شكّل وقوف وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت أمام الكاميرات، ومهاجمته لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لعدم اتخاذه قرارات بشأن البديل المطلوب في غزة عن حماس، فرصة لمعرفة طبيعة العقلية داخل حكومة تل أبيب وحجم الخلافات التي تشهدها.

وفجر غالانت في خطابه العلني قنبلة مدوية حين طالب نتنياهو بإعلان عدم رغبته باحتلال غزة، والبدء بتعيين حكم محلي مدني فيها، دون التورط في مستنقعها، خشية الأضرار والخسائر التي تنتظر الاحتلال، مما دفع الساحة السياسية والحزبية والأمنية للانشغال بهذا الخطاب، حتى على حساب التطورات الدامية القادمة من غزة.



ورصدت "عربي21" أهم ردود الفعل الإسرائيلية على خطاب غالانت ضد نتنياهو، الذي زاد من اشتعال الأزمة السياسية الحالية.

وأشار المراسل العسكري للقناة 12، نير دفوري  إلى أن "الخطاب التحذيري لغالانت يشبه ذات الخطاب الذي أدى لإقالته قبل نحو عام إبان اعتراضه على الانقلاب القانوني، والآن بعد هذا الخطاب، لن يستطيع إسرائيلي أن يقول: لم أعرف معنى احتلال غزة، وماذا سيكلفنا، لأن خطاب غالانت يؤكد أنه سيكلفنا دماء وأزمة اقتصادية، وأن الإصرار القديم على رفض وجود السلطة الفلسطينية في القطاع هو الخطيئة الأصلية لنتنياهو، لأنها ستقود الدولة لتنازلات قاسية وغير عادية".


وأضاف دفوري  أن "السؤال الذي يطرحه الإسرائيليون على أنفسهم الآن بعد خطاب غالانت هو كيفية مواصلته العمل مع نتنياهو، واتخاذ قرارات مصيرية تنطوي على دماء الإسرائيليين، الأمر الذي سيترك آثاره السلبية على خدمة أهداف الحرب بالطريقة الأكثر فعالية، وهي عودة المختطفين، ثم استبدال حكومة حماس".

ومن جهتها، أكدت خبيرة الشئون الحزبية، دانا فايس، "أننا أمام خطاب درامي، اتهام خطير من وزير الحرب لرئيس الوزراء خلال الحرب بأنه لا يتخذ قرارا، وبالتالي يعرّض أمن الدولة للخطر، ويقول علنا ما كان يقوله منذ أشهر في الغرف المغلقة لنتنياهو وكافة منتديات صنع القرار، لأنه يمثل المؤسسة الأمنية بأكملها ومعظم وزراء مجلس الحرب، الذي يدرك أن الاحتلال يتحول إلى حكومة عسكرية فعلية في غزة، خاصة بعد احتلال معبر رفح، والنتيجة أن غالانت لا يثق بنتنياهو، ويتخذ خطوة أخرى، ويطالبه بالإعلان علانية عن معارضته للحكم العسكري في غزة، وفي هذه الحالة سيضطر الأخير للاختيار بين المؤسسة الأمنية ووزير الحرب، وبين سموتريتش وبن غفير، وخلاصة القول إننا أمام أزمة ثقة خطيرة للغاية".

وبدورها، أكدت المعلقة السياسية، دافنا ليئيل، أن "خطاب غالانت احتوى على أمور مهمة جدا، وهذه ليست أزمة أخرى مع نتنياهو، لأن حديثه كشف عن خلافات عميقة في الرأي داخل الحكومة بأسرها بشأن استمرار العدوان العسكري على غزة، مع العلم أن غالانت يتمتع بوزن شعبي كبير جدا، ونتنياهو غير مهتم بالخوض في مغامرة إقالته، رغم أن خلافهما وصل آفاقا جديدة، وهذه المرة بسبب حرب غزة، وبالتالي يضع غالانت مسألة غزة في قلب الأجندة الإسرائيلية".

ومن ناحيته، أكد مراسل الشؤون الحزبية، يائير شاركي، أن "بيني غانتس وغالانت يفكران بنفس الطريقة، باستثناء أن غانتس وغادي آيزنكوت تناقشا لفترة طويلة حول الصياغة والتوقيت، وهنا جاء غالانت وقال بطريقته المباشرة والحادة الأشياء بشكل أكثر وضوحًا مما قد يقوله غانتس على الإطلاق، ربما لأنه ليس لديه حزب يستقيل منه، وهكذا، اختصر غالانت الساعة السياسية للوزراء من "المعسكر الرسمي" بطريقة حادة جداً، هذه الليلة يتم تفكيك مجلس الحرب فعلياً، ربما كان فعالاً في بداية الحرب، لكنه الآن عقب التسريبات، ومناقشة الخلافات علناً، بات يطرح السؤال حول مستقبل الحرب، وإلى أين تتجه".

وأكدت خبير الشئون السياسية، عاميت سيغال أن "غالانت، ورغم الدراما الذي أحدثها خطابه، لكن ليس لديه أي نية للاستقالة، والخلافات في الرأي التي أثارها الخطاب بأكثر الطرق علنية أمام الشعب ونتنياهو لا تعني أنه ينوي إنهاء منصبه، وانطلاقا من تجربة العام الماضي، فلا يبدو أن نتنياهو ينوي إقالته أيضا، ولذلك، سيتعين عليهما الاستمرار معا، فالنقاش الأساسي حول ما سيحدث "في اليوم التالي"، وهنا عادت القضية الفلسطينية إلى مركز الخريطة السياسية".


