من التأسيس إلى الانتشار.. كل ما تريد معرفته عن اتحاد القبائل العربية في سيناء
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
بعد أقل من أسبوعين من تدشين اتحاد يجمع القبائل العربية في مصر تحت قيادة رجل النظام وذراعه العسكري في شمال سيناء إبراهيم العرجاني، أعلن الاتحاد سعيه للحصول على ترخيص وتمثيله بشكل رسمي وفتح مقرات له في كافة المحافظات.
ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن تأسيس اتحاد القبائل العربية في شمال سيناء واختيار رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، رئيسا شرفيا له بدعم من أجهزة الدولة الأمنية تحول إلى حدث هام يثير العديد من التساؤلات والنقاشات حول دوافعه وتأثيراته المحتملة على المجتمع المصري.
تباينت ردود الفعل حول الهدف من إنشاء الاتحاد العربي القبلي غير المسبوق، والذي يبلغ عدد المنتسبين إليه نحو 10 ملايين مصري، في وقت تمنع فيه السلطة المصرية تنظيم أو تشكيل أي تجمعات أو أحزاب أو منظمات مدنية غير تابعة لها.
ويرى بعض مؤيدي النظام أن إنشاء هذا الاتحاد يأتي في سياق تزايد الاهتمام بتمثيل الشرائح الاجتماعية المختلفة في المجتمع المصري، ورغبة في إحياء الهوية القبلية التي تمثل جزءا من تراث البلاد. ومع ذلك، تثير هذه الخطوة مخاوف من أنها قد تؤدي إلى تقسيم المجتمع على أساسات قبلية وتهديد الوحدة الوطنية والهوية المصرية المتنوعة.
انقسامات وأجندات
تطرح الخطوة أيضا تساؤلات حول دوافع النظام الحالي لدعم مثل هذا الكيان القبلي، خاصة في دولة حضارتها فرعونية وأقباطها المصريون (مسلمون ومسيحيون) غير عرب، وترى بعض التحليلات أن هذه الخطوة جزء من إستراتيجية لتوسيع قاعدة الدعم الشعبي للنظام، أو ربما محاولة للحصول على دعم إضافي من قبل شرائح معينة في المجتمع.
ويعتقد بعض السياسيين والمحللين الذين تحدثوا إلى "عربي21" أن تأسيس الاتحاد تم بدعم من الحكومة المصرية، بهدف تعزيز قبضتها على المجتمع القبلي، أو لخدمة أجندة سياسية معينة. لكنها قد تفضي إلى تعزيز النزعة القبلية، وتهميش الهوية المصرية الجامعة، وخلق انقسامات بين مختلف مكونات المجتمع، وتقويض أسس النظام الديمقراطي والدولة المدنية.
ويضم التحالف 30 قبيلة، منها: الترابين، والسواركة، والمساعيد، والعيادية، والسماعنة، والسعديون، والرميلات، والبياضية، والعقايلة، والدواغرة، والرياشات، والعبايدة، والتياهة، والحوات، والنجمات، وبلي، والأخارسة، والصفايحة، وبنو فخر، وأولاد سليمان، والأغوات، وحجاب، والحويطات، وغيرها.
وهدّدت الحركة المدنية الديمقراطية، أكبر كيان مدني معارض، في بيان، باللجوء إلى القضاء لمواجهة إنشاء كيانات تخالف الدستور والقانون، وتخلق كيانات موازية أو بديلة لمؤسسات الدولة أو تقوم بعملها.
وانتقدت الحركة ما وصفته بـ"التخفي والاختباء وراء مسميات مجهولة، للبحث عن مبررات للدفاع عن الأراضي المصرية والأمن القومي في مواجهة المعتدين".
ما دلالة تغير التعامل الأمني للنظام مع القبائل؟
يقول الناشط السيناوي من قبيلة الأخارسة المنضوية تحت اتحاد قبائل سيناء، أبو الفاتح الأخرسي: إن "توسيع قاعدة اتحاد قبائل سيناء إلى اتحاد القبائل العربية يجعلنا نستحضر تاريخ النظام المصري في تعامله وسياسته وإستراتيجيته مع القبائل العربية وهي قائمة منذ عقود على فكرة واحدة وهي تفكيك نسيج المجتمع القبلي لأنه يعتبرها منافسا له في السيادة والسيطرة".
