النائب أيمن محسب: الشعوب العربية تراهن على قمة المنامة لوقف الحرب وإعادة الاستقرار للمنطقة
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
أكد النائب الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب أن القمة العربية فى البحرين تأتى فى وقت شديد الأهمية ، لما تشهده المنطقة العربية من أحداث بالغة الخطورة فى العديد من البلدان، خصوصاً العدوان الإسرائيلى على غزة.
وأشاد بدور مصر الكبير وجهودها الدبلوماسية فى حشد رأى عام دولى وعربى لمناصرة الأشقاء الفلسطينيين فى قضيتهم العادلة.
ولفت الدكتور أيمن محسب إلى أن قمة البحرين تأتى ضمن ظروف استثنائية حيث تناقش ثمانية بنود رئيسية أهمها مجالات التعاون العربى و التجمعات الدولية والإقليمية.
وثمّن جهود الدولة المصرية على كافة المستويات الرسمية والشعبية والدعم الكامل الذى تقدمه القيادة السياسية منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى، بداية من رفض التهجير، وفضح الجرائم الإسرائيلية فى المحافل الدولية، وتقديم 87٪ من إجمالى المساعدات إلى غزة ، ودعم العضوية الكاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة، وتدخل مصر رسمياً فى دعم الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ، بجانب تمسكها بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ورعايتها لمفاوضات وقف إطلاق النار مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة.
وأثنى الدكتور أيمن محسب، على المشاركة المصرية رفيعة المستوى فى القمة العربية الـ33 التى تعقد فى المنامة حالياً، مشيداً بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وتأكيد سيادته أن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام الحرب فى غزة ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وتشتيت أبناءه والسعى لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف للمجتمع الدولى.
وقال الدكتور أيمن محسب، إن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تترقب نتائج القمة، آملين أن تسفر عن تكتل عربى قوى يلبى طموحات الشعوب لوقف العربدة الإسرائيلية فى المنطقة ويدعم وجود الدولة الفلسطينية، ويعيد السلام والاستقرار للعالم ، ويفرض عدالة النظام الدولى والإنسانى ويحمى الفلسطينيين من الإبادة الجماعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محسب الدكتور أيمن محسب لجنة الشئون العربية مجلس النواب البحرين العدوان الإسرائيلى غزة الدکتور أیمن محسب
إقرأ أيضاً:
من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان (الجزء الاول)
من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان (الجزء الاول)
عمر سيد أحمد
[email protected]
أبريل 2025
المقدمة
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، والتي تدخل الآن عامها الثالث، يعيش السودان مأساة إنسانية واقتصادية كبرى. مع استمرار القتال واتساع رقعته، تحولت حياة الملايين إلى كارثة حقيقية. في هذا المشهد المظلم، بدأت تظهر تصريحات وتحركات تتحدث عن إعادة الإعمار، رغم أن الحرب لم تتوقف بعد.
من بين هذه التصريحات، ما نقلته تسجيلات متداولة عن اتفاق مزعوم بين القيادة العسكرية السودانية وبعض الجهات المصرية، أشار فيه متحدث مصري إلى أن تكلفة إعادة الإعمار قد تفوق المائة مليار دولار، وأن شركات مصرية ستتولى تنفيذ المشروعات مقابل الحصول على الذهب السوداني.
الحديث عن إعادة الإعمار قبل وقف الحرب بشكل نهائي، يبدو ضربًا من العبث. لا سلام، لا استقرار، ولا بناء حقيقي طالما أن صوت الرصاص يعلو فوق صوت الحياة. كما أن الشركات المصرية المُروَّج لها، تفتقر إلى الخبرة الفنية اللازمة لإدارة مشروعات بهذا الحجم [1].
