الثورة نت|

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن مجزرة واحدة في غزة تكفي ليتحرك الضمير الإنساني وأن تصدر المواقف القوية للسعي لمنع الإبادة.

وأوضح السيد القائد، في كلمة له اليوم، حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية، أنهُ لا توجد عملية حصر دقيقة للضحايا في قطاع غزة، وما يتم نشره هي إحصائيات تقريبية.

. مشيرا إلى أن الأمريكي له دور أساسي في حرب التجويع وفي الإبادة بقنابله الفتاكة والمدمرة.

وأضاف أن هناك اهتمام في أمريكا بكيفية صناعة القنابل قوية التدمير للمدن، وهذا يدل على التوجه الإجرامي العدواني.. لافتا إلى أن الأمريكيين منذ البداية يصنعون أسلحتهم لتكون بالشكل المدمر للمدن والقاتل بشكل جماعي للسكان.

وأشار إلى أن الأمريكي في استراتيجيته وتكتيكه الحربي يضع المدن وسكانها المدنيين في دائرة الاستهداف .. قائلا: إن في حرب التجويع، الأمريكي هو الذي رتب الخطة لاستهداف معبر رفح وقدم للعدو الإسرائيلي كل أشكال الدعم.

ولفت إلى أن الأمريكي مشترك في إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وفي تجويع من تبقى منهم.. مبينا أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى إلحاق أشد وأقسى المعاناة بالفلسطينيين، وهي حالة تعكس النزعة الإجرامية للعدو.

وبين قائد الثورة أن كثير من العائلات الفلسطينية نزحت في مرحلة العدوان أكثر من 5 مرات تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومنظماته.. كما أن العدو الإسرائيلي يترصد النازحين خلال تنقلهم من منطقة إلى أخرى ليقوم بقتلهم بشكل جماعي.

 

العدوان على غزة وذكرى النكبة:

قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إن المأساة في غزة تزامنت هذا الأسبوع مع الذكرى الـ 76 للنكبة حين قامت بريطانيا بتمكين اليهود من احتلال فلسطين.. مشيرا إلى أن البريطاني مكّن اليهود من فلسطين بجرائمه واستهداف الأحرار من الفلسطينيين وإعاقة أي تحرك تحرري.. مبينا أن البريطاني إبان تمكين اليهود اشتغل في المحيط العربي حتى لا تكون هناك ردة فعل قوية لدعم الشعب الفلسطيني.

وأوضح السيد القائد، أن كل خطوة كان ينفذها البريطاني ومعه اليهود الصهاينة إبان احتلال فلسطين كانت تقابل بتخاذل عربي وإسلامي.. مؤكدا أن من أكبر الأخطاء -بعضها بالإهمال والبعض الآخر بالتواطؤ- هو تغييب الأحداث أيام احتلال فلسطين من المناهج الدراسية.

وأضاف أن الجرائم الفظيعة إبان احتلال فلسطين حدثت وقد أصبحت عناوين الحقوق والديمقراطية والحرية موجودة في الغرب.. قائلا: رغم العناوين الزائفة للدول الغربية إبان احتلال فلسطين لكنها لم تقف بوجه الجرائم الوحشية، بل وفرت الدعم للصهاينة.

وأشار إلى أن العرب خذلوا الشعب الفلسطيني في ثورته عام 1936م، ولو قدموا الدعم الكافي لربما تفادينا النكبة التي حصلت فيما بعد.. مؤكدا أن لبريطانيا وأمريكا دور أساسي في الإبادة الجماعية والتهجير إبان احتلال فلسطين وهي أكبر عملية تطهير عرقي في القرن العشرين.

ولفت إلى أن من العار على الأمم المتحدة أنها قبلت بالعدو الإسرائيلي عضوا فيها وهو كيان محتل قائم على الإجرام والطغيان.. مبينا أن التحرك العربي خلال احتلال فلسطين كان ضعيفا، ولم يكن مبنيا على أساس الاستمرار والنفير في أوساط الشعوب للجهاد في سبيل الله.

وقال السيد القائد إن التحرك العربي المبكر كان هو المفترض لحماية فلسطين ومقدساتها، وبدلا عن ذلك حصل تفريط كبير.. مؤكدا أن التقصير العربي إزاء أحداث النكبة أوصل العدو الإسرائيلي إلى احتلال القدس وبقية فلسطين.