وأوضح الأخرسي لـ"عربي21": "النظام المصري لطالما اقتصر تعامله مع القبائل من منطلق أمني استخباراتي بحت وهناك حالة من الذوبان شبه الكامل لها الآن لذلك لا يمكن توقع أن يحتفل النظام بالقبائل وإذا قام كيان من هذا النوع مباشرة نستطيع أن نقول إنه أحد أذرع النظام لتنفيذ أجندته الخاصة بمعنى أداة لتنفيذ المهام القذرة والقيام بدور ما في غزة مستقبلا".
وأشار الأخرسي إلى أن "الاتحاد يقوم الآن بدور ما من خلال إدخال المساعدات ودخول الفلسطينيين من خلال شركات تابعة للعرجاني أو مواجهة النازحين المحتملين من غزة إلى مصر وتصدير القبائل بدلا من الجيش لحمايته من أي تداعيات محتملة".
أما بخصوص تهديد اتحاد القبائل للنسيج المجتمعي المصري فقد استبعد الناشط السيناوي ذلك على المدى القصير، قائلا: "لا أظن ذلك لأنها منضبطة تماما بأجندة النظام السياسي ولا يمكن أن تتحرك في أي ملف إلا بأوامر واضحة ومباشرة من السلطة المصرية".
تقسيم مصر
حذر السياسي المصري، محمد شريف كامل، من مغبة إنشاء هذه الكيانات، وقال: "تمر مصر في هذه الأيام بأمور غريبة تنذر بكارثة حقيقية تفوق الكوارث التي نراها الآن، حيث بدأ تقسيم مصر بإنشاء كيانات على أساس قَبلي بدأ بإنشاء تجمع قَبلي من قبائل سيناء وتنصيب محترفي إجرام على رأسه واليوم يمتد الأمر وتبدأ مرحلة تأسيس مقرات بالمحافظات مما يفتح الباب أمام أمرين في غاية الخطورة".
وأوضح لـ"عربي21": "أولهما تشكيل تجمعات أخرى على أسس قبلية وخلق وهم من العرقيات التي سعى الاستعمار لتأصيلها خلال القرون الماضية، وثانيهما أن تلك التجمعات سوف تتحول لمراكز قوى ونواة لصراع قبلي تغذيها العصبيات".
وأعرب كامل عن اعتقاده "أن كل ذلك يمهد لصراع هوية ينتج ثقافة جديدة تمهد لتمزيق الهوية المصرية التي تشكلت عبر العصور من اندماج الشعب بكل أصوله مما ينتج عنه حرب أهلية تمزق الوطن، مما يتيح للنظام إحكام السيطرة ويتيح للعصابات الصهيونية والاستعمار الفرصة للسيطرة على ما تبقى من المنطقة سياسيا واقتصاديا".
بوابة قذرة للنظام
اعتبر مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية في إسطنبول، ممدوح المنير، أن "الكيان الجديد تم صنعه خصيصا، ليشكل ميليشيا موازية داخل الدولة المصرية هدفها تعميق الاستقطاب وليكون بوابة خلفية للعمليات القذرة للنظام كما يفعل العرجاني الآن بمعبر رفح وبيزنس المتاجرة في دماء الفلسطينيين وأدوات للانتقام. فلا يمكن أن يظهر الجيش المصري بشكل مباشر في صورة كهذه، لذلك يستخدم واجهات كالعرجاني واتحاد القبائل لهذه المهمات".
مضيفا لـ"عربي21": "ويمكن أن نلخص الهدف منه فضلا عما سبق في عدة نقاط منها التجسس واختراق القبائل والعشائر في سيناء والسيطرة عليها. كذلك خلق حالة انقسام وتشظٍّ مجتمعي جديدة فبعد اللعب على وتر الطائفية بين المسلمين والأقباط وتقسيم الشعب إلى أغنياء وفقراء بعد اختفاء الطبقة الوسطى، وتعليم أجنبي لا يمت لقيمنا وثقافتنا بصلة في مقابل تعليم أزهري ديني على الطرف الآخر، الآن هو يقسم المجتمع على أساس قبائلي وجهوي لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت".