الخسائر الاقتصادية والإنسانية: أرقام مرعبة
القطاع الزراعي: العمود الفقري المحطّم
كانت الزراعة توفر سبل العيش لنحو 70% من السكان [2]. ومع استمرار الحرب، خرج أكثر من 50% من الأراضي الزراعية عن دائرة الإنتاج، خاصة في مناطق الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، كردفان، ودارفور [3]. أدى توقف مشروع الجزيرة، الذي يعد أهم مشاريع الزراعة المروية في إفريقيا، إلى شل إنتاج القطن، الفول السوداني، والقمح. وقدرت الخسائر المباشرة للقطاع الزراعي بأكثر من 20 مليار دولار [4].
القطاع الصناعي: انهيار شامل
تركز النشاط الصناعي في السودان سابقًا في الخرطوم وعدد من المدن الرئيسية. ومع تصاعد العمليات العسكرية، تعرض أكثر من 60% من المنشآت الصناعية إلى الدمار الكامل أو الجزئي [5]. قدرت الخسائر المالية للقطاع الصناعي بحوالي 70 مليار دولار، إضافة إلى تفكك سلاسل التوريد وهجرة الكفاءات الصناعية، ما فاقم أزمة البطالة وأدى إلى تعميق الانهيار الاقتصادي [6].
القطاع الصحي: منظومة تنهار
شهد السودان انهيارًا شبه كامل للنظام الصحي، إذ توقفت أكثر من 70% من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل أو تعرضت للتدمير [7]. وسط هذا الانهيار، تفشت الأمراض المعدية مثل الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك [8]. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية [9]، فإن السودان يواجه اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الصحية في تاريخه الحديث، مع خسائر مادية للقطاع الصحي تتجاوز 13 مليار دولار.
تفشي الأوبئة: كارثة صحية موازية
تسبب الانهيار الصحي في تفشي واسع النطاق للكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك [9]. أدى غياب الرقابة الصحية، وانهيار البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وتوقف حملات التطعيم، إلى انفجار وبائي حاد، تضاعفت معه معدلات الوفيات خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.
قطاع التعليم: جريمة ضد المستقبل
على صعيد التعليم، فقد أكثر من 18 مليون طفل وشاب فرصتهم في التعليم بسبب استمرار الحرب [10]. دُمرت آلاف المدارس أو تحولت إلى معسكرات للنازحين، مما جعل العملية التعليمية مشلولة في معظم أنحاء السودان، مع مخاطر جسيمة بضياع جيل كامل.
القطاع المصرفي: ضربة قاتلة
تركزت نحو 70% من المراكز الرئسية للمصارف والفروع في الخرطوم قبل الحرب، وقد تم تدمير معظمها أو تعرضها للنهب [11]. أدى هذا إلى شلل النظام المصرفي، وانتشار الاقتصاد الموازي، وانهيار قيمة الجنيه السوداني.
قطاع الصادرات: نزيف بلا توقف
انخفضت الصادرات الزراعية والحيوانية بنسبة تفوق 80% [12]، بينما ازداد تهريب الذهب والمحاصيل عبر الموانئ السودانية بتواطؤ بعض القيادات العسكرية [13].
الفقر والمجاعة: وجه آخر للخراب
تجاوزت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر 70% [14]. كما يواجه نحو 17.7 مليون شخص خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد [15]، وسط تفشي المجاعة الصامتة في عدة مناطق وانعدام الاستجابة الإنسانية الكافية.
معاناة النازحين واللاجئين
أدى النزاع إلى تهجير أكثر من 10 ملايين سوداني داخليًا [16]، يعيشون في معسكرات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. كما فر نحو 2 مليون لاجئ إلى دول الجوار مثل مصر، تشاد، جنوب السودان، وإثيوبيا، وسط ظروف قاسية وانعدام للخدمات الأساسية.
الإعلام المأجور: صناعة الزيف وتضليل الناس
بموازاة الدمار العسكري، ينشط إعلام النظام السابق عبر قنوات ممولة بشكل ضخم لتزييف الحقائق، تغذية الكراهية العرقية، وتشويه الحركات المدنية السلمية [17].
الجزء الثاني يتبع غدا …….