وأضاف أنهُ وخلال احتلال فلسطين غاب العنوان الإيراني كما يروجون له اليوم، لأن نظام طهران في تلك المرحلة لم يكن على خلاف مع أمريكا.. مبينا أن محاولة الأمريكي والإسرائيلي تقديم الموقف من العدو وكأنها مسألة إيرانية، هو خداع وبسطحية وسذاجة.

وتابع: الأمريكي يقدم العرب وكأنهم بدون قضية ويدفعهم للصداقة مع “إسرائيل” وهذا استغباء واستحمار للشعوب.. مشيرا إلى أن العرب كانوا أول من تم استهدافهم، ولذلك فهم يتحملون بالدرجة الأولى مسؤولية التصدي لليهود الصهاينة.

وستطرد بالقول: إن التحرك الإيراني وأي دور إسلامي آخر هو مساند للقضية الفلسطينية وينطلق من اعتبارها قضية دينية.. مؤكدا أن حال الأمريكي والدول الأوروبية التي تملك نزعة استعمارية هو الطمع في بلداننا وثرواتها طالما أن الظروف مهيأة لذلك.

وأشار إلى أنهُ على مدى 76 عاما منذ النكبة استمرت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في ظل تخاذل عربي ودعم أمريكي لليهود .. مؤكدا أن ما يجري اليوم في غزة هو تكرار للمشهد الإجرامي إبان النكبة مع تفوق الإمكانات التي يملكها العدو اليوم إلى جانب الدعم الأمريكي.

 

الصمود الفلسطيني وثبات المجاهدين في غزة:

أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الصمود الفلسطيني وثبات المجاهدين في هذه المرحلة أكبر من أي مرحلة مضت في تاريخ الشعب الفلسطيني.. معبرا عن الأمل في استمرار الاحتجاجات الطلابية في أمريكا والغرب خلال العطلة الصيفية طالما استمر العدوان على غزة.

وأوضح قائد الثورة، أن صمود فصائل المقاومة الفلسطينية يحبط العدو الإسرائيلي، وله نتيجته المهمة وأثره العظيم على مستوى هذه المرحلة المصيرية .. مبينا أن الأمريكي هو الذي رسم خطة وطريقة وكيفية العدوان الإسرائيلي البري باتجاه رفح.

وأضاف أن صمود المجاهدين من مختلف الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم كتائب القسام وسرايا القدس أحبط العدو الإسرائيلي.. لافتا إلى أن عودة القتال إلى جباليا وحي الزيتون في هذه المرحلة المصيرية والمفصلية يثبت فشل العدو الإسرائيلي.

وأشار إلى أن في بعض المخيمات عاد القتال للمرة الخامسة وفي كل مرة يعلن العدو الإسرائيلي أنه قد حسم المعركة فيها.. مؤكدا أن تواجد المجاهدين بفاعلية واستبسال وتنكيل للعدو الإسرائيلي يكذب ادعاءاته بالقضاء عليهم أو تفكيكهم.

ولفت إلى أن المجاهدون في غزة لا يزالون يكبدون العدو خسائر موجعة فقد استهدفوا 70 آلية خلال أسبوع.. مبينا أن معنويات المجاهدين عالية ويتسابقون للقتال وملاقاة العدو الصهيوني في مختلف محاور القتال.

وقال السيد القائد إن المجاهدون في غزة يكتسبون الخبرة أكثر مما قد مضى والتكتيكات المحكمة بفاعلية عالية..  مؤكدا أن استمرار العدو الإسرائيلي في العدوان على غزة وسعيه للتصعيد باتجاه رفح يعني الاستنزاف له أكبر.

وأضاف أنهُ كلما طال وقت العدوان كبر الفشل للعدو، وهزيمته المحتومة تنتظره في نهاية المطاف.. قائلا: إن أي خطوات تصعيدية باتجاه رفح فهذا يعني تصعيد جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن.

 

الجبهات المساندة لغزة:

أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الجبهة اللبنانية في هذا الأسبوع نفذت عمليات كثيرة وفعالة ومنكلة بالعدو الصهيوني.. مشيرا إلى أن الجبهة اللبنانية جبهة ذات أهمية كبيرة لأنها جبهة مباشرة وتأثيرها امتد من شمالي فلسطين إلى واقع العدو بشكل عام.

وأكد أن الجبهة العراقية اتجهت من جديد إلى التصعيد ونحن نشيد بهذا التوجه ونؤمل منهم المزيد والمزيد من الفاعلية..

