقال أعلاه:
قلت في مرة من المرات مخاطبا أحد أصدقاء القلم الحر " كثيرون غيرنا يجمعهم معنا في الكتابة حب الوطن العذري وحب الخير و أمنيات الشموخ لسكانه و لكل ربوعه، أشواقنا للعودة إليه لا توصف ونيرانها لا تهدأ ، و زدت بقولي كم كتب وكتب السودانيون حتى كادت الأقلام والصحف أن تجف وصرنا كلنا كمن يدق على حديد بارد، ويظل الحال في حاله بل يتدهور كل يوم بسرعة تدهور العملة السودانية. فهل ياترى يقرأ المسؤلون أو بعضهم كل ما يُكتب من رأي ونقد مفيد فيهضمونه ؟ ما أغلى النصح والنقد والإرشاد الذي يدفع به أصحاب الأقلام من غير إنتظار أجر أو شكر. قلت له لو كان الموضوع المكتوب عبارة عن "خناقة" بين إثنين لارتفع منسوب عدد القراء مقارنة بعدد قراء المواضيع الهادفة التي تنضح أدبا جما أو نقداً بناءً ". قال لي "لا تحزن سيكفي من يقرأ لنا وإن قل عددهم لا داعي ليضع الكتاب القلم طالما النية سليمة والعزيمة قوية كلها خالصة لله و حب ومصلحة الوطن وناسه، سيأتي يوم يشهد التاريخ فيه للجميع "
هذا المقال الذي تم نشره يوم التاسع عشر من شهر مارس ، 2022 فقط قبل سنة من وقوع هذه الحرب الكارثية ولعينة، أعيد نشره اليوم و وبعد سنة من نشره للأسف قد حدث ما لا كنا نريد أن يحدث، ومكررا أعيد هنا نفس السؤال " ياترى هل يقرأ المسؤولون كل ما تكتبه أقلام السودانيين الحريصين على مصلحة الوطن والمواطن ؟. ربنا إنك تشهد أن جل الكتاب يبلغون بالمفتوح كل مسؤول همومهم وهم صادقين في ما يكتبون بكل حسن نواياهم وصدق التعبير عن هواجسهم وحبهم للوطن والخوف عليه من خطورة أمور تحاك في الخفاء أو العلن تهدد بل تستهدف خيراته "في ثوب إستعمار شيطاني جديد". من هؤلاء الكتاب من قضى نحبه (كتاباتهم تسبح حرة في فضاءات الشبكة العنكبوتية) ومنهم من لا يزال يجاهد نفسه ويكتب رغم ويلات النزوح وضيق ذات اليد . توثيق الشاب الإعلامي سوار الدهب " القافلة عمران" لمآسي وتخريب هذه الحرب الكؤود الداحسية يقطع نياط القلوب وتبيض له قرنيات العيون من هول الألم و البكاء. تأثرت مع آخرين كثر وصببت معهم دموعاً يشهد الحزن أنها أتت من فؤاد من التأثر مجروح مدمم وأنا أتابع توثيقه للدمار الهائل و الصور المختلفة من المعاناة التي يعيشها أهل السودان في مواجهة صعوبات الحياة في عدم الاستقرار وعيشة معقولة آمنة من الخوف، ووجود ماء يصلح للشرب و الحصول على فرص تشخيص الأمراض وعلاجها وتوفر الكاش لأن كل شيء صارت تكلفته غالية و بالفلوس. فالجيوب خاوية و لا جدوى من إنتظار "تحقيق حلم الجوعان عيش" لتمطر السماء ذهباً. قصة فيديو استئصال عين الطفلة الصغيرة "سلام" النازحة من أمدرمان "مسقط رأسها" بمستشفى مروري الجامعي أبكت عيون كل من شاهد توثيق الشاب سوار الذهب لتلك القصة التي تحكي عن سقوط وطن بأكمله نتيجة التدهور الكبير في كل شيء خاصة الخدمات الطبية . فحنفيات غسل وتطهير الأيدي قبل إجراء العملية بغرفة عمليات مستشفى مروي التي شوهدت في الفلم تشكوا حال فقرها وتدهورها "وعدم صلاحيتها" بسبب هذه الحرب اللعينة البليدة التي ستدوم تداعياتها السلبية لعقود من الزمن حتى يهيء الله للوطن "صلاح الدين" لينقذ البلاد.
