بوابة الوفد:
2024-11-25@14:15:26 GMT

أبو فاشا ورابعة العدوية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

كان واحدا ممن ساهموا فى تشكيل وجدان أجيال، وكنت أنا واحدة من هؤلاء من خلال أعماله الرائعة فى الإذاعة المصرية والتى كبرنا معها، فقد عودتنا أسرنا على سماعها منذ الصغر وكنا عندما يأتى رمضان ننتظر موعد إذاعة المسلسل الخيالى الراقى «ألف ليلة وليلة» والذى كان علامة من علامات شهر رمضان ومازلنا ننتظره ونتابعه بشغف أكثر من الأول لأنه الآن يذكرنا بطفولتنا ومن عشنا معهم وقتها وذكرياتنا معهم ومع هذا المسلسل، حيث كان يحتوى على أصوات رائعة تنقلنا لعالم خيال رائع عشناه ونحن فى طفولتنا وكنا ننظر إلى أسرتنا والكبار من حولنا لنرى أن نفس أحساسنا يظهر عليهم من شغف وحب وإنصات لتلك الأصوات القادمة إلينا من المذياع، وأصوات الممثلين الرائعة وعلى رأسهم الصوت الرخيم للفنانة الكبيرة زوزو نبيل، أما عن كلمات تتر المسلسل وموسيقاه فهذا شأن آخر تسرح فيه الشعور والوجدان لدرجة أن أخر كلمة فيه تود أن تعاد مرة أخرى، وعندما كبرنا علمنا أن وراء هذا العمل الذى ننتظره جميعا كل رمضان بشغف الكاتب والشاعر والإذاعى القدير طاهر أبوفاشا، وهو من الجيل الأول بالإذاعة كذلك ألف من روائع المسلسلات ألف يوم ويوم فى 600 حلقة، فقد كتب القصيدة بالعامية وبالفصحى وكان له سحر خاص فى تصوير المواطن الجمالية المختلفة، أنه الدرعامى خريج دار العلوم والذى تخرج منها عام 1939، وقد صدر له أول ديوان شعرى بعنوان «صديق الشباب» وهو فى مقتبل حياته أثناء دراسته بالمعهد الدينى بدمياط، وكتب التمثيليات الشعبية والأوبريت، طاهر أبو فاشا الذى قدم أغانى العشق الإلهى التى غنتها أم كلثوم فى فيلم رابعة العدوية، وله مؤلفات عديدة فى أدب الرحلات منها كتابه «وراء تمثال الحرية»، الذى كتبه أثناء رحلته لأمريكا لزيارة ابنته عزة، وكذلك كتابه «20 يوما فى روما» وله العديد من الكتب والمؤلفات المختلفة منها السياسى أيام وأحداث الجمهورية العربية المتحدة، فى معركة المصير العربى، قصة السد العالى، الجلاء من الألف إلى الياء، قصة ميناء دمياط،وقد حظى بالكثير من أوجه التقدير، وحصل فاشا على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1988، وكرمته مصر عام 1976 باعتباره أحد رواد كتب فوازير رمضان، ولد طاهر أبو فاشا فى ديسمبر عام 1908 بمدينة دمياط، حيث تلقى تعليمه الأولى، ونشأ فى أسرة متوسطة، كان والده تاجر حبوب، وكان من المفترض أن يكتسب مهنة والده حيث تجرى عادات وتقاليد دمياط، ولكن نظرا لأن تجارة الحبوب كانت راكدة فى وقتها، فقرر والده أن يعلمه صناعة الأحذية، وبالفعل تمكن من تلك الصنعة، لكنَه تركها فقررت والدته أن تُبعده عنها نهائيًّا، ثم التحق بالمعهد الدينى فحفظ القرآن كاملا فى شهور قليلة مع تجويده، ثم تخرج من كلية دار العلوم عام 1939، وبعد وفاة زوجته عام 1979 عانى حزنًا شديدًا، وحاول التغلب عليه باستكمال آخر دواوينه «دموع لا تجف» عام 1987، والذى أهداه إلى روح زوجته، وعبر فيه عن مدى الحزن والألم الذى ظل مسيطرًا عليه، وبعد فترة قصيرة من رحيلها رحل الأبن الأكبر فيصل ورثاه فى العديد من القصائد، ليقع فريسة المرض وتوفى طاهر أبو فاشا عام 1989 عن عمر 81 عامًا بعد معاناة الأسى والوحشة لرحيل زوجته وابنه الأكبر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور نجوى عبدالعزيز الإذاعة المصرية طاهر أبو

إقرأ أيضاً:

اللجوء.. وكرم شعب

على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.

واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.

ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.

قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.

كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".

سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

مقالات مشابهة

  • قصته باتت عبرة وفيلم.. صبي اختفى في جبل بعد شجار مع والده
  • في نفس موقع وفاة والده.. إصابة عثمان بولوش بجروح خطيرة
  • السويدي: الدولة تهتم بالقطاع الصناعي وتتخذ قرارات سريعة لحل المشاكل
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • سيف على رقاب الجميع
  • القبض على سائق نقل صدم قائد أتوبيس على الأوتوستراد
  • القبض على سائق صدم أتوبيس نقل عام فى القاهرة
  • وكيل صحة الدقهلية يتفقد مستشفيي "طلخا" و"نبروه" ووحدة "الجنينة"
  • الفرصة الثانية والأخيرة.. «الوصايا العشر» أمام مجلس أبوريدة
  • الركين