أما في جبهة اليمن وفي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. أكد قائد الثورة، تنفيذ 40 عملية ضد العدو الصهيوني بـ211 صاروخا.. كما تم تنفيذ 7 عمليات هذا الأسبوع بـ 13 صاروخا باليستيا ومجنحا ومسيرة في البحر الأحمر، وخليج عدن والمحيط الهندي.

وأعلن السيد القائد، تدشين العمليات النوعية باتجاه البحر الأبيض المتوسط بعمليتين خلال هذا الأسبوع.. مبينا أن العمليات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بلغت أكثر من 100 هجوم بالصواريخ والمسيرات.

وأوضح السيد القائد، أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يسعون لتغيير مسارهم في المحيط الهندي بالابتعاد شرقا وذلك يضيف عليهم كلفة أكبر.. قائلا: كلما ابتعد الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني أكثر كلما ساهموا في تطوير مدى الصواريخ والمسيرات.

وأضاف أن المرحلة الرابعة من التصعيد مهمة لأنها تستهدف سفن جميع الشركات التي تنقل البضائع للعدو الإسرائيلي باتجاه أي ميناء.. مؤكدا أن الشركات التي تنقل البضائع للعدو الإسرائيلي سيتم استهداف سفنها في أي مكان تطاله قدرات الجيش اليمني.

وأشار إلى أن دول وشركات كان لها موقف إيجابي في تفهمها لمرحلة البحر الأحمر وخليج عدن وتوقفت عن النقل لصالح العدو الإسرائيلي عبر هذا المسار.. قائلا: إن تلك الدول والشركات كانت تدرك بوضوح أن موقف اليمن الإنساني والشرعي مرتبط بما يحصل في غزة.

ودعا قائد الثورة، الصين وروسيا ومختلف الدول الآسيوية والأوروبية إلى أن تتفهم الإجراء فيما يتعلق بالنقل إلى بقية الموانئ الفلسطينية المحتلة لصالح العدو الإسرائيلي.. قائلا: إن على الجميع أن يكف عن النقل للموانئ الفلسطينية المحتلة وإجراء بلدنا من دافع إنساني وأخلاقي وديني.

وأكد أن من مصلحة كل الشركات أن تتوقف عن النقل لصالح العدو الإسرائيلي باتجاه البحر الأبيض المتوسط أو في أي اتجاه.. مشيرا إلى أن صنعاء حريصة على أن يصل الصوت اليمني لجميع الدول وأن يتفهم ويدرك الجميع أن إجراءنا هو إنساني وأخلاقي.

وجدد قائد الثورة، دعوة الجميع إلى أن يتجهوا للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.. مؤكدا السعي لتقوية المرحلة الرابعة من التصعيد على مستوى الزخم وقوة الضربات.

وأوضح أن الأعداء يحاولون تشكيل أحزمة متعددة لحماية أنفسهم وسفنهم في البحر الأبيض المتوسط والنطاق بعيد المدى.. مؤكدا انهُ كما فشلوا سابقا في امتلاك القدرة على الاعتراض في مسرح العمليات السابق سيفشلون في المرحلة الرابعة بإذن الله.

وأضاف أن العمل مستمر لتجاوز تقنياتهم وتجاوز الأحزمة المتعددة والمكثفة، وكل مساعيهم ستفشل وسنتمكن من تجاوزها بإذن الله.. مؤكدا أن استمرار العدو الإسرائيلي في العدوان والحصار والتوغل في رفح يعني ضرورة السعي للتصعيد أكثر في كل جبهات الإسناد.

وأعرب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن أملة – إن شاء الله – أن يشترك معنا إخوتنا العراقيون فيما يتعلق بالمرحلة الرابعة.. قائلا: لن نألو جهدا من جبهة اليمن على تقوية المرحلة الرابعة والإعداد لما بعدها في المرحلة الخامسة وغيرها.

 

الأنشطة الشعبية والتعبئة العسكرية:

أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأنشطة الشعبية والتعبئة العسكرية الشعبية نشطة جدا وتجاوز الملتحقون بها 300 ألف متدرب.. مشيرا إلى أن هناك زيادة في التعبئة العسكرية بواقع 13959 متدربا وستصل إن شاء الله إلى نصف مليون متدرب.

وأوضح قائد الثورة، أن المناورات العسكرية التابعة للتعبئة بلغت 735 مناورة.. مشيرا إلى ان الخروج المليوني المستمر أسبوعيا بشكل عظيم يظهر مستوى التفاعل والتوجه الشعبي دون كلل أو ملل.

