إن انضمام مصر لدعوى دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية يعد خطوة هامة لدعم القضية الفلسطينية، وتأكيدا على موقف مصر الثابت والتاريخى فى دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى والتصدى لانتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلى، وتأتى هذه الخطوة المصرية فى إطار مساعيها الدؤوبة لدعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات، وسعيها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، وما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلى الغاشم من جرائم إبادة جماعية لأهل غزة وقتل المدنيين العزل دون رحمة بالأطفال والسيدات والشيوخ كبار السن، لذلك تواصل مصر دورها فى الدفاع عن القضية الفلسطينية على كافة المستويات والأصعدة.


تتضمن دعوى جنوب أفريقيا اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأعلنت مصر انضمامها إلى الدعوى، ويعكس ذلك موقفها الثابت والصادق الداعم للحقوق الفلسطينية، ويُرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولى بضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطينى، وأن يتوقف المجتمع الدولى عن صمته وموقفه المتخاذل إزاء هذه الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
وحظيت خطوة مصر بانضمامها إلى الدعوى بإشادة واسعة من قبل مختلف الفصائل الفلسطينية، فهى انتصار للقضية الفلسطينية وتعزيز للموقف القانونى فى صالح الشعب الفلسطينى وضرورة محاكمة إسرائيل كدولة محتلة ارتكبت جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى، وهى خطوة هامة فى مسار دعم القضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة، وتُعزز هذه الخطوة من مكانة مصر كداعم قوى للقضية الفلسطينية، وتُرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولى بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتحقيق السلام العادل والدائم فى المنطقة، وضرورة وقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطينى وحقوقه.
هذا الموقف المشرف، يضاف لسجل حافل من الجهود المضنية التى تبذلها الدولة المصرية لصالح القضية الفلسطينية «قضية القضايا»، فذلك التصعيد جاء فى ظل اتباع مصر سياسة النفس الطويل للدفاع عن القضية الفلسطينية ووقف تصاعد العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، الذى راح ضحيته أكثر من 35 ألف شهيد ومائة ألف جريح ومصاب، وإلحاق دمار هائل بالبنية التحتية مع استمرار سياسات التجويع والنزوح، ومصر هى الأجدر فى التحدث عن أبعاد القضية الفلسطينية وحصار الجانب الإسرائيلى للقطاع منذ أشهر، مع رغبته فى عدم دخول المساعدات لتجويع وتعطيش أهل غزة، والذى يؤكد وجود سياسة ممنهجة تجعل قطاع غزة قطاعاً غير قابل للحياة، ومصر هى الدولة الأكثر اهتماماً بالقضية الفلسطينية والأكثر قدرة على الدفاع عنها على مدار التاريخ.
فمنذ اندلاع الأزمة اتخذت الدولة المصرية الكثير من الإجراءات لرفض سياسات ومخططات إسرائيل للتهجير القسرى لأهالى غزة، وكانت سدا منيعا لحماية القضية الفلسطينية، وفى نفس الوقت تحافظ على دورها فى الوساطة وعدم تعقيد الموقف علاوة على دورها البارز فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وممارسات الاحتلال الإسرائيلى فى أغلبها تدخل فى نطاق ولاية اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية، خاصة وأنها تستهدف المدنيين وتدفعهم نحو النزوح خارج مساكنهم وتهجيرهم خارج أراضيهم.
إن الانتهاكات الممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلى للقانون الدولى الإنسانى ترتكب على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى وتشكل تحديا كبيرا وخطيرا للمجتمع الدولى ولميثاق الأمم المتحدة، وذلك فى ظل استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية فى القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، ومصر منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر الماضى لم تتوقف عن مواقفها الداعمة والمساندة للشعب الفلسطينى كونها الشقيقة الكبرى وأول المدافعين عن حقوق القضية، كما أنها وقفت وقفة جادة وحازمة للتصدى لمخططات الاحتلال الرامية إلى تصفيتها والتهجير القسرى للشعب الشقيق، كما بذلت جهودا مكثفة من أجل وقف النزيف المستمر ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية فى غزة عبر عدة مسارات متوازية، فنداءات مصر لمجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة، لم ولن تنتهى فى ضرورة التحرك الفورى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة والعمليات العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية.
موقف مصر فى دعم القضية الفلسطينية ثابت وتاريخى، حيث احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى منذ عام 1948، الاهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين، والجميع قيادة وشعباً اعتبروها جزءاً من الأمن القومى المصرى، وليست مجرد قضية، حيث إن ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى المصرى وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، فكانت مصر طرفاً أساسياً فى الأحداث التى سبقت حرب عام 1948، ثم فى الحرب ذاتها التى كان الجيش المصرى فى مقدمة الجيوش العربية التى شاركت فى الحرب، وعلى مدار العقود الماضية وحتى الآن لم يتغير الموقف المصرى الداعم للقضية.
ختاما.. مصر ستظل الدرع والسيف الذى يدافع عن القضية الفلسطينية وستظل مواقفها المشرفة فى دعم القضية ثابتة وراسخة وممتدة على مدار التاريخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي الأمن القومى المصرى محكمة العدل الدولية الشعب الفلسطينى دعم القضیة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلى ضد الشعب الفلسطینى المجتمع الدولى

إقرأ أيضاً:

أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية

أكد الفنان أحمد مالك خلال مشاركته في جلسة “ماستر كلاس” ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أن اهتمامه بالمشاركة في الأعمال العالمية تراجع مؤخرًا بسبب المواقف السياسية من القضية الفلسطينية.

وقال أحمد مالك: “في السابق، كان الفنانون العرب محصورين في أدوار مرتبطة بالإرهاب، واليوم نجد أنفسنا محصورين في أدوار اللاجئين. وبعد ما يحدث في فلسطين، أصبحت غير مهتم بالمشاركة في الأعمال العالمية، نظرا لتوجهاتهم. أفضل أن أوجه طاقتي ومجهودي لدعم صناعة الفن في مصر والوطن العربي ولأسرتي”.

كما تطرق مالك إلى تجربته في فيلم “6 أيام”، مشيرًا إلى أن مخرج العمل كريم شعبان حرص على الاستعانة بمدرب تمثيل لمساعدة الممثلين على إتقان أدوارهم المختلفة بحسب المراحل العمرية التي يجسدونها. وأوضح أن هذه التجربة كانت مفيدة له على المستوى الفني والشخصي، قائلا: “الممثل مسؤول عن دوره، وهذه الخطوة ساعدتني كثيرًا في تعميق أدائي وتطوير أدواتي”.

وتتواصل فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو المقبل، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، إلى جانب ورش عمل وندوات تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز الحوار السينمائي.

يُذكر أن المهرجان، الذي تأسس عام 2015، تنظمه جمعية دائرة الفن، برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وبدعم من عدة جهات منها ريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، محافظة الإسكندرية، وشركة نيو سينشري وباشون للإنتاج الفني.

اقرأ أيضاًأحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: المسرح هو البداية الحقيقية لأي فنان «صور»

أحمد مالك: بحب التمثيل وهو الشغف الأكبر في حياتي

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • رئيس أنجولا: مصر لعبت دورا مهما لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية
  • متخصصة ترجح ارتباط انقطاع التيار الكهربائي عن إسبانيا والبرتغال بـ "هجمة سيبرانية" ردا على تأييدهما للقضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم بشأن القضية الفلسطينية
  • جلسة لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية اليوم
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية
  • ماليزيا والمالديف تؤكدان أهمية الحل السلمي للقضية الفلسطينية وفق القانون
  • رسالة إلى العالم.. طلاب بورسعيد يدعمون القضية الفلسطينية على طريقتهم