التحية للشاب سوار الذهب وأهديه هذه الكلمات التي جاءت عفوية بعد صحبتي معه زيارته لمستشفى مروي عبر اليوتيوب والتحية للزملاء الأماجد الأطباء والطبيبات وطاقمهم الطبي المعاون هناك وفقهم الله ورعاهم وسدد خطاهم وربنا ييسر للسودان من الذين يدعمون بسخاء إصلاح حال الخدمات الصحية من مراكز علاجية وغيرها ذات صلة في كل المدن القومية المهمة. أيضا الشكر للشاب سوار الدهب لأنه كذلك قد وثق للحقيقة الغائبة "أن الجنود البيض هم ملائكة تمشي على الأرض بين الناس" ، يبذلون العطاء بصبر وسخاء رغم إنكار الناس أفضالهم، هم لا ينتظرون جزاءً ولا شكوراً :
سرطان عين الطفلة "سلام"
الوالدان أسموها سلام
صغيرة وبريئة أخت الثلاثة فهم أربعة
فروا من أمدرمان ، المصيبة كانت موجعة
فالحرب داهمتهم كوقوع الصاعقة
الأم بصغارها خرجت مسرعة
صارت الأسرة كلها نازحة مشردة
من بلد لي بلد من غير هدف معذبة متنقلة
الام رغم الهم صابرة وتحمد ربها
شمالا مشت الأميال الطوال متعثرة
وحطت عند مروي البعيدة جدا منهكة
ما فكرت في حلفا البعيدة أو دنقلة
سكنت أمام البوابة المستشفى المتواضعة
المصير مجهول والخوف على عين سلام
الطفلة الوديعة الوردة اليانعة
عينها الشمال فجأة صارت مشكلة
ظهرت غريبة للعيان بارزة متورمة
قالوا إنه ورم خبيث "لا حول ولا قوة"
فالحالة جداً خطيرة ومقلقة
ولابد من عملية استئصال مستعجلة
قبل الإنتشار وتفاقم خطورة المشكلة
لكن من وين الفلوس للعملية المقررة
فثلاثمائة دولار العلاج بالطبع غير متوفرة
أمها والحال صعيب في حيرة وذهول
فقدت التفكير واتجاهات البوصلة
و رغم ذلك ظلت تتطلع حامدة وشاكرة
صابرة تنتظر من السماء رحمة ومعجزة
على ربها وأهل الخير صارت تدعو متوكلة
من حظ الطفلة سلام البريئة و صابرة
أن حالتها لفتت نظر عين رحيمة و ثاقبة
صدفة زارت المستشفى ضمن قافلة متجولة
ومن بيعد النظرة كانت حنينة وصائبة
ورحمة الله هكذا تنزلت عليها عاجلة
بفضل وجود سوار الذهب الشاب الهمام
فمساعدته بالدعم المادي كانت كافية
والعين الخبيثة في النهاية أستئصلت
على يد الجراحة القديرة الماهرة
أميمة والطاقم الصبور الرحيم
رغم الظروف والحروب الماثلة وجائرة
و أوضاع المستشفيات البالية
ثقتهم في الله بالنجاح كانت حاضرة
فيا سلام والسلامة يا أم سلام تعم
والعافية بعد الكيماوي تجيكم عاجلة
ويتم الشفاء و يا رب الطمأنينة الكاملة
كل عام يارب يا أهلنا أنتم بخير وعافية وعائدون إلى الديار الحبيبة بعد إستيعاب هذا الدرس الذي كان جداً قاسياً
عبدالمنعم
aa76@me.com