ويرى المنير رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية أن "النظام بذلك يجعل هناك حالة احتقان مجتمعي وتربص بين شرائحه المختلفة تنتهي باحتراب أهلي مع تفجر الأوضاع الاقتصادية يوما ما وهذا ما يسعى إليه لتحقيق مخطط غربي تاريخي معروف وموثق بتقسيم مصر. وبالتالي اتحاد القبائل العربية ما هو إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد والذي يمثل شقه الغاطس مؤامرة تستهدف إنهاء الدولة المصرية التاريخية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر سيناء العرجاني النظام المصري اتحاد القبائل العربية مصر سيناء النظام المصري العرجاني اتحاد القبائل العربية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتحاد القبائل العربیة مع القبائل
إقرأ أيضاً:
يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات.. كل ما تريد معرفته عن وقف إطلاق النار في غزة
بعد عدوان شرس من جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والمستمر منذ 15 شهرًا، أعلن الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة عن صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للمحتجزين، وفق ضوابط أقرت بها حركة حماس وإسرائيل، والذي يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات.
وفيما يلي، تعرض «الوطن» كل ما تريد معرفته عن صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين وإعادة الإعمار، وفق ما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية».
متى يبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟وبحسب ما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، فإن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يدخل حيز التنفيذ غدًا الأحد، في تمام الساعة 8:30 صباحًا، بعد مرور 470 يومًا على العدوان على غزة.
كيف سيتم تنفيذ وقف إطلاق النار؟سيتم تنفيذ الصفقة على 3 مراحل، مدة كل مرحلة 42 يومًا، تتضمن هذه المراحل وقف إطلاق النار والانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال خارج المناطق المكتظة بالسكان، حتى الخروج تماما من غزة وتبادل المحتجزين، وعودة الهدوء للمنطقة.
ماذا سيحدث في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار؟تبدأ المرحلة الأولى غدًا من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي ستستمر لمدة 42 يومًا، تتضمن هذه المرحلة وقفًا شاملًا لإطلاق النار، إعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى واالمحتجزين بين الطرفين، بالإضافة إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وإعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع.
وسيتم خلال تلك المرحلة الآتي:
تبادل المحتجزين: سيتم إطلاق سراح 1904 معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا من قبل حركة حماس.
تشمل الدفعة الأولى إطلاق سراح النساء والأطفال المحتجزين، يليها إطلاق سراح الرجال فوق الخمسين عامًا.
إدخال المساعدات: وافق الاتفاق على دخول 600 شاحنة يوميًا إلى القطاع، منها 50 شاحنة تحمل الوقود، مع تخصيص نصف المساعدات للمناطق الشمالية.
عودة النازحين: يتيح الاتفاق عودة النازحين داخليًا إلى منازلهم في غزة، وتسهيل علاج المرضى والجرحى خارج القطاع.
ماذا سيحدث خلال المرحلتين الثانية والثالثة؟ولا تزال تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة قيد الدراسة بين حركة حماس وإسرائيل، لتوضيح تفاصيل وآلية تنفيذها.
تسعى حركة حماس خلال المرحلتين الثانية والثالثة للإفراج عن قادة بارزين في الفصائل الفلسطينية، مثل عباس السيد، إبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد بسبب عمليات نفذوها سابقًا.
متى ستنسحب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة؟وبحسب بيان الوسطاء والذي نقلته قناة القاهرة الاخبارية، فأن إسرائيل ستنسحب بشكل كامل من غزة بحلول اليوم 42 من وقف إطلاق النار، وبحد أقصى 50 يومًا، أي أنه سيكون خلال المرحلة الثانية من وقف النار.
متى سيتم إعادة الإعمار والخدمات الصحية إلى غزة؟مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستبدأ جهود إعادة الإعمار في القطاع، بما يشمل تحسين خدمات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من الصفقة.
وصرحت منظمة الصحة العالمية أنها تستعد بخطة لتزويد القطاع بمستشفيات ميدانية خلال الشهرين المقبلين، مع تقدير احتياجات القطاع الصحي بأكثر من 10 مليارات دولار، فضلا عن إعادة تشغيل المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في القطاع.
كيف استعدت مصر لوقف إطلاق النار في غزة؟وكشفت وزارة الخارجية المصرية، عن استعدادات مصر لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، من خلال الخطوات الآتية:
تدشين غرفة العمليات المشتركة التي ستتخذ مصر مقراً لها لمتابعة عمليات تبادل المحتجزين والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن حركة الأفراد بعد استئناف عمل معبر رفح.
كما أعلنت وزارة الصحة المصرية، عن تجهيز أكثر من 150 سيارة إسعاف لنقل المصابين من قطاع غزة إلى القاهرة للعلاج.
تجهيز آلاف الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية والعاجلة إلي غزة، في انتظار إشارة البدء صباح غد الأحد للدخول.