وأوضح سيغال أن "خطاب غالانت يعني أنه وفق تقديراته المهنية، فإن الجيش لا يمكن أن يوجد في غزة، وبالتالي فإن ما تبقى منطقياً تقريباً هو القوى الفلسطينية المعتدلة، وحتى لو لم تتخذ الحكومة قراراً بشأن حكومة عسكرية مدنية هناك، لكن الأمور ببساطة تتدحرج هناك، أي أن الوضع معقد للغاية، وهؤلاء الوزراء، الذين لا يحبون بعضهم، يتناقضون مع بعض في هدف الحرب الأساسية".

أما محرر الشئون الحزبية، أمنون أبراموفيتش، فقد أكد أن "ما يقوله غالانت لنتنياهو هو ما تقوله المؤسسة الأمنية والعالم أجمع، ومفاده أنه يطيل الحرب لأسباب شخصية وسياسية تتعارض مع المصلحة الوطنية".

تكشف هذه القراءات الإسرائيلية لخطاب غالانت أنه قد يكون لديه معلومات بأن نتنياهو ينوي احتلال غزة فعلا، مما قد يشير إلى أن غالانت ومن خلفه المؤسسة العسكرية والأمنية يتفقون على رفض توجهاته، الأمر الذي يفسح المجال للتعرف على ما سيعنيه من الناحية العملياتية في غزة، فضلا عن قراءة التحريض الأمريكي لغالانت للخروج علانية ضد نتنياهو الذي يعاند واشنطن كثيرا.

 وكل ذلك سيلقي بظلاله السلبية على مجريات الحرب، وقد تدفع باتجاه شركاء نتنياهو الآخرين للاستقالة، خاصة غانتس وآيزنكوت، وتركه وحيدا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غالانت نتنياهو غزة إسرائيلي إسرائيل غزة نتنياهو غالانت صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يصل الدوحة.. هل يسعى نتنياهو لاستئناف الحرب؟

نقل موقع أكسيوس أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

اقرأ ايضاًوفد مفاوضات إسرائيلي يصل الدوحة.. واجتماع مرتقب مع ويتكوف

وفي وقت سابق تم الإعلان عن وصول وفد إسرائيلي للدوحة للمشاركة في مفاوضات من شأنها استئناف وقف إطلاق النار.

ووفق مصادر فإن "إسرائيل تسعى في إطار محادثات الدوحة إلى تطبيق خطة ويتكوف وتمديد وقف إطلاق النار 60 يوما".

وأضافت، بأن إسرائيل مستعدة لبحث إطلاق سراح الأسرى على مراحل وليس دفعة واحدة لرفضها بحث إنهاء الحرب، تبدأ بإطلاق سراح 10 أسرى أحياء اليوم الأول والبقية آخر يوم.

في الوقت ذاته، قالت هيئة البث عن مصادر لها إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد خلال الأيام المقبلة للتصديق على خطط العودة للحرب في قطاع غزة".

وفي وقت سابق، أشار موقع أكسيوس إلى أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يحاولون تخفيف حدة توتر استمر أياما بسبب محادثات مباشرة بين واشنطن وحماس.

يأتي ذلك بينما تتواتر احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة للمطالبة بصفقة شاملة تعيدهم دفعة واحدة.

في المقابل، نددت حركة حماس بخرق الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم جدية الاحتلال، وعدم التزامه بالخفض التدريجي لقواته في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى.

وقالت حماس، في بيان إن "الاحتلال لم يلتزم ببدء الانسحاب من المحور في اليوم الـ42، حسبما ورد في الاتفاق، حيث كان من المقرر اكتمال الانسحاب بحلول اليوم الـ50 للاتفاق، وكان يُفترض أن يتم ذلك أمس الاثنين"، معتبرة ما جرى انتهاكا صارخا وخرقا واضحا للاتفاق ومحاولة مكشوفة من الاحتلال الإسرائيلي لإفشاله وتفريغه من مضمونه.

اقرأ ايضاًاستهداف مسؤول عسكري كبير في "حزب الله" بغارة إسرائيلية

يأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود للقطاع لليوم العاشر على التوالي، إضافة لقطع التيار الكهربائي منذ الأحد.

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند ويتكوف يصل الدوحة.. هل يسعى نتنياهو لاستئناف الحرب؟ استهداف مسؤول عسكري كبير في "حزب الله" بغارة إسرائيلية محادثات جدة.. كييف توافق على مقترح أميركي دعاء اليوم الثاني عشر من رمضان 2025 وفد مفاوضات إسرائيلي يصل الدوحة.. واجتماع مرتقب مع ويتكوف Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • المعارضة الصهيونية: نتنياهو يرفض دفع الثمن السياسي لوقف الحرب
  • اعتقالات إسرائيلية جديدة في شمال الضفة الغربية
  • يديعوت: نتنياهو يرضخ لإملاءات ترامب بشأن الحرب والسلم وتبادل الأسرى
  • بشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام
  • صحيفة إسرائيلية تتهم نتنياهو بالمراوغة: عقابه لسكان غزة يهدد حياة مواطنينا
  • ويتكوف يصل الدوحة.. هل يسعى نتنياهو لاستئناف الحرب؟
  • مجاعة وحصار في رمضان.. عربي21 ترصد أزمة غزة الإنسانية بين الجوع وانتهاكات الاحتلال
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • وسائل إعلام إسرائيلية تكشف خطط الاحتلال لاستئناف الحرب على غزة
  • الجزيرة نت ترصد الدمار الذي خلفه الاحتلال بمستشفيات الجنوب اللبناني