وأضاف أن التزام شعبنا الأسبوعي بالخروج المليوني بوعي وإحساس بالمسؤولية لمساندة الشعب الفلسطيني على نحو متميز عن أي شعب آخر أمر مهم وعظيم جدا..

وأشار إلى أن الهجمة الإعلامية العدائية على جبهة اليمن أكثر من أي جبهة أخرى.. لافتا إلى أن التركيز على أي قضية أو مشكلة في الداخل وتحويلها إلى قضية القرن الـ 21 هدفه إلهاء وإنساء الشعب اليمني كل ما يجري في غزة.

وأكد أن هدف توقف وتراجع شعبنا عن موقفه في مناصرة الشعب الفلسطيني هو هدف الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.. مبينا أن مستوى الوعي لشعبنا العزيز والخروج المليوني الأسبوعي خيب آمال أبواق الأعداء وأفحم نباح كلابهم.

وقال قائد الثورة، إن خروج شعبنا العزيز تحت الأمطار وفي ظل الحر الشديد يدل على تفاعله وإحساسه بالمسؤولية .. معبرا عن أمله – إن شاء الله – بأن يستمر شعبنا العزيز في خروجه المليوني بزخم كبير استجابة لله، صبرا ومصابرة ومرابطة دون وهن أو كلل أو تراجع.

ودعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الشعب العزيز للخروج الميلوني يوم الغد إن شاء الله تعالى في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي السید القائد عبدالملک بدرالدین الحوثی البحر الأبیض المتوسط للعدو الإسرائیلی العدو الإسرائیلی المرحلة الرابعة الشعب الفلسطینی إلى أن الأمریکی وأشار إلى أن مشیرا إلى أن هذا الأسبوع قائد الثورة إن شاء الله مؤکدا أن مبینا أن وأضاف أن على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أهميّةُ خطابات السيد القائد في رسم خارطة الطريق للبلدان العربية والإسلامية

يمانيون../
رغم المخاطر الأمنية التي تحيط بمحور المقاومة، إلا أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يحرص أسبوعيًّا على إلقاء خطابه في كُـلّ خميس منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” ودخول اليمن كمحارب رئيسي في هذه المعركة، ليرفع معنويات المجاهدين بكلماته الصادقة والنابعة من استشعاره بالمسؤولية أمام الله وأمام شعبه، وليذكر الناس بواجباتهم تجاه القضية الفلسطينية، ويحذر من عواقب تفريط الشعوب.

وحول الخطاب الأخير للسيد القائد، يؤكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب، أنه “كان خطابًا تاريخيًّا قدَّم فيه رؤية دقيقة وشاملة للأحداث”.

ويقول أبو طالب في منشورٍ له على منصة “إكس”: إن السيد القائد -حفظه الله- “قيّم التوجّـهات وحدّد الأولويات ووضع الحلول والمعالجات”.

خطابٌ استراتيجيٌ تاريخي:

من جانبه يحلل عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، بالقول: “خطاب سماحة السيد القائد المفدى وفخر الأُمَّــة -يحفظه الله- كان خطابًا استراتيجيًّا وتاريخيًّا واستثنائيًّا جسّد فيه قيم الإسلام الأصيل والموقف العروبي والإنساني والديني تجاه قضايا الأُمَّــة”.

ويوضح في تدوينة نشرها على حسابه في منصة “إكس” أن السيد القائد أكّـد على بوصلة العداء تجاه أعداء الأُمَّــة جمعاء أمريكا و”إسرائيل” والتمسك بالقضية الفلسطينية ونصرة ومساندة غزة والتضامن والوقوف مع شعوب الأُمَّــة المعتدى عليها من قبل الصهاينة المجرمين، متطرقًا في تحليله إلى أن السيد -حفظه الله- أكّـد أَيْـضًا على أهميّة وضرورة الوحدة العربية والإسلامية في الموقف المشرف في التكاتف وتوجيه الموقف والتحَرّك الجاد تجاه الأخطار والتحديات والمؤامرات التي تستهدف شعوب المنطقة”.

ونوّه القحوم من وحي خطاب السيد إلى “تعزيز الوعي والبصيرة والجهاد ورفع راية الإسلام وإسقاط مشروع أمريكا و”إسرائيل” المسمى بالشرق الأوسط الجديد وإشعال الفتن المذهبية والطائفية والعنصرية كمرتكز أَسَاسي في تحقيق هذا المشروع الخطير والخبيث وإشعال الاقتتال بين أوساط الشعوب العربية والإسلامية والصراعات البينية وإقحام المنطقة في دوامة لا نهاية لها”.

و”يرمي هذا المشروع الشيطاني الاستعماري إلى تمزيق أوصال الدول والشعوب من خلال التقسيم الديمغرافي والسياسي والمذهبي والطائفي وتصبح المنطقة ودولها وشعوبها ضعيفة وتكون السيادة والهيمنة للأمريكي والإسرائيلي في التحكم بمصير الأُمَّــة العربية والإسلامية واستباحة سيادتها واستقلالها وسلب حقوقها ونهب ثرواتها وفرض واقعًا جديدًا وخطيرًا على الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة” -حسب تحليل القحوم-.

ويوصي القحومُ في تحليله بأنه “يجبُ الانتباهُ والاحترازُ لهذه المخطّطات الاستعمارية المدمّـرة والمهلكة لكل مقدرات الأُمَّــة، مع التأكيد في الخطاب ومضامينه على معرفة العدوّ الحقيقي للأُمَّـة والتصدي بحزم وقوة لمشاريع الغرب والصهاينة في تمزيق الأُمَّــة وحرف بوصلة العداء تجاه الداخل العربي والإسلامي وتجاوز كُـلّ الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية والعنصرية والانطلاق في مواقف مشرفة وجهادية ضد عدو الأُمَّــة أمريكا و”إسرائيل” وإسقاط القطبية الواحدة وإنهاء المؤامرات والمشاريع الاستعمارية ومخطّطات التقسيم الجديدة، ولتكن الأُمَّــة واحدة وموحدة في هذا الموقف والاصطفاف العربي والإسلامي في المواجهة والموقف حتى الانتصار وزوال “إسرائيل” بإذن الله”.

استنهاض مُستمرّ للشعوب المتخاذلة:

وفي لقاءٍ سابق مع “المسيرة” كان قد تحدث عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، عن أبرز ما تتضمنه خطابات السيد القائد الأسبوعية، قائلًا بأن السيد -حفظه الله- على طول هذه الحرب العدوانية الهمجية على الشعب الفلسطيني في غزة هو لم يتوقف عن إلقاء الخطابات الأسبوعية وتحفيز الناس دائمًا على مسألة المواجهة لهذا العدوّ ولتبقى هذه القضية الحية في وجداننا ومشاعرنا.

ويضيف: “ولأجل أن تبقى هذه القضية الفلسطينية في صدارة أولويات الناس وصدارة اهتماماتهم يسعى السيد -يحفظه الله- دائمًا لمحاولة التذكير بالجرائم الوحشية التي تحصل هناك، جرائم فضيعة لا مثيل لها مطلقًا”، مُشيرًا إلى أن السيد القائد “يقدم دائمًا الإحصائيات في هذا الصدد، ويستنهض الشعوب العربية ويسعى بكل جهده باستمرار لتذكيرها بمسؤوليتها والمخاطر التي تترتب التفريط والإهمال والتقصير والتخاذل، إضافة إلى خلق حالة من البصيرة والوعي تجاه هذه الأحداث والاستفادة منها”.

وتطرق الفرح لحرص السيد بأنه “يعرّج في خطاباته على قضية ما يقدمه الشعب اليمني وبقية الجهات في محور القدس والمقاومة”، مواصلًا “ثم يأتي إلى الفقرة الأخيرة وهي أن يدعو الشعب اليمني إلى الخروج، ولا يزال الشعب اليمني مرابطًا وصابرًا في مختلف الساحات الجهادية رغم تعرضه للاستهداف بشكل شبه يومي من الطائرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، وَأَيْـضًا خروجه إلى الساحات في أكثر من 500 ساحة وما فوق ذلك بتفاعل كبير”.

القائد وحدَه من يرسُمُ خارطةَ الطريق ويفضحُ المخطّطاتِ التآمرية:

وفي السياق أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في تدوينة سابقة، أن خطاب السيد القائد هو الخطاب الجامع والذي على ضوئه ترسم السياسة ويؤخذ منه المحدّدات أمام أي قضايا أَو غيرها.

وأشَارَ إلى أنه “ومع أي حدث قد تُتخذ مواقفُ تعتبر شخصيةً ويجب أن يعرف الجميع هو أن أية تصريحات لا تتفق مع ما تحدث السيد القائد أَو ما يصرح به رسميًّا فلا تعبر عن الموقف بالضرورة”، وذلك بمعنى أن السيد القائد -حفظه الله- هو من يرسم الطريق ويحدّد الموجهات في كُـلّ أسبوع يلقي فيه خطابه.

أما الناشط الإعلامي جمال أبو مكية، فقد أكّـد أن كلمة السيد القائد -يحفظه الله- تُعد بمثابة نقطة تحول تاريخية، حَيثُ أسقط فيها الأقنعة وكشف المخطّطات التي تحاك ضد الأُمَّــة.

ويوضح في تحليلٍ للخِطاب على حسابه في منصة “إكس” أن السيد استعرض بوضوح التحديات الراهنة، وبيّن أن الأعداء يعملون على زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار، مردفًا أن القائد أشار إلى أن الحل يكمن في الوحدة والتكاتف بين جميع الشعوب الإسلامية وضرورة الالتزام بالمبادئ والقيم الدينية.

ويواصل أبو مكية: “كما شدّد على أهميّة عدم التراجع عن المبادئ، وأن هذا الالتزام هو ما يضمن النصر والنجاح في مواجهة المخطّطات العدائية”، مؤكّـدًا أن “كلمته كانت دعوة لتجديد العهد مع فلسطين والدفاع عنها كما أكّـد على الوقوف مع الشعب السوري واللبناني بكل الوسائل الممكنة”.

ويبيّن أن كلمة القائد هي “خارطة طريق واضحة للمستقبل، تحمل في طياتها رسالة أمل وثقة في قدرة الأُمَّــة على تجاوز الصعوبات وتحقيق الانتصارات”.

حرصُ القائد على الأُمَّــة الإسلامية:

من جهته يكتُبُ نائبُ رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، مراد أبو حسين، عن كلمة السيد القائد -يحفظه الله- بأنها كانت شافيةً كافيةً وضّحت فيها كُـلّ المسارات وكلّ الأحداث والتحديات والمؤامرات ورسمت الخطط العرضية والرؤية القوية لوحدة الأُمَّــة وقوتها وعزتها بالتحَرّك تحت راية الله وفي سبيله في مواجهة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.

ويضيف أبو حسين في منشوره على منصة “إكس” بالقول: “تلحظ من كلمات وخطابات السيد القائد -يحفظه الله- حرصه على الأُمَّــة وشدته على العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، وحكمته في مواجهتهم، وقوته في ارتباطه بالله وثقته به، والتوضيح للمخاطر والتبين للطريقة السليمة لوقاية الأُمَّــة، وحبه وألمه على غزة وفلسطين، وعشقه للجهاد في سبيل الله، واعتزازه بشعبنا العزيز الصادق المجاهد، وقوة علاقته بالله من خلال القرآن الكريم وتعزيز خوفه من الله”.

بدوره يقول الصحفي الفلسطيني فايد أبو شمالة: إن “خطاب السيد الحوثي: تشخيص مسؤول، وعلاج مأمول”.

ويؤكّـد في منشورٍ على منصة “إكس” أنه “لم يتغير موقف السيد القائد اليمني عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين” مردفًا: “ولم يتغير موقفه قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو الواجب الذي لا تراجع عنه”.

ويشير أبو شمالة إلى الخروج الأسبوعي في المسيرات وضرب العمق الصهيوني بالصواريخ والمسيَّرات وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه، مؤكّـدًا أن السيد “لم يتغيّر تشخيصَه لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها”.

ويختتم أبو شمالة حديثه بالقول: “لم تختلف نبرةُ الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من بعيد متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقربَ للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته”.

المسيرة: أصيل نايف حيدان

مقالات مشابهة

  • قبائل همدان تُعلن النفير العام تضامناً مع فلسطين ومواجهة التصعيد
  • تدشين المرحلة الرابعة من دورات “طوفان الأقصى” في مديرية الجبين
  • لقاءان في الزهرة واللحية بالحديدة يناقشان تدشين المرحلة السادسة من دورات “طوفان الأقصى”
  • خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.. خارطة طريق للأمة
  • كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرة مسيرة قادمة من اليمن
  • الاحتلال يعلن اعتراض مسيّرة أُطلقت من اليمن في منطقة البحر المتوسط
  • باحثون يعرّجون على الخطاب التاريخي للسيد القائد: رسم مسارًا واضحًا للمواجهة في المرحلة الأكثر حساسية
  • أهميّةُ خطابات السيد القائد في رسم خارطة الطريق للبلدان العربية والإسلامية
  • “معادلة الاستباحة” السيد القائد يحذر ويرسم مسار المواجهة