بين التعليق والمراجعة.. كيف تتعامل إدارة بايدن مع ملف تسليح إسرائيل؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
في خضم الحرب الدائرة في غزة، اتخذ الرئيس الأميركي، جو بايدن، قرارات مختلفة بشأن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.
ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب سلوك رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، في الحرب على غزة، أصبح من الصعب التكهن بتوجه السياسة الخارجية للإدارة الأميركية فيما يتعلق بملف تسليم الأسلحة لإسرائيل، وفقا لصحيفة "بوليتيكو".
ويحاول بايدن تحقيق توازن صعب بين الدعم القوي لأقرب حليف لأميركا في الشرق الأوسط وإدانة القصف الإسرائيلي للمدنيين في غزة.
وتصاعد هذا التوتر، الأسبوع الماضي، عندما علقت الولايات المتحدة شحنة من القنابل الثقيلة إلى إسرائيل، قبل أن يهدد بعدها الرئيس بايدن بحجب المزيد من الأسلحة الهجومية إذا شنت إسرائيل عملية كبرى في المدينة الجنوبية، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال تدفق الأسلحة الأميركية الأخرى متواصلا بلا عوائق أو توقف.
ويشمل ذلك شحنة محتملة بقيمة مليار دولار تحتوي على ذخيرة للدبابات ومركبات تكتيكية وقذائف هاون والتي أبلغت عنها الإدارة الكونغرس، الثلاثاء. كما أوضح بايدن أن الولايات المتحدة ستواصل توفير الأسلحة الدفاعية، بما في ذلك صواريخ اعتراضية لنظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية".
وتطرح التطورات الأخيرة تساؤلات بشأن الوضع الفعلي لعمليات إرسال الولايات المتحدة للسلاح إلى إسرائيل، فما الأسلحة التي تم تعليقها؟ وما التي يتم إرسالها أو التي ما تزال قيد المراجعة.
ما الذي تم تعليقه؟قررت إدارة بايدن، في أواخر أبريل، تعليق شحنة من الذخائر التي توقع مسؤولون أن تستخدمها إسرائيل في رفح، 1800 منها كانت قنابل وزنها 2000 رطل (907 كيلوغرام)، و 1700 منها كانت قنابل وزنها 500 رطل (226 كيلوغرام).
وعبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم بشأن القنابل التي تزن 2000 رطل وتأثيراتها المدمرة في بيئة حضرية مكتظة بالسكان.
وعند الإعلان عن التعليق، اعترف بايدن لأول مرة بمقتل مدنيين بهذه القنابل في غزة. وقال لشبكة سي أن أن، مشيرا إلى القنبلة التي تزن 2000 رطل: "قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها مراكز السكان".
وتابع: "لقد أوضحت لبيبي (نتانياهو) والمجلس الحربي: لن يحصلوا على دعمنا، إذا ذهبوا بالفعل إلى تلك المراكز السكانية".
ووفقا لبوليتيكو، عادة ما يتم إرفاق تلك الذخائر بمجموعة توجيه، والتي تحولها إلى أسلحة "ذكية" يتم توجيهها بدقة إلى أهدافها.
وبالنسبة للقنابل التي تزن 2000 رطل، فتكون مرفقة بما يسمى "قنبلة الهجوم المباشر المشترك"، أما القنابل التي تزن 500 رطل، تكون معها ذخائر توجيه تسمى "قنبلة الهجوم المباشر الصغيرة".
وشدد مسؤول أميركي رفيع، على أن الشحنة التي تم تعليقها لا تحتوي على أي أطقم توجيه للقنابل، والتي تُعرف أيضا باسم "مجموعات الذيل".
بشكل منفصل، قال المسؤول الذي تحدث لبوليتيكو، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن وزارة الخارجية تقوم بمراجعة العديد من المبيعات التجارية المباشرة الأخرى، خاصة تلك التي تتم بين صناع أميركيين وشريك أجنبي، والتي تتطلب رخصة تصدير معتمدة من الإدارة، بما في ذلك مجموعات ذيل JDAM.
وقال المسؤول إن أيا من هذه المبيعات لا تتضمن تحويلات "وشيكة". وبعبارة أخرى، لن يتم استخدام أي منها في عملية رفح المباشرة.
ولا يزال قيد المراجعة أكثر من 6500 مجموعة من ذخائر JDAM. تم طرحها للترخيص في ديسمبر 2023، ولم توافق عليها الإدارة بعد منذ ذلك الحين، وفقا لمساعد في الكونغرس ومسؤول أميركي.
وهناك مبيعات عسكرية أجنبية أخرى محتملة لإسرائيل والتي تمر عبر عملية موافقة من وزارة الخارجية. تتم هذه المبيعات بين حكومة الولايات المتحدة وحكومة أجنبية وعادة ما تنطوي على عملية أكثر تعقيدا وطويلة.
ومن المألوف أن تأخذ الإدارة الأميركية الوقت اللازم للتدقيق والتمحيص قبل إعطاء الضوء الأخضر لمثل هذه الأصناف من الأسلحة، والتي قد تتضمن محركات مخصصة للمقاتلات من طراز F-35، أو ذخائر للمدرعات، أو قذائف هاون، أو عربات تكتيكية متوسطة الحجم.
وبمجرد موافقة الإدارة والكونغرس على هذه الأسلحة، فمن المرجح أن تستغرق أشهرا أو حتى سنوات قبل أن يتم إنتاجها وتسليمها.
وبحسب بوليتيكو، فإن العديد من المشرعين، وخاصة الجمهوريين، ليسوا سعداء بما يعتبرونه تصرفا أحاديا من الإدارة في حجب القنابل عن إسرائيل. إذ لم يتم إبلاغ الكونغرس في البداية بالشحنة المعلقة أو بالحالات الأخرى التي تراجعها الإدارة.
وظلت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة المتقدمة لإسرائيل على مدى عقود. وبموجب اتفاقية عام 2016، تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية كل عام.
ويشمل ذلك 3.3 مليار دولار في التمويل العسكري الأجنبي - وهي العملية التي توفر من خلالها الولايات المتحدة لإسرائيل تمويلا لشراء أسلحة أميركية الصنع - و500 مليون دولار لبرامج الدفاع الصاروخي الأميركية الإسرائيلية المشتركة.
ولا تكون أي من هذه المبيعات للشحن الفوري. إذ أن المناقشات قد تدور حول العقود والتسليمات الخاصة بالسنوات القادمة.
ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، وافقت إدارة بايدن على ما يزيد عن 100 عملية بيع أسلحة وذخائر لإسرائيل، ولم يتم إخطار الكونغرس بمعظمها، إذا لم تتجاوز الصفقات قيمة معينة.
وتدرس إدارة بايدن بيع ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة جديدة من طراز "F-15" لإسرائيل، مقابل 18 مليار دولار، بالإضافة إلى أسلحة أخرى، وفقا لما ذكرته بوليتيكو في فبراير.
وفي الوقت نفسه، قام البنتاغون أيضا بتسريع نقل الأسلحة من المخزون الاستراتيجي الذي احتفظت به الولايات المتحدة في إسرائيل منذ الثمانينيات، بالإضافة إلى عمليات تسليم الأسلحة التي اشترتها إسرائيل سابقا من الولايات المتحدة. وقد وصل بعض تلك الأسلحة إلى إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب.
ومن المرجح أن يتبع ذلك تدفق المزيد من الأسلحة، بعدما وافق الكونغرس في أبريل على مشروع قانون لتقديم دعم إضافي بقيمة 26.3 مليار دولار لإسرائيل، بما في ذلك مليارات الدولارات لأسلحة مثل نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إدارة بایدن ملیار دولار إلى إسرائیل التی تزن فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء أمميون: الإجراءات الأميركية بحق طلاب مناهضين لإسرائيل غير متكافئة
أكد خبراء مستقلون تابعون للأمم المتحدة أن أفعال السلطات الأميركية بحق ناشطين وطلاب مؤيدين للفلسطينيين هي "غير متكافئة، وتنطوي على تمييز ولا طائل منها"، مطالبين بـ"وقف القمع والانتقام".
وقال الخبراء إن هذه الأفعال "تؤدي فقط إلى مزيد من الصدمات والاستقطاب، الأمر الذي يؤثر سلبا في التعليم داخل الجامعات"، لافتين إلى أنها تطال "بتأثيرها الحق في حرية التعبير والاجتماع وتأليف الجمعيات".
اعتقال محمود خليلوأشار الخبراء -المفوضون من مجلس حقوق الإنسان لكنهم لا يتحدثون نيابة عن الأمم المتحدة- إلى اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، وهو الأمر الذي أثار استياء الأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
ويعتبر خليل أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة، إذ كان له دور بارز في تحريك الرأي العام الجامعي والعالمي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي التاسع من مارس/آذار 2025، اعتقلته سلطات الهجرة بعد اقتحام منزله، بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.
ويحمل محمود -وفقا لمحاميته- البطاقة الخضراء للإقامة الدائمة، ومع ذلك اعتقلته شرطة الهجرة الفدرالية تمهيدا لإبعاده من البلاد، حيث قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إنه "قام بأنشطة مرتبطة بحماس المصنفة منظمة إرهابية".
إعلانوكتب الرئيس دونالد ترامب، على شبكته "تروث سوشيال"، "هذا أول اعتقال وسيكون هناك المزيد".
وتابع الرئيس الأميركي "نعلم أن هناك طلابا آخرين في جامعة كولومبيا وجامعات أخرى شاركوا في أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأميركا، وإدارة ترامب لن تتسامح مع ذلك (…) سنعثر على المتعاطفين مع الإرهابيين ونعتقلهم ونبعدهم".
إجراءات مرتبطة بأنظمة الاستبداد
ووفقا لعشرات الخبراء المستقلين، فإن عمليات الطرد والترحيل والحرمان من حق إكمال الدراسة والتخرج "ضارة بالطلاب، وتمنعهم من رسم مستقبلهم وتحقيق تطلعاتهم الأكاديمية أو المهنية مستقبلا".
وقالوا إن "هذا النوع من الإجراءات يرتبط في كثير من الأحيان بالأنظمة الاستبدادية" وحثوا الجامعات على مواءمة أنظمتها الداخلية مع معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت جامعة كولومبيا -التي خفضت إدارة ترامب دعمها بقيمة 400 مليون دولار- أنها فرضت عقوبات مثل "التعليق لعدة سنوات، والإلغاء المؤقت للشهادات والطرد" بحق الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين شاركوا في احتلال أحد مباني المؤسسة الجامعية المرموقة في ربيع